صحيح أن الحجاج.(40 - 95 هـ = 660 - 714 م) اتسم بالدموية و الحزم..
وتاريخ هذا الرجل به سلبيات وله إيجابيات.. ولا ننسى أنه هو الذي أعد الجيوش التي اتجهت لفتح بلاد باكستان والسند وبلاد ما وراء النهر..ودخول الإسلام إلى أقطار كبيرة من الدنيا..
ولد ونشأ في الطائف (بالحجاز) وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قلده عبد الملك أمر عسكره، وأمره بقتال عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل عبد الله وفرق جموعه، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها العراق والثورة قائمة فيه، فانصرف إلى بغداد في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة.
وبنى مدينة واسط (بين الكوفة والبصرة).
وكان سفاكًا سفاحًا باتفاق معظم المؤرخين.
قالوا عن الحجاج
وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أحدا أفصح من الحسن (البصري) والحجاج.
وقال ياقوت (في معجم البلدان): ذكر الحجاج عند عبد الوهاب الثقفي بسوء، فغضب وقال: إنما تذكرون المساوئ ! أو ما تعلمون أنه أول من ضرب درهما عليه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وأول من بنى مدينة بعد الصحابة في الاسلام، وأول من اتخذ المحامل، وأن امرأة من المسلمين سبيت في الهند فنادت ياحجاجاه، فاتصل به ذلك فجعل يقول: لبيك لبيك ! وأنفق سبعة آلاف درهم حتى أنقذ المرأة ؟.
تعالوا نأخذ من تاريخ الحجاج طاعته للخلفاء، وهمته في مقاتلة الخارجين على الدولة الباغين للفتنة من الخوارج والرافضة، وجهاده شرقا وغربا حتى أدخل الإسلام بلاد الهند والسند والصين..
وتعالوا نأخذ من تاريخ الحجاج أنه لا يجوز معاملة الناس بالغلظة ولا أخذ الناس بالظنة، ولا إهانة العلماء ..
هكذا تكون دراسة التاريخ مفيدة..
المصدر: موقع التاريخ
عندما حاورني واحد من أهل العلم بالتاريخ عن الحجاج بن يوسف وسعيد بن جبير..
كان الحوار كما يلي:
سألني: من سعيد بن جبير؟ فأجبته: تابعي.
فسألني: ومن الحجاج؟ فسكت... فقال: تابعي أيضًا..
قال: ما مؤهلات سعيد بن جبير؟!
قلت: يحفظ القرآن الكريم، .........
قال: وهي نفس مؤهلات الحجاج.. فضلاً عن أن الحجاج من مشاهير العرب الذين لم يلحنوا أبدًا في هزل أو جد..
واستمر الحوار على هذا الحال.. وفي النهاية قال: إن لكل واحد من الناس أعمال جليلة، وأخرى يمكن تفسيرها أو يمكن إدانته بها، وظني أن الكثير من أعمال الحجاج بن يوسف لها ما يبررها، وإن كان بعضها من العيار الثقيل.. ولبعض الصحابة أعمال تحتاج في تفسيرها إلى جهد كذلك..
hhاود ان الفت النظر الى ملاحظة مهمة يجب ان نتوقف عندها لقد كان الحجاج حاكما وعندما نتعرض للتأريخ عن حاكم بهذا العنف والقسوة فيكفى لتفهم الوضع ان تقارن الامس باليوم , ماذا لو سئل شيخ الازهر عن رأيه فى اى حاكم ( تجنبا للحرج ) ( : ماذا سيكون رده سيفيض ويفيض فى ذكر محاسنه وفضائله بل سيأتى مقرىء فى احتفالية ليردد مرارا وتكرارا ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ) ليعيد على مسامعنا كلمة مباركة طبعا فاهمين لاكثر من خمس او ست مرات ثم يختم قراءته .. وسط هذا الخضم من النفاق لا نستطيع ان نأخذ كل رأى على حاكم او صاحب قوة مصدرا نصدق بها الا ان يتأكد بالثقات او بالمصادر المختلفة المصلحة . الا ان ما سمع عن الحجاج وسفكه الدماء كان الكثير الكثير حتى لقد سمعت انه كان يترك القدر من الذهب على البئر فى القرية فان سرق اخذت القرية كلها به .