أراد ابن أن يتعلم كيف يعيش في هذه الدنيا فسأل أباه عن ذلك
نظر الأب إليه طويلا ثم قال لا عليك
وفي مساء ذلك اليوم وبعد غروب الشمس،
أخذ الأب ابنه إلى ربوة مطلة على طريق وسط أحراش مخيفة
وقال
ابقى هنا واجهد نفسك على ألا تنام ثم عد في الصباح
تعجب الإبن من هذا التصرف، ولكنه أصر على المواصلة
كانت ليلة دامسة الظلام حيث لا يرى الإنسان كفه، وبينما هو كذلك في حديث مع نفسه
وإذا به يسمع هرولة صاخبة، خاف أولا، لكنه تشجع وتحسس الأمر
وإذا برجل يحتمر و يحث حماره على السرعة، في حين تدل حالاته على القفر الشديد
تعجب الإبن مما رأى ولم يفهم شيئا..... ؟؟
عاد إلى هدوءه وما هي إلآ برهة من الزمن، حتى عاد ذلك الصخب من جديد
فاستطلع الأمر لكن هذه المرة
ليس ذلك الرجل المحتمر!
إنها امرأة فاق جمالها كل تصور وثيابها كل أناقة وجسمها كل رشاقة فاتنة الجمال
جذابة إلى حد السحر
هي على فرس ما رأت عين الإبن مثلها في زينتها وهي تسابق الريح
اندهش الإبن مما رأى و لم يمتلك نفسه من الخوف وقرر العودة إلى البيت
لكنه تذكر وصية الأب
ألآ يعود إلآ في الصباح
فقرر أن يرصد كل حركة
وقبيل الفجر وبينما هو يتحسس الحركات
وإذا برجل طويل القامة حسن الثياب له بسطة في الجسم يظهر علية العجب والتباهي
فاستحسن الإبن ذلك المنظر، وقرر أن يتابع
وإذا بالرجل يجري جري المجانين وهو ينادي بكلمات غير مفهومة
وبقي كذلك حتى غاب عن النظر
عاد الإبن صباحا وهو في حيرة من الأمر
سأله الأب كيف قضيت ليلتك
قص الإبن على الأب بكل دقة ما رأى
قال الأب
يا بني تلك المرأة الجميلة هي مفاتن الدنيا وشهواتها
وذاك المحتمر فارا من هذه المفاتن والشهوات
وذاك الرجل المعجب بنفسه متلهفا على تلك المفاتن والشهوات