* من المعلوم منابنأبيزيدالقيرواني يعتبر من أكبر فقهاء الغرب ا لإسلامي، فقد أغنى المكتبة الإسلامية بمجموعة من المؤلفات تعتبر أصلية مبتكرة في مجالاتها، وقد أهلته درجته العلمية العالية، ومستواه الرفيع، كي يلقب بـ "مالك الصغير". وتحدثنا كتب التراجم علىمنابنأبيزيد كان يُفزع إليه في الفتوى كما يُفزع إليه في العلوم الأخرى. ولذلك ترك لنا فتاوى كثيرة تناولت أغلب المباحث الفقهية. غير أنه لم يجمعها ويفردها بالتأليف في كتاب خاص، بل التقطها تلاميذه في حياته، وتلاميذ تلاميذه بعد وفاته، وبثوها في كتبهم، وأشاروا إليها في بعض مؤلفاتهم ومراسلاتهم. وهي في مجموعها تنفرد بمعلومات لم ترد بباقي مؤلفاته. يقول الدكتور عبد المجيد التركي: "إن فتاوى بن أبيزيدالقيرواني تأتي بمعلومات طريفة لا تتوفر في مؤلفاته الأخرى". * وخدمة لهذا الامام، وللباحثين عموما، عمل الأستاذ الدكتور: حميد بن محمد لحمر ـ جزاه الله كل خير ـ على جمع شتات فتاويه من مجموعة من الاصول العلمية الفقهية، المطبوعة والمخطوطة، حتى تكون مكتملة قريبة من المهتمين، واجتهد في تبويبها وترتيبها حتى تكون سهلة التناول، ويسهل الأمر فيها على الناظر، فتعم الفائدة، وسمى مجموع نسختها الجديدة بـ: « فتاوى مالك الصغير »، أو « فتاوىالشيخ إبن أبيزيدالقيرواني »، * وقد قسم المؤلف هذا العمل الى قسمين رئيسين مسبوقين بمقدمة: - المقدمة: تحدث فيها عن مفهوم مصطلح الفتوى لغة وشرعا مع نشر أرجوزة في موضوع الفتوى وما يتصل بها من شروط، وآداب، وغيرها. - القسم الأول: خصصه للتعريف بالمدرسة المالكية القيروانية وأكبر شيوخها وأهم مؤلفاتهم، كما عرف بالشيخ ابنأبيزيدالقيرواني وفتاويه. - القسم الثاني: اشتمل على مجموع الفتاوى التي يسّر الله في جمعها، مرتبة وفق ترتيب الكتب الفقهية، منفتاوى الاستفتاء والطهارة والصلاة، إلى كتاب الوصايا والجامع. وسلك فيه مسلكا لطيفا، ومنهجا طريفا، يقوم على عرض السؤال، وبسط الإجابة الفقهية كما جاءت في أصلها، بدون تصرف، أو نقصان أو زيادة، حفاظا على النقل بأمانة.