منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com/f104.html)
-   -   و ماذا بعد ؟!! (http://forum.islamstory.com/35971-%E6-%E3%C7%D0%C7-%C8%DA%CF-%BF.html)

محمد عيسي 10-03-2012 08:29 PM

و ماذا بعد ؟!!
 
فكرة المقال جاءتنى عندما قرأت مقالة الرائع فهمى هويدى تحت عنوان "لكى نحول هزيمتنا إلى فرصة" و الذى دارت فكرته عن "لماذا حدث ما حدث" تعليقا على التعامل مع المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى الشهيرة..لا أدعى أنى أناطح من هم فى مقام أستاذنا الكبير "الرائع فهمى هويدى" كما يحلو لى أن أصفه دوما, فأنى للأقزام مثلى أن يتطاولوا ليلمسوا بأيديهم الصغيرة النجوم فى السماء...

تحدث أستاذنا عن دوافع رضوخ المجلس العسكرى للتهديدات الأمريكية و عن بعض تفاصيل المعونة الأمريكية لمصر التى تمس تسليح الجيش المصرى من الأسلحة الأمريكية الصنع, و ما يستلزمه ذلك من قطع غيار و أجهزة صيانة و ما شابه.

أستاذنا فهمى هويدى أشار إلى أننا لكى نقول "لا" لمن يريدون أن يستبيحوا كرامتنا و يمتهنوها بهذا الشكل, يجب أن نكون فى عافية اقتصادية و سياسية و نكون واقفين على أرض صلبة و وضع داخلى مستقر و مجتمع متماسك و شعب يعى تماما مهامه و واجباته...لكن ما نراه أمامنا الآن لا ينذر بحال أننا إزاء مثل هذا الشعب الواعى وعيا تاما بتلك المهام و المسئوليات على جميع مستوياته..فعموم الشعب بين متشائم و يبث تشاؤمه هذا بقوة فيمن حوله بأن شيئا جديدا أو إصلاحا يذكر لن يحدث, و بين عمال و موظفون متعجلون جدا لتصحيح و تقنين أوضاعهم الوظيفية و المالية و ارتفاع أجورهم, فتجدهم مضربين عن العمل تارة و قاطعين للطرق تارة أخرى, و غير ذلك من أساليب تعطيل العمل و خسارة الاقتصاد و الحياة عموما.
نخبة هذا المجتمع, أو هكذا يسمون أنفسهم و ينصبون أنفسهم نخبة لنا, لا هم لهم إلا الانتقاد ليل نهار تحت دعوى حرية التعبير و إبداء الرأى, و تفتح لهم العديد من القنوات الفضائية أبوابها لهم فى أمسيات فضائية جدلية متجددة كل ليلة فقط للانتقاد الحاد و إظهار عيوب هذا أو ذاك و مزايدات فى الوطنية و الدفاع عن كرامة بلدنا فيما يبدو أشبه بتصفية حسابات سياسية أو أيديولوجية على حساب مصلحة الوطن الحقيقية !! ماذا بعد كل هذا ؟ سببنا و شتمنا, و استمعنا للخطب و قصائد الهجاء للمجلس العسكرى و من يشتبه أن يكونوا متواطئين فى هذه الفضيحة من سلك القضاء, ثم...لا شئ ! عجبا !!! هل هذا أقصى ما يمكن أن يقوم به شعب قام بمثل هذه الثورة المستنيرة المتحضرة فضلا عن نخبته المصطنعة إعلاميا ؟!!
طلبة الجامعات, و هم الذين يجب أن يكونوا نخبة و ثروة هذا البلد الحقيقية, ما زالوا يتسكعون _فى المعظم_ فى جنبات الجامعة و على كافتيرياتها, و يتهربون من المحاضرات و يجلسون على سلالم المبانى !!!
السلطة التنفيذية متمثلة فى الحكومة بدا واضحا أن أيديها مرتعشة و أن الهدف عندها ليس واضحا على ما يرام بدليل ما نراه من انعدام رؤية حقيقى لدى كل الوزراء الذين تم استدعائهم فى البرلمان لإحاطتهم بشئ ما يخص وزاراتهم المعنية, و المجلس العسكرى بدوره يتخذ خطوات بطيئة نحو تسليم السلطة بما يزيد الأمر تعقيدا خصوصا فيما يخص الاقتصاد الذى أصبح هشا جدا...و برلمان أراه يجاهد ليتعامل ما يتم تمريره عمدا إليه من مشكلات يومية يصعب معها أن يقوم برلمان الثورة بالدور المنوط به حقا.

هذا ما يحدث بالفعل و ليست نظرة سوداوية من متشائم يرى الدنيا من خلف منظار داكن, و إذا أردنا أن نصحح أوضاعنا فلابد لنا أن نضع أيدينا فى البداية على مواطن الضعف حتى نقويها.

شعبنا الكريم المتباكى على كرامتنا المهدرة..لكى لا نبكى مرة أخرى و لا تهدر كرامتنا ثانية, علينا أن نكون على أتم استعداد للمواجهة فى الجولة المقبلة لكى نقول "لاااااااااا" بأعلى صوتنا و نكون على قدر المسئولية و نتحمل تبعات "لا" هذه, ولكى نفعل ذلك, لابد لنا من العمل الدؤوب المستمر حتى يتعافى اقتصادنا و يقوم من كبوته الحالية, و علينا أن نصبر قليلا حتى يفتح الله علينا من خيراته التى ستعم بلادنا إن شاء الله و لو كره الكافرون, و لكنكم قوم تستعجلون..ما بالنا لا نصبر _بإرادتنا_ بعض الوقت و يحصل كل منا على ما يستحقه, و نحن الذين كنا سنصبر رغما عن أنوفنا لو استمر العهد البائد و لن نحصل على شئ منه بمنطق اصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم. ألا نصبر قليلا و نكف عن الاعتصامات و الإضرابات و قطع الطريق !! علينا أن نكون شعبا مستعدا لأن يؤذى فى أقواته و أرزاقه و معايشه من كل العالم كما حدث _و لازال_ مع قطاع غزة عندما نعلن أننا قررنا أن نكون مستقلين حقا...صبر أهل غزة و تحملوا الكثير و لا زالوا يتحملون, و علينا أن نتعلم منهم كيف السبيل إلى الكرامة و العزة الحقيقية, و ما أمر غزة و تفاصيل تجربتهم منا ببعيد.

طلاب جامعاتنا, أخوانى و أحبابى فى الله...أين تفوقكم الدراسى و حسكم بالواجب الملقى علي عاتقكم تجاه بلدكم ؟!! أين الأبحاث التى تخرج من كليات الزراعة لتكفينا حاجتنا من الغذاء فلا نأبه لحصار إن قرر "الأعداء" حصارنا ؟!! أين الأبحاث التى تخرج من كلية الهندسة و العلوم لتصنيع سلاحنا الوطنى ذو العلامة "صنع فى مصر", فلا تضيرنا عجرفة و تعالى السيد "ديمبسى" عندما لوح لجيشنا بقطع المعونة العسكرية عنه, فرضخنا بهذا الشكل على التو, فلا يعقل أبدا أن نتسول سلاحنا من عدونا, ثم نرجو أن ننتصر عليه, أو نطلب منه الرحمة على الأقل !! أين جهود الاقتصاديين فى وضع حلول لما يعانيه اقتصادنا من كبوات ؟ أين وأين..بدلا من التظاهر الذى لا طائل منه فى هذه الحالة فى رأيى, علينا أن نعمل عملا إيجابيا, فهذا قطعا سيكون أفضل. اليابان بعد أقل من سنة من نكبة فوكوشيما النووية, تعافت من آثار هذه الكارثة و كأن شيئا لم يكن, لأنهم لم يتباكوا كثيرا على ما حدث, و لم يسرف شعبهم فى انتقاد مسئولييهم و تحميلهم مسئولية الحادث و سوء التقدير و أمور كثيرة, فقط عملوا و اجتهدوا فتعافوا سريعا..علينا أن نتعلم منهم. لا أعفى المسئولين عما حدث من مسئولياتهم فقد تم إدارة الملف بشكل ينطوى على الكثيير من السذاجة و القليل من الحنكة و المهارة, و لا أطلب عدم توجيه النقد لهم, فقط أطلب القيام بشئ ما إيجابى ينقلنا مما نحن فيه الآن.

سلطتنا التنفيذية...أرجو ان تعترفوا بفشلكم فى إدراة الأزمات التى يعانيها وطننا بعد الثورة, و أن تعترفوا بانعدام الرؤية لديكم فى حل المشكلات..فقط بيانات حكومية مباركية !! فقط بيان, أم الفعل..فلا شئ...للإنصاف, فإننا نرى تطورا ملحوظا فى عمل أجهزة الأمن الأيام القليلة الماضية بمساعدة الجيش. إما أن تعطونا رؤية كاملة لحل ما يعن من مشكلات لوطننا, فندعمكم و نقف ورائكم بكل قوتنا, أو تتنحوا جانبا حتى يأتى غيركم ممن يرى فى نفسه القدرة على التعامل مع هذه الملفات أيا كان من هو..و لنتحدث بما يناسب حجمنا الآن _و هذا ليس عيبا_ بدلا من التصعيد فى الكلمات و الخطب ثم نصدم صدمة شديدة فيما بعد عندما تتحطم تلك الكلمات على صخرة الواقع الأليم.

مجلسنا العسكرى...آآآآآآآآه من فترتكم الانتقالية..لو خيرت معظم من نزلوا فى الثورة بين الاستمرار فى الوضع المباركى المأسوى و بين الثورة و ما يليها من فترتكم الانتقالية هذه, لاختار المعظم الاستمرار فى عهد مبارك, من سوء ما نراه من إدارة و عرقلة للنهضة الحقيقية, و تباطؤ أراه غير مبرر لتطهير أجهزة الدولة من بقايا نظام لايستحق إلا جهنم, جزاء وفاقا بما قدمت أيديهم. أما آن لكم أن تقرروا أن تكونوا جيشا قويا حقا مستقلا لا يرضى بأى ضغوط مهما كان مصدرها ؟!! انعدام الإرادة السياسية لدى الشعوب العربية عامة هو السبب فى التأخر الذى نحن فيه..لا تنقصنا إمكانيات أو موارد طبيعية أو بشرية, و لكن تنقصنا تلك الإرادة السياسية لنكون شيئا ما يرهبه العالم كله بمجرد سماع اسمه.
أثأروا حتى لشخصياتكم التى شبعت نقدا و تسفيها من الداخل, و تعامل بتعالى و غطرسة من الخارج...عليكم أن تقرروا أن يكون تسليحكم وطنيا متطورا و محليا مائة بالمائة..لن يحدث هذا بين عشية و ضحاها بالطبع, و لكن على الأقل ضعوا خطة زمنية لهذا, و أرجو أن تكون تلك الخطة الزمنية ليست بنفس الشكل الذى رأيناه فى انتخابات البرلمان والرئاسة, و إلا سيكون علينا أن ننتظر طويلا إذن حتى نصبح أقوياء بالفعل. افتحوا مصانعكم الحربية لتعمل من وحى اسمها, و تصنيع الغسالات و البوتجازات و السخانات يمكن أن تقوم به مصانع أخرى فى أى منطقة صناعية هنا أو هناك...اعلنوا –بشكل أو بآخر_ عن فتح الباب لقبول أبحاث تصنيع و تطوير السلاح وطنيا, و ادعموا من ينبغ فى هذا المجال من طلبة و أساتذة الجامعات و فعلوا أبحاثهم هذه و دعوها تخرج إلى النور, ولا تخشوا شرقا أو غربا..فقط افعلوا, و ستروا من شعبكم ما يسركم إن شاء الله, فهو شعب مرابط محب للجهاد بالفطرة, و إن توفرت له الظروف المناسبة لذلك, فستروا عجبا.

نخبتنا المصطنعة و قدرنا فى هذه الفترة...اصمتوا قليلا رجاءا..من كان منكم يؤمن بالله و اليوم الآخر, فليقل خيرا أو ليصمت. إن لم تقدروا على قول الخير فاصمتوا و لكم جزيل الشكر....كفوا عن بث تلك الكمية الهائلة من الطاقة السلبية فى نفوسنا و عقولنا..حرروا أى طاقة إيجابية بداخل الناس..ابعثوا لنا ببارقة أمل من خلال أى أمسية جدلية من أمسياتكم اللطيفة المتكررة إلى ما لانهاية. لو أن قناة أو أكثر من قنواتكم الفضائية نذرت نفسها أن تكون راعية لمشروع تصنيع السلاح المصرى و تطويره, أو مشروع استصلاح الأراضى و تطوير الزراعة, أو مشروع تطوير الأجهزة الأمنية ليتسنى لنا أن نقوم بنهضتنا المرتقبة, لو أن أحدكم فعل, لكان خيرا له و أقوم من التباكى الممل على اللبن المسكوب, و أنا هنا أضعكم على المحك و أضعكم أمام مسئولياتكم الوطنية التى يجب عليكم أن تقوموا بها إن صدقتكم فى ما تقولون, و إن لم تفعلوا فاعلموا أنما هى مصالحكم الشخصية التى تريدون أن تحافطوا عليها, و المكاسب الهائلة التى تحققونها من إعلانات تأتى على برنامج يستضيف أحد الببغاوات الذين ينعقون بما لا يفهمون.

شبعنا بالفعل من اللوم و السب و الشتم و البيانات التى تتعجب مما حدث, و البلاغات التى ملأت مكتب النائب العام عن آخره ضد كل مسئولى مصر التنفيذيين حاليا, و قام المتحمسون يستهجنون ما حدث و يتباكون على كرامتنا المهدرة التى سالت دماؤها فى شارع النظام العالمى الجديد الذى لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا, و يتعامل بمنطق لا تعرفه حتى الوحوش الضارية فى الغابات البرية التى لا تلتزم بأى قانون اطلاقا..و الله حتى الوحوش تتراحم فيما بينها بشكل يعجز عنه أصحاب الادعاءات الكاذبة و المتشدقون بالحرية و الديمقراطية و احترام إرادة الشعوب و الانحياز لثورات الربيع العربى التى ثارت ضد الطغيان, وكأنهم كانوا بعيدا تماما عن هذه الأنظمة و لم يترب هؤلاء الطغاة على أعينهم و يصطنعهم الغربيون لأنفسهم ليقهروا شعوبهم و يكونوا البوابة التى يستنفذ منها الغربيون ثروات شعوب الطغاة القاهرون لأهليهم و شعوبهم.

استقيموا يرحمكم الله

فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمرى إلى الله... إن الله بصير بالعباد.

فوزية محمد 11-03-2012 02:53 PM

رد: و ماذا بعد ؟!!
 
أسأل الله العلي القدير أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان...


الساعة الآن 04:17 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام