عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ. هذه هي بعض من الأخلاق الإسلامية
وأنا لن أتكلم عن أخلاق الإسلام بين المسلمين لا أتكلم عن أخلاقه العملية ولا عن أخلاقة التعبدية ولا عن أخلاقه الطبيعية، ولا عن أخلاقه مع أفراده بين المسلمين بل أتكلم عن أخلاق الإسلام مع غير المسلمين، تعلمون جميعاً أن اليهود ما ذاقوا طعم الأمن والأستقرار إلا فى ظل الإسلام، وما تعرض اليهود للأذى إلا يوم أن نقض اليهود العهود مع النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة، وما عرف الصليبيون والنصارى الأمن والسلام إلا فى خلال الإسلام. اقرؤوا بنود العهدة العمرية التى منحها عمر بن الخطاب لأهل إيليا لأهل بيت المقدس يوم أن جاء من المدينة، ليتسلم مفاتيح بين المقدس. أعطاهم عهداً بالإمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم، ومن أراد أن يخرج منهم من أرض إيليا فلابد أن يعطى الأمان حتى يبلغ مأمنه، ومن أراد منهم أن يبقى فى الأرض لا يؤخذ منه شئ من المال حتى يحصل خراجه. هذا هو الإسلام، وفى صحيح مسلم قال حذيفة بن اليمان- رضى الله عنه- : ما منعنى أن أشهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبى حسيل رضى الله عنه إلا أننا خرجنا فأخذنا المشركون فقالوا لنا: أتريدون محمداً؟ قلنا: لا بل نريد المدينة، فأخذ المشركون علينا عهد الله وميثاقه أن ننصرف إلى المدينة ولا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال حذيفة: وانطلقت أنا وابى حسيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بما قاله لنا المشركون، وبما قلنا نحن للمشركين اسمع ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حال حرب قال لحذيفة وأبى حسيل:" انصرفا- أى لا تشهدا معنا المعركة- - نفي لهم بعهدهم، ونستعين بالله عليهم". . ائتونى بأبلغ أهل الأرض يجسد هذا الوفاء، هذا ديننا هذه أخلاق نبينا فالمسلم له عندنا معاملة، والجانى له عندنا معاملة، والعدو له عندنا معاملة، والحبيب والقريب له عندنا معاملة. لقد وضع الإسلام القواعد والضوابط كلها وبين كل شئ:إنصرفا – فى حال حرب- نفي لهم بعهدهم ونستعين بالله عليهم". وهذا جندى ولا أقول هذا قائد من قادة المسلمين، بل جندى يعطى عهداً بالأمان لقرية فى العراق بقيادة أبى عبيدة بن الجراح- رضى الله عنه- وأخبر الجندى قائده أبا عبيدة فأرسل أبو عبيدة بن الجراح كتابا لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- على الفور ليخبره، وليتلقى منه الأوامر اسمع ماذا قال عمر – رضى الله عنه- أرسل عمر رسالة إلى أبى عبيدة بن الجراح- رضى الله عنه – وقال فيها بعد حمد الله والثناء عليه: إن الله عز وجل عظيم الوفاء، ولا تكونوا أوفياء حتى توفوا لهم بعهدهم، وتستعينوا بالله عليهم. وأود أن أقف لاستخراج أمرين من هذه الحادثة: الأول: أن عمر بن الخطاب أراد أن يبين كرامة الفرد حتى وإن كان جنديا امتثالاً عملياً من عمر، يقول النبى صلى الله عليه وسلم كما فى صحيح البخارى:" المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم على أعلاهم") ..فلقد بين كرامة الفرد حتى وإن كان جندياً أعطى لقرية أو أهل بلد، فيجب على المسلمين وقائد هذا الجيش أن يفيَ بعهد هذا الجندى لأهل هذا البلد. الأمر الآخر: لقد أثبت عمر أن أخلاق الإسلام ليست حبيسة الأوراق وليست حبيسة الأدراج كما فعل فى الثورة الفرنسية أو كما فعل فى إعلان الحقوق العالمية للإنسان فى أمريكا أو فى هيئة الأمم، لقد ظلت هذه القيم النظرية حبيسة الأدراج والأوراق، نعم ففى اليوم الذى أعلنت فيه الثورة الفرنسية مبدأ لحقوق الإنسانية وأمن الناس جميعاً، سواء استبعاد القانون الفرنسي نفسه قرابة ما يزيد على نصف الشعب الفرنسي من التصويت فى الانتخابات، لأنهم يعتبرون المواطن الفقير مواطنا سلبيا، ولما أعلنت أمريكا مبدأ حقوق الإنسان بنص القانون أبقت أستعداد الجيوش قرنا آخر من الزمان بعد إعلان هذا القرار النظرى. الإسلام لا يقدم مثلا نظرية بل يقدم مثلاً ربانية نبوية للتألق فى دنيا الناس سمواً ورفعة وجلالا وروعة وجمالا، لا لقد تحولت هذه المثل فى دنيا الناس إلى واقع أعلنها المصطفى صلى الله عليه وسلم مدوية:" وايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".) .. أعلنها المصطفى صلى الله عليه وسلم مدوية فى بغى من البغايا لبنى إسرائيل أدخلها الله الجنة فى كلب لأنها رحمت كلبا أو أحسنت إليه) وأعلنها مدوية أن امرأة دخلت النار فى هرة. هذا هو الإسلام هذا هو إسلامنا، عمر بن عبد العزيز يوم فتح الإسلام والمسلمون مدينة سمرقند وعرف أهل سمرقند، أن فتح سمرقند باطل، سبحانك ربى! لماذا؟ لأن المسلمين دخلوا المدينة عنوة دون أن يعلموا أهلها الإسلام إما أن يقبلوا أو يدفعوا الجزية أو يدافعوا بالقتال هكذا علمهم سيد الرجال صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم ما فعلوا ذلك فأرسل اهل سمرقند رسالة لعمر بن عبد العزيز- طيب الله ثراه- وأخبروه أن فتحهم الإسلامى لمدينتهم فتح باطل وبينوا له ذلك، فما كان من هذا العملاق الذى تربى فى نبع النبوة أن أرسل أوامره إلى جيشه الفاتح فى سمرقند بالإنسحاب فورا، فخرجت الألوف المؤلفة بين يدى هذا الجيش المنتصر المنسحب شاهدة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. صلاح الدين يوم أن فتح القدس وقدم يومها مثالاً عمليا للصليبيين الحاقدين من أعظم دروس التسامح يوم أن أرسل بطبيبه الخاص وبدواء من عنده لعلاج عدوه اللدود ريتشارد قلب الأسد. وهذا محمد الفاتح يُعلمُ الدنيا كلَّها درساً آخرَ من دروسِ التسامحِ الإسلامي مع غير المسلمين يوم أن فتح ودخل القسطنطينية ودخل كنيسة آيا صوفيا هذا تاريخ مسطور، ويقول المفكر الشهير دى بيول ليظهر الحق قبل أن ينصف الإسلام والمسلمين ليعلنها صريحة فى التاريخ: أمة منتصرة فاتحة متسامحة كأمة الإسلام هذه حقائق الإسلام دين التسامح دين الرحمة، يكفى أن نعرف أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:في الحديث الذي رواه البخارى والنسائى فى السنن وصححه الألبانى المجلد الثانى من صحيح الجامع من حديث عمرو بن الحمق الخزاعى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " من أمن رجلا على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافرا") هذا الإسلام هذا هو الإسلام وودت لو أنى أسمعت كل الغربيين هذه الحقائق وأنا أعلم يقيناً أنـهم يعرفونـها لكنَّهُ الحقدُ الذى أنطقهم بأنها حملاتٌ صليبيةٌ جديدةٌ، وشاء الله جل وعلا وقدر أن يُظهرَ المنافقين على زلات ألسنتهم وصفحات وجوههم لابد أن يعرف المسلمون أعداءَهم فى لحنِ القولِ بعد ذلك من أقوال فى تيار السياسات الخادعة الماكرة أو من منطلق السياسة الكافرة لكن يشاء الله جل وعلا ليظهر لأهل البصائر من أهل الإسلام حقائق أهل الكفر والغدر للمؤمنين بالله العزيز الغفور قال الله تبارك وتعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } (109) سورة البقرة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} (118) سورة آل عمران {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (51) سورة المائدة قال الله تبارك وتعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } (120) سورة البقرة. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ } (1) سورة الممتحنة . أيها الموحد بالله جل وعلا أيها المسلم! يا من تدعى حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الكل يتقدم الآن بما يملك من كلمة رقراقة، من شريط هادف، من رسالة نافعة، من مساهمة مادية لإخوانه من هنا وهناك المهم أن تحمل الآن هم الإسلام، فإن لم تحمل الآن هم هذا الدين فمتى؟ فمتى ستحمل هم الإسلام؟ لقول النبى صلى الله عليه وسلم كما فى صحيح مسلم من حديث ابن مسعود:"{ ما من نبى بعثه الله في أمة قبلى إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ، ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"} فهل أنت من حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم تدافع عن هذا الدين وتتحرك له؟ وظف منصبك، وظف طاقاتك كلها، استخدم مكانتك بالاتصال بالمسؤولين هنا وهناك لتبين هذه الصورة المثلى الرائعة المشرقة، لأن الإسلام متهم شئنا أم أبينا، الإسلام متهم بالإرهاب والتطرف، نريد أن نظهر قوة الإسلام المشرقة لا بالألسنة فحسب، بل بأقوالنا وأعمالنا وقلوبنا ، ما من أحد إلا وشهد الإسلام بلسانه، لكن من منا شهد الإسلام بكماله وجلاله وأعماله؟ إن أعظم خدمة نقدمها اليوم للإسلام هى أن نشهد شهادة عملية على أرض الواقع بعد ما شهدنا له من قبل جميعا شهادة قولية بألسنتنا. الأمةُ كلُها مطالبةٌ أن تتحرك بكل بطولةٍ وبكلِ صدقٍ وأن تستعد بكل طاقاتـها وبكلِ الإمكانياتِ، وعلى جميع الأصعدة وفى كل الأماكن والمستويات، لتبين الصورةَ المشرقة للإسلام، إن كنت تعرف صديقا فى أمريكا فأرسل إليه رسالة أو أرسل له شريطاً كهذا الشريط، المهم أن تفعل شيئاً للإسلام إن كنت من الصادقين، فلن تعدم لنفسك دورا لتخدم من خلاله دين الله تبارك وتعالى، والذى يؤلمنى غايةَ الألم أنى أجد :كثيراً من المسلمين يسأل عن دوره بعد هذا كله أخي المسلم من المهم أن تعيش لدينك مع كل نفس من أنفاس حياتك كما تخطط لمستقبلك، ومستقبل أولادك، ولمستقبل أسرتك لابد أن تخطط لهذا الدين، وأن تعيش لـهذا الدين وأن تنامَ وعيونُك مليئةً بالدموع بل والدموع تنهمر على خديك لهمك الذى يحرق قلبك إما على ما يفعله اليهود الكفرة فى فلسطين وخاصةً في هذه الأيام، أو ما يفعله عباد البقر فى كشمير، وأما يفعله الملحدون المجرمون فى الشيشان ، ما سيفعل بإخواننا فى أفغانستان، فإن لم تحمل هم الإسلام الآن، فمتى تحمله؟ إن لم يحترق قلبك الآن على هذا الدين فمتى سيحترق قلبك؟ إن لم تتحرك الآن بكل ما تملك من عقل وفكر وقلب وقلم وولد ومال وجاهٍ وطاقةٍ وراحةٍ وحركةٍ لـهذا الدين فمتى ستبذل لهذا الدين؟ إنَّ الأمةَ كُلَّها يَجِبُ عليها أن تبذلَ أقصى ما تَـملكُ لدين الله تبارك وتعالى وهى على يقينٍ مطلقٍ أن الكونَ لا يتحكم فيه الأمريكان ولا يدير دفته الأوربيون الآن، الذى يدبر أمر الكون هو ملك الملوك سبحانه، لابدَّ أن تَمتلئَ القلوبُ ثقةً مطلقةً فى الله لابد أن نعلم أن الذى يدبرُ أمرَ الكونِ هو الله، ولا يقع شئٌ فى الكون إلا بإذنه وعلمه وحكمتِهِ وقدرِهِ وإرادتِهِ، لا تظن أن الله قد خلق الخلق وقد غفل عنه حاشا لله! إنه لا يقع فى كونه إلا ما يريد {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (59) سورة الأنعام روى مسلم فى صحيحه من حديث أبى هريرة أن حبرا من أحبار اليهود جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم يوما فقال: يا محمد، كنا نجد مكتوبا عندنا فى التوراة أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع والجبال والشجر على إصبع، ثم باقى الخلائق على إصبع ثم يهزهن ويقول: أنا الملك، أنا الملك، فضحك النبى صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً منه لقول الحبر وتلا النبى صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) سورة الزمر يا لها من معية لو عرفت الأمة قدرها! فمعها القوى الذى لا يغلب، ومعها الحى الذى لا ينام، ومعها الهادى الذى لا يضل، ومعها الغنى الذى لا يفتقر، ومعها العزيز الذى لا يذل، يا لها من معية كريمة! إنها معية الله جل جلاله الله هو الاسم الذى ما ذكر فى قليل إلا كثره، الله هو الاسم الذى ما ذكر عند كرب إلا أمنه، الله هو الاسم الذى ما ذكر عند خوف إلا أزاله، الله هو الأسم الذى ما تعلق به فقير إلا أغناه، الله هو الأسم الذى تستجاب به الدعوات، الله هو الاسم الذى به ولأجله قامت الأرض والسماوات: الله الله مالك الملك وملك الملوك وجبار المساوات والأرضين، أين عاد؟ أين ثمود؟ أين فرعون؟ أين قارون؟ أين هامان؟ أين أبرهة؟ أين اصحاب الفيل؟ أين الظالمون؟ اين التابعون لهم فى الغى؟ بل أين فرعون وهامان؟ قال الرحيم الرحمن: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (6 ، 14) سورة الفجر أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} (1-5) سورة الفيل . لا يتحكم فى الكون أحدٌ إلا الواحد الأحد لماذا اختل اليقين فى القلوب؟ لماذا ضعفت الثقة فى ربنا؟ لماذا أصبحنا لا نؤمن إلا بالماديات قلنا قبل ذلك: ندعو على أعداء الأمة، فينظر إلينا البعض بنظرات تحمل من المعانى ما الله به عليم، يقولون: ما الذى يقوله هؤلاء الدروايش؟ وما الذى ينتظرونه؟ فشاء الله جل وعلا أن يضمد جراح القلوب القلقة، وأن يذهب شك القلوب المتشككة، وأن يعلم أهل الأرض أن الذى يتحكم فى الكون هو الله وحده، ولا تستيطع أى قوة على وجه الأرض أن تقضى على دين الله، لأن الذى وعد بحفظ هذا الدين هو رب العالمين. قال الله تعالى:يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ{8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ{9}سورة الصف.و قال الله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ{171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ{172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173} سورة الصافات.