هو " عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس " ، ولد في مدينة " قسنطينة" بـ " الجزائر " سنة " 1308هـ " ، وقد عرفت أسرة " ابن باديس " بالعلم والفضل منذ القدم فهي ترجع في أصلها إلى " المعز بن باديس الصنهاجي " مؤسس الدولة " الصنهاجية الأولى " ، وبدأ دراسته في مدنية " قسنطينة " فحصل الثقافة العربية والإسلامية وأخذ عليه شيوخه ـ وهو : الشيخ " حمدان الونيسي " ـ عهداً ألا يعمل موظفاً في الحكومة ، وذلك حتى يتفرغ للدعوة ، لما لمسه فيه من ذكاء وفطنة ، وارتحل " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ إلى جامعة " الزيتونة " عام " 1908م " وتتتلمذ على عدد من المبرزين من الشيوخ ومنهم الشيخ " محمد الطاهر بن عاشور " ، والشيخ " محمد النخلي القيرواني " .
رحل الشيخ ـ رحمه الله ـ بعد ذلك إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وهناك التقى بشيخه " حمدان الونيسي " والذي تأثر به الشيخ " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ وبدعوته السلفية ، ثم عاد إلى الجزائر وكله حماس وتوقد للدعوة وواجه خطرين:
الأول : الصوفية ودعاة الشرك والقبوريين .
الثاني: المستعمر الفرنسي الذي احتل الجزائر بمساعدة الطرقية أهل البدع والعمالة .
ورأى " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ أنه لا بد من الإصلاح، فأخذ يلقى الدروس في المساجد متنقلاً بين مدن الجزائر ، واستمر ينبه الأمة الجزائرية إلى خطر التصوف الخادع من الوجهتين الدينية والاجتماعية فأصدر جريدة المنتقد في عام " 1926م " ، ثم أصدر بعد ذلك مجلة الشهاب .
قام " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ بتوحيد صفوف العلماء ، فأسس " جمعية العلماء الجزائريين " ، والتي كان يرأسها الشيخ والتي كان من أهدافها :
1- الاهتمام بتربية النشئ تربية إسلامية صحيحة
2- تصحيح عقائد الأمة الجزائرية التي فسدت باعتقادات الصوفية.
3- العناية باللغة العربية
وسلك " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ طريقاً قويماً في دعوته أساسه :
1- البعد عن المهاترات الحزبية التي أرادها المستعمر ليضمن بقاءه
2- تربية الشعب الجزائري والعودة بهم إلى النبع الصافي
وكان للإمام " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ كلمات يقولها لإثارة الروح الإسلامية في شعبه يقول فيها:
شعب الجزائـر مسلم وإلى العـروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كـذب
أو رام إدمـــاجاً له رام المحال من الطلب
يا نشءُ أنت رجـاؤنا و بك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحــها و خض الخطوب و لا تهب
توفي " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ في " 8 " ربيع الأول " 1359هـ ".