منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com/)
-   منتدى الترحيب (http://forum.islamstory.com/f73.html)
-   -   الجمعيّات الخيريّة واثرها على تحقيق النهضة (http://forum.islamstory.com/82810-%C7%E1%CC%E3%DA%ED%F8%C7%CA-%C7%E1%CE%ED%D1%ED%F8%C9-%E6%C7%CB%D1%E5%C7-%DA%E1%EC-%CA%CD%DE%ED%DE-%C7%E1%E4%E5%D6%C9.html)

طين 22-04-2015 10:19 AM

الجمعيّات الخيريّة واثرها على تحقيق النهضة
 
الجمعيات الخيريّة

وقامت تكتلات اخرى أساس الجمعيات. فقامت في البلاد جمعيات محلية واقليمية تهدف الى غايات خيرية. فأقامت مدارس ومستشفيات وملاجئ، وساعدت في اعمال البر والخير. وكانت تغلب على هذه الجمعيات الصبغة الطائفية. وقد شجع الاستعمار هذه الجمعيات حتى ظهرت أعمالها الخيرية للناس. وكانت اكثرها جمعيات ثقافية او خيرية، ولم يوجد بينها جمعيات سياسية الا نادراً.


وبالرغم من وضوح عدم جدوى هذه الجمعيات، الا انها ما زالت تستقطب الآلاف من ابناء المسلمين وفعالياتهم، وما زال ضررها خفياً بحيث ان الناس لم يدركوه وما زالوا متأثرين بهذه الجمعيات، ويعتبرون ما تقوم به من اعمال هي اعمال خير ولبنة في بناء المجتمع، وخصوصاً الجمعيات الثقافية او الخيرية. ومن طريف ما حصل في هذا المجال، إتساع هذه الدائرة بحيث شملت كل ضيعة تقريباً، بل إن بعض الضيع والقرى زاد فيها عدد الجمعيات عن واحدة. وقد وصل الحال ان يكون لكل عائلة او عشيرة في القرية الواحدة جمعية خيرية، ناهيك عن الجمعيات التي تحمل أسماء عقائدية كجمعية المحافظة على القرآن، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم وتدريسه، وجمعية البر والاحسان، وجمعية الاخوان المسلمين، وجمعية الأخت المسلمة. حتى بلغ عدد الجمعيات الخيرية الإسلامية في لبنان مثلاً ألفاً ومائتين وعشرين جمعية خيرية إسلامية وعلى رأسها جمعية المقاصد الإسلامية وجمعية دار الايتام الإسلامية، وغيرها. وكلها تقوم باعمال خيرية فعلاً. وكثير منها يقوم باعمال خيرية جزئياً ويحصل على مكاسب وأرباح مما يجني من مساعدات تأتي لهذه الجمعيات، حتى أصبحت في كثير من الأحيان وسيلة للكسب والثراء. وقد تأثر بهذا الاسلوب كثير من الأحزاب والتكتلات حتى جعلت فرعاً منها يقوم بأعمال الخير كفتح مستوصفات او مدارس او مستشفيات او غير ذلك. هذا هو واقع الجمعيات.

النتائج التي أدت إليها الجمعيات

لا بد من النظرة الدقيقة الى هذه النتائج لمعرفة ما اذا كانت قد قدمت للأمة شيئاً يساعد على النهضة. حيث ان الموضوع هو النهضة. وهل أن الطريق الذي تسلكه يساعد على النهضة؟ وهل أن ما تقوم به من مساعدات يقدم شيئاً للنهضة؟

هذا ما يجب النظر اليه عند النظر الى نتائج هذه الجمعيات. وليس المطلوب النظر الى ما قامت به اعمال خيرية كبناء مستشفى او بناء مسجد او بناء ملجأ للعجزة او غير ذلك من الاعمال التي يظهر فيها انها اعمال خيرية. فليس المقصود ذلك. وإنما المقصود هو النهوض بالمجتمع وايجاد النهضة عند الأمة. ان الناظر الى هذا الجانب من عملها لا يجد أنها قدمت شيئاً في هذا السبيل مطلقاً.

وما دام الأمر كذلك، فهل يقال ان وجودها كعدمه؟ لا. لا يقال ذلك لأن وجودها ضرر محض، ولكن ذلك الضرر لا يدركه الا المدقق في واقع هذه الجمعيات والتكالب على وجودها. بغض النظر عن النفع الجزئي الذي أشرنا اليه آنفاً. فأين الضرر إذن؟؟؟

ان موضوع البحث هنا هو النهضة لهذه الأمة الإسلامية. حيث ان الحالة التي وصلت اليها من التخلف والتجزئة، والانحطاط الفكري، تحتّم على ابناء هذه الأمة - خصوصاً من عنده شيء من الوعي او الاخلاص - تحتّم عليه ان يبحث عن ويتحسس عوامل النهضة والإرتقاء بهذه الأمة الى المكانة السامية اللائقة بها. وأن الأمة برمّتها بحكم وجود بعض الافكار والمفاهيم الإسلامية فيها، وبحكم تطبيقها لبعض أحكام الاسلام حتى الآن، وبحكم صفاء عقيدتها، وبحكم إيمانها المطلق بأنها كانت في مقدمة الأمم قروناً عديدة، وبحكم إيمانها بوجوب عودتها الى الله، وعودة سيادتها للأمم الأخرى، وإيمانها المطلق بوجوب الجهاد، كل هذا جعل مشاعرها مشاعر إسلامية عارمة، وعواطفها عواطف إسلامية، وجعل أحاسيس النهضة موجودة دائماً فيها. ولما كان هناك العديد من النصوص والاعمال التي ركّزت الروح الجماعية في الأمة، لذا فقد وجد في الأمة الميل الطبيعي للتكتل. هذا هو واقع الأمة. أمة فيها بعض الافكار والمفاهيم الإسلامية، والمشاعر فيها مشاعر إسلامية، والروح الجماعية مركزة فيها، وأحاسيس النهضة يحركها هذا الواقع الفاسد الذي تعاني منه. فأمة هذا حالها، لو تركت وشأنها لتحولت هذه الأحاسيس والمشاعر الى فكر. وهذا أمر طبيعي او منطقي.

ولكان هذا الفكر قد أنتج عملا ينهض الأمة، ويرشدها الى كيفية النهوض. ولكن وجود الجمعيات هذه حال دون ذلك. إذ أوجد عند الأمة متنفّساً لعاطفتها المتأججة، وإستنزافاً لما فيها من طاقة للعمل، وقياماً بواجب تراه فرضاً عليها، واستجابة لقوله تعالى { وتعاونوا على البرّ والتقوى } . فيرى عضو الجمعية أنه بنى مدرسة او أنشأ مستشفى، او ساهم في عمل من أعمال الخير، فيشعر بالراحة والطمأنينة، ويقنع بهذا العمل ظناً منه أنه قام بما أوجبه الله تعالى على هذه الأمة. وتراه يقول لو أن كل واحد منا ساهم بما يقدر عليه من عمل من اعمال الخير والبر، لأنقذنا الأمة مما
هي فيه، او على الأقل لخفّفنا من الآلام التي تعاني منها أمتنا ؟!!!

فلو لم تكن هذه الجمعيات موجودةً، ولم يجد هؤلاء الأشخاص متنفّساً يخفف من الضغط الحاصل على نفسياتهم من إحساسهم بوجوب العمل لاستمروا في البحث حتى يوجد التكتل الصحيح الذي ينهض بالأمة، على أساس مبدئي صحيح. وهذا أمر طبيعي. من حيث ان الواقع، ومؤثراته، ومخالفته لما في النفس من مفاهيم وأفكارإسلامية، ومناقضته وعدائه لما عند الأمة من مشاعر إسلامية، ووجود الطاقة الحيوية فيها، من البديهي أن يدفعها للبحث والتنقيب عن طريقة للخلاص. الا ان وجود الجمعيات وظهور اعمال خير لها صرف الأمة عن مواصلة البحث، وألقى في روع الكثير من أبنائها أن هذه هي طريق الخلاص.

إذن، فإدراك خطر وجود هذه الجمعيات مسألة دقيقة يتطلب عمقاً وإمعان نظر. ولا نعني أن القيام بأعمال الخير والبر أمر محرم ولا يجوز شرعاً. بل إن المسألة هي خلاف ذلك. فعمل الخير يبقى خيراً، وجزاؤه الثواب، والتعاون على عمل الخير هو تعاون على البر والتقوى. الا ان المسألة لا تبحث على هذا الصعيد. وإنما تبحث من حيث أنها طريق للنهضة، او ليست طريقاً لها؟ وهل يجوز أن تعتبر هذه الجمعيات طريقاً للنهضة، وعملا من اعمال استئناف الحياة الإسلامية؟ وهل إن وجودها معينٌ او معيقٌ للقيام بالنهضة واستئناف الحياة الإسلامية؟ هكذا يجب ان يُنظر الى المسألة. لا من حيث أن هذا العمل جائز او مندوب او فرض.

هذه هي مسألة الجمعيات الخيرية، وأثرها على ايجاد تكتل صحيح في المجتمع.

شركة كوالتي 17-01-2016 07:53 AM

رد: الجمعيّات الخيريّة واثرها على تحقيق النهضة
 
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل ، وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات .
الله أهدني وسددني ، اللهم إني أسالك الهدى والسداد.

جبل دمافند 28-02-2016 12:11 PM

رد: الجمعيّات الخيريّة واثرها على تحقيق النهضة
 
فعلاا الحمد لله

ghost4pro 16-06-2016 04:19 PM

رد: الجمعيّات الخيريّة واثرها على تحقيق النهضة
 
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل ، وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات .
الله أهدني وسددني ، اللهم إني أسالك الهدى والسداد.


الساعة الآن 04:35 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام