الاخوة الاعزاء في هذا المنتدي نناقش سويا خصائص القصص القرءاني و هي من أهم مراجع البحث التاريخي :
نبدأ بهذه النقاط و في انتظار تعليقاتكم :
1- التركيز علي الأحداث لا علي الأشخاص . و يتضح هذا من خلال عدة قصص لم تظهر فيها أي أسماء للأشخاص الذين تدور حولهم القصة . مثل : امرأة نوح ، امرأة فرعون ، أهل الكهف ، امرأة العزيز ، اخوة يوسف .
2- عرض بعض الأجزاء من القصة في سورة دون بعض لتتناسب مع سياق الايات . و يتضح هذا جليا في قصة موسي – عليه السلام – حيث ذكرت القصة في عدة سور مع التركيز علي أحداث دون أخري ، فمثلا تعرض القرءان لأول موقف من قصة موسي – عليه السلام – و هو القاؤه في اليم في عدة سور لكن مرة يكون الموقف الأساسي هو شعور الأم عند تلقي الأمر يقول تعالي " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " وفي سورة أخري يكون العرض للأمر اثناء القاءه في اليم يقول تعالي " أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي " ، و كذلك يتضح أيضا في عرض موقف عصا موسي – عليه السلام –
3- عدم التحيز لشخص من الأشخاص الذين تدور حولهم القصة . فمثلا نجد الكثير من الايات التي تلوم المؤمنين علي بعض أفعالهم مثل قوله تعالي " وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا " و الذي نزل فى مؤمن كان قد سرق درعا و اتهم يهوديا فيه . كما نجد الكثير من الايات التي تتعرض باللوم علي النبي الكريم – صلي الله عليه و سلم – نفسه مثل قوله تعالي [size=4]" عَبَسَ وَتَوَلَّى ، أَن جَاءهُ الْأَعْمَى ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى ، أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ، فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى ، وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ، وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى ، وَهُوَ يَخْشَى ، فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى "[/size]
القصة في القرآن الكريم من نوع القصص الواقعية لان الله تعالى أخبرنا فيها ما حصل من أحداث واقعة جرت مع الأنبياء والرسل وغيرهم من الأمم السابقة مثل قصة ( آدم ويوسف وأهل الكهف وصالح ... الخ ) كما أن القصة في القرآن الكريم أفضل القصص على الإطلاق وأقواها من حيث البداية والنهاية والحدث والعقدة والحبكة والحل ودليل ذلك قوله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين "
فهلا أخبرني الإخوة الكرام عن كتاب أو بعض الكتب في القصص القرآني
فعلا القصص القرآني من معجزات هذا الكتاب...
وانك وانت تقرأ القصة فيه كأنك تراها رأي العين، فسبحان الله العلي العظيم..
وهو موضوع متأكدة انه مفيد جدا اتمنى ان اقرأ المزيد من المشاركات فيه ( فليس لي للاسف واسع اطلاع عليه)، وليس بين ايدينا اعظم من هذا الكتاب...
أخ صوت التاريخ هناك كتاب من تأليف الدكتور صلاح الخالدي بعنوان " مع قصص السابقين في القران" وهو جميل جدا في بابه...
توقيع : Sarah
إن المسلمين إذا فقدوا مودّة الرحمن لم يبق لهم على ظهر الأرض صديق، وإذا أضاعوا شرائع الإسلام فلن يكون لهم من دون الله وليّ ولا نصير
اخواني الأعزاء أشكركم جدا علي الردود التي تلقيتها و التي بها تتحقق الفائدة المرجوة من المنتدي . و نكمل في هذه النقاط بعض خصائص القصص القرءاني .
4- الاحترام الكامل لعقلية المستمع . و في هذا نجد الكثير من الايات التي اختصر منها بعض الجمل من أجل اعمال الفكر . مثلا يقول تعالي
[size=4]" قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ "[/size] فحذفت " فئة مؤمنة " من الأولي ، و " تقاتل في سبيل الطاغوت " من الثانية .
5- الدقة في اختيار الألفاظ التي تلائم العصر الذي تتناوله القصة . فنجد مثلا التعبير عن حاكم مصر في قصة موسي - عليه السلام بالفرعون ، و في قصة يوسف - عليه السلام - بالملك .
6-التأكيد علي النتيجة في نهاية القصة . فمثلا نجد قصة هود - عليه السلام - تنتهي بقوله تعالي " فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ . وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ " و قصة أصحاب يوم السبت تنتهي بقوله تعالي " فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ . فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ "