لأن الله تعالى وتبارك هو الذي خلقَ الإنسانَ وهو وحده سبحانه الذي يعلمُ ما يُصلحه، ولهذا وَضَعَ له (للإنسانية جمعاء من آدم عليه السلام إلى آخر إنسانٍ على وجه الأرض) ديناً (1) واحداً عبارة عن عقيدةٍ لا تتبدل ولا تتغير؛ وشريعةٍ يَـتِـمُّ تعديلها من مرحلةٍ زمانيةٍ إلى آخرى؛ وسَمَّى هذا الدينَ بهذا الإسم: : "الإسـلام"
ومن هنا نعلم أن الكون (الوجود) بكامله ما كان ليوجد أصلاً لولا الإسلام؛ إذ الإسلام يعني الاستسلام/الخضوع والطاعة المطلقة للباري الخالق فاطر السماوات والأرض. فليس في الوجود من أو ما هو غير مُسلمٍ (بمعنى مستسلم لله رب العالمين) ما عدا مردة الجن وكفار وعصاة بني آدم!!
د/ محمد اسماعيل المقدم
لاينبغي ان نقول ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان بل يجب ان نقول ان الزمان والمكان لا يصلحان الا بوجود الاسلام ======== د/ محمد اسماعيل المقدم
ــــــــــــــــــ
(1) إن الإشكال يحدثُ عند الناس دائماً عندما لا يكون معنى ومفهوم مصطلح "الدين" مفهوماً لديهم على الوجه الصحيح؛ إن مصطلح "الدين" يُقصدُ به مجموعةٌ من المعاني التالية: القانون/نظام الحياة، أي مجموعة من الأحكام التي تنظم علاقة الإنسان بربه أولاً وقبل كل شيءٍ، ثم بنفسه ثانياً، ثم بالخلق من حوله، ثالثاً ثم بالكون رابعاً!
وبما أن الأساس الأول الذي يُبنى عليه الدينُ هو العقيدة (الإيمان) الذي لا يصلح أن تتغير ولا أن تتبدل ـ أذ العقيدة هي الرابطة القلبية التي تربط العبد بخالقه ـ فما كان يصلح لدين هذا شأنه أن يُسَمَّى إلا بهذا الإسم أي "الإسلام"
أما ما هو موجود من الأديان الأخرى غير الإسلام فهي إما وضعية أرضية، وإما كانت ديناً سماوياً أي إسلاماً ثم غُيرت وحُرِّفَتْ فلم تعد ديناً مقبولاً عند الله تعالى، كما لم تعد تصلحُ ديناً!!