الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علىافضل خلق الله اجمعين
وبعد :
الاخوة الأكارم سلام الله عليكم ورحمة من لدنه وبركات
لقد وجدت في هذاالموقع فضاءا واسعا لطرح هذه الفكرة التي اعتقد انها لا تخفى على الكثيرين من الشريحة المشاركة في هذا المنتدى الكريم والتي ارجو ان تحظى بالقبول
فلطالما راودتني فكرة الحضارة واسبابها وسبب ابتعاد امتنا عنها رغم الوفرة الكبيرة في عدد الخريجين والمثقفين وهناعادت بي الذاكرة الى سؤال كان يراودني عند تلاوة كتاب الله الكريم
بل الى لحظات الاتصال الاولى من الخالق الكريم لايصال رسالة الخير والمحبة والحضارة والسلام للانسانية جمعاء حين ارسل جبريل عليهالسلام لنبيه الكريم النبي الأمي صلوات الله وسلامه عليه في غارحراء ذلك المعبد الأول و معتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرك والجهل بحثاً عن حقيقة الوجودتتبعا لفطرة الله السليمة التي فطر الناس عليها الا وهي توحيد الخالق .
في تلك اللحظة التي بدأت فيها رسالة السماء للخلق قاطبة إبتدات بأمر الهي عظيم لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ومنه لأمته ب(إقراء باسم ربك اللذي خلق) وماسبقها من إعداد نفسي لاستقبال هذا الأمر العظيم بضم سيدنا جبريل عليه السلام لسيد الرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تنبيهاً لعظم المهمة وارشاداً للقانون الألهي الأول للفوز بسعادة الدارين للبشرية جمعاءالا وهوالأخذ باسباب العلم بشقيه الديني والدنيوي بكافة اشكاله مع اخلاص النية لله في ذلك فتعلم العلوم الشرعية واجب وهوالسبيل للفوز بخيرالدنيا وجنةالأخرة وقي تعلم العلوم الأخرى كالطب والهندسة والفلك وغيرها وجوب شرعي أيضاً كونه السبيل الأوحد للرقي والحضارة والنهوض فكلمة اقراء لم تنحصر بتعلم العلوم الشرعية وحسب بل جاءت توجيهاً إلهياً منذ بدأت رسالة الأسلام للأمة بالتوجه للتزود من مناهل العلوم بكافة أنواعها سعياً للسمو والنهوض بأمة كانت تعيش حياة الجهل والتخلف والنزاع في قبائل متفرقة امية تتربع المكانة الوسط بين الأمم لتصبح خير امة اخرجت للناس تدل على الخير وتساهم في حضارة البشرية ولا ادل على ذلك من اتساع رقعة الرسالة الجديدةلتدخل كل مكان متلازمة بتطور العلوم وبزوغ النوابغ الذين سطرو للعلم تاريخاًممهوراً بأسمائهم التي كتبت بأحرف من ذهب اولئك العلماءالعرب والمسلمين الأفذاذكابن الهيثم وابن خلدون وابن النفيس والبيروني وابن سينا والفارابي والرازي و ابن حيان والطبري وغيرهم.... وما أكثرهم واللذين أخذالغرب عنهم بل لا زالت علومهم واكتشافاتهم تدرس في أرقى الجامعات حتى يومنا هذا
فأصبح للعرب والمسلمين مكانة وحضارة بعد أن كانو مهمشين تائهين في مهاب الجهل وضائعين في اطراف الصحراء بسبب أخذهم بذلك القانون الإلهي الأول (إقرأ ) بإخلاص نية لله وحده لالغرض دنيوي زائل اولمصلحة شخصية أنية ولا أدل على ذلك من علاج الكثير من علماء الطب المسلمين الأوائل لمرضاهم مجاناً بل كانو يعطونهم العلاج أيضاً. كما كان بعضهم يبذل الغالي والنفيس بل ويتكبد عناء السفر الشاق البعيد سعياً لإرواء شغفه بالعلم والتزود به كما كانت أبحاثهم للعلم لا لشيء اخرالا ارضاءاً للخالق سبحانه وتعالى وإعماراً لأرضه بالخيرلعباده أجمعين
ولا أدعي هناانكار أهمية الكسب الحلال للمتعلمين من علومهم ولكنني أقصد التعلم باخلاص النية في هذا العلم لله سبحانه وتعالى وتطويره ونشره بحيث يكون التعلم تعبداً لله ونشراً لهذه الرسالة سعياً لنشرالخير لعباده كلهم
أيصاً لنا في هديه صلى الله عليه وسلم ما يدعم هذه الفكرة كما في الأحاديث:
((طلب العلم فريضة على كل مسلم))
((من سلك طرقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقاً الى الجنة)) أوكما قال عليه صلوات الله وسلامه
وأيصاًفي الأقوال:
((اطلبواالعلم ولو في الصين))
((اطلبواالعلم من المهد الى اللحد))
وفي الختام أجدأن لا سبيل لنهضة هذه الأمةوتحضرها مجدداً الا بالطريق الوحيد الذي ارتفعت به سابقا الى مصاف الأمم الأولى الا وهو العلم والبحث وتطويره ونشره لوجه الله مع اخلاص النية لنفوز بسعادةالدارين عند الله
ولاأدل على وصول الأمم الأخرى لما وصلت اليه من تقدم وسبق الا بأخذها بهذا القانون الإلهي بالعلم والبحث والتطوبر وإكمال مسيرة من سبقها فيما وصلو اليه
أضف الى ذلك العدل بين الناس كافة على اختلاف مشاربهم وفي جميع تعاملاتهم ومنبعه تقوى الله سبحانه وتعالى
ولاأدل على تراجعنا وتخلف ركبنا إلا بسبب إهمال ذلك وترك العلم والتخلي عن البحث الذي سبقتنا إليه الأمم الأخرى بعد أن كنا السباقين اليه
اخوتي ان هذا العلم أمانة في أعناقنا سنسأل عنها يوم الدين ولنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دليل :
((لاتزول قدماعبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما افناه وعن جسده فيماابلاه وعن علمه فيما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه )) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
فهل كلنا يعمل بما علم ؟وهل حاولنا تطوير ما تعلمناه ؟وهل أوصلناه الى من لا يقدرعليه؟؟؟؟
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً صالحاً متقبلاً يا رب العالمين
وهيءلهذه الأمةأمر رشد علها تبلغ ما تصبو اليه من حضارة ومكانة تستحقها بين الأمم
والحمدلله رب العالمبن
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً أخي الكريم
يشرفني وجود أمثالك ممن لازالت لديهم الغيرة على رسالة امتهم ونهضتها
أنا أوافقك في معظم ما كتبت وفعلاً الحضارة ليست الا استيعاب للأخرين على اختلاف مشاربهم
والحكمة والموعظة الحسنة هي أرقى مباديء الحضارة التي قررها الخالق عز وجل في كتابه الكريم
وأقرها النبي الكريم في نشر دعوته صلى الله عليه وسلم حتى مع ألد أعدائه ليتحولوا الى موالين بل الى مؤمنين خلصاء أرجو من الله أن ينفعنا جميعاً بعلمه ويزيدنا من جوده وفضله ويرزقنا الأخلاص في القول والعمل ابتغاء وجهه الكريم علنا نكون سبباً في طريق بعث حضارة الأمة من جديد
أرجو مطالعة موضوعي القادم بعنوان التعليم تلك اللبنة الأساس في بناء صرح حضارة الأمة