بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
يا أيها السادة والسيدات لكم مني اجمل الدعاء والود والإحترام ، وكم يسعد القلب بجواركم والكتابة اليكم فمهما قلنا ومهما فعلنا فلن نستطيع التعبير لكم عن كل ما في قلوبنا تجاهكم فبارك الله فيكم وسدد خطاكم ويسر الله لكم كل عسير وجمع شملكم مع احبابكم اينما كانوا..
ورحم الله أمواتكم وشفا الله مرضاكم وهدا الله أولادكم وأصلح الله نسائكم وأكركم بأرضكم ودياركم وجعلكم سالمين راضين مرضيين هاديين مهدين ..
ودائما يتشرف القلب بإهدائكم ..
وهاهي قصة قد نسجتها من خيالي فانا لم ادخل الى فلسطين لكنني تخيلت نفسي فيها وكتبت بعض الأفكار والخواطر وكلها رموز لها ما لها وعليها ما عليها ..
أسال الله أن تعجبكم وتكون لنا ولكم في الميزان المقبول يارب ، وتكون محفزا لنا على إيجاد الشرف والمجد والصلاح حتى نتمكن من فتح بغداد وفتح بيت المقدس وفتح كابل والسير في طريق النجاة طريق لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
واليكم القصة وعنوانها *كأس أبيض وأسود* :
/ القطرة الأولى /
إنها قصة جارين الأول إسمه أبيض والثاني إسمه أسود ، الأول يحب اللون الأبيض في كل شيء في لباسه دائما تراه يلبس الأبيض وكل طعامه يفضل فيه دائما الأبيض كالحليب واللبن والأرز ..
وفي الحقيقة هو لا يأكل كثيرا لأنه إن فعل يمرض ولا يستطيع العمل ..
أما جاره الثاني أسود فهو دائما بلباسه الأسود وحتى طعامه يفضل منه الأسود كاللحم والخبز ، وحتى الخمرة يحبها ..
ومشكلته أنه إن لم يأكل كثيرا يمرض، فكل شيء يأكله حتى الذي حرم الله عليه ..
فإنه لا يتوانى عن إشباع غريزته ولذته ..
و في كل يوم ينصحه جاره ابيض عن الكف عن أكل الحرام ، لكن الآخر لا يبالي ولا يسمع لنصائح جاره ويستمر على حاله ..
في يوم من الأيام جاء الجار أسود الى جاره أبيض يودعه قائلا له انه سيغادر البلدة التي يسكنها ويذهب إلى أرض جميلة لعله يجد فيها ما يتمناه ، سيذهب ووعده بأن يرسل إليه كل سنة رسالة ..
سافر الجار اسود الى البلاد البعيدة ، وكانت علامات السرور بادية على وجهه وقلبه يدق بسرعة عجيبة ، حين وصل الى نهاية الطريق نزل من الحافلة فوجد بلدة بيضاء كأن عليها نور وسكانها كذلك حين رآهم تذكر جاره ابيض ، حزن شيئا ما لأن الجميع ربما سيبدأ بنصحه كجاره الذي ترك اا ..
نزل وبدأ يتجول في البلدة الجديدة وما زاد فرحه هو أن أحدا من السكان لم يكلمه ..
استمر في سيره رفقة زملائه ، وقفوا أخيرا عند حائط أسود كبير ..
لم يفهم شيئا مما يحدث غير أنه سمع من زملآئه :
انه هنا سنبقى ا ا ..
حينها بدأت علامات الإستغراب تبدو على وجهه لكنه لم يرد ان يظهرها ..
لكن الصدمة كانت اقوى منه ، كيف يجلس هنا وقد ترك بيته الجميل قرب جاره الطيب ؟.
وهل هذه هي الأماني التي يريد تحقيقها ؟ ..
أحس بحرارة في جسمه وقشعريرة تصعد من اسفل قدميه ما ان وصلت صدره حتى فشلت رجلاه على حمله وسقط مغمى عليه على الأرض ..
في تلك اللحظة جاء أحد سكان البلدة بعد أن أشفق على حاله وقدم لهم كرسي ليجلسوه عليه ..
جلس أسود على الكرسي وجلس زملاؤه بعد ذلك على الكراسي أمام الحائط الأسود. .
ومر يوم وأسود وزملاؤه على هذه الحال ، وفي مساء ذلك اليوم اقترب منهم أحد سكان البلدة وبدأ ينظر إليهم في إشفاق ، حينها طلبوا منه لأنفسهم خيمة يستظلون بها من حر الشمس وبرد الأمطار ..
والمسكين لم يتردد في قبول طلبهم بل إحضر هو بنفسه خيمة كبيرة وأهداها لهم ..
تبت أسود الخيمة وزملاءه امام الجدار الأسود .
وفي احد الأيام وقف أمام الخيمة حاكم البلدة وأعوانه ، رثوا لحال الزوار ، وفكروا في حل لهذه الحال ..
بعد تفكير وتدبر رأوا أن يبنوا لهم مسكنا غير الخيام ..
بنى أسود بيته وبنى زملاؤه بيوتهم أمام الجدار ..
مرت الأيام على هذه الحال وفي يوم تذكر أسود جاره أبيض وكتب إليه رسالة يخبره فيها بكل ما جرى ، وأن البلدة الجديدة أفضل من القديمة ..
وسرد عليه الأخبار وحثه في شوق للحضور بلا تردد أو انتظار ..
وصلت الرسالة إلى أبيض ، وبدأ يفكر في الأحوال ..
هل يذهب إلى جاره أسود ؟ ..
أم يبقى في بلدته ويرد الجواب ؟ .
***
ذلك ما سنتعرف عليه إن شاء الله في القطرة القادمة ..
دمتم في حفظ الله ورعايته ..
بسم الله الحنان المنان ..
والحمد لله صاحب الفضل والإنعام ..
والصلاة والسلام على خير الهدى والأنام..
***
ما أسعد القلب بالتواجد مع إخوانه ورفاقه..
اللهم اجمعن على خدمة الاسلام والمسلمين يارب العالمين ..
واليكم اخواني واخواتي القطرة الثانية من كأس ابيض واسود :
/ القطرة الثانية /
( ( بعد أن وصلت الرسالة إلى ابيض احتار في أمره وفكر طويلا .. وفي الأخير اختار أن يسافر الى بلدة جاره .. لقد اشتاق إليه ويريد أن أن يعرف البلدان ويغير الحال .. جمع أبيض أمتعته القليلة في حقيبته الصغيرة وتوجه إلى البلدة الجديدة .. حين وصل إليها بدأ يسأل الناس عن الجدار الأسود .. وفي آخر المطاف اهتدى إليه بعد صعوبة وعناء .. حين وصل إليه وجد هناك جاره اسود رفقة أناس آخرين مجتمعين .. ولما رأى أسود صديقه أبيض ترك مجلسه وعانقه في شوق وحنان .. تبادلا التحية والسلام ، لم يشعرا بمرور الوقت حتى حل المساء .. أخبره أنه بنى منزلا بقرب الجدار وأنه مسرور بحاله وأنه قد وجد ما يتمناه .. أسدل الليل خيوطه على المكان واستضاف اسود جاره ابيض إلى الدار .. هناك أكملا الحديث والأخبار وباتا بخير حال .. مكث ابيض عند جاره اسود مدة وبعدها أحس بأنه يجب ان يكون له هو ايضا شغل ودار .. حدث صديقه بالأمر فلم يمانعه بل استطاع رفقة زملائه ان يجدوا له منزلا بقرب جاره ابيض .. وكم كانت فرحتهما كبيرة حين ذلك .. وبعد مرور الأيام تمكن ابيض من الحصول على عمل لدى احد التجار .. وتمكن بحسن خلقه من كسب حب الناس فزوجه صاحب المحل ابنته زينب ذات الحسن والجمال .. كان ابيض دائما يمر على اسود وزملائه وهم بقرب الحائط الأسود ويتسائل لماذا هذه الحال ؟.. وفي احد الأيام استوقف جاره اسود وساله: لماذا تضيع وقتك مع زملائك في الحديث والأخبار ؟ أما آن لك ان تتزوج مثلي ويكون لك مؤنس وأولاد ؟ .. فكر اسود في كلام جاره ابيض ووجده عين الصواب.. لكن لساعته هذه لم يجد من يناسبه ويشغل باله بالأمال.. خصوصا وأن زملاءه قد اتفقوا على أن يجعلوه هو صاحب المقام لما كان له من دور فبما وصلوا اليه وما حققوه من أحلام اا.. وفي صباح احد الأيام استيقظ الجميع على مجيئ زوار عند جيران ابيض.. نسا ء ورجال من مختلف الأعمار .. استقبلهم زملاء اسود بالسرور والترحاب .. وكذلك اسود فرح بالزوار وما شد انتباهه اليهم وجود فتاة بينهم ذات جمال وتجيد التكلم بجميع اللغات.. عرفوها بصاحب المقام فازدادت له احتراما واجلال .. وبعد مدة من الأيام عرض عليها الزواج فقبلت بدون تردد او انتظار .. لقد تغير حال اسود بعد الزواج ولم يعد يهتم لجاره ابيض ولا يسأل عنه حتى السؤال .. لكن ابيض فرح لزواج جاره وتمنى له الهناء والسلام .. كانت البلدة تعيش في امان والجميع في احسن حال.. حتى أن أسود إذا اراد ان يشتري شيئا قال له اصحاب المحلات : نحن كسبنا رزقنا ولله الحمد اليوم ، فاذهب عند جارنا ابيض فانه قد فتح محله الجديد .. وهو لم يبع ولم يروج المال .. فيذهب اسود عند جاره يبتاع منه ويسأله بسرعة عن الحال والأولاد .. لقد رزق ابيض بصبي جميل سماه شرف الدين وهو في غاية الفرح وراحة البال.. وحتى جاره اسود رزق بابنة جميلة سماها صفية وهو مسرور لذلك.. لكن زملاءه لايسمحون له بالجلوس بالدار فهو صاحب المقام .. ومع مرور الأيام بدأ الجيران يلاحظون وصول المزيد من الأهل والأحباب لدى جيران ابيض .. وهو كذلك استغرب لكثرة الزوار .. وما زاد استغرابه هو انهم يمكثون في البلدة منهم من يسكن مع احد زملاء اسود ومنهم من يشتري منزلا ولا أحد منهم يرجع من حيث اتى اا؟ . وجاء مع الزوار يوما رجل قوي البنية عبوس الوجه كثير المال .. أعجب كل زملاء اسود به ولم يعودوا يهتموا بصاحب المقام .. أصيب أسود بالغيرة من الرجل القوي كثير المال ولم يوليه أي اهتمام.. لكن زوجته أكثرت من تعيبه بضعفه وقلة الحال .. مما زاد حقد اسود على الرجل القوي البنية كثير المال .. وبدأ يفكر في حيلة للتخلص من هذا الرجل الجديد .. هل ينصب له فخا يكرهه بسببه جميع الزملاء ؟ .. أم يقتله ويرتاح من وجهه العبوس المكار ؟ .
**
ذلك ما سنتعرف عليه في اللقاء القادم ان شاء الله تعالى ..
اتمنى ان تعجبكم القصة بارك الله فيكم ..
وان انتظر ردودكم بشوق بارك الله فيكم ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
والسلام عليكم ورحمة الله ..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله
أحبابي في الله اسأل الله تعالى ان يبارك فيكم جميعا ويسدد خطاكم جميعا اينما كنتم الله ءامين ..
اخواني قلت في نفسي لماذا لم يرد احد من الاخوان والاخوات ؟..
وقلت ربما الوقت لم يسمح لهم او ربما القصة لم تعجبهم ..
إخواني رعاكم الله لا تقلقوا ان شاء الله سوف تعجبكم واسأل الله تعالى ان يجعل كل اوقاتكم لكل خير ويفتح عليكم من انواره وبركاته اللهم ءامين ..
وبكل سرور اكمل اليكم بقية القصة ان سمحتم فعلى بركة الله :
**
/ القطرة الثالثة /
(( .. تمر الأيام وأسود لا يزداد إلا مقتا للرجل القوي العبوس ..
بسبب مدح زوجته ، وبسبب تقرب زملائه له وابتعادهم عنه ..
وفي ليلة من الليالي تربص اسود للرجل القوي الجديد أملا في نصحه بالذهاب لحال سبيله والرحيل عن البلدة ..
وبمجرد ما انهى اسود كلامه انهال عليه الرجل القوي بكلمات التوبيخ والإحتقار قائل له :
انه لن يرحل ابدا ، وانه سيحل مكانه لا محالة، وانه هو الذي يجب عليه الرحيل..
حين ذاك لم يتماسك اسود نفسه وامسك بعصى كانت بقربه وانهال عليه بالضرب..
نفس الشيء فعله الرجل القوي، حيث وجه الى اسود عدة لكمات وضربات اسقطته ارضا ..
في تلك اللحظة كان مارا بالمكان ابيض بعدما اغلق دكانه ذاهبا في طريقه الى البيت ..
رأى رجلان الأول ساقط على الأرض، وبقربه يقف رجل قوي البنية يلهث بشدة ، وبدون تردد امسك بحجرة كبيرة القاها على راس الواقع على الأرض وهرب ..
لم يدري ابيض ماذا حدث ، غير انه توجه بدون شعور في اتجاه الساقط على الأرض مشفقا عليه ، لينظر كبف حاله ..
قلبه فإذا هو وجه جاره اسود ملطخ بالدماء ، لم يصدق اسود ما جرى لجاره المسكين ، غير انه لم يدري ما يفعل ..
في تلك الحظة جاء زملاء اسود يلهثون بعظهم توجه الى جسد اسود الملقى على الأرض ينظر اليه ..
وبعظهم القى القبض على ابيض المندهش من كل ما يحدث ..
بعد تفحص جسد اسود صرخوا بانه قد مات اا ..
رفض ذلك ابيض قائلا إنه كان حيا قبل مجيئهم ..
لكن أحدا لم يصدقه كبلوه وتركوه بقرب جثة جاره المسكين..
وهو ينظر إليه وعبيناه لا تتوقفان عن الدموع ، وقلبه يكاد يتقطع حزنا على ما أصاب جاره المسكين ..
بعد أن تمالك نفسه تذكر الرجل القوي البنية الذي كان واقفا بالقرب من اسود وانه هو الذي ضربه بحجر على راسه ، قال ذلك مرارا لكن احدا لم يأبه لكلامه ..
بعد ساعتين حضر حاكم المدينة والشرطة واحضروا معهم طبيبا عاين الضحية، فقال بحزن أنه قد فارق الحياة اا ..
وبسرعة توجهت اصابع زملاء اسود الى اتهام ابيض بقتل اسود اا .
لم يصدق ابيض ما يرى ويسمع ..
كيف يقوم بقتل جاره القديم ؟..
،وهو الذي جاء الى هذه البلدة الجديدة بسببه ؟..
، كيف ينسى تلك الأيام الجميلة التي قضاياها معا ؟ ..
كيف ، كيف يحدث كل هذا ؟ ..
، بادر بالدفاع عن نفسه وأن رجلا قوي البنية كان قد وجده بالقرب من اسود وانه هو الذي ضربه بالحجر ..
وعندما سألوه هل تعرفه ؟ اجاب لا، لأ نه بسبب الظلام لم يتمكن من رؤية وجهه غير انه قوي البنية مفتول العضلات ..
لم يصدق الحاظرون كلام ابيض وخصوصا زملاء اسود ..
بل نظروا اليه في حقد ومقت مطالبين بتنفيذ اقصى العقوبات عليه ..
تلقى حاكم البلدة طلبهم واكد انه سيجري بحثا في الموضوع ..
وإذا تبث ان ابيض هو الفاعل فإنه سيلقى اشد العقوبة .
بدأت الأفكار والوساوس تدور في راس ابيض..
ما ذا لو لم يجد الحاكم دليلا على براءته ؟ ..
وهل سيجدون الرجل القوي ام لا ؟ ..
/القطرة الرابعة/ (( ... ذهب رجال الشرطة بابيض مكبلا ووضعوه في المخفر في انتظار التحقيق معه .. واخذوا الجثة الى المستشفى واخذوا معهم اداة الجريمة .. كل ذلك للتعرف على المزيد من المعلومات.. وفي صباح اليوم التالي انتشر الخبر بسرعة في كل ارجاء البلدة .. لقد قتل ابيض اسود .. وصل الخبر الى منزل ابيض ونزل عليهم كالصاعقة، لم تدري زينب زوجة ابيض ماذا اصابها .. غير انها كانت متأكدة ان زوجها طيب ولا يمكن ان يقوم بمثل هذه الأعمال .. كيف يقتل جاره القديم ؟ .. وهو الذي كان يحدثها دائما عنه .. إنه يحبه كثيرا ، وكم قضى معه من ايام خالدة ؟.. ضمت ابنها شرف الدين الى صدرها ودموعها لا تتوقف ولسانها يردد فقط انا لله وانا اليه راجعون .. حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. في البيت الآخر بيت اسود نزل الخبر عليهم ايضا كالصاعقة .. لم تصدق زوجة اسود ما حدث غير انها كانت متأكدة ان زوجها كان له حساد كثيرون بسبب موقعه وما وصل إليه .. لم تتوقف عن الصراخ وترديد كلماتها : "كان له حساد كثيرون اا" .. وسقطت على الأرض مغمى عليها .. رأتها ابنتها صفية واسرعت نحوها تضمها وهي تبكي :" ما ذا جرى لك يا أماه ؟ ".. بعد البحث وجمع المعلومات مكث اخيرا ابيض امام المحكمة .. كانت القاعة صغيرة ولم تتسع لكل الحاضرين لأن البلدة لم تعتد على مثل هذه القضايا من قبل .. امتلأت القاعة برجال يلبسون ثيابا سوداء عن اخرهم ، وابيض في قفص الإتهام .. في قاعة المحاكمة ارتفعت الأصوات بالضجيج والنحيب والتأوه ، وكانت علامات الإستغراب والذهول بادية على كل الوجوه .. دخل القاعة رجل بلباس غريبة وقف وسط القاعة وصرخ باعلى صوته : "محكمة قضية ابيض واسود " .. حين سمع الحاضرون الكلمات توقفوا عن الكلام بعد طول انتظار .. دخل من احد الأبواب ثلاث رجال يرتدون بذلة متشابهة ، انهم القضاة اا .. جلسوا في الكراسي واحد في الوسط وفي جانبيه جلس اثنان .. بدأ القاضي الذي في الوسط الكلام بعد ان اثار انتباهه انقسام القاعة الى قسمين : قسم يلبس ملابس سوداء ، والأخر يلبس ملابس بيضاء .. تسائل عن سبب ذلك ، لكن احدا لم يجبه اا ، فاستغرب وقلب اوراقا كانت امامه قائلا : " أمامنا اليوم تقرير الطبيب يقول ان اسود توفي نتيجة ضربة بحجر على رأسه ، وأمامنا كذلك محضر انجزته الشرطة يقول انه وجدت جثة اسود مرمية على الأرض في يوم مظلم وانه وجد شخص بقربها شخص اسمه ابيض ، وان هناك شهودا يقرون بان ابيض قد قتل اسود ، وإننا الآن سنظر في القضية ونستمع الى المتهم والشهود وجميع الأقوال .. استمع الجميع الى كلام ابيض الذي حاول ان ينفي عن نفسه التهمة قائلا: "اني لم اقتل جاري اسود ، إنني احبه وقد جمعنا القدر منذ أن كنا في البلدتنا القديمة ، وحتى ان مجيئي الى هذه البلدة الجديدة كان بسببه لأنه الح علي بالمجيئ ، وقد قضينا هنا اجمل اللحظات " وسرد عليه ما جرى تلك الليلة وانه كان مارا بالمكان الذي وجدت فيه جثة اسود ، وانه وجد رجلا قوي البنية يضربه بحجر على راسه وبعد ذلك فر هاربا ، وانه حينما اقترب من الجسد على الأرض وجده جسد صديقه اسود فلم يستطع تصديق ما حدث ، وفي تلك اللحظة حضر زملاء اسود وكبلوه قائلين له : " انت القاتل " .. نادى بعد ذلك القاضي على الشهود زملاء اسود فقالوا جميعا ان ابيض هو الذي قتل اسود وانهم لم يجدوا غيره في المكان .. بعذ ذلك وجه القاضي الى ابيض السؤال قائلا : " وهل تعرفت على الرجل الذي تقول انه قتل اسود ؟ .. فأجاب ابيض انه للأسف لم يتمكن من رئيتة وجهه لأن المكان كان مظلما.. وانه لاذ بعد ضرب اسود بالفرار .. سكت القاضي مدة وسكت الجميع وعيونهم جميعا تحدق الى القاضي وآذانهم تترقب ماذا سيقول ؟ .. الكل ينتظر قرار القاضي .. هل ستثبت التهمة على ابيض ؟ .. ام ماذا سيكون الحال؟.. ** ذلك سنتعرف عليه إن شاء الله ..