القسم الرابع من تفسير سورة الجن {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28)} شرح الكلمات: قل إن أدري :أي قل ما أدري. ما توعدون :أي من العذاب. أمدا : أي غاية وأجلا لا يعلمه إلا هو. فلا يظهر :أي لا يطلع. من ارتضى من رسول :أي فإنه يطلعه. رصدا :أي ملائكة يحفظونه حتى يبلغه مع الوحي الذي يبلغه لكافة الناس. ليعلم :أي الله علم ظهور أن الرسل قد بلغوا رسالات ربهم. أحصى كل شيء عددا :أي أحصى عدد كل شيء. معنى الآيات: قوله تعالى {قُلْ إِنْ أَدْرِي} أمر تعالى رسوله أن يقول للمشركين المطالبين بالعذاب استخفافا وعناداً أو تكذيباً أمره أن يقول لهم ما أدري أقريب ما وعدكم ربكم به من العذاب بحيث يحل بكم عاجلا أم يجعل له ربي أمدا أي غاية وأجلا بعيدا يعلمه هو ولا يعلمه غيره. عالم الغيب إذ هو عالم الغيب وحده فلا يظهر على غيبه أي لا يطلع على غيبه أحدا من عباده إلا من ارتضى من رسول أي رضيه أن يبلغ عنه فإنه يطلعه مع الاحتياط الكافي حتى لا يتسرب الخبر الغيب إلى الناس {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ} الرسول المرتضى ومن خلفه رصداً من الملائكة ثم يطلعه ضمن الوحي الذي يوحي إليه. وذلك ليعلم الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرسل قبله قد بلغت رسالات ربها لما أحاطها تعالى به من العناية حتى انه إذا جاءه الوحي كان معه أربعة ملائكة يحمونه من الشياطين حتى لا يسمعوا خبر السماء فيبلغوه أولياءهم من الإنس، فتكون فتنة في الناس وقوله {وَأَحَاطَ}أي الله جل جلاله {بِمَا لَدَيْهِمْ} أي بما لدى الملائكة والرسل علما {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} أي وأحصى عدد كل شيء فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. هداية الآيات: من هداية الآيات: 1-استئثار الله تعالى بعلم الغيب فلا يعلم الغيب إلا الله. 2-قد يطلع الله تعالى من ارتضى أن يطلعه من الرسل على غيب خاص ويتم ذلك بعد حماية كاملة من الشياطين كيلا ينقلوه إلى أوليائهم فيفتنوا به الناس. 3- بيان إحاطة علم الله بكل شيء و احصائه تعالى لكل شيء عدّا. الطائف وتكون هذه الأولى، والثانية هي المذكورة في التفسير. روى عن ابن عباس أن العذاب الصعد جبل في جهنم يكلفون صعوده وكلما وضعوا أيديهم عليه ذابت. وهو ضرب من أنواع العذاب في دار الشقاء.اللهم انا نسألك العفو والغافية في الدين والدنيا والأخرة. وَصَـلـَّى اللهُ عَـلـَى سَيـِّدِنـَا مُحَمَّدٍ النـَّبـِيّ الأمِيِّ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبـِهِ وَسَـلـَّمَ ومن استن بسنته الى يوم الدين .