14-08-2008, 08:34 PM
|
المشاركة رقم: 8 (permalink)
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
فريق الإشراف |
البيانات |
التسجيل: |
4 - 7 - 2008 |
العضوية: |
911 |
الدولة: |
Cairo |
المشاركات: |
2,399 |
بمعدل : |
0.42 يوميا |
معدل التقييم: |
19 |
نقاط التقييم: |
118 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Dr.asmaa gamal
المنتدى :
الحضارة في الإسلام
والفن الإسلامى شأنه شأن الفنون الأخرى يتبع منهجاً فكرياً هو الفكر الإسلامى، وهو فكر يراعى التناسق والتكامل والشمول والجمال، وهناك عدة خصائص ومميزات لهذا المنهج الإسلامى فى الفن أهمها :
1. أن الفنان المسلم انطلق أساساً من التوجيه القرآنى، ومن العقيدة الإسلامية.
2. نزع الفن الإسلامى إلى الحد من المظاهر الحيوية وعمل على الإقلال من واقعية الأشكال حتى لا يقع فى المحظور من جهة، وحتى يتيسر له أن يعطى مضموناً لعمله الفنى يبتعد به عن مجرد تجسيد مظاهر الطبيعة، ليقترب من الواقع الأبدى، ويقترب من الجوهر، ولقد تجسد ذلك المعنى جيداً فى الرقش العربى الإسلامى.
3. تميز تصوير الأشخاص بالأسلوب الاصطلاحى نتيجة للبعد عن تمثيل الواقع وتجاوزه عن المفاهيم العضوية التشريحية.
فن الرقش الإسلامى :
كان الفنان العربى المسلم يسعى عن طريق الرقش إلى تجاوز عالم الشهادة أو المادة للوصول إلى عالم الغيب أو الجوهر، ولقد تمثلت تلك العقيدة فى الرقش العربى الإسلامى ذلك الفن الذى أخذ شكلين أحدهما صورة أفقية تبدو على هيئة تكرار أو تناسخ (وهو ما يسمى بالرقش اللين) والأخرى مركزية تبدو فى هيئة وميض متناوب، وتبدو خاصة فى الأشكال ذات التخطيطات الهندسية (والتى تسمى الخيط) . والمتأمل للرقش عامة يرى أن الفنان المسلم حاول تجسيد عقيدته فى تلك الخطوط التى بدت متجمعة فى مركز واحد أو منطلقة من هذا المركز وإلى ما لا نهاية.
ونحن نرى نفس الرؤية متجسدة فى شكل المدينة الإسلامية حيث المسجد فى الوسط محاط بالمنشآت والمنازل، كما نرى ذلك فى صفوف المصلين خلف الإمام، وفى طواف الناس حول الكعبة.
فالنقش العربى ليس مجرد زخرفة أو عمل آلى منقول، بل إن له وظيفة رمزية، وقد خضعت كل أشكال الرقش لمبادئ تجريدية هى فى قمة مراتب التعبير الجمالى الإسلامى. والفن العربى كان معتبراً حتى وقت قريب مجرد تزيين لا مضمون فيه، إلا أن ظهور الفن التجريدى حرك الإهتمام بالرقش العربى كفن تجريدى، بل إن كثيراً من النقاد يرون أن الفن الإسلامى أساس للتجريدية الحديثة، ولكنه يتميز بكونه لا ينزع إلى تأكيد العنصر الذاتى الشخصى، ذلك العنصر الذى يفقد أهميته مع الزمن، ويبقى فى النهاية عنصر الفن المحض والذى يمنحه الزمن طاقة جديدة متجددة.
ولقد اعتمد الفن الإسلامى عند قيامه على عدة مصادر هى :
1. الفن البيزنطى والساسانى.
2. الفنون المسيحية فى مصر وسوريا والعراق.
3. فنون الإيرانيين وصناعاتهم.
4. فنون قبائل الترك الرحل فى شرق إيران ووسط آسيا.
ولقد تمثل الفن الإسلامى فى ميادين كثيرة، ولكن تجسده كان أعظم ما كان فى العمارة وخاصة فى عمارة المساجد، ويرجع ذلك لأهمية المسجد وقدسيته عند المسلمين.
ولقد تجسد الفن الإسلامى فى المسجد من زاويتين :
1. طبيعة المنشأ ذاته، بما يحتوى من تصميم وعناصر معمارية مختلفة.
2. احتواء المسجد كمنشأ معمارى على كمية ضخمة من فنون متعددة مثل زخرفة الجدران والمنحوتات الحجرية والخشبية والجصية وغيرها.
ولقد تعددت أشكال العناصر المعمارية من مآذن وقباب وعقود وأعمدة ومقرنصات؛ تعدداً لم يسبق له مثيل فى أى فن من الفنون السابقة، ولعل ذلك يرجع إلى تنوع مصادر الفن الإسلامى فى البلاد المختلفة، كما تعددت العناصر الزخرفية الإسلامية، وشملت أشكال النبات، والهندسة، والكتابة، والحيوان، وكانت كل هذه الأشياء مصدر إلهام للفنان المسلم يبتكر وينوع ويطور الأشكال إلى الحد الذى يجعلنا لا نستطيع أن نستدل على أصل هذه العناصر ومصادرها.
والفنان المسلم لا يهتم بقواعد المنظور الخطى المتبع فى الغرب بل كان يسعى لتحقيق بُعد روحانى يعتمد على مفهوم الوجود الأزلى ومفهوم فناء الأشياء وعلاقتها بهذا الوجود الأزلى.
لم يكن الفنان المسلم يهتم بالمنظور الخطى لأنه يُفقد رؤية تفاصيل الأشياء التى يجب أن يوضحها ويفصلها تماماً مثلما كان يفعل أسلافه القدماء فى مصر وسوريا والعراق، حين كانوا يرصون عناصر اللوحة رصاً فلا تحجب بعضها بعضاً.
وفى مصر وُجدتْ حركة فى إتجاه الإستفادة من التراث الإسلامى، ومن أهم الفنانين فى هذه الحركة أحمد مصطفى وأحمد ماهر رائف ومحمود حلمى، ولقد اهتم هؤلاء الفنانون بمحاولة استلهام التراث الإسلامى متمثلاً فى الخط العربى وأشكاله المتنوعة فى عمل لوحات تصويرية معاصرة.
على أن الفرق بين هؤلاء الفنانين كان فى تناول الخط، فبينما حاول كل من الفنان أحمد ماهر رائف ومحمود حلمى عمل الصورة اعتماداً على الخط العربى كأساس لفن تشكيلى، حاول الفنان أحمد مصطفى عمل صورة مستفيداً من طواعية الخط العربى ومرونته فى عمل صورة واقعية، أى أن الخط هنا أساس لشكل فنى وليس أساساً لفن تشكيلى.
|
|
|