نبدأ بتطهير القلب ، ومن أعظم أسباب ذلك : كثرة الاستغفار
روى ابن ماجه وصححه الألباني أنه قال : طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا .
هل ستستغفر مائة ؟ لا بل ألف ؟؟ لا بل أكثر ،
انا أريد أن أتطهر للقاء ربي ، فاجعل هذه الكلمة شعار يومك .
قال يونس بن عبيد : إنكم تستكثرون من الذنوب فاستكثروا من الاستغفار ، وإنَّ الرجل إذا أذنب ذنبا ثم رأى إلى جنبه استغفارا سرَّه مكانه .
وعن مالك بن مغول قال : سمعت أبا يحيى يقول : شكوت إلى مجاهد الذنوب ، قال : أين أنت من الممحاة ؟ يعني الاستغفار .
فالاستغفار يمحو الذنوب ، ويطهر القلب ، وينزل الرحمة ، فهيا يا مسلمون ... استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ، استغفروا ربكم لعلكم ترحمون ، من سينال قصب السبق في اليوم الاول .. ليكون من الرواد
واستمع للمقطع الخاص بها .
الخطوات الأولى في الطريق:
1- العزيمة للتغيير: هذا هو الشبر الأول في التقرب إلى الله (ألح على نفسك في التغيير ).
2- ضع أمامك محفزات للتغيير: مثل: كرم الله تعالى-جمال الله تعالى- الخوف من الله تعالى-حب الله تعالى-حياء من الله تعالى-ذكر الجنة والنار.
3- أدمن الاستغفار: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) ، قال صلى الله عليه وسلم (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا)، وعن الزبير رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار )رواه البيهقي بإسناد لا بأس به
فوائد الاستغفار:
1- سبب لاستنزال الرحمة : قال تعالى (لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
2- أمان من عذاب الله تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
3-أول طريق التوبة: قال تعالى(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)
4- سبب للسعادة الحقيقية:قال تعالى(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا)
5-صفة من صفات المؤمنين: قال تعالى(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) فوصفهم بصفة الاستغفار مرتين.
6- جعل الله الملائكة تستغفر للمؤمنين : قال تعالى (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ). قال يحيى بن معاذ لأصحابه : هذه الآية افهموها فما في العالم جنة أرجى منها ، إن ملكا واحدا لو سأل الله أن يغفر لجميع المؤمنين لغفر لهم فكيف بجميع الملائكة؟ فكيف بحملة العرش؟.
7- سبب لحصول القوة ووفرة الرزق: قال تعالى(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) فإن كنت تشتكى ضعفك في بداية الطريق فعليك بالاستغفار.
8- سبب من أسباب القرب إلى الله : قال تعالى (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) وقال تعالى (فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ).
حافظ على هذه الصيغ من الاستغفار:
1-قال صلى الله عليه وسلم ( من قال استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر الله له ذنبه ولو فر من الزحف)
2-وعن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) . قال : "( ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ). رواه البخاري
المهم استغفر وأن تشعر بذنبك وتحس بالران على قلبك ، وتصر على أنه لابد أن يزول حتى تسير لربك ، راقب قلبك بعد كم استغفار بدأ يرق .