إختيار الله عز وجل لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهن
فليعلم القارئ حقاً ويطمئن أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلَّم قد اختارهنّ الله جلَّ جلاله له ، لما سيكون لهن من دورٍ في الدعوة مستقبلاً .
فهذا الذي يفكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج زوجةً في سن ابنته ، أو امرأةً في سن أمه ، هذا لا يعرف من هو النبي ، فالنبي عليه الصلاة والسلام [بقي مع السيدة خديجة وهي في سن أمِّهِ ربعَ قَرنٍ ، وكان بإمكانِهِ أن يتزوَّجَ أجملَ فتياتِ مكة المكرمة، فهو بعيدٌ جداً عن هذا الذي يفكِّر فيه أعداءُ الإسلام . هذه السيدة الجليلة ـ السيدة عائشة ـ روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ألفي حديث ومئتين وعشرة أحاديث ، وحفظت القرآن الكريم كلَّه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام الزُهري : " لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل " .
وقد قيل : " كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة " .
وقال مسروق : " رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الأكابر يسألونها عن الفرائض " .
وقال عروة : " ما رأيت أحداً أعلم بفقهٍ ولا طبٍ ولا بشعرٍ من عائشة " .
وقال أبو الزناد : " ما كان ينزل بها شيءٌ إلا أنشدت فيه شعراً " .
شاعرة ، ذات حافظة عالية جداً ، ذكية ، فطنة ، تنقل عن رسول الله أكثر من ألفي حديث.
أيها الإخوة ... أردت من هذه المقدمة أن تعلموا أن عائشة أم المؤمنين ، اختارها الله عزَّ وجل لنبيِّه الكريم ، لتكون زوجته وأمينة سرِّه وراويةً عنه .
في صحيح البخاري يروي لنا هشامٌ عن أبيه رضي الله عنه قال :" فكان الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة ، قالت عائشة : فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن : يا أم سلمة والله إن الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة ، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة ، فمري النبي صلى الله عليه وسلَّم أن يأمر الناس أن يُهدوا إليه حيث ما كان ، أو حيث ما دار ".
نساء النبي عليه الصلاة والسلام كل منهن امرأةٌ مستقيمة ، لكنها تحكمها خصائص النساء . مرَّة أهدت السيدة صفيَّة أهدت إلى النبي صلى الله عليه طبق طعامٍ طيِّب ، السيدة عائشة ما تمكَّنت أن تخفي غيرتها ، فأمسكت الطبق وكسرته، فالنبي عرف طبيعة المرأة فورد عنه :
" غضبت أمكم غضبت أمكم " . "(يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأةٍ منكن غيرها)حديث.
فقد روى مسلمٌ في صحيحه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلَّم قالت : " أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلَّم فاطمة بنت رسول الله إلى رسول الله ، فاستأذنت عليه وهو مضطجعٌ ، فأذن لها ، فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلَّم : أي بنيَّة ألستِ تحبين ما أحب ؟ ... " . اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلا أَمْلِكُ " * ( من سنن أبي داود : عن " السيدة عائشة " ) " ... أي بنيَّة ألستِ تحبين ما أحب ؟ قالت : بلا . قال : فأحبي هذه ـ أي عائشة ـ " .فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه فأخبرتهن بالذي قاله ، وبالذي قال لها النبي صلى الله عليه وسلَّم ، فقلن لها : " ما نراكِ أغنيتِ عنا من شيء ، فارجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم فقولي له : إن أزواجك ينشدنك ـ أي يسألنك ـ العدل في ابنة أبي قحافة " . فقالت فاطمة : " والله لا أكلمه فيها أبداً " .
ثم أرسلن زينب بنت جحشِ زوج النبي صلى الله عليه وسلَّم ، وكانت تضاهي عائشة عند رسول الله في الحظوة والمنزلة ، فتكلَّمت في ذلك فلم تُجْدِ في كلامها شيئاً . ثم قال عليه الصلاة والسلام معلناً مكانة زوجه عائشة : " إنها ابنة أبي بكر " .
ما الأمور التي امتازت بها عائشة رضي الله عنها :
قالت عائشة : " فضِّلت بعشرٍ ، فذكرت من هذه العشر مجئ جبريل بصوتهاـ أي أن جبريل جاء بصوتها لأن صوتها يؤنس رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ـ ولم ينكح بكراً غيري ـ زوجته البكر الوحيدة السيدة عائشة ـ ولا امرأةً أبواها مهاجران غيري ـ أبوها مهاجر ـ سيدنا الصديق ـ وأمها مهاجرة ـ وأنزل الله براءتي من السماء ، وكان عليه الصلاة والسلام ينزل عليه الوحي وهو معي ، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ـ غرفة صغيرة جداً لا تتسع لصلاة النبي ونومها ، فكان إذا صلى أزاحت رجلها قليلاً كي يسجد ـ وقُبض بين سَحْري ونحري في بيتي وفي ليلتي ، ودفن في بيتي " . هذا مما اختصت به هذه السيدة الجليلة .
وقال الحافظ الذهبي : " لا أعلم في أمة محمدٍ ؛ بل ولا في النساء مطلقاً امرأةً أعلم منها " .وكان الشَعْبي يذكر عائشة فيعجب من فقهها وعلمها ثم يقول : " ما ظنُّكم بأدب النبوة ؟ " هذه تربية النبي اللهمَّ صلّ عليه .رأى النبي عليه الصلاة والسلام جنازة فقال : " مستريح ومستراح منه فقالوا ما المستريح وما المستراح منه قال أما العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ". ( من سنن النسائي : عن " أبي قتادة
ورد في الحديث القدسي :" وعزتي وجلالي لا أقبض عبدي المؤمن وأنا أحب أن أرحمه إلا ابتليته بكل سيئةٍ كان عملها سقماً في جسده ، أو إقتاراً في رزقه ، أو مصيبةً في ماله أو ولده حتى أبلغ منه مثل الذر ، فإذا بقي عليه شيء شدَّدت عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته أمه " .
نحن في تاريخنا الإسلامي موقعة اسمها " موقعة الجمل " والسيدة عائشة كانت طرفاً فيها ، وهناك أقوال كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ، هناك افتراءاتٌ عديدة ، هناك مبالغاتٌ سخيفة ، لكن فيْصل هذا الموضوع ما ورد :
" أن قتلة عثمان رضي الله عنه خافوا أن يتفق عليٌ رضي الله عنه مع طلحة والزبيـــر وعائشة على إمساك القتلة ، فحملوا على عسكر طلحة ، فَظَنَّوا أن علياً حمل عليه ، فحملوا دفاعاً عن أنفسهم ، فظن عليٌ أنهم حملوا عليه ، فحمل دفاعاً عن نفسه " .
هذان السطران لهما قيمةٌ كبيرة جداً في التاريخ ، وهذا يحدث دائماً بين فريقين ، يأتي فريق ثالث يضرب هؤلاء ويضرب هؤلاء ، يظن هؤلاء أن هؤلاء حملوا عليهم ، فيدافعوا عن أنفسهم، ويظن هؤلاء أن هؤلاء حملوا عليهم ، فيدافعوا عن أنفسهم ، والفريقان بريئون جداً من نيَّة القتل ونية الفتنة ، وهذا الذي حدث ، معركة الجمل حجمها صغيرٌ جداً ، أعداء الإسلام كبَّروها جداً ، وأضافوا عليها ما ليس منها ، أرادوا تشويه سمعة المسلمين ..
وهذان السطران : " خشي قتلة عثمان أن يتفق عليٌ رضي الله عنه مع طلحة والزبير وعائشة على إمساك القتلة ، فحملوا على عسكر طلحة والزبير فَظَنَّوا أن علياً حمل عليهم ، فحملوا دفاعاً عن أنفسهم ، فظن عليٌ أنهم حملوا عليه ، فحمل دفاعاً عن نفسه " . أي جرى سوء تفاهم ، والأطراف كلهم اجتهدوا ، والمجتهد له أجرٌ إذا أخطأ ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال :
" إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا " .
( من الجامع الصغير : عن " عمر " )
معركة الجمل وقعت ؛ ولكن حجمها الحقيقي أقل بألف مرة من حجمها الذي في الكُتُب ، لأن أعداء الدين يريدون أن يشوِّهوا سمعة الصدر الأول من الإسلام ، وهذه الحقيقة ..
اسألوا علماء التاريخ ، اسألوا المحققين ، اسألوا المُنصفين ، اسألوا الذين محَّصوا هـذه الروايات ، أكثرها مبالغٌ فيه وما أنزل الله به من سلطان .
كان عليٌ كرَّم الله وجهه يوقِّر أم المؤمنين عائشة ، ويجلُّها ، وكان دائماً يُذِّكر بمقامها السامي الكريم .
وقد قال عمَّار بن ياسر : " سمعت علياً كرَّم الله وجهه يقول على المنبر : إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلَّم في الدنيا والآخرة . ويعني عائشة . وكانت عائشة تجلُّ علياً وتوقِّره " .
وكل ما كان بين الصحابة من الخلاف لم يكن سبباً للعداوة ، والكراهية ، والبغضاء فيما بينهم ، بل كانت نتيجة اجتهاداتٍ قد أعذر الله بعضهم بعضاً ، رضي الله تعالى عنهم جميعاً وحشرنا في زمرتهم .
لا يليق بممرِّض أن يقيِّم طبيبين كبيرين اختلفا في وجهات النظر ، لا يليق بجنديٍ غِر أن يقيَّم قائدي جيشين اختلفا في وجهات النظر ، فنحن لسنا أهلاً أن نقيِّم الفريقين ، قال عليه الصلاة والسلام :
" إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا " .( من الجامع الصغير : عن " عمر " )
هذه السيدة عائشة كانت توقِّر سيدنا علياً وتجله ، وكان علي كرم الله وجهه يوقِّر السيدة عائشة ويجلها . موقعة الجمل حجمها صغيرٌ جداً جداً ، بالغ بها أعداء الإسلام ، ضخَّموها تضخيماً غير معقول ، وأصل هذا التضخيم أن فريقاً ثالثاً لعب دور الفتنة .
اسألوا علماء التاريخ ، اسألوا المحققين ، اسألوا المُنصفين ، اسألوا الذين محَّصوا هـذه الروايات ، أكثرها مبالغٌ فيه وما أنزل الله به من سلطان .
كان عليٌ كرَّم الله وجهه يوقِّر أم المؤمنين عائشة ، ويجلُّها ، وكان دائماً يُذِّكر بمقامها السامي الكريم .
وقد قال عمَّار بن ياسر : " سمعت علياً كرَّم الله وجهه يقول على المنبر : إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلَّم في الدنيا والآخرة . ويعني عائشة . وكانت عائشة تجلُّ علياً وتوقِّره " .
وكل ما كان بين الصحابة من الخلاف لم يكن سبباً للعداوة ، والكراهية ، والبغضاء فيما بينهم ، بل كانت نتيجة اجتهاداتٍ قد أعذر الله بعضهم بعضاً ، رضي الله تعالى عنهم جميعاً وحشرنا في زمرتهم .
لا يليق بممرِّض أن يقيِّم طبيبين كبيرين اختلفا في وجهات النظر ، لا يليق بجنديٍ غِر أن يقيَّم قائدي جيشين اختلفا في وجهات النظر ، فنحن لسنا أهلاً أن نقيِّم الفريقين ، قال عليه الصلاة والسلام :" إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا " .( من الجامع الصغير : عن " عمر " )
هذه السيدة عائشة كانت توقِّر سيدنا علياً وتجله ، وكان علي كرم الله وجهه يوقِّر السيدة عائشة ويجلها . موقعة الجمل حجمها صغيرٌ جداً جداً ، بالغ بها أعداء الإسلام ، ضخَّموها تضخيماً غير معقول ، وأصل هذا التضخيم أن فريقاً ثالثاً لعب دور الفتنة .
اسألوا علماء التاريخ ، اسألوا المحققين ، اسألوا المُنصفين ، اسألوا الذين محَّصوا هـذه الروايات ، أكثرها مبالغٌ فيه وما أنزل الله به من سلطان .
كان عليٌ كرَّم الله وجهه يوقِّر أم المؤمنين عائشة ، ويجلُّها ، وكان دائماً يُذِّكر بمقامها السامي الكريم .
وقد قال عمَّار بن ياسر : " سمعت علياً كرَّم الله وجهه يقول على المنبر : إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلَّم في الدنيا والآخرة . ويعني عائشة . وكانت عائشة تجلُّ علياً وتوقِّره " .
وكل ما كان بين الصحابة من الخلاف لم يكن سبباً للعداوة ، والكراهية ، والبغضاء فيما بينهم ، بل كانت نتيجة اجتهاداتٍ قد أعذر الله بعضهم بعضاً ، رضي الله تعالى عنهم جميعاً وحشرنا في زمرتهم .
لا يليق بممرِّض أن يقيِّم طبيبين كبيرين اختلفا في وجهات النظر ، لا يليق بجنديٍ غِر أن يقيَّم قائدي جيشين اختلفا في وجهات النظر ، فنحن لسنا أهلاً أن نقيِّم الفريقين ، قال عليه الصلاة والسلام :" إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا " .( من الجامع الصغير : عن " عمر " )
هذه السيدة عائشة كانت توقِّر سيدنا علياً وتجله ، وكان علي كرم الله وجهه يوقِّر السيدة عائشة ويجلها . موقعة الجمل حجمها صغيرٌ جداً جداً ، بالغ بها أعداء الإسلام ، ضخَّموها تضخيماً غير معقول ، وأصل هذا التضخيم أن فريقاً ثالثاً لعب دور الفتنة .
فإذا أردت أن تعطي تفسيراً دقيقاً جامعاً مانعاً لهذه الموقعة فهذا هو حجمها ، فريقٌ منحرفٌ هجينٌ أراد أن يوقع الفتنة بين الفريقين ، والإنسان محاسبٌ على نيَّته ، واجتهاده إذا أخطأ فيه فله أجر.