أخطاره وأضراره البيئية
يعرف عن الزئبق ميله الشديد إلى التراكم في الجسم ويستهدف الأنسجة الدهنية أوالأعضاء الغنية بالدهون كالدماغ نظراً لميله الشديد إلى الذوبان في الدهون فيؤدي إلى حدوث أعراض مرضية خطيرة في الجهاز العصبي تعرف بالبكاء الزئبق يتتطور إذا كانت الجرعة المتعرض لها عالية وقد تؤدي بحياة الشخص المصاب.ولقد اتضح أثر الزئبق الخطير على الأجنة بعد حادثة مدينة ميناماتا اليابانية عام 1953م، حيث كان ضحاياها عدد كبير من أجنة النساء على إثر تناول الأمهات لوجبات من الأسماك الملوثة بعنصر الزئبق، وقد حدث هذا التلوث بسبب إلقاء مصنع من مصانع البلاستيك مخلفاته التي تحتوي على عنصرالزئبق في خليج ميناماتا، حيث انتقل الزئبق من الماء إلى الأسماك ليتحول إلى مادة شديدة السمية وهي مادة الزئبق الميثيلي التي تستطيع النفاذ بسهولة من دم الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة، ولقد أدى تسمم النساءالحوامل بهذه المادة إلى ولادة أطفال مشوهين ومتخلفين عقلياً.
كما وقعت حادثة مماثلة في العراق بين عامي 1971 و 1972م وذلك بسبب تلوث شحنة قمح، صدرت من المكسيك إلى العراق بعنصر الزئبق، حيث أضيف إلى القمح مادة مبيدة للفطريات. ولقد استخدم دقيق القمح الملوث في صنع الخبز وأصناف من الحلويات التي تناول منها عدد كبير من النساء الحوامل مما أدى الى التسمم بعنصر الزئبق، ولقد توفي على إثر هذه الحادثة عدد من النساء والأجنة والأطفال.
طرق التعرض للزئبق
يتم التعرض للزئبق عن طريق تناول بعض الوجبات التي تحتوي على الزئبق حتى وإن كانت كمية الزئبق الموجودة بها ضئيلة كالأطعمة التي تنمو في ظروف طبيعية.فاللحوم المستهلكة على سبيل المثال تحتوى على معدل أقل من 0.001 جزء من مليون من الزئبق. أما الأسماك فتحتوى على ضعف النسبة أي ما يعادل 0.002جزء من مليون والخضروات على 0.005 جزء من مليون، وتحتوى بعض الطحالب على أكثر من مائة ضعف ما يحتويه ماء البحر من الزئبق, فعندما تتغذى الأسماك على تلك الطحالب فإنها تقوم بتركيز الزئبق في أجسامها بشكل أكبر، ومن ثم تصل إلى الإنسان عن طريق تناول الأسماك الملوثة بالزئبق فيتم تركيز الزئبق في جسم الإنسان مسببة أعراض التسمم. كما يتم تعرض الإنسان للزئبق عن طريق الهواء الجوي، وذلك عند حرق بعض المواد المستخدمة لأغراض الوقود كالفحم والنفط التي تحتوي على نسب كبيرة من الزئبق، بالإضافة إلى أن مركبات الزئبق العضوية تستخدم بشكل واسع كمبيدات للفطريات والحشرات في مجال الزراعة. والجدير ذكره أن الزئبق في حالته العضوية يعد الملوث الأكثر بين مركبات الزئبق الأخرى وبذلك يشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان نظراً لشدة تطايره، كما يتم انتقال الزئبق إلى الهواء الجوي عن طريق الملوثات الصناعية، كما أن التربة وما تحتويه من ملوثات ومخلفات صناعية تفرغ ماتحتويه في المياه السطحية أو الجوفية، حيث تتحلل مركبات الزئبق إلى عناص رأو أيونات الزئبقيك أو أيونات الزئبقوز. يتم تخزين مركبات الزئبق عن طريق التصاقها بالرسوبيات، حيث تتحرر كميات قليلة جداً من أحادي وثنائي ميثيل الزئبق إلى الماء بواسطـة الميكروبات ومن ثم تمتص من قبل الأسماك وتتركزحتى مستويات عالية.
يبلغ الحد الأقصى المسموح به لمركبات الزئبق العضوية 0.01 ملجم/م3في الهواء. عندما يتم استنشاق تلك المواد أو امتصاصها عبر الجلد فإنها تؤدي إلى عدم انتظام أداء الجهاز العصبي وحدوث رعشة بالإضافة إلى صعوبة في النطق وضيق في مجال الرؤيا أو ما يسمى بالرؤيا النفقية.
يمكن أن يمتص جسم الإنسان الزئبق من خلال عدة قنوات كالجلد والرئة وبعد الامتصاص ينتقل مع الدم من خلال الدورة الدموية ثم تقوم بعض الأعضاء كالكبد والكلى والعظام بتخزينة، وعند التعرض لأبخرة الزئبق فإنه يحدث جفاف في الحلق والفم، وقد يؤدي إلى التهاب في الفم واللثة وسقوط الأسنان والرعشة، كما يحتمل حدوث اضطرابات عقلية. وتشكـــل مشتقات الزئبق القاعدية خطورة من نوع خاص حيث إن هذه المواد لديهاالقابلية للتراكم في المخ مما قد يحدث أضراراً بالغة بخلايا الدماغ. أما مركبات الزئبق الأخرى فانها تسبب اضطرابات خطيرة للجهاز الهضمي والبولي والقلب عند التعرض إلى تركيز أعلى من 0.5 جم.