الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: قد كان جماعة من السلف يحكمون على من حدث بالأحاديث الباطلة بالضرب والحبس لخطورة فعله وجرمه. *منهم الإمام البخاري، دفع إليه كتاب من ابن كرام يسأله عن أحاديث منها: الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعا: «الإيمان لا يزيد ولا ينقص»؟ فكتب الإمام محمد بن إسماعيل رحمه الله على ظهر كتابه: «من حدث بهذا؛ استوجب الضرب الشديد والحبس الطويل».المغني في الضعفاء - (1 / 243).
*وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل:«سألت يحيى بن معين عن زكريا بن يحيى الكسائي الكوفي ؟ فقال: رجل سوء يحدث بأحاديث سوء .قلت:قال لي: إنك كتبت عنه . فحول وجهه، وحلف بالله: إنه لا أتاه ولا كتب عنه، وقال: يستأهل أن يحفر له بئر فيلقى فيها»«ميزان الاعتدال» (2/75).
*«ولما ذكر ليحيى بن معين حديث سويد بن سعيد «من عشق فكتم فمات؛ مات شهيدا» قال: لو كان لي فرس ورمح غزوت سويداً». أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخه» وانظر كلام العلامة ابن القيم على هذا الحديث في «زاد المعاد» (4/275).( أي لأن هذا الحديث موضوع). *وما أحسن ما قاله السيوطي رحمه الله: «إن من أقدم على رواية الأحاديث الباطلة يستحق الضرب بالسياط، ويُهدَّد بما هو أكثر من ذلك، ويزجر،ويهجر، ولا يسلم عليه، ويغتاب في الله، ويُستعدى عليه عند الحاكم، ويحكم عليه بالمنع من رواية ذلك ويُشهد عليه».(3) «تحذير الخواص من أكاذيب القصاص» (ص167).
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان