( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار )
كعادتي كل يوم وبعد خروجي من الدوام مباشرة أذهب لبائع الجرائد ؛ لأبتاع منه الصحف ؛ وأنا طبيعي لا أبتاع إلا صحيفتان الآن فقط ؛ المصريون والحرية والعدالة ؛ فلا أقرأ سواهما تقريباً تلك الفترة العصيبة ؛ وأكمل رحلة بحثي عن الأخبار ؛ عبر الإنترنت و من خلال المواقع والمنتديات والفيس بوك طبعاً ..
ذهبت يوم الأحد لأبتاع الجريدة فوجدت أمامي جريدة التحرير التى لا أحبها ولا أحب حتى مشاهدة القناة التى تبثها ؛ وشاهدت على غلافها صورة الفتاة الشهيرة والتى زعم الكثير بأن الجيش قام بضربها وسحلها ثم تعريتها ؛ وإلى الآن لم أفهم لماذا سيقوم الجيش بفعل كل ذلك معها ؛ فلو كانت فتاة إسرائيلية ما فعل معها ذلك ..! قد يعلق البعض على جملتي هذه قائلاً ( طبعاً هو الجيش يقدر يعملها مع اليهود والأمريكان ؛ كفايه يتشطر علينا أحنا وعلى بنات بلده )
لن أستنفذ وقتي وجهدي المتواضع في الكتابة والسرد والتعليق على الصورة والفيديوا وما حدث فيهما ؛ فلقد فعلها الكثيريون من الصحفييين والكتاب وحتى القراء العاديين ومنهم من صدق بأن الجيش فعلها وانكرعليه فعلته تلك ؛ وقلة أنكروا على الفتاه خروجها إلى الميدان والشارع بتلك الملابس الغريبة ..
حديثي اليوم سيكون عن التجارة الجديدة بمصر ؛ تجارة دم الشهداء؛ التى أصبحت من أنجح أنواع المتاجرات في مصر الآن ؛ فكل من أراد أن يكتب أو يهتف ويصرخ عبر القنوات الفضائية ؛ ويكيل الإتهامات للجيش وللحكومة وللإسلامين ؛ ويقف حجر عثرة أمام العبور بمصر إلى بر الأمان ؛ ويتعدى على رغبة الشعب ؛ ويتهمه بالجهل والغباء والتخلف ؛ ويسخر من إختياراته في صندوق الإقتراع ؛ ويحاول جاهداً فرض سطوته عليه بأسم الديمقراطية ؛ فمن أراد كل ذلك وبنجاح منقطع النظير ؛ فليس أمامه سوى تجارة واحدة يجني من ورائها الكثير من الأموال ( تجارة دم الشهداء ) دماء الشهداء الذي مازال ينزف منذ قيام الثورة ؛ فكل من يقتل الآن في الشارع ؛ سواء كان بلطجياً ؛ أو محرضاً ؛ أوممولأً من الداخل والخارج أصبح من الشهداء ويتاجر بدمه الآن ونطالب بالثأر له من الجيش والحكومة ؛ كل هذا على حساب الدولة وأمنها وهيبتها ومؤسساتها .!
حتى أصابنا الفقر والجوع ؛ وأغلقت مصانعنا ؛ وأحرق تراثنا ؛ وغيبت عقولنا ؛ وتاه شبابنا بين الحق والباطل ؛ ونال المغرضون من عقولهم ؛ وخسرنا الكثيرمن أموالنا؛ وتراجعت أسهمنا بالبورصة بشكل رهيب ؛ وأهينت هيبة الدولة بشكل محزن ومؤلم ؛ وفقدنا معنى الإحترام ؛ حتى أصبح الصغير والتافه والإمعة ؛ يتعدى على الكبير ويهينه أمام العالم ..!
تلك هي التجارة الرائجة تلك الأيام ؛ التجارة الرابحة ؛ التى أفقدتنا الكثير ؛ وحرمتنا الكثير ؛ التجارة التى إنفضوا إليها وتركوا البلاد والعباد في مأزق كبير ؛ ليصلوا إلى مآربهم الدنيئة ؛ تلك التجارة التى ألهتهم عن ذكر الله ؛ وحب الوطن ؛ والصلاة والزكاة ؛ تلك التجارة التى جعلتهم ينساقون خلف مصالحهم ومصالح بلاد أخرى تكره لنا الحياة ؛ تلك التجارة التى جعلتهم لا يفكرون إلا بأنفسهم وبمصالحهم الشخصية ونسوا هموم البلد وإقتصادها المنهار ؛ والعشوائيات التى تملؤها ؛ و أطفال شوارعها ؛
وتطورت المتاجرة الآن وتحولت من تجارة بدماء الشهداء إلى متاجرة بأجساد النساء .!!
كيف بالله عليكم تنشرون صور بناتكم على الصحف وهن عاريات ؟ يا من تتشدقون كل يوم بالحرية وحقوق الإنسان ؛ والشرف والعفة .! كيف هانت عليكم أجساد نساءكم يا أصحاب المروءة والأقلام النظيفة ..؟! أتلك هي تجارتكم ؛ أتلك هي مبادئكم . ؛ تعساً لكم ولتجارتكم ؛ لا أربح الله لكم تجارة ؛ وسحقا لكم يا من جعلتم دم إخوتكم وأجساد بناتكم مطية لكم ولمداهناتكم ونفاقكم ؛ صدق الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم حين قال ( يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام )