الادمان فى مصر - الهيروين لقد اجتحت مصر موجة من تعاطي الهيروين في عقد الثمانينات حيث كان هذا العقار منتشرا بين الشباب في النوادي الاجتماعية الكبرى وبين بعض طلاب الجامعات ، بل امتد الى بنات المجتمع المصري الأرستقراطي ، ولم يكن يعلم أحد منهم مدى
خطورة الهيروين (أبو ذكري 1998) وفي إحدى الدراسات المصرية وجد أن عدد المدمنين قد زاد بشكل ملحوظ في عقد الثمانينات مقارنة بعقد التسعينات ، وتعزى هذه الزيادة الى ظهور أنواع جديدة من الأفيونات مثل
الهيروين ولذلك كانت نسبته صفر% في الفترة من سنة 1972 الى سنة 1976 ، بينما يمثل 5736% في الفترة من سنة 1982 الى 1986 (عبد الجواد 1999)
العوامل التي ساعدت على انتشار الهيروين في الثمانينات :
لقد ساعد على انتشار الهيروين في ذلك الوقت الكثير من الأسباب نذكر منها :
سهولة تهريبه عبر المطارات والمواني حيث كانت تهرب البودرة بين طيات الحقائب أو في لفائف يبلعها المهربون أو يحفظونها في أماكن حساسة من أجسادهم
سهولة تعاطيه شما وحرقا وحقنا في أي مكان وفي أي وقت مع عدم وجود رائحة أو آثار تدل على تعاطيه
سرعة ودرامة تأثيره مع ميل المدمن للانسحاب والانزواء والسلبية ، وربما يرى المدمن هذه الصفات الهروبية وسيلة أمان في المجتمعات الشرقية التي تعلى من قيمة الطاعة العمياء وتعتبر المبادرة والإيجابية تجاوزا للحدود
توفر الأموال في أيدي بعض الفئات التي أثرت نتيجة التحولات الاقتصادية
وجود بعض العوامل السياسية الخارجية التي سهلت زراعته وتهريبه مثل الحرب ايران والعراق والحرب بين أفغانستان والاتحاد السوفيتي ، واضطراب الأوضاع في باكستان ، فقد ساعدت هذه الاضطرابات على زيادة نشاط العصابات التي تقوم بزراعة وتهريب هذا المخدر في هذه الدول
الهيروين نهاية المطاف الادماني:
وعلى الرغم من شيوع استخدام الهيروين بشكل واسع في عقد الثمانينات ألا أن الدراسات المختلفة (أبو المجد 1987 وفهمي 1989) وجدت أن غالبية المدمنين يستخدمون أكثر من عقار0
ومع هذا فان مدمن الهيروين حين كان يصل في نهاية مشواره الادماني الى الهيروين
فانه غالبا ما يتوقف عن تعاطي العقارات الأخرى ويكتفي بالهيروين ، وقد جعل هذا العديد من الباحثين يعتبرون أن الهيروين
هو نهاية المطاف الادماني
صعوبة الدراسات الإحصائية وعدم تكامل الجهود الوقائية والعلاجية 0 وقد واجهت الباحثين الكثير من الصعوبات أثناء محاولتهم التعرف على أبعاد مشكلة المخدرات في مصر حيث يصعب جمع المعلومات بدقة في مثل هذه الموضوعات التي تحمل وصمة اجتماعية ودينية خاصة في مجتمع ذي خصائص خلقية ودينية مميزة وكان لغموض رؤية المشكلة الادمانية في مصر أثر كبير على جهود مكافحتها حيث اقتصرت على جهود متفرقة بعضها حكومية وبعضها خاصة ينقصها التكامل والتنظيم انحسر استخدام الهيروين في عقد التسعينات ، ويمكن أن يعزى ذلك الىعدة عوامل منها جهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ، والعقوبات المشددة ضد المهربين والموزعين (عبد الجواد 1999) والحملات الإعلامية المكثفة (أبو ذكرى 1998) وغلاء ثمنه Elroey 1997) وضعف الحالة الاقتصادية ، وسوء سمعة الهيروين نظرا لما يحدثه من تدهور صحي وأخلاقي سريع للمدمن
المصدر:ظ…ط±ط§ظƒط² ط¹ظ„ط§ط¬ ط§ظ„ط§ط¯ظ…ط§ظ† - ط¹ظ„ط§ط¬ ط§ظ„ط§ط¯ظ…ط§ظ†