الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقةجديدة من سلسلة (صناعة التركيز) والتي نسعى فيه لبيان أهمية التركيز في حياتنا وكيفية الوصول إليه.
نقف في هذه الحلقة مع أهمية التركيز في الرياضات المختلفة، لنرى هل التركيز مهم أم لا في الرياضة؟.
دعونا نبدأ بأشهر الألعاب، وهي كرة القدم، ولنتساءل هل التركيز مهم في كرة القدم؟ والجواب بالطبع نعم، فالفريق الذي يريد الفوز عليه التركيز في المباراة لتحقيق هدفه، والمهاجم الذي يريد تسجيل الأهداف عليه التركيز لتحقيق هدفه، والمدافعون والحراس الذين يريدون أن لا يدخل مرمى فريقهم أي هدف، عليهم التركيز لمنع الفريق التالي من ذلك. إذا الخلاصة، كرة القدم تركيز في تركيز.
أما في كرة السلة، فأعتبرها شخصيا من أهم الرياضات التي تزرع التركيز في الشخص ، وذلك لأن اللاعب يحتاج إلى تركيز شديد لتسجيل النقاط وكذلك لمتابعة لاعبي الخصم ومنعهم من تسجيل النقاط.
وكذلك في ألعاب القوى، فالتركيز هام جدا لتحقيق الفوز، سواء في الجري في المسافات المختلفة، أو في القفز ورمي الجلة ورمي الرمح وغيرها من الألعاب. تأملوا في اللاعبين وستجدون تركيزا شديدا قبل بداية أية لعبة.
ومن الألعاب التي تحتاج إلى تركيز شديد، لعبة الرماية وهي كذلك من الألعاب التي تعلّم الشخص التركيز، حيث الهدف واضح ومحدد وكلما ركّز الشخص أكثر، كانت إمكانية تحقيق أهدافه أكثر.
وتنطبق أهمية التركيز كذلك في الألعاب الأخرى من كرة الطائرة واليد والسباحة والبولنج والفروسية وغيرها.
التركيز هام في جميع الأمور والرياضيون يدركون ذلك جيدا، وهو سبب أساسي في تحقيق الأهداف والنجاح في الحياة.
اسأل الله أن يوفقنا إلى تحقيق أهدافنا وطموحاتنا وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (صناعة التركيز) والتي نسعى فيه لبيان أهمية التركيز في حياتنا وكيفية الوصول إليه.
أبدأ في هذه الحلقة في الحديث عن كيفية التركيز أو ما هي الخطوات العملية التي تساعدنا على التركيز في أي من الأمور؟.
هناك كثير من الخطوات التي يمكن أن يفعلها الشخص، ولكن الصعوبة تكمن في ترتيب هذه الخطوات، بمعنى أي الخطوات هي الخطوة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة وهكذا، وفي الحقيقة، يصعب ترتيب هذه الخطوات لأن كل الخطوات مترابطة وتؤدي كل منها إلى الأخرى، ومتى ما اختلت إحداها أثّر ذلك في التركيز الذي نريده.
في وجهة نظري، فإن الخطوة الأولى لكيفية التركيز هو اتخاذ القرار، بمعنى أن يتخذ الشخص قرارا داخليا جادا بأنه سوف يركّز فيأمر ما ولتحقيق هدف ما. هذا القرار هو البداية، وبدون هذا القرار لا يستطيع الشخص أن يفعل أي شيء.
والمتأمل في حياة العظماء، يجد بأنهم قبل أن يحققوا أهدافهم وإنجازاتهم، قرّروا تحقيق هذا الإنجاز وأتبعوا ذلك بالخطوات العملية. فقرار الشخص بأن يركّز يكسر جزءا كبيرا من الحاجز الداخلي الذي يحول بين الشخص وبين التركيز. فالقرار الداخلي هو عبارة عن رسائل ذاتية يبعثها الشخص إلى نفسه بأنه قد بدأ أمرا ما وعلى النفس الاستعداد لهذا الأمر. ولا شك بأن القرار ينبغي أن يكون إيجابيا حتى يؤدي الغرض منه.
ويستطيع أي شخص أن يدّعي بأنه قد أخذ هذا القرار، ولذلك فقد ذكرنا أن القرار يجب أن يكون قرارا جادا، لأن هذه الجدية هي العلامة التي ستبين صدق هذا القرار من عدمه، وإحدى علامات هذه الجدية، الخطوات العملية التي تتبع هذا القرار والتي سنتحدث عنها في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى.
التركيز مع أنه نشاط عقلي بالدرجة الأولى، فإنه يحتاج إلى جهد وبذل أكثر من أنشطة بدنية كثيرة، وبالتالي فإن كثيرا من الناس يبتعدون عنه – للأسف- وهذا يفسّر قلة الناجحين والمؤثرين على مدى التاريخ.
نسأل الله تعالى أن نكون من هذه القلة التي تنجح وتتميز في الدنيا وتفوز برضوان ربها في الآخرة، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (صناعة التركيز) والتي نسعى فيه لبيان أهمية التركيز في حياتنا وكيفية الوصول إليه.
لازلنا في الحديث عن كيفية التركيز، وقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن أولى الخطوات في التركيز وهي مسألة القرار.
وفي هذه الحلقة، سنتحدث عن وسيلة أخرى من الوسائل التي تساعد على التركيز، وهي وضوح الرؤية.
الرؤية في تعريف بسيط لها هي "ماذا أريد أن أكون في المستقبل؟" وبالتالي فوجود هذه الرؤية تحدد بشكل كبير مسار الشخص في حياته – بالطبع إن كان جادا - .
وضوح الرؤية الشخصية من أهم الأمور التي تساعد على النجاح في الحياة، والأشخاص الذين لديهم رؤية واضحة بمعنى أنهم يعرفون في اتجاه يسيرون وما الذي يريدون الوصول إليه، أشخاص ناجحون في أغلب الأحيان، وبطبيعة الحال، فمعنى التركيز موجود في حياتهم.
مثلا، الذي عنده رؤية بأن يصبح من المخترعين المميزين في المنطقة، سوف يركّز في هذا المجال ويطوّر نفسه لكي يصل إلى هذا الهدف. والذي عنده رؤية لكي ينال جائزة في التميز مثلا على مستوى العالم، سوف يركّز جهوده في هذا الاتجاه حتى يصل إلى هذا الهدف وهكذا.
والمتأمل في حياة العظماء يجد بأن رؤاهم كانت واضحة وبالتالي استطاعوا الوصول إليها، ولعل من الأمثلة المشهورة في ذلك، السلطان العثماني محمد الفاتح، والذي كانت لديه رؤية واضحة لفتح القسطنطينية فبذل لأجلها الأسباب والخطط حتى فتح الله المدينة على يديه.
ويُفضّل دائما كتابة الرؤية ووضعها في مكان بارز حتى يتذكرها الشخص دائما ويعمل على تحقيق ما يهدف إليه.
وجود الرؤية الواضحة وسيلة هامة من وسائل كيفية التركيز وبدونها سوف يفقد الشخص كثيرا من التركيز في حياته.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى تحقيق أهدافنا وطموحاتنا وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (صناعة التركيز) والتي نسعى فيه لبيان أهمية التركيز في حياتنا وكيفية الوصول إليه.
نتحدث في هذه الحلقات عن كيفية التركيز، ونسعى بقدر الإمكان عرض خطوات واضحة وعملية في سبيل الوصول لهذه الكيفية، وتحدثنا في الحلقتين السابقتين عن أمريين هامين وهما القرار ووجود الرؤية.
الخطوة الطبيعية الثالثة هي ترجمة هذه الرؤية إلى أهداف. فالرؤية يجب أن تتحول إلى خطوات عملية لتحقيقها وإلا فمجرد وجود الرؤية لا فائدة منها لأنها تبقى مجرد أحلام.
عندما يحدد الشخص أهدافه بناء على الرؤية التي وضعها يكون قد وضع قدمه على طريق التركيز، ولنأخذ على ذلك مثالا. لنفترض أن أحد الأشخاص لديه رؤية بأن يصبح قائدا لمنظمته، وبالتالي فإن عليه أن يضع أهدافا واضحة لتحقيق هذه الرؤية مثل حضور دورات عن القيادة وقراءة كتب عن القيادة وأخذ المبادرات والمشاركة في صنع القرارات وتكوين العلاقات وغيرها من الأمور التي تساعده بأن يكون قائدا فعّالا. فوجود هذه الأهداف يساعد على تحقيق هذه الرؤية.
وإذا أردنا أن نضرب مثالا من التاريخ، فدعونا نأخذ السلطان العثماني محمد الفاتح والذي تحدثنا عنه في الحلقة السابقة بأنه كانت لديه رؤية واضحة لفتح القسطنطينية، ولترجمة هذه الرؤية إلى واقع عملي، قام بوضع أهداف واضحة لتحقيق هذه الرؤية فقام بتجهيز جيشه ودرس عدوه ودرس القسطنطينية واستعان بالعلماء والخبراء ووضعا خططا عدة للهجوم حتى فتح الله المدينة على يديه.
وأيضا ينبغي أن يتذكر الشخص دائما بأن التوفيق أولا وأخيرا من الله تعالى، ولكن هذا التوفيق لا يأتي إلا بذل الشخص جهده وأخذ بالأسباب وهذه الأسباب هي الأهداف الموضوعة.
الأهداف الواضحة – والتي تُفضّل أن تكون مكتوبة- وسيلة هامة بل ضرورية من وسائل كيفية التركيز، ولا يُتصور أن ينجح شخص بدون وجود هذه الأهداف.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى تحقيق أهدافنا وطموحاتنا وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.