[center][size=7][color=green]معركة الارك من أهم المعارك في تاريخ الاندلس و لا تقل اهمية عن معركة الزلاقة و معركة العقاب التي أدت الى انحسار الوجود الاسلامي في الاندلس و لذلك رأيت أن اسلط الضوء بنقل هذا الموضوع الهام.
معركة الأرك هي معركة وقعت في 18 يوليو 1195 م بين قوات الموحدين بقيادة السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور وقوات ملك قشتالة ألفونسو الثامن. كانت المعركة ذات دور كبير في توطيد حكم الموحدين في الأندلس وتوسيع رقعة بلادهم فيها. وقد اضطر ألفونسو بعدها لطلب الهدنة من السلطان الموحدي أبي يوسف المنصور. يعتبرها المؤرخون مضاهية لمعركة الزلاقة إن لم تزد في وقع الهزيمة على مسيحيي أيبيريا.
التسمية
وقعت المعركة قرب قلعة الأرك، والتي كانت نقطة الحدود بين قشتالة والأندلس في ذلك الوقت ولذا ينسب المسلمون المعركة لهذه القلعة كما ينسب المسيحيون اسم المعركة أيضا لهذه القلعة (Alarcos) ويطلقون عليها كارثة الأرك لعظيم مصابهم فيها.
قلعة الارك
ما قبل المعركة
قام ملك البرتغال سانكو الأول باحتلال مدينة شلب المسلمة -تعرف الآن باسم سلفش (Silves)- بمساعدة القوات الصليبية وكان ذلك في عام 1191 م. عندما علم السلطان يعقوب المنصور بذلك جهز جيشه وعبر البحر لبلاد الأندلس وحاصرها وأخذها وأرسل في ذات الوقت جيشا من الموحدين والعرب ففتح أربع مدن مما بأيدي المسيحيين من البلاد التي كانوا قد أخذوها من المسلمين قبل ذلك بأربعين عاما مما ألقى الرعب في ملوك أيبيريا وخاصة ألفونسو الذي طلب من السلطان الهدنة والصلح فهادنه 5 سنين وعاد إلى مراكش حاضرة بلاد الموحدين.
لما انقضت مدة الهدنة أرسل ألفونسو جيشا كثيفا إلى بلاد المسلمين فنهبوا وعاثوا فسادا في أراضيهم وكانت هذه الحملة استفزازية وتخويفية أتبعها ألفونسو بخطاب للسلطان يعقوب المنصور -استهزاء به وسخرية منه- يدعوه فيه إلى مواجهته وقتاله فلما قرأ السلطان المنصور الخطاب كتب على ظهر رقعة منه (ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون الجواب ما ترى لا ما تسمع).
تجهز السلطان يعقوب المنصور لقتال ألفونسو وجمع جنده والعديد من المتوطعين من البربر وعرب أفريقيا وانضمت إليه الجيوش الأندلسية فتجمع له جيش ضخم يوصل بعض المؤرخين عدده لـ600 ألف مقاتل فيقولون أنه كانت المسافة بين مقدمة الجيش ومؤخرته مسيرة 3 أيام بينما يذكر آخرون أن العدد بين 200 و300 ألف مقاتل فقط. وانطلق المنصور بجيشه إلى بلاد الأندلس ومكث في إشبيلية مدة قصيرة نظم فيها جيشه وتزود بالمؤن وبادر بالسير إلى طليطلة عاصمة مملكة قشتالة فبلغه أن ألفونسو حشد قواه في مكان بين قلعة رباح وقلعة الأرك فغير مساره إلى هناك وعسكر في مكان يبعد عن موضع جيش ألفونسو مسيرة يومين ومكث يستشير وزرائه وقادة جيشه في خطط المعركة وكان ذلك في الثالث عشر من يونيو عام 1195 الموافق 4 شعبان 591 هـ.
كان أبو عبدالله بن صناديد أحد قادة الحرب الأندلسيين قد أشار على السلطان المنصور باختيار قائد موحد للجيش كما أشار عليه بتقسيم الجيش إلى أجزاء على النحو التالي:
الأندلسيون ويقوده أحد زعماؤهم حتى لا تضعف عزيمتهم عندما يولى عليهم أحد ليس منهم -اختير ابن صناديد لقيادتهم-. ويوضع في ميمنة الجيش.
العرب والبربر ويوضعون في الميسرة.
الجيش الموحدي النظامي ويوضع في القلب.
المتطوعون من عرب وبربر وأندلسيين ويوضعون في مقدمة الجيش للبدء بالقتال.
السلطان المنصور وحرسه وجيشه الخاص وبعض المتوطعين كقوات احتياطية تقوم بمراقبة المعركة من بعد لتقوم بهجوم مضاد متى لزم الأمر.
استجاب السلطان لإشارة ابن صناديد وعين قائدا موحدا للجيش واختار أحد وزرائه وهو أبو يحيى بن أبي حفص كقائد عام وكان السلطان يمر على أفراد جيشه ويحمسهم ويبث فيهم الشجاعة والثقة بنصر الله.
على الجبهة الأخرى حاول ألفونسو الحصول على بعض المدد والمساعدات من بعض منافسيه السياسيين ملوك نافارة وليون فوعدوه بالمدد إلا إنهم تعمدوا الإبطاء فقرر خوض المعركة بما معه من القوات التي لم تكن بالقليلة فقد أوصلها المؤرخون إلى حوالي 300 ألف مقاتل منهم فرسان قلعة رباح وفرسان الداية.
المعركة
كان الجيش القشتالي يحتل موقعا متميزا مرتفعا يطل على القوات المسلمة وقد كانت قلعة الأرك تحميهم من خلفهم وقد قسموا أنفسهم لمقدمة يقودها الخيالة تحت إمرة لوبيز دي هارو -أحد معاوني ألفونسو- وقلب الجيش ومؤخرته ويضم 10 آلاف مقاتل من خيرة مقاتلي قشتالة ويقودهم ألفونسو بنفسه.
صورة تبين موقع القلعة الاستراتيجي
في يوم القتال بدأ المتطوعون في الجيش الموحدي في التقدم قليلا لجس النبض وكان أن اتبع