منتدى قصة الإسلام - أيتها المسلمة الصادقة،

أيتها المسلمة الصادقة، أيتها المؤمنة المنيبة: كوني سامية المقام عن سفاسف الأمور، وحافظي على ما لديك من حياء وعفة، واصدقي ربك، ولا يغضبنك ولا يحزننك ما يقال من حولك فأنت السامية الفاضلة
لباس التقوى قد جعلك أجمل امرأة في العالم وعباءة الحشمة قد جعلتك أبهى إنسانة في الكون، فابشري فأنت الفائزة
أختي الصادقة: اعلمي أنك في عيشة طيبة وراحة وسعادة بدخولك صف التقيات الصادقات وأن غيرك من الإناث مازلن يعشن عيشة الضنك، يلهثن وراء كل باب بحثا عن السعادة
أختي التقية الصادقة: اهمسي في آذان الشقيات، وقولي لهن بأن السعادة ليست في الرصيد ولا في لبس الجديد، وإنما في طاعة الخالق المعبود وإتباع سنة وأمر الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أجل، والله إن السعادة لا توجد إلا في تقوى الملك الديان الذي إليه الإياب، فأنت أيتها الأخت الفاضلة التقية الصادقة تفهمين جيدا قولي هذا لأنك ذقت حلاوة الإيمان والسعادة الحقيقية، أنت تفهمين أكثر من أي فتاة أخرى أو امرأة أخرى معنى هاته الكلمات التي أقولها لك، فأمرك أيتها التقية الصادقة كله خير أكان ضراء أم سراء
أقول وأكرر: كوني سعيدة ومسرورة لأنك في عيشة وحالة لا تقارن، فلو ألقيت نظرة على حياة الأخريات لرأيت الشقاء بعينه، ولرأيت الضنك ولا مجال للسعادة. سترين تنافسا على أتفه الأمور والأشياء من المظاهر والموضة، سترين أن كلامهن ليس ذكرا لله أو موعظة حسنة كما تفعلين أنت وإنما كلام فارغ وحديث عن الغرام والحب {لقد نظر إلي، لقد ابتسم إلي، لقد قال لي، ما هو الحل في نظرك؟، لقد قلت له} سترين مجالسهن المليئة بالصخب والتهكم والنميمة والضحكات المفزعة والاختلاط مع الشباب والرجال في المقاهي والسينمات والحدائق وقد تجردن من أنوثتهن، فأي حياء هذا وأي سعادة؟ فلو ألقيت نظرة على حياتهن لرأيت الهم والحزن والشقاء. وهل تمنح السعادة لمن تجرد من ثوب الحياء؟
أما إذا عدت إلى حياتك أنت أيتها التقية الصادقة فستجدين نفسك كلك عفة وحكمة وتقوى، كلامك ذكر، وصمتك فكر، ستجدين نفسك كالنخلة بعيدة عن الشر، عفيفة تقية، همك الوحيد هو القبر وما بعده، ستجدين نفسك كالنملة في الجد والمثابرة والصبر، يخشع قلبك لذكر الله، تحبين مجالسا يذكر فيها اسم الله، تحبين الاستماع إلى علماء الأمة، تعرفين جل أسماءهم، تبدئين يومك بصلاة الفجر وبأذكار الصباح، وتنامين على معاتبة النفس والاستغفار وعلى قولة لا اله إلا الله، إذا كنت في مجلس فانك تطرحين رأيك بهدوء وبدون صخب ولا إلحاح ولا تشنج وتبتعدين عن كثرة الردود والانتقادات، تأخذي اللقمة إلى فمك وأنت حامدة، تستنشقي الهواء حامدة، تنظري إلى الشمس والقمر والسماء وانت مسبحة حامدة، تحمدي الله على كل نعمه التي لا تحصى، أنت شاكرة في السراء والضراء، تفعلين كل شيء وتسلكين كل درب وتستعملين كل وسيلة تمكنك من نيل رضا الله وحبه لأن همك الوحيد هو القبر وما بعده، فيا لها من سعادة وحلاوة إيمان، فشتان شتان بين عالمك وعالم الشقيات اللواتي لا ينطق لسانهن إلا بأسماء المغنيين والمغنيات وما حدث في مسلسل كذا واسم المغني الذي غنى كذا، لباسهن ليس فيه جمال ولا أناقة ولا حياء. والله لا يمكن للإنسان أن يشعر بالسعادة في طريق غير طريق الله
أبدا، أبدا، أبدا أن ننال السعادة في طريق غير الطريق التي أمرنا بها الله ألا وهي طريق التقوى والعبادة والصدق
فأنا أقول لكل شقية وحزينة تبحث عن السعادة، أقول لها جربي طريق الله، يا من تلهث وتطرق كل الأبواب بحثا عن السعادة جربي باب التقوى، فوالله لن تطرقي بعدها بابا ولن تذوقي بعدها مرارة ولا كآبة. اعبدي ربك كما أمرك وانضمي إلى صف أخواتك التقيات وتوبي إلى الله في القريب العاجل بعدما جاءتك الموعظة فان الله سيفرح بتوبتك ويرعاك بحبه ويزرع السعادة والرضا في قلبك ويحشرك في الآخرة مع المتقين
هدا ونسأل الله أن يهدينا سبيل التقوى ويوفقنا لما فيه الخير والصلاح وأن يصلي ويسلم على خير الخلق سيدنا وحبيبنا محمد وعلى ﺁله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته