السلام عليكم ورحمه الله وبركاته سأتكلم معكم اليوم عن أمر اراه مهما فى هذا العصر وهو يختص بالاعجاز العلمي في الدين الاسلامي والقرأن الكريم والعلم
الحديث فنحن نعلم جميعا ان القران الكريم والسنة النبوية المطهرة بها كم كبير من الاعجاز وتفسير لنظريات واحداث فى الكون والحياة عديدة وكثيرة والادلة والشواهد على ذلك كثيرة لكن النقطة التي اريد ان اتكلم عنها هي مختلفة قليلا عن ما كتب فى الاعجاز العلمي ويمكن اعتباره نقدا لعلماء الاعجاز العلمي فنحن نعلم جميعا ان العديد من النظريات والاكتشافات العلمية فى الحياة منذ بداية تطور العلم قد كانت مذكورة فى القران والسنة النبوية ولكن غالبا ما كان يحدث ان يتم الاكتشاف او التأكد من قانون او نظرية وبعدها يخرج علماء الاعجاز العلمي ليقولون ان القرأن الكريم ذكرها وهو اول من ذكرها عالم مسلم او امر من هذا القبيل وهذا الامر بالتأكيد يكون صحيحا لكن تلك ليست المشكلة
المشكلة هي اخطر فلماذا ننتظر الغرب حتي يتقدموا ويضعوا تلك النظريات والقوانين ونحن هنا لا نستطيع حتي تفسيرها وادراكها ومعنا اعجاز القرأن الكريم
علي سبيل المثال كلنا نعرف نظرية الاوتار الفائقة التي هم من احدث النظريات العلمية التي تحاول وضع قانون لكل شئ فانها تقول ان اصغر شئ فى الكون هو الوتر وان كل الذرات والجسميات بمختلف احجامها تتكون من اوتار لها ذبذات مختلفة أي ان الكون عبارة عن عدد غير معروف من الذبذبات التي تحدث ان
وكما تتغير الموسيقي عند تغير ترتيب اهتزاز الاوتار فان تشكيل وتركيب وخواص كل شئ تتغير حسب تغيز الاهتزازات للاوتار المكونة له
ومن المعروف ايضا فى القرأن الكريم ان الذرة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم تعني أصغر ما يمكن من النمل، أو الفتائل المتناهية في الصغر، أو الهباء المصاحب للاشعة. وهكذا فالذرة هي أصغر شيء بأشكال متعددة، والوتر الصغير هذا يمكن اعتباره أصغر شيء
. أيضاً الجوهر الفرد الذي تبناه علماء الكلام ليؤسسوا به لعقائد الإسلام والدفاع عنها، هو شيء متناهي في الصغر، متحيز لكن ليس له مكان، وهو آخر ما تصل إليه المادة بعد التقسيم المضني. فلم لا يكون هو نفسه الوتر المتناهي في الصغر؟ ويجوز لنا والحالة هذه أن نسميه بالوتر الفرد!
انا هنا لا اشكك فى اخلاص ولا علم علماء الاعجاز العلمي فى مختلف المجالات خاصة الفيزياء ولا حتي فى نوايا علماء الكلام او اي احد غيرهم لكنني أرفض بكل قطعي ربط الاسلام بالنظريات العلمية وجعلها اساسا فى عقيدته لآن النظريات العلمية قابلة للخطأ والنقاش بينما لا يمكن ان تكون جزء من العقيدة الثابتة للاسلام
وأرجو ان نتخلص فعلا من المنطق الارسطي الذي لا يورث غير التخلف والتعالي عن ركب التقدم العلمي. اما أهل الإعجاز العلمي فإننا نطالبهم إذا كانوا على حق ان يأتوا بالجديد في الوسط العلمي باقتراح النظريات والأفكار العلمية، لا بالانتظار على أبواب العلم حتى إذا ما طرحوا فكرة أو نظرية قلنا: سبقناكم!.
معك كل الحق اخى الكريم
ليس من المفروض ابدا ان نربط عقيدتنا الثابتة الراسخة بالافكار والنظريات العلمية المتغيرة
ومن الواجب على علمائنا الافاضل أن يسبقوا فى هذا المجال
لا ان ينتظروا ما ينتجه الغرب
وجزاك الله خيرا