عند هؤلاء الشباب صور ضياع، ونسأل الله أن يرحمنا وإياهم، وأن يتوب علينا وعليهم، وأن يردنا وإياهم ردًّاً جميلاً، ونسأله سبحانه أن يسترنا، وأن يحفظنا، وأن يهدينا، وأن يتولاّنا
1.) من صور الضياع عند هؤلاء الشباب: الاستهزاء بالعلماء وبالدعاة، والسخرية منهم، وأكل لحومهم، وربما جعلوها فاكهة لمجالسهم، وهذه خطيئة كبيرة لا بد أن ينتبه لها شباب الإسلام،
وتجدهم تعمر بهم المقاهي، وأماكن اللَّهو، واللغو، والأرصفة، والجلسات الخلوية على الضياع، ويجلسون المجالس أوقاتاً طويلة، لا يذكرون الله، ولا يصلون على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بل كلام فُحش، أو غيبة، أو نميمة، أو تهتك في أغراض المسلمين.
هؤلاء إذا استمروا على ما هم عليه، فإنهم يشكِّلون على المجتمع والأمة خطراً عظيماً، فهم يحفظون الأغاني الماجنة المائعة، والقصائد الساقطة الفاحشة، وعندهم أشرطة فاسدة، وأفلام هائلة الدمار.
3.) أيضاً: عندهم إسراف في ممارسة الألعاب الرياضية ومتابعة أخبارها ودوراتها، حتى تصبح شغلهم الشاغل وهمهم الأول،
"أفرأيت مَنِ اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علمٍ, وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمَن يهديه مِن بعد الله"
(الجاثية: الآية 23).
4.) وأيضاً: يرتدون الملابس القصيرة، التي لا تجوز الصلاة فيها، وهي نصف الفخذ، فلا يجوز النظر إليهم، ولا يجوز اللعب معهم، لأن عورة المسلم من السُرّة إلى الركبة.
5.) وأيضاً: يطيلون الشعور إطالةً فوق الحد، تقليداً لمن يُسمّون بالنجوم من الكفرة، فيقلّدونهم في قصّات الشعر وفي التسريحات، وعندهم صور لهم يحتفظون بها ويحبونهم، ويعشقونهم، ويتولونهم، وهذا جرح في العقيدة، وفي معالم التوحيد. وهؤلاء نجدهم مع إطالتهم لشعورهم، يحلقون لحاهم، ويحتجون بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل شعره،
"أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"
(البقرة: الآية 85).