عندما يُوجَّه إلينا أكثر من اتهام ، ونريد أن ندافع عن أنفسنا ؛ فإنه يتوجب علينا أن نفنِّد هذه الاتهامات والطعونات واحدة تلو الأخرى ولا نغفل عن أحدها ؛ لأننا إن غفلنا عن أحدها فهذا معناه أننا نقر به ونثبته ؛
ومثال ذلك : عندما يقول ( سين ) لـ( صاد ) : أنت بخيل وكذاب ونمام
فإن أراد سين أن يدافع عن نفسه فعليه أن يقول : أنا لست ببخيلٍ لأني كذا ، ولست بكذابٍ لأني كذا ، ولست بنمامٍ لأني كذا ؛ وبهذا يكون سين قد دافع عن نفسه
أما إذا قال سين أنا لست بكذابٍ ولست بنمام ، ونسي أن يقول أنه ليس بخيلًا فإنه بذلك يثبت تهمة البخل على نفسه ويقر بأنه بخيل
فلا ينبغي الغفلة عن هذه القاعدة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : و من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، و لكنكم غثاء كغثاء السيل ، و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله و ما الوهن ؟ قال حب الدنيا و كراهية الموت