و هي الموقعة العظيمة التي دارت بين جيش الأمويين بقيادة مسلم بن عقبة (و سمي بعد ذلك مسرف بن عقبة لكثرة اسرافه في سفك الدماء ) و بين أهل المدينة المنورة الذين تمردوا على الخليفة الأموي يزيد بن معاوية و خلعوه , و فيها استباح جنود يزيد المدينة و قاموا بارتكاب أفظع الجرائم، فقتلوا الآلاف من السكان ونهبوا الأموال، وأحرقوا البيوت، واعتدوا على الأعراض.
وجه الخليفة الأموي يزيد بن معاوية جيشا بقيادة مسلم بن عقبة , و قد قام يزيد بن معاوية بتكليف مسلم بتلك المهمة بناءا على وصية أبيه معاوية بن أبي سفيان حيث أوصاه قائلا:
((إن لك من أهل المدينة يوماً، فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة، فإنه رجل قد عرفت نصيحته )) راجع مثلا الكامل في التاريخ لابن الأثير ,أحداث سنة63,ذكر موقعة الحرة
أما الخليفة يزيد بن معاوية فقد أوصى قائد الجيش مسلم بن عقبة بأن يدعوا أهل المدينة المنورة ثلاثة أيام بالحسنة لمبايعته من جديد و ان رفضوا فليستبح المدينة و ينهبها ثلاثة أيام ,حيث قال :
((ادع القوم ثلاثاً، فإن أجابوك وإلا فقاتلهم، فإذا ظهرت عليهم فانهبها ثلاثاً، فكل ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند))(نفس المرجع السابق )
و قد حدث ما أوصى به يزيد ,حيث قام الجيش الاموي و بعد رفض سكان المدينة المنورة مبايعة يزيد بن معاوية من جديد باستباحة المدينة و نهبها و قتل الآلاف من السكان و هتك أعراض النساء حيث أن ألف عذراء تقريبا قد تعرضت للاغتصاب , ناهيك عن قتل الكثير من الصحابة , و أجبر الناس على مبايعة يزيد على أنهم عبيد له .
جاء في البداية والنهاية لابن كثير
أحداث سنه 63
ثم أباح مسلم بن عقبة، الذي يقول فيه السلف: مسرف بن عقبة - قبحه الله من شيخ سوء ما أجهله - المدينة ثلاثة أيام كما أمره يزيد، لا جزاه الله خيراً، وقتل خيراً خلقاً من أشرافها وقرائها، وانتهب أموالاً كثيرة منها، ووقع شرُّ عظيم وفساد عريض على ما ذكره غير واحد.
قال المدائني: وأباح مسلم بن عقبة المدينة ثلاثة أيام، يقتلون من وجدوا من الناس، ويأخذون الأموال.
قال المدائني: عن أبي قرة قال: قال هشام بن حسان: ولدت ألف امرأة من أهل المدينة بعد وقعة الحرة من غير زوج
قال المدائني: عن شيخ من أهل المدينة.
قال: سألت الزهري: كم كان القتلى يوم الحرة؟
قال: سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار، ووجوه الموالي، وممن لا أعرف من حر وعبد وغيرهم عشرة آلاف. قال: وكانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وانتهبوا المدينة ثلاثة أيام
تاريخ الخلفاء للسيوطي
باب يزيد بن معاوية
وفي سنة ثلاث وستين بلغه أن أهل المدينة خرجوا عليه وخلعوه فأرسل إليهم جيشاً كثيفاً وأمرهم بقتالهم ثم المسير إلى مكة لقتال ابن الزبير فجاءوا وكانت وقعة الحرة على باب طيبة وما أدراك ما وقعة الحرة ذكرها الحسن مرة فقال والله ما كاد ينجو منهم أحد قتل فيها خلق من الصحابة رضي الله عنهم ومن غيرهم ونهيت المدينة وافتض فيها ألف عذراء فإنا لله وإنا إليه راجعون قال صلى الله عليه وسلم "من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" رواه مسلم.
تاريخ الطبري
أحداث سنة 63
وأباح مسلم المدينة ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون الأموال؛
وقعة الحرة
ولما انتهى الجيش من المدينة إلى الموضع المعروف بالحرَّة وعليهم مُسرف خرج إلى حربه أهلُها عليهم عبد اللّه بن مطيع العدويَ وعبد اللهّ بن حنظلة الغسيل الأنصاري، وكانت وقعة عظيمة قتل فيها خلق كثير من الناس من بني هاشم وسائر قريش والأنصار وغيرهم من سائر الناس؟ فممن قتل من آل أبي طالب اثنان: عبد اللهّ بن جعفر بن أبي طالب، وجعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، ومن بني هاشم من غيرآل أبي طالب: الفَضْلُ بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وحمزة بن عبد اللّه بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، والعباس بن عُتْبة بن أبي لهب بن عبد المطلب، وبضع وتسعون رجلاً من سائر قريش، ومثلهم من الأنصار، وأربعة آلاف من سائر الناس ممن أدركه الإحصاء دون من لم يعرف. وبايع الناس على أنهم عبيدٌ ليزيد، ومَنْ أبى ذلك أمره مُسْرف على السيف،
المختصر في تاريخ البشرلأبي الفداء
باب مقتل الحسين
ثم دخلت سنة اثنتين وستين وسنة ثلاث وستين، فيها اتفق أهل المدينة على خلع يزيد بن معاوية، وأخرجوا نائبه عثمان بن محمد بن أبي سفيان منها، فجهز يزيد جيشاً مع مسلم بن عقبة، وأمره يزيد أن يقاتل أهل المدينة، فإِذا ظفر بهم، أباحها للجند ثلاثة أيام، يسفكون فيها الدماء، ويأخذون ما يجدون من الأموال، وأن يبايعهم على أنهم خوّل وعبيد ليزيد، وإذا فرغ من المدينة، يسير إِلى مكة.
فسار مسلم المذكور في عشرة آلاف فارس من أهل الشام، حتى نزل على المدينة من جهة الحرة، وأصر أهل المدينة من المهاجرين والأنصار وغيرهم على قتاله وعملوا خندقاً واقتتلوا، فقتل الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، بعد أن قاتل قتالاً عظيماً، وكذلك قتل جماعة من الأشراف والأنصار، ودام قتالهم، ثم انهزم أهل المدينة، وأباح مسلم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام، يقتلون فيها الناس ويأخذون ما بها من الأموال، ويفسقون بالنساء.وعن الزهري أنّ قتلى الحرة، كانوا سبعمائة من وجوه الناس، من قريش والمهاجرين والأنصار، وعشرة آلاف من وجوه الموالي، وممن لا يعرف، وكانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين، ثم إِنّ مسلماً بايع من بقي من الناس على أنهم خوّل وعبيد ليزيد بن معاوية، ولما فرغ مسلم بن عقبة من المدينة سار بالجيش إلى مكة.
الكامل في التاريخ لابن الأثير
أحداث سنة ثلاث وستين
ذكر وقعة الحرة
وقيل: إن معاوية قال ليزيد: إن لك من أهل المدينة يوماً، فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة، فإنه رجل قد عرفت نصيحته. فلما خلع أهل المدينة أمر مسلماً بالمسير إليهم،
وسار الجيش وعليهم مسلم، فقال له يزيد: إن حدث بك حدثٌ فاستخلف الحصين بن نمير السكوني، وقال له: ادع القوم ثلاثاً، فإن أجابوك وإلا فقاتلهم، فإذا ظهرت عليهم فانهبها ثلاثاً، فكل ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند، وأباح مسلم المدينة ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون المتاع والأموال .
و جاء في كتاب (الفخري في الآداب السلطانية و الدول الاسلامية ) لصاحبه المؤرخ محمد بن علي بن طباطبا المعروف باين الطقطقا ,و هو يتحدث عن اغتصاب فتيات المدينة على يد جيش بني أمية بقيادة مسلم بن عقبة (بعد أن ذكر استباحة المدينة وقتل سكانها) ,في الفصل الثاني و تحت عنوان <شرح كيفية وقعة الحرة>:
فقيل ان الرجل من أهل المدينة بعد ذلك كان اذا زوج ابنته لا يضمن بكارتها و يقول :لعلها
افتضت في وقعة الحرة
وانا لله وانا اليه راجعون
kf]m jhvdodm uk l,rum hgpvm l,Xé çgdRè jhvdodm ,êdê
التعديل الأخير تم بواسطة كاشف الغطاء ; 27-10-2009 الساعة 05:06 AM
السيد كاشف الغطاء المحترم :
قرأت موضوعك , والحقيقة أحببت أن أستفسر منك :
ماذا نستفيد من هذا الموضوع ؟
لماذا أوردت الموضوع أساساً ؟
ماذا تريد منه ؟
أرجو أن تجيب على أسئلتي , والأصل حسن الظن بك !
بانتظار ردك .
أخي الكريم
الموضوع يتكلم عن مرحلة من مراحل تاريخنا الاسلامي
وأظن أن دراسة التاريخ لها افادات كثيرة ولا خير في أمة تجهل تاريخها
نعم التاريخ يختلف فهناك صفحات بيضاء وأخرى سوداء
وهذه المرحلة ربما تصنف ضمن الصفحات السوداء لتاريخ الأمة
لكن هذا لا يعني أننا نطوي هذه الصفحات ونتحاشى ذكرها وأنه لا افاذة وراء ذكرها
طي الصفحات السوداء لتاريخ الأمة وابداء فقط الصفحات البيضاء هذا يعتبر خيانة للأمانة التاريخية
وخيانة للأجيال المستقبلية والتغرير بها .
أخي الكريم أن ضد وبشدة التكتم على صفحات التاريخ كيفما كان نوعها ولن أسامح أي شخص عمل على كتمان وطمس جزء من التاريخ تحت أي دريعة كانت .
يبدو أخي الكريم أنك لم تفهم سؤالي ,
لم أطالبك بالتعتيم على مرحلة تاريخية محددة , ولم أطالبك بطي الصفحات السوداء
من تاريخنا (وهي موجودة) وهذا كلامي مبين , أرجو أن تعيد قرائته ,
نقطة البحث : ماذا أردت من إيراد هذه الصفحة التاريخية بالذات ؟
مثلاً : يمثل عهد المستعصم (الخليفة البغدادي الذي سقطت بغداد في عهده) صفحة سوداء في تاريخ المسلمين , فإذا أورد زيد من الناس قصة سقوط بغداد (وهي صفحة سوداء)
و استنتج مثلاً : أن إتخاذ بطانة السوء (ابن العلقمي) سبب مهم من أسباب سقوط الأمم ,
ونستفيد منه التحذير من بطانة السوء وأثرها المدمر في كل زمان ومكان ,
نقول أورد صفحة سوداء وأراد من المسلمين الإعتبار بأهمية البطانة , ونقول له جزاك الله
خيراً , هذا الإسقاط التاريخي مقبول , وينفعنا الآن في إتخاذ الحذر من بطانة السوء .
سألتك إبتداء ولم تجب ,
و أكرر لك السؤال : ماذا تستفيد أنت , وماذا أستفيد أنا , وماذا يستفيد الإخوة المشاركون من
عرض هذه الصفحة السوداء بالتحديد ؟
لو سمحت أجبني في نقطة البحث .
أخي الكريم
ليست هناك مرحلة تاريخية تمر الاولها افاذة وعظة للأجيال المقبلة
وموقعة الحرة ربما تكون سبب من أسباب غزو التاتار لبلاد المسلمين
فأنت ربطت غزو التاتار ببطانة السوء وكذلك موقعة الحرة يمكن استنتاج منها حكام السوء وما يفعلونه في الأمة ولا يرقبون فيها ا لا ولا ذمة
فموقع المدينة من الا سلام وموقع الانصار منه يبين لنا الى أي مدى يمكن ان يذهب حكام السوء في قمعهم للمسلمين وعدم مراعت فيهم لا شرع ولاذمة .