الفرق بين استجابة الدعاء وقبوله
استجابة الدعاء شيء ، وقبوله شيء آخر ! فكل دعاء مستجاب، إلا أن قبوله وحصول المطلوب نفسه إنما هو منوط بحكمة الله سبحانه وتعالى .
فمثلاً : يستصرخ طفل عليل الطبيب قائلاً : أيها الطبيب ، انظر إلي واكشف عني ، فيقول الطبيب : نعم يا ولدي، فيقول الطفل : أعطني هذا الدواء .
فالطبيب حينذاك أما أن يعطيه الدواء نفسه ، أو يعطيه دواءً أكثر نفعاً وأفضل له، أو يمنع عنه ما طلبه لأن منعه أنفع له، كل ذلك حسب ما تقتضيه الحكمة والمصلحة .
فكذلك الحق تبارك وتعالى ـ ولله المثل الأعلى ـ لأنه حكيم مطلق يستجيب دعاء العبد، قال تعالى: { ادعوني استجب لكم}، ويستجيب الله إما للدعاء نفسه مباشرة ، أو يمنحه أفضل منه في الآخرة، أو يدفع عنه من السوء مثله، حسب ما تقتضيه الحكمة الربانية.
أخطاء في الدعاء
1ـ أن يشتمل الدعاء على شيء من الشرك في عبادة الله : كأن يدعو غير الله فهذا شرك أكبر .
2ـ تمني الموت: فبعض الناس إذا نزل به البلاء ـ تمنى الموت ـ والصواب أن يقول: «اللهم أحيني إن كانت الحياة خيراً لي وتوفني ما كانت الوفاة خيراً لي» (مسلم).
3ـ الدعاء بتعجيل العقوبة : كأن يقول الإنسان : اللهم عجل عقوبتي في الدنيا لأدخل الجنة يوم القيامة وأسلم من عذاب النار .
4ـ الدعاء بالإثم : كأن يدعو على شخص أن يكون مدمناً للخمر . أو أن يميته الله كافراً .
5ـ الدعاء بقطيعة الرحم : كأن يقول : اللهم فرق بين فلان وأمه أو أقاربه أو زوجته .
6ـ الدعاء على وجه التجربة والاختبار لله ـ عز وجل ـ كأن يقول : سأجرب وأدعو ، لأرى أيستجاب لي أم لا !.
7 ـ اليأس وقلة اليقين من إجابة الدعاء: بعض الناس إذا أصيب بمرض خطير يغلب على ظنه أنه لا يبرأ منه ، أو أصيب بالعقم، أو غير ذلك ـ تجده يدَعُ الدعاء ، ليأسه وقلة يقينه بأن الله قادر على تبديل الحال.
ـ8- المبالغة في رفع الصوت بالدعاء .
9ـ الدعاء بـ : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف به والصواب سؤال الله رد القضاء لحديث « وقني شر ما قضيت» وأمرنا أن نستعيذ من «شر ما خلق» الآية.
10 ـ تعليق الدعاء على المشيئة : كأن يقول: اللهم اغفر لي إن شئت ـ اللهم ارحمني إن شئت ... فهذا مناف للجزم بالدعاء . ودليل على قلة الرغبة. لحديث «لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ... وليعزم المسألة . (البخاري) .
11ـ دعوى باطلة : «حسبي من سؤالي علمه بحالي» وهي دعوى للإعراض عن الدعاء واتكالٌ على أن الله يعلم حال العبد ويعلم حاجته فليس هناك داع للدعاء والسؤال .
12- الدعاء على النفس والأهل والأموال: «قد يغضب الإنسان فيدعو على كل شيء دون قصد. قال صلى الله عليه وسلم :« لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من اللّه ساعة يسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم» (مسلم).