التخطيط
من البدهي عند كل مسلم أن الله تعالى خلق الخلق لغاية عظيمة ، الآ وهي غاية العبادة لله تعالى ، قال الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) سورة الذاريات
هذه الغاية العظيمة ( العبودية ) أمرنا الله تعالى بتحقيقها في جانبين :
الجانب الأول : في الذات . كما دلّت عليه الآية السابقة ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
والنفس أولى المخلوقات بالبذل في سبيل تحقيق العبودية فيها .
الجانب الثاني : في الآخرين ، وهو من مقاصد عمارة الأرض في قوله : ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ 61 ) سورة هود
وعلى هذا الوجه أمرنا أن نعمر الأرض ( إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ) !
وفي سبيل تحقيق هاتين الركيزتين من غاية الوجود يسّر الله لعباده كل ما من شأنه أن يعينهم على تحقيق ذلك .
فسخر لهم كل شيء ، وبهذا يمتنّ الله تعالى على عباده بقوله : ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ 20 ) سورة لقمان
فسخر لنا ما في السماوات وما في الأرض - و ( ما ) من صيغ العموم - وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة حتى نحقق غاية الوجود .
وفي سبيل الاستفادة من هذه المسخرات أمر الله تعالى بالضرب والمشي في الأرض لنستفيد مما سخره الله تعالى لنا في تحقيق غاية الوجود فقال تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ 15 ) سورة الملك .
لكن ليس كل من ضرب في الأرض ومشى فيها فإنه يستفيد من هذا المشي وهذا الضرب ، إنمايستفيد من ذلك العالمون العاقلون ( وما يعقلها إلا العالمون ) !
وبين تحقيق هذه الغاية العظيمة أهداف وأمنيات ..
تتنازع المرء وتتجاذبه ..!
وحين يكون المرء عالما عاقلاً فإنه لن يضيع عمره سبهللة هملا يضرب ويمشي في الأسواق بلا هدف أو قصد !
ومن هنا كان التخطيط مهارة لا يجيدها إلا الجادون ..!
الجادّون في حياتهم ..!
الذين آمنوا أن الحياة مرحلة وجهاد .. !
والآخرة مآل وحصاد . . !
علموا أن الأعمار تفنى . .!
وما تفنى الأعمال ..!
فجعلوا لنفسهم رسماً وطريقاً . .!
ومنهجا وسلوكاً . .
ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم . .
وجهداً مشكوراً . . يجدون جزاءه عند ربهم
عطاء غير مجذوذ . ثانياً : كارثة ! ! هناك إحصائية تقول : إن 80 % مما نقوم به من العمل المثمر إنما ينتج حقيقة من :
20% من الوقت المصروف ، بمعنى أننا إذا أردنا أن ننجز عملاً يستغرق
10 دقائق نصرف في إنجازه ساعة كاملة !! وذلك نتيجة لسوء التخطيط أو عدمه ..!!!!
حقاً إنها كارثة . !!
ورحم الله أمير الشعراء حين قال :
دقّلأت قلب المرء قائلة له : : : إن الحياة دقائق وثوان ! !
إن غياب التخطيط ( سواءً على مستوى الأفراد أو الجماعات )
يؤدي إلى عدم وضوح الأهداف ، والخلط في تحديد الأولويات ،وفقدان تحديد الوجهة .
غياب التخطيط السليم يعني ضعف التقويم والمحاسبة وتطوير المنجزات !!
إننا بحاجة أن ننتقل من مرحلة ( عمل ما في الإمكان ) إلى مرحلة ( عمل ما يجب أن يكون ) !! ثالثاً : الفشل في التخطيط كالتخطيط للفشل !!
ماهي عملية التخطيط .؟!
التخطيط هو : عملية تجميع المعلومات ، وافتراض توقعات في المستقبل من أجل صياغة النشاطات اللازمة لتحقيق الهدف .
ويمكن أن نقول أن التخطيط هو نوع من " ارتكاب الخطأ على الورق " أي قبل الشروع في التنفيذ ، وحين نفشل في التخطيط فإننا خططنا للفشل !!!
المرء في طريقه إلى الهدف قد يعترض له في طريقه منعطفات وطرق
جانبية ، وإذا لم يتم ضبط وتسديد اتجاه المسير فإنك قد لاتصل إلى
الهدف ، أو قد تصل إلى مكان آخر ، أو قد تصل متأخراً ...! رابعاً :
أين ..؟!
ومتى ..؟!
وكيف ..؟!! ثلاثة أسئلة قبل الانطلاق تحدد لك محاور التخطيط السليم :
* الهدف ، وهو يجيب على السؤال : أين .؟!
* الإطار الزمني لتحقيق الهدف ، وهو يجيب على السؤال : متى .؟!
* الوسائل ، ويجيب على التساؤل : كيف .؟!
حين تجيب على هذه الأسئلة الثلاث إجابة صحيحة واضحة واقعية ،فإنك بذلك تكون قد وضعت قدميك على عتبات الطريق السليم .
وحتى يكون تخطيطنا سليماً .. أسطر لك بعض الإلمالحات نحو تخطيط جاد .. خامساً : نحو تخطيط جاد .. التخطيط فن إداري ، وبقدر ما يكون التخطيط منطقياً يتواكب مع المعطيات والإمكانات الموجودة بقدر ما يكون وسيلة من وسائل تحقيق الوقت الفعّال وحتى يكون تخطيطنا سليماً منطقياً لابد من مراعاة أمور في التخطيط السليم :
- قبل أن تضع قدمك .. انظر أين تضعها ..! ( فكّر قبل أن تنجز ! )
مرة كان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ورضي عنه يمشي فأخطأت قدمه فوطئ رجلاً ..!
فصاح به : أمجنون أنت ؟!!
فقال عمر بن عبد العزيز : لا ..!
في التخطيط . . .
لا تباشر التخطيط وأنت مكدود الذهن ، بل تأنَّ في التخطيط ، وأعمل فكرك
في حال رويّة من أمرك ، وتذكّر أن بضع دقائق من التفكير – في هدوء –
يوفر عليك بضع ساعات من العمل الشاق .
كثير من الناس يحب أن يعمل أكثر من محبته أن يفكّر !!
لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه صواب !
والسرّ في ذلك أن الإنسان فيه غريزة حب الإنجاز ورؤية الثمار والنتائج والتعجّل في ذلك ،
والعمل يُشبع هذه الغريزة ، بخلاف التخطيط والتفكير فنتائجه ليست
مباشرة ، ولا تظهر إلا بعد فترة من الزمن . ومن يعمل العمل بدون
تخطيط تقنعه أقل النتائج الحاصلة ، بخلاف من يخطط فإنه لايرضى
إلاّ بأكبر قدر ممكن من النتائج !! موقف : : !!! يذكر أن إحدى الشركات المتخصصة في صناعة الخشب ، استأجرت من بلدية المدينة غابة من غابات البلدة حتى تستفيد من خشب شجر الغابة الكثيفة ،فوافقت بلدية المدينة على أن تؤجرهم الغابة لمدة ثلاثة أيام فقط !!
ولما كان يوم تقطيع الأخشاب اجتمع مدير الشركة بالعمّال وخطب فيهم خطبة حمّسهم فيها على إنجاز أكبر قدر ممكن من تقطيع الأشجار ، وحذّرهم من التهاون في العمل ، ولمّا بدأت صافرة العمل بدأ العمّال في جد ونشاط يقطّعون الأشجار ، ومدير الشركة من خلفهم يحمّسهم ويقوّي عزائمهم ، وفجأة يصرخ بهم أحد العمّال ليتوقّفوا ..
عن العمل ، ومدير الشركة يشير إليهم أن استمروا ولا تسمعوا له ..
فصاح بهم ذلك العامل أن الغابة التي تعملون فيها ليست هي الغابة التي استأجرناها ، بل استأجرنا تلك الغابة المجاورة ..!!! - معلومات .. معلومات ! توفّر المعلومات عن العمل الذي تسعى لإقامته ، أو إيجاده ، من حيث الأهداف و الوسائل ، ومدى فائدة العمل ، ومدى الحاجة إليه ، والزمن الذي يستغرقه ومن سيقوم به ، واللوازم المادية أو البشرية اللازمة لإنجازه .
إن السعي وراء إقامة أعمال بلا أهداف ضياع وهُراء ...
والسعي إلى تحقيق أهداف بدون وسائل ممكنة لتحقيق تلك الأهداف حُمقٌ وغباء .....
والسعي إلى تكرار أعمال تغص الساحة بمثلها ، إهدار للطاقات والجهد والأوقات .....!
لذلك كان من الضروري في التخطيط أن تتوفر المعلومات الكافية عن العمل المزمع إقامته
– سواء أكان ذلك على مستوى الأفراد أو على مستوى العمل الجماعي – وهناك ثمانية أسئلة مهمّة في ذلك لابد من الإجابة عليها بواقعية حتى ينطلق الإنسان أو الجماعة في التنفيذ :
س1 : ما هدف مهمة التخطيط ؟
س2 : لماذا كان هذا الهدف ذا قيمة ؟
س3 : من سيقوم بالتنفيذ ومن الذين تستهدفهم الخطة ؟
س4 : كيف سيتم تحقيق هذا الهدف وتقويم النتائج ؟
س5 : متى يكون التنفيذ أكثر فعالية ؟
س6 : أين يكون الحدث أكثر نشاطاً وفعالية ؟
س7 : ماهي التكاليف البشرية والزمنية والمالية اللازمة لإنجاح الخطة ؟
س8 : ما الفائدة التي تهدف الخطة إلى تحقيقها بشكل عام ؟ * تطبيق : سفينة نوح عليه السلام . : : !!!
س1/ ما هدف التخطيط في هذه الحالة ؟
الهدف : نقل مجموعة من الكائنات الحيّة إلى مكان آخر
س2 / لماذا كان هذا الهدف ذا قيمة ؟
لأنه يحافظ عل ى استمرار الحياة والعبادة على الأرض
س3 / من القائم على التخطيط ومن المستفيد منه ؟
النبي نوح عليه السلام ومن آمن معه ، ومجموعة أزواج من المخلوقات .
س4 / كيف سيتم تحقيق هذا الهدف ؟
باستخدام وسيلة نقل بحرية .
س5 / متى سيكون العمل أو الحدث أكثر فاعلية ؟
عند بداية الفيضان مباشرة .
س6 / أين سيكون النشاط أكثر فاعلية ؟
في ضاحية شرقي المدينة .
س7 / ما تكاليف العمل من موارد بشرية ومالية وزمنية ؟
أن يتفرغ نوح عليه السلام وعدد من المؤمنين للعمل التطوعي لفترة أسابيع عدّة وبذلك لن تزيد النفقات عن ثمن المواد المطلوبة لبناء السفينة .
س8 / ما المنفعة التي ستتحقق من هذا العمل ؟
عمارة الأرض بالحياة البشرية والحيوانية الخاضعة لله سبحانه وتعالى . - حدد أولويات العمل . إن تحديد أولويات العمل والتفريق بين العمل المهم و الأهم ، والعمل العاجل المهم ، والمهم وليس بعاجل أمر يعين على إنجاح الخطة وسلامتها .
تحديد الأولويات معناه : اعطاء كل عمل قيمته من الأهمية ليتميز من الأعمال المهم والأهم من غير المهم .
وهناك معايير خاطئة في تحديد الأولويات :
أ / تقديم العمل المحبوب على العمل غير المحبوب .
ب / تقديم العمل السهل على الصعب .
ج / تقديم الأعمال ذات الوقت القصير على ذات الوقت الطويل .
د / تقديم الأعمال العاجلة على غير العاجلة – وإن كانت مهمة - .
غالباً ما تكون الطموحات الجادّة والأهداف النبيلة فيها مشقة على النفس ، وتحتاج إلى همّة عالية ، وحين ترضى النفس بالقليل والدّعة فهي لا تحقق إلا ما لا يجاوز أرنبة الأنف .
والله تعالى يقول : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 216 ) سورة البقرة .
فليس دائماً أن العمل المحبوب أو السهل هو أهم في الإنجاز من العمل غير المحبوب .
وابن القيم عليه رحمةالله يعطينا نفيسة من نفائسه حين سئل : عن أي أعمال القربات أفضل ؟!
فقال في كلام معناه : أن لكل وقت عبادة لا تنفع في غيره ، وأفضل القربات ما كانت في وقتها .
فالجهاد افضل عند النداء والتقاء الصفين .
والصدقة أفضل حال وجود المحتاج لها .
وتأمل في وصية الصديق حين أوصى المحدّث الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله :
... واعلم أن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار ، وأن لله عملاً في النهار لا يقبله في الليل .
فحين تبدأ في مهمة التخطيط فلا تخلط بين الأعمال ، واجعل لكل وقت وحال ما يناسبه من العمل فإن الله جلّ وعز جعل النهار للضرب في الأرض والكسب ، وجعل الليل للقيام والمناجاة ...
وللصحة عمل . . وحال المرض عمل آخر !
فلا تكن كحاطب ليل !!!
بل حدد أولوية العمل على ضوء جدواه وواقعيته وأهميته ! -البديل بعد التعويل ..! قد تخطط لهدف ما ، وترسم له خطته ومساره ، ثم تسلك الدرب في سبيل تحقيق الهدف ..!
في الطريق قد يعوقك معوق ، أو يصادفك مذهل !
فانظر البديل عند التعطيل ...!
إيجاد البدائل في حالة عدم التمكن من القيام بالعمل على الصورة المرسوم له ، فمثلاً :
عندما يتخلّف الطرف الآخر عن الموعد يُفترض أن تستفيد من وقتك وتستثمره في شئ آخر
عندما يعتذر أحد الحضور في مجمع تربوي عن تحضير الدرس المكلّف به ، فيُفترض أن يكون البديل جاهزاً .
يُذكر عن النملة أنها حين تحاول الصعود على جدار أو مرتفع ثم تسقط قبل أن تصل إلى منتهاه فإنها تحاول مرة أخرى !
لكنها لا تسلك نفس الطريق الأول ..!
فهل نستفيد من النملة درساً ؟!
- ما خاب من استخار ولا ندم من استشار . ثبت في الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا
السورة من القرآن . . . .
والله تعالى يقول : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ .. ) .
من علامات نجاح التخطيط وسلامته . . .
الاستخارة والمشاورة . .
الاستخارة . . . خطوة نحو تحقيق الهدف !
وفي الاستخارة رضا ويقين . . !
والإستشارة والمشاورة أمارة نضج ونباهة ، والإستبداد والإنطوائية أمارة خسّة ودناءة ، قيل في الأمثال : ما خاب من استخار ولا ندم من استشار !!
العاقل الفطن هو من يضم إلى عقله عقول الآخرين من أهل الرأي والتجربة والدراية .
قال الحافظ ابن عبد البر : الإستبداد مذموم عند جماعة الحكماء ، والمشورة محمودة عند عامة العلماء ، ولا أعلم أحداً رضي الإستبداد وحمده إلا رجل مفتون ، مخادع لمن يطلب عنده لذته فيرقب غرته ، أو رجل فاتك يحاول حين الغفلة ويترصّد الفرصة ، وكلا الرجلين فاسق مائق !!
قال الإمام علي رضي الله عنه : الإستشارة عين الهداية ، وقد خاطر من استغنى برأيه ، والتدبير قبل العمل يؤمّنك من الندم !!
* فوائد الاستشارة : !!! للمشاورة فوائد جمّة منها :
1 – امتثال أمر الله جل وعز .
2 – اقتداء بالرسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال عقله ، وتأييده بالوحي –
3 – اختصار للوقت .
4 – أكثر أسباب إصابة الصواب .
5 – تلقيح الأذهان .
6 – ترك المشاورة يُخمد الأفكار ويضيّع الفرص التي يضر تضييعها .
7 – من أسباب الألفة بين المؤمنين .
وأخيراً :
فوائد التخطيط : التخطيط خطوة جادّة نحو تحقيق الهدف ، وبقدر ما يكون التخطيط سليماً بقدر ما يكون الإنسان أقرب إلى تحقيق الهدف بدقّة ، ومراعاة جوانب التخطيط السليم يفيد أموراً :
1/ اختصار الوقت ، وكسب الأوقات الفائضة التي تُهدر في قضاء أعمال ثانوية لا توصل إلى الهدف مباشرة .
2 / تنمية الذهن وإعْماله ، وذلك يولّد لدى الإنسان روح المبادرة والجدّية .
3 / الإنجاز والإتقان .
4 / تحديد المسئوليات ، ومعرفة كل فرد لدوره في سبيل تحقيق الهدف .
اللهم وفقنا ووفق لنا . .
واغفرلنا زلة القلم واللسان . .
واعف عما سلف وكان . .
واقبلنا وتقبّل منّا يا حنّان يا منّان .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه ومن لهداه سلك بعد ما استبان .
قبل ان نبدأ بالتعريف عن التخطيط الاسترتيجى يجدر بنا ان نعرف قسمي هذه الكلمة يعنى التخطيط والاستراتيجية مفهوم التخطيط:
تعددت التعريفات حول كلمة التخطيط وقد عرفت بأنها عمل إفتراضات عما ستكون عليه الأحوال فى المستقبل ثم وضع خطة تبين الأهداف المطلوب الوصول إليها, والعناصر الواجب استخدامها لتحقيق الأهداف وكيفية استخدام هذه العناصر وخط السير والمراحل المختلفة الواجب المرور بها والوقت اللازم لتنفيذ الأعمال. وقدعرف ايضا بأنها عملية تطوير أهداف المنظمة واهداف وحدتها الفرعية وكذلك تطوير وتسمية بدائل العمل للوصول إلى تلك الأهداف ويتم عمل ذلك فى إطار منظم لتقيم المخاطر الخارجية والفرص المتاحة والمراجعة الداخلية لعناصر القوة والضعف. وكما عرفه المفكر الأمريكي نوناس شيلينج فى كتابه نظام التخطيط ووضع البرامج قال " التخطيط عملية تحديد الأهداف المنشودة وتحديد الطرق للوصول إلى هذه الأهداف" وتعرفه دائرة المعارف البريطانية بأنه تحديد للأهداف المرجوة على ضوء الإمكانيات المتيسرة الحالية والمستقبلية وأساليب وخيارات تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية: نقلت كلمة الاستراتيجية من الحضارة اليونانية عن كلمته الأصلية إستراتيجيوس strategos و التى تعنى علم الجنرال. وارتبط مفهومها بشكل صارم بالخطط المستخدمة لإدارة قوى الحرب ووضع الخطط العامة في المعارك. وقد اختلف فى مفهوم كلمة الاستراتيجية عبر التاريخ وفقا لتطور التقنية العسكرية فى كل العصور كما أنها تختلف بإختلاف المدارس الفكرية والسياسية ولهذا يصعب تعريف شامل ومانع لهذه الكلمة لكن سنأخذ بعد التعريفات التى وردت حول هذه الكلمة عرفت هذه الكلمة بأنها فن التخطيط لحملة ما وتوجيهها وهى الأسلوب الذى يسعى إليه القائد لجر عدوه إلى المعارك. وقد عرف دليل ضباط أركان القوات المسلحة الأمريكية لعام 1959م بأنها فن وعلم استخدام القوات المسلحة للدولة لغرض تحقيق أهداف السياسة العامة عن طريق استخدام القوة أو التهديد بإستخدامها وكما عرفت به المدرسة المصرية أنها أعلى مجال في فن الحرب وتدرس طبيعة وتخطيط وإعداد، وإدارة الصراع المسلح وهى أسلوب علمى نظري وعملي يبحث وسائل إعداد القوات المسلحة للدولة واستخدامها فى الحرب معتمدا على أسس السياسة العسكرية كما أنها تشمل نشاط القيادة العسكرية العليا بهدف تحقيق المهام الاستراتيجية للصراع المسلح لهزيمة العدو. وحديثا أحدثت هذه الكلمة معنى مختلفا وصارت مفضلة الإستخدام لدى منظمات الأعمال خاصة الحديثة منها.
ويعتبر المفهوم الاستراتيجية من المفاهيم المتداولة في العلوم الإجتماعية والسياسية والعسكرية والإقتصادية التى تستخدم للدلالة على أكثر من معنى واحد فكلمتا استراتيجية واستراتيجى تستخدمان استخداما واسعا من قبل الباحثين والمتخصصين فى شتى العلوم. حتى أن بعض الجامعات الأوروبية والأمريكية تضم الآن أقساما متخصصة لدراسة الاستراتيجية أو مراكزاو معاهد للأبحاث الاستراتيجية ولم ينقل إلى دولنا بدرجة كافية حتى الآن حيث مازالت الدراسات الاستراتيجية ضعيفة وفى كل المجال وتسيربطريقة بطيئة ومتأنية. التخطيط الإسراتيجى: تعددت التعريفات فى التخطيط الاستراتيجى لكننا نورد منها ما رأينا أنها مناسبة. عرف التخطيط الإستراتيجى بأنه
عملية متواصلة ونظامية يقوم فيها الأعضاء من القادة فى المنظمة بإتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل تلك المنظمة وتطورها بالإضافة إلى الإجراءات والعمليات المطلوبة لتحقيق ذلك المستقبل المنشود وتحديد الكيفية التى يتم بها قياس مستوى النجاح في تحقيقه. وكما عرف ايضا بأنه
عملية اختيار اهداف المنظمة وتحديد السياسات والاستراتيحيات اللازمة لتحقيق الأهداف وتحديد الأساليب الضرورية لضمان تنفيذ السياسات والاستراتيجية الموضعة ويمثل العملية التخطيط طويلة المدى التى يتم اعدادها بصورة رسمية لتحقيق اهداف المنظمة. وعرف ايضا بأنه العملية التى يتم بواسطتها تصور مستقبل المؤسسة وعملية تطوير الوسائل والعمليات الضرورية لتحقيق هذ المستقبل وتضع أجوبة صحيصة وكاملة للأسئلة التالية
اين نذهب فى مسيرتنا؟
ما هى النقطة أو المنطقة او البيئة أو المرحلة التى نذهب إليها فى كيفيتها وشروطها وظروفها؟
كيف نصل إلى ما نريد؟
ويهتم التخطيط الاستراتيجي بالشئون العامة للمنظمة ككل، ويبدأ التخطيط الاستراتيجي ويوجه من قبل المستوى الإداري الأعلى ولكن جميع مستويات الإدارة يجب ان تشارك فيها لكي تعمل. وغاية التخطيط الاستراتيجي هو:-
إيجاد خطة عامة طويلة المدى تبين المهام والمسؤليات للمنظمة ككل
إيجاد مشاركة متعددة المستويات في العمليات التخطيطية
تطوير المنظمة حيث تألق خطط الوحدات الفرعية مع بعضها البعض.
الفرق بين التخطيط والتخطيط الاستراتيحي هناك بعض الأفراد والمؤسسات إذا نظرنا إلى واقعهم يخلطون بين التخطيط والتخطيط الاستراتيجي فلذا لا بد من تبين ذلك. ونكتفى ما أورده استاذنا الدكتور /ابو صالح ونجمله فى النقاط التالية:-
التخطيط بمفهومه العادى يعمل على التنبوئ بالمستقبل أما التخطيط الاستراتيجي فهو يسعى إلى تشكيل المستقبل.
التخطيط بمفهومه العادي غالبا ما يجاري الواقع و التخطيط الاستراتيجي عكس ذلك
التخطيط العادي غالبا ما يسعى إلى بلورة أهداف محددة لا تحتاج إلى فترة زمنية طويلة لتحقيقها عكس التخطيط الاستراتيجي الذي يسعى إلى تحقيق أهداف كبرى وطموحة لا يمكن تحقيقها في فترة زمنية قصيرة
غالبا ما يرتبط التخطيط العادي بالبيئة المحلية بينما يوجد التخطيط الاستراتيجي يمتد ليشمل البيئة الدولية.
2 فن الحرب فن الحرب (بالصينية: 孫子兵法 و بالأنجليزية Sun Tzu's Military Strategy) هو إطروحة عسكرية صينية كتبت أثناء القرن السادس قبل الميلاد من قبل سون تزو Sun Tzu. ويقع الكتاب في أكثر من 6000 مقطع صيني ويضم 13 فصلا، كل فصل منها مكرس لأحد خصائص الحرب، إعتبر لفترة طويلة مرجع كامل للإستراتيجيات والوسائل العسكرية. حيث كان له تأثير ضخم على التخطيط العسكري. ترجم في أوروبا قبل مئتا سنة من قبل المبشر الفرنسي Amiot. الكتاب لعب دورا في التأثير على نابليون، الأركان العامة الألمانية، وحتى في تخطيط عملية عاصفة الصحراء. الكتاب كان ملهما لزعماء عالميين مثل ماو تسي تونج. ترجم الكتاب إلى 29 لغة أجنبية منها. هنالك أكثر من نسخة عربية، أهم مترجميها هم سمير الخادم مع مؤسسة دار الريحاني للطباعة والنشر، و محمود حداد مع دار القدس. [عدل] فصول الكتاب
وضع الخطط
شن الحروب
الهجوم المخادع
المناورات التكتيكية
استخدام الطاقة
الضعف والقوة
فن المناورة العسكرية
تنوع التكتيكات الحربية
الزحف
التضاريس
أنواع الأرض التسعة
الهجوم بالنار
توظيف الجواسيس
تروى لنا المخطوطات الصينية أن سون تزو ووه كان مواطناً و جندياً في مملكة تشي؛ و بسبب ذيوع خبرته في فنون الحروب والقتال طلب منه الملك هوو لوو أن يضع خلاصة خبرته وتجاربه في كتاب، فكان الكتاب "فن الحرب" ذو الثلاثة عشر فصلاً، فلما انتهى سون تزو من كتابته سأله الملك هوو لوو قائلاً: "لقد قرأت كتابك: فن الحرب، فهل يمكنني وضع نظرياتك عن إدارة الجنود تحت اختبار بسيط؟" بالإيجاب جاء جواب سون تزو، فسأله الملك مرة أخرى: "وهل يمكننا إجراء الاختبار على النساء ؟" فلم تتغير إجابة سون تزو!
على الفور، تم تجهيز 180 امرأة من جواري قصر الملك؛ قسّمهن سون تزو إلى مجموعتين، وعيّن على رأس كلتا المجموعتين إحدى المحظيات من الجواري، ثم أمرهن بأن يتسلحن بالحراب في أيديهن، ثم خطبهن قائلاً: "أعتقد أنكن تعلمن الفرق بين المقدمة والمؤخرة، اليد اليمنى واليد اليسرى ؟" أجابته النسوة: " نعم!".
فمضى سون تزو قائلاً: "عندما أقول: انظرن أمامكن، فيجب عليكن النظر للأمام ؛ وعندما أقول "دُرّن لليسار" فيجب عليكن الدوران باتجاه أيديكن اليسرى، وعندما أقول "دُرّن لليمين" فيجب عليكن الدوران باتجاه أيديكن اليمنى، وعندما أقول "درّن للخلف" فيجب عليكن الدوران باتجاه أيديكن اليمنى إلى ورائكن". فأجابته النسوة بأنهن قد فهمن كلمات الأوامر التي قد شرحها لهن .
قام سون تزو بإعداد الترتيبات من أجل بدء التدريب العسكري؛ ثم على دقات الطبول أعطى أوامره "درّن لليمين" لكن النساء انفجرن في الضحك ولم ينفذن الأمر، فعقّب سون تزو قائلاً: "إذا كانت الكلمات المستخدمة في إصدار الأوامر غير واضحة ومميزة، وإذا كانت تلك الأوامر غير مفهومة فهماً شاملاً، فيقع اللوم وقتها على القائد".
ثم أكمل تدريبهن فأعطى أوامره "درّن لليسار" لكن النساء انفجرن في موجات من الضحك ولم ينفذن الأمر، فعقّب سون تزو قائلاً: "إذا كانت الأوامر واضحة ومميزة، وإذا كانت الأوامر مفهومة فهماً شاملاً ولم ينفذ الجنود الأوامر، فيقع اللوم وقتها على الجنود".
هنا أصدر سون تزو الأوامر بقطع رقبة قائدتي كلتا المجموعتين أمام النسوة!
كان الملك يراقب التدريبات من مكان قريب، فلم يسرّه فصل رقبة جاريتيه المحظيتين عنده، فأرسل إلى سون تزو قائلاً: "لقد أصبحت واثقاً من قدرتك على التعامل مع الجنود، ولن يلذ لي طعام أو شراب بدون هاتين الجاريتين، لذا فإني أرغب في توفير حياتهما!"
أرسل سون تزو مجيباً رسالة الملك: "بتكليفكم لي قيادة قواتكم العسكرية، فإن هناك بعض أوامركم التي لا يمكنني قبولها وأنا تحت هذا التكليف".
وتم إعدام القائدتين أمام النسوة.
وعلى الفور تم تعيين من تليهن في الحظوة لدى الملك كقائدتين للمجموعتين، وتم استئناف التدريب على صوت الطبول فلم يضحك أحد، وتقدمت النسوة في التدريبات العسكرية بكل دقة وانضباط دون أن يخاطرن بإصدار أي صوت!
ثم أرسل سون تزو رسالة إلى الملك قائلاً: "لقد تم تدريب وتنظيم جنودكن، وهن الآن على أتم الاستعداد لكي تستعرضهن، يمكنكم الآن استخدامهن في أي رغبة يشاؤها مليكهن، اصدر لهم الأمر فيخوضوا خلال الماء والنار".
إلا إن الملك رد عليه: " فليعُد قائد الجيوش وليُنهى التدريب، بالنسبة لنا فلا رغبة عندي في استعراض الجنود".
عندئذ قال سون تزو: "إن الملك مُغرم فقط بالكلمات، لا يستطيع ترجمتها إلى أفعال".
استقر في ذهن الملك هوو لوو تمكن سون تزو من إدارة الجنود، فعينه القائد العام للجيوش، وأرسله ليحارب مملكة تشوو المجاورة فهزمها و شق طريقه إلى عاصمتها ينج، ثم إلى الشمال حيث زرع الخوف في مملكتي تشىّ و تشن؛ ومن نصر إلى آخر فذاع صيت سون تزو وتوسعت مملكة هوو لوو. تروى لنا المخطوطات الصينية كيف انتصر سون تزو بجيش قوامه 30 ألف جندي على جيش عدوه الذي قوامه 200 ألف جندي، بسبب افتقار عدوه إلى عنصري التنظيم والإدارة. [عدل] مصادر
كان الرسول يسوي صفوف المسلمين للقتال كما تسوي الاقداح او صفوف الصلاه ثم يمشون بصفوفهم الي العدو قدما" حسب قول ابن خلدون
2- قتال الكر دون الفر
كان العرب في الجاهلية يقاتلون علي طريقة "الكر و الفر " يكرون (يهاجمون) العدو حتي يظفروا او يكلوا فيلجأون الي الفرار لالتقاط الانفاس او لاستجماع العدة و القوة ثم يكرون مرة اخري و جاء الاسلام و اصبح الاسلوب الاساسي هو الكر دون الفر بمعني لا فرار يوم الزحف اما نصرا" مؤزرا او الشهادة و الجنة
3- المناورة (التحرف)
اي ان يميلوا نحو اليمين او الشمال للمداورة و المناورة او للالتفاف حول العدو
4- التعاون او التحالف ( التحيز)
اي التعاون مع القوي الحليفة في ساحة القتال
لو حد يعرف امثلة من الانواع دي ياريت يشاركنا بيها
السلام عليكم و رحمة الله
السلام عليكم و رحمة الله
الحقيقة انا لقيت الموقع دة و فية مراجع للبحث لو موجوده الكتب دي مع حد
ياريت يفيدنا بيها
ـ كتب فن الحرب الإسلامي، المطبوعة:
إن من أبرز الكتب العربية التي تبحث في فن الحرب الإسلامي وقد طبعت في العصر الحديث، على سبيل المثال وليس الحصر ـ المراجع والمصادر التالية:
أـ كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة الدينوري، حيث يضم بحثاً مستقلاً عن الحرب وآدابها ومكائدها وحيلها، والأوقات التي يفضل فيها السير والتفويز والتقرب والقتال، وعن عدة المحارب المسلم وسلاحه، والفروسية وآدابها والشجاعة والجبن، وأخبار الشجعان والجبناء، والفنون الحربية الأخرى.
ب ـ كتاب مقدمة ابن خلدون الأندلسي وقد أفرد للحرب باباً مفصلاً، حدد فيه أنواع الحروب والمقاتلة وأسبابها، وقارن بين أنواعها، وتكلم أيضاً عن ترتيب القتال وضرب المصاف، ونظام الصفوف والكراديس وأسباب الظفر في الحروب.
جـ ـ كتاب العقد الفريد للعلامة ابن عبد ربه الأندلسي. الذي أفرد كتاباً خاصاً في موسوعته الشهيرة سماه الفريدة في الحروب ذكر فيه صفة الحروب، والعمل في الحروب، والجد والإقدام، وأشهر فرسان العرب في الجاهلية والإسلام، والمكيدة في الحرب ومسألة الجبن والفرار، وفضائل الخيل وصفاتها، ووصف الأسلحة البيضاء: السيف والرمح والقوس، والترس والدرع وغيرها من وسائط الصراع المسلح التي كانت مستعملة في العصور الإسلامية السابقة.
د ـ كتاب آثار الأول في تدبير الدول للحسن ابن عبدالله محمد، وهو مطبوع على هامش كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي وتبحث هذه الحاشية في التجنيد وأسلحة القتال وآلات الحصار، وأساليب اقتحام الحصون، بالإضافة إلى الحروب البحرية عند المسلمين.
هـ ـ كتاب الفروسية لابن قيم الجوزية، ويتحدث فيه عن الفروسية، وأساليب استخدامها في الحروب وكذلك عن الرمي وفضائله، وصنوف التدريب عليه، وطرق المطاعنة بالرماح، وأساليب المداورة بالسيوف.
و ـ كتاب السير الكبير للعلامة محمد بن الحسن الشيباني الذي بحث في شؤون الحرب والتعبئة لها، والرايات والألوية، وفي قتال النساء مع الرجال، وفي الشهداء والأسرى، وغير ذلك من الموضوعات التي تتعلق بالحرب وتفرعاتها وأسبابها ونتائجها، ودار الحرب في الإسلام وأحكامها، والأمان والأنفال والغنائم.
2ـ المخطوطات العسكرية الإسلامية الموجودة :
إن الكتب العسكرية الإسلامية المطبوعة والتي ذكرت آنفاً. ليست سوى نزر يسير في بحرٍ وفير من المخطوطات العسكرية غير المطبوعة التي لازالت موزعة في المكتبات والمتاحف العربية والأجنبية، ومحفوظة فيها كالتحف الغالية. وتحتاج إلى الباحثين المخلصين الذين يسعون إلى تدقيقها ومراجعتها، وبالتالي طبعها طباعة حديثة كغيرها في التراث الفكري الإسلامي، ومن أهم هذه المخطوطات العربية المعروفة، مايلي:
أـ مخطوطات الحروب والجهاد:
1ـ كتاب مختصر في سياسة الحروب للهرثمي صاحب الخليفة المأمون، ويقع في 114 صفحة وهذه المخطوطة مصورة في معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة، ورقم الفيلم (844).
2ـ كتاب كشف الكروب في معرفة الحروب لعماد الدين موسى بن محمد اليوسفي. الذي يبحث في فن الحرب الإسلامي ونظام الجند. وقد قسمه المؤلف إلى عشرة أبواب. ومن هذه المخطوطة المهمة نسخة في المتحف الحربي بالقاهرة. تحمل الرقم (106) ونسخة أخرى ثانية في دار الكتب المصرية.
3ـ كتاب تفريج الكروب في تدابير الحروب لأبي عبدالله محمد ابن الرشيدي، ومنه نسخة مصورة في معهد المخطوطات العربية في القاهرة تحمل الرقم (903).
4ـ كتاب رسالة في الجهاد وآداب الحرب وهذه المخطوطة موجودة في مكتبة الحجاب في حلب، سوريا.
5ـ كتاب نتيجة الاجتهاد في المهادنة والجهاد لأحمد بن المهدي الغزالي الفاسي الأندلسي ومنه مخطوطة في دار الكتب المصرية برقم (805).
6ـ كتاب التساريح والتباطيل المؤلف مجهول، وهو رسالة في فنون الحرب والغزو والجهاد وآلات الحرب ومؤلف من 100 ورقة موجود في مكتبة الجامعة الأزهرية برقم (7260).
ب ـ مخطوطات فنون القتال والتعبئة:1
ـ كتاب تحفة المجاهدين في العمل في الميادين للأمير لاجين بن عبدالله الذهبي الحسامي، الطرابلسي وتحتفظ مكتبة برلين بنسخة نادرة منه موضحة بالرسوم والصور كما توجد نسخة مخطوطة منه في مكتبة (أكسفورد) في بريطانيا.
2ـ كتاب بغية القاصدين بالعمل في الميادين للمؤلف السابق، ومنه نسخة في ليون، ونسخة أخرى في أياصوفيا في إستنبول ـ تركيا.
3ـ كتاب غاية المقصود في العلم والعمل بالبنود للمؤلف نفسه (لاجين) ومنه نسخة في دار الكتب الوطنية الفرنسية بباريس وتحمل الرقم (2827).
4ـ كتاب السعي المحمود في ترتيب العساكر والجنود لزين الدين عبدالقادر بن أحمد علي الفاكهي، ويبحث في الغزوات والسرايا والمسابقة على الخيل والإبل والرمي بأنواعه، وهو في 176 صفحة، في مكتبة الجامعة الأزهرية في القاهرة برقم (42799).
5ـ كتاب يحمل العنوان السابق لابن العنابي، وهو جد مهم في تنظيم وتعبئة الجيوش ويقع في 117 صفحة موجود في مكتبة الجامعة الأزهرية في القاهرة برقم (22868).
6ـ كتاب الأدلة الرسمية في التعابي الحربية لمحمد بن منكلي الناحري، وهذه المخطوطة موجودة في متحف أيا صوفيا في إستنبول بتركيا.
7ـ كتاب المخزون لأرباب الفنون لمؤلف مجهول، تحدث فيه عن الأشخاص الذين مارسوا ونبغوا في فنون الحرب. ومخطوطة هذا الكتاب موجودة في دار الكتب الوطنية الفرنسية بباريس تحت رقم (1128).
8ـ كتاب الحيل في الحروب وفتح المدائن وحفظ الدروب لمؤلفه محمد بن منكلي الناحري، أيضاً والمخطوطة موجودة في متحف أيا صوفيا باستنبول ـ تركيا. وقد صورها معهد المخطوطات العربية في القاهرة وحفظت الصورة تحت رقم 760.
9ـ كتاب التدبيرات السلطانية في سياسة الصنائع الحربية لمحمد بن منكلي الناحري أيضاً، وتوجد منه نسختان الأولى في بطرسبوزع روسيا الإتحادية، والثانية في مكتبة أيا صوفيا بتركيا.
10ـ كتاب الأحكام الملوكية والضوابط الناموسية لمحمد بن منكلي الناحري نفسه، وهو يبحث في فن القتال ويحتوي على 122 باباً، وتحتفظ دار الكتب المصرية بنسخة منه آخرها عند الباب العاشر بعد المائة، ونسخة أخرى في المتحف الحربي في القاهرة مماثلة.
جـ الفروسية:
1ـ كتاب الفروسية لبدر الدين الرماح الخان نداري، وتحتفظ مكتبة المتحف البريطاني بلندن بنسخة منه.
2ـ كتاب علم الفروسية وآلات الحرب لمؤلف مجهول، وفيه 137 صفحة وتوجد منه نسخة في مكتبة الجامعة الأزهرية تحمل الرقم (7260).
3ـ كتاب النفحات المسكية في صناعة الفروسية لأحمد بن أحمد الحوي. وهذه المخطوطة مؤلفة من 45 صفحة موجودة في مكتبة الجامعة الأزهرية بالقاهرة تحت رقم (7272).
4ـ كتاب نهاية السؤل والأمنية في تعليم أعمال الفروسية لبدر الدين بكتوت الرماح، وهو مخطوطةمصورة في مكتبة جامعة القاهرة برقم (26340) والأصل في متحف لندن ببريطانيا.
5ـ كتاب إسبال الذيل في ذكر جهاد الخيل لنجم الدين بن خير الدين الرملي، والمخطوطة المذكورة موجودة في دار الكتب المصرية بالقاهرة تحت رقم 107.
6ـ كتاب مدخل في فن الفروسية والحيلة الحربية لمؤلف مجهول، وقد ورد ذكره في دليل الكتب العربية الموجودة في مكتبة فينيا بالنمسا.
7ـ كتاب الفروسية والمناصب الحربية لحسن نجم الدين الرماح وتوجد من هذه المخطوطة صورة مصورة في معهد المخطوطات العربية في القاهرة.
8ـ كتاب البنود في معرفة الفروسية للمؤلف السابق، ومنه نسخة في راميور ونسخة أخرى في دار الكتب المصرية.
9ـ كتاب الجهاد والفروسية وفنون الآداب الحربية لطيبوغا الأشرفي اليوناني، ومن هذا الكتاب مخطوطة موجودة في دار الكتب المصرية في 214 صفحة، ونسخة مصورة في معهد المخطوطات العربية في القاهرة تحمل الرقم 276.
د ـ الأسلحة وفن الرمي:
1ـ كتاب الإفادة لأهل السعادة في علم الرمي بالنشاب لعلي بن قاسم السعدي وموجود منه نسخة في دار الكتب المصرية برقم 193.
2ـ كتاب معرفة علم رمي السهام لمؤلف مجهول،وهو مخطوطة موجودة في مكتبة المتحف الحربي بالقاهرة.
3ـ كتاب ثلاثة مذاهب خاصة بالفروسية والرمي مؤلفه جمشار الخوارزمي، وهو مخطوطة مصورة محفوظة في مكتبة جامعة القاهرة برقم 26340 والأصل في متحف لندن ببريطانيا
4ـ كتاب الواضح في الرمي والنشاب للطبري، وهذه المخطوطة مؤلفه من 98 ورقة موجودة في مكتبة الجامعة الأزهرية بالقاهرة تحت رقم (7275).
5ـ كتاب العز أو المنافع للمجاهدين في سبيل الله بالمدافع لإبراهيم بن أحمد غانم الأندلسي، ومنه مخطوطة في دار الكتب المصرية برقم 86 وقد حققه حديثاً وراجعه الدكتور إحسان الهندي، وطبعه مركز الدراسات العسكرية بدمشق منذ العام (1995م).
6ـ كتاب الحراقات لأبي سعد العلاء بن سهل. وموجود في دار الكتب الوطنية الإيرانية بطهران.
7ـ كتاب الأنيق في المنجنيق لأرنبفا الزردكاش. وهذه المخطوطة مزودة بالرسوم. ومنه نسخة في دار الكتب المصرية بالقاهرة.
8ـ كتاب رمي القوس لمؤلف مجهول وهو في (136) صفحة ومنه نسخة في دار الكتب المصرية.
9ـ كتاب هداية الرامي إلى الأغراض والمرامي لمؤلفه الحسن البخاري. ويشبه كتب علم الرمي الحديثة وهو مصور في معهد المخطوطات العربية في القاهرة تحت رقم (1056).
10ـ كتاب غرس الأنشاب في الرمي بالنشاب لجلال الدين السيوطي، وهو مصور في معهد المخطوطات العربية في القاهرة.
3ـ المخطوطات العسكرية العربية الضائعة:
أورد ابن النديم في الفهرست وكذلك حاجي خليفة في كشف الظنون أسماء عدد كبير الكتب العربية القديمة ذات الصبغة العسكرية ويبلغ عددها المئات، ولكنها مبعثرة في دور الكتب والمتاحف والمكتبات الخاصة في مختلف أنحاء العالم، ولم توجه إليها العناية حتى الآن، وفي السطور التالية سرد مختصر لأهم هذه المخطوطات المبعثرة أو الضائعة. وقد ذكر المؤلف بين قوسين كالآتي:
أـ الأحلاف: حلف الفضول، حلف كلب وتميم، حلف عبدالمطلب وخزاعة (هشام الكلبي)، الأحلاف (ابن أبي ثابت الزهري).
ب ـ الجهاد والحرب: الجهاد (عبدالله بن المبارك)، الإجتهاد في إقامة فرض الجهاد (ابن عساكر)، مسند الأجناد في آلات الجهاد (بدر الدين بن جماعة)، حرب الأوس والخزرج (الواقدي)، الأزارقة وحروب المهلب (خالد بن خداش)، رسالة الجيش (عمارة بن حمزة)، تعبئة الحروب (بهدام جور)، آداب الحروب وآداب الأساورة (بهدام جور)، السر المخزون وجامع الفنون في أمر الفروسية والحرب (بدر الدين الرماح)، آداب الحروب وصور العسكر (عبدالجبار بن عدي المنصور).
جـ ـ الخيل والفروسية والفرسان: الفرسان (أبو خليفة الفضل بن حباب الجمحي)، مقاتل الفرسان (محمد بن حبيب بن أمية)، كامل الصناعة في علم الفروسية والشجاعة (بدر الدين الرماح)، الخيل واللجام (أبو عبيدة معمر بن المثنى).
د ـ الرمي وعلم الرمي: الرمي (أبو بكر محمد بن خلف)، التعليم والأعلام في رمي السهام (علي بن قاسم السعدي)، القوس (أبو عبيدة معمر بن المثنى)، القوس والترس (أبو زيد ابن أوس الخزرجي)، القوس والبغال والسهام (أبو حاتم السجستاني)، السبق والرمي (أبو النصر محمد بن مسعود العياشي).
هـ ـ الرايات الألوية: الرايات (أبو البختري)، الألوية (أبو إسحاق إسماعيل العطار).
وـ السلاح: السلاح (الأصمعي)، السلاح (أبو العباس محمدبن الأحول)، السلاح (أبو دلف قاسم بن عيسى)، رسالة في أنواع السيوف والحديد (أبو يوسف يعقوب الكندي)، السيوف والرماح (أبو حاتم السجتاني)،علم الآلات الحربية (ابن شاكر)، السيوف والرماح (هشام الكلبي)، السيف (أبو عبيدة معمر بن المثنى)، السماح في أخبار الرماح (جلال الدين السيوطي).
ز ـ الغزوات والمغازي: المغازي (معمر بن راشد)، المغازي والسرايا (أبو الحسن المدائني)، مغازي البحر في دولة هاشم (أحمد بن الحارث الخزاز)، الغارات (مضر بن مزاحم)، الغارات (أبو الحسن المدائني).
حـ ـ الفتوح والفتوحات: فتوح الشام، فتوح العراق، خبر البصرة وفتوحها، فتوح خرسان، فتوح سجستان، فتوح الأبلة، فتح بابل، فتوح جبال طبرستان، فتوح مصر، فتوح الجزيرة، فتوح الأهواز، فتوح برقة، فتح مكران، فتح الحيرة (أبو الحسن المدائني)، فتوح خالد بن الوليد (عبدالله ابن سعد الزهري)، الفتوح (عبدالله بن محمد ابن أبي شيبة)، فتوح أرمينيا، فتوح الأهواز، السواد وفتحه (أبو عبيدة معمر بن المثنى)، الفتوح الكبير (سيف بن عمر الأسدي التميمي).
ط ـ الموقعة والموقعات: موقعة حطين، موقعة الجمل (نصر بن مزاحم)، النهروان ومرج راهط (أبو الحسن المدائني)، صاحب الزنج ووقائعه (محمد بن الحسن الكاتب)، الجمل وصفين (أبو عبيدة معمر بن المثنى)، موقعات الردة (أبو الحسن المدائني).
خاتمة:
إن في هذه المخطوطات العربية السالفة الذكر ثروة علمية لايقدر ثمنها، ويمكن لها أن تلقي أضواءً ساطعة على تأريخ الإسلام الحربي والمذهب العسكري الإسلامي، وتساعد على تقصي الحقائق، وتفسير الوقائع وتربط ما ضينا العريق المشرق مع مستقبلنا المأمول الزاهر إن شاء الله العلي القدير، >> ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز << . (الحج-40).
و السلام عليكم و رحمة الله
المصادر والمراجع:
1ـ كتاب (الفهرست)، تأليف ابن النديم ـ القاهرة 1348هـ ـ 1929م.
2ـ كتاب (كشف الظنون)، تأليف مصطفى بن عبدالله حاجي خليفة، حلب ـ سوريا 1941م.
3ـ كتاب (رسالة فن الحرب عند العرب) العميد الدكتور هيثم كيلاني. 1964. دمشق.
4 كتاب (المدخل إلى العقيدة والاستراتيجية العسكرية الإسلامية)، اللواء الركن محمد جمال الدين علي محفوظ دار الإعتصام، القاهرة، جمهورية مصر العربية 1976، دار الكتب المصرية رقم -4326- القاهرة.
5ـ كراس (بيلوغرافيا بالكتب والمخطوطات العسكرية العربية) ورقة عمل مقدمة من الدكتور إحسان هنيدي إلى ندوة تاريخ العلوم عند العرب، جامعة حلب ـ عام 1977م سوريا.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وسائل القتال عند العرب
أولا : الأسلحة
ثانيا : المعدات
ثالثا : التحصينات
رابعا : الحيوانات
أولا : الأسلحة وتنقسم الي
أ : أسلحة فردية للفارس الواحد مثل
القوس و السهم & الرمح & السيف & الدبوس & الفأس & الخنجر
ب: أسلحة أجمالية و تحتاج لأكثر من مقاتل
الدبابة او العرادة & المنجنيق او الضبر
ثانيا : المعدات و تنقسم الى
فردية كالدرع والترس و المجن & البيضة او الخوزة
اجمالية كسلم الحصار و الحسك الشائك و طور المسلمين النار المسماه باليونانية
ثالثا : التحصينات
الخنادق (دفاعية و هجومية) & الحصون و الأسوار & المسالح و الثغور
رابعا : الحيوانات
الحصان العربي & الجمل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السلام عليكم و رحمة الله
جاء في كتاب "عيون الأخبار"
تأليف : عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276هـ )
بين هرقل ورجاله
"قدمت منهزمة الروم على هرقل وهو بأنطاكية، فدعا رجالاً من عظمائهم فقال: ويحكم! أخبروني ما هؤلاء الذين تقاتلوهم? أليسوا بشراً مثلكم? قالوا: بلى. يعني العرب. قال: فأنتم أكثر أم هم? قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافاً في كلّ موطن. قال: ويلكم! فما بالكم تنهزمون كلّما لقيتموهم? فسكتوا، فقال شيخ منهم: أنا أخبرك أيهم الملك من أين تؤتون. قال: أخبرني. قال: إذا حملنا عليهم صبروا وإذا حملوا عليّنا صدقوا، ونحمل عليهم فنكذب ويحملون عليّنا فلا نصبر. قال: ويلكم فما بالكم كما تصفون وهم كما تزعمون? قال الشيخ: ما كنت أراك إلا وقد علمت من أين هذا? قال له: من أين هو? قال: لأنّ القوم يصومون بالنهار ويقومون بالليل ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يظلمون أحداً ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنّا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام وننقض العهد ونغضب ونظلم ونأمر بما يسخط اللّه وننهى عما يرضي اللّه ونفسد في الأرض. قال: صدقتني، واللّه لأخرجنّ من هذه القرية فما لي في صحبتكم خير وأنتم هكذا. قالوا: نشهدك اللّه أيها الملك. تدع سورية وهي جنة الدنيا وحولك من الروم عدد الحصى والتراب ونجوم السماء ولم يؤت عليهم".
والسلام عليكم و رحمة الله
السلام عليكم و رحمة الله
جاء في كتاب "عيون الأخبار"
تأليف : عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276هـ )
كتاب الحرب
باب آداب الحرب ومكائدها
وقال بعض الحكماء: قد جمع اللّه لنا أدب الحرب في قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ " ايه 45 الأنفال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ " ايه 46 الأنفال
جاء في تفسير ابن كثير لها
هذا تعليم من الله لعباده المؤمنين آداب اللقاء وطريق الشجاعة عند مواجهة الأعداء فقال "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا" ثبت في الصحيحين عن عبدالله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظر في بعض أيامه التي لقى فيها العدو حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال "يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف" ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم وقال "اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم وقال عبدالرزاق عن سفيان الثوري عن عبدالرحمن بن زياد عن عبدالله بن يزيد عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا واذكروا الله فإن صخبوا وصاحوا فعليكم بالصمت". وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي حدثنا أمية بن بسطام حدثنا معتمر بن سليمان حدثنا ثابت بن زيد عن رجل عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا قال "إن الله يحب الصمت عند ثلاث عند تلاوة القـرآن وعند الزحف وعند الجنازة". وفي الحديث الآخر المرفوع يقول الله تعالى "إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو مناجز قرنه" أي لا يشغله ذلك الحال عن ذكري ودعائي واستعانتي. وقال سعيد بن أبي عروبه عن قتادة في هذه الآية قال افترض الله ذكره عند أشغل ما يكون عند الضرب بالسيوف. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبدة بن سليمان حدثنا ابن المبارك عن ابن جريج عن عطاء: قال وجب الإنصات وذكر الله عند الزحف ثم تلا هذه الآية قلت يجهرون بالذكر؟ قال نعم وقال أيضا قرأ على يونس بن عبدالأعلى أنبأنا ابن وهب أخبرني عبدالله بن عبدالله بن عباس عن يزيد بن فوذر عن كعب الأحبار قال ما من شيء أحب إلى الله تعالى من قراءة القرآن والذكر ولولا ذلك ما أمر الناس بالصلاة في القتال ألا ترون أنه أمر الناس بالذكر عند القتال فقال "يا أيهـا الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون" قال الشاعر: ذكرتك والخطى يخطر بيننا وقد نهلت فينا المثقفة السمر وقال عنترة: ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فأمر تعالى بالثبات عند قتال الأعداء والصبر على مبارزتهم فلا يفروا ولا ينكلوا ولا يجبنوا وأن يذكروا الله في تلك الحال ولا ينسوه بل يستعينوا به ويتوكلوا عليه ويسألوه النصر على أعدائهم.
وجاء في كتاب مختصر ابن كثير
وعن كعب الأحبار قال: ما من شيء أحب إلى اللّه تعالى من قراءة القرآن والذكر، ولولا ذلك ما أمر الناس بالصلاة والقتال، ألا ترون أنه أمر الناس بالذكر عند القتال فقال: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا اللّه كثيرا لعلكم تفلحون}. فأمر تعالى باثبات عند قتال الأعداء والصبر على مبارزتهم، فلا يفروا ولا ينكلوا ولا يجبنوا، وأن يذكروا اللّه في تلك الحال ولا ينسوه، بل يستعينوا به، ويتوكلوا عليه، ويسألوه النصر على أعدائهم، ولا يتنازعوا فيما بينهم أيضاً فيختلفوا، فيكون سبباً لتخاذلهم وفشلهم، {وتذهب ريحكم} أي قوتكم وحدتكم وما كنتم فيه من الإقبال {واصبروا إن اللّه مع الصابرين} وقد كان للصحابة رضي اللّه عنهم في باب الشجاعة والائتمار بما أمرهم اللّه ورسوله به، وامتثال ما أرشدهم إليه ما لم يكن لأحد من الأمم والقرون قبلهم، ولا يكون لأحد ممن بعدهم، فإنهم ببركة الرسول صلى اللّه عليه وسلم وطاعته فيما أمرهم فتحوا القلوب والأقاليم شرقاً وغرباً في المدة اليسيرة، مع قلة عددهم بالنسبة إلى جيوش سائر الأقاليم، وقهروا الجميع حتى علت كلمة اللّه وظهر دينه على سائر الأديان، وامتدت الممالك الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في أقل من ثلاثين سنة، فرضي اللّه عنهم وأرضاهم
وقد جاء في أيسر التفاسير عن هاتين الأيتين
شرح الكلمات:
{ فئة }: طائفة مقاتلة.
{ فاثبتوا }: لقتالها واصمدوا.
{ واذكروا الله كثيراً }: مهللين مكبرين راجين النصر طامعين فيه سائلين الله تعالى. ذلك.
{ تفلحون }: تفوزون بالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة بعد النجاة من الهزيمة في الدنيا والنار في الآخرة.
{ ولا تنازعوا }: أي لا تختلفوا وأنتم في مواجهة العدو أبداً.
{ وتذهب ريحكم }: أي قوتكم بسبب الخلاف.
معنى الآيات:
هذا النداء الكريم موجه إلى المؤمنين وقد أذن لهم في قتال الكافرين، وبدأ بسرية عبد الله بن جحش رضي الله عنه وثنى بهذه الغزوة غزوة بدر الكبرى فلذا هم في حاجة إلى تعليم رباني وهداية إلهية يعرفون بموجبها كيف يخوضون المعارك وينتصرون فيها وفي هذه الآيات الأربع تعليم عال جداً لخوض المعارك والانتصار فيها وهذا بيانها:
1- الثبات في وجه العدو والصمود في القتال حتى لكأن المجاهدين جبل شامخ لا يتحرك { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة } أي جماعة مقاتلة { فاثتبوا }.
2- ذكر الله تعالى تهليلاً وتكبيراً وتسبيحاً ودعاء وضراعة ووعداً ووعيداً. { واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون } أي تفوزون بالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة بعد النجاة من الهزيمة والمذلة في الدنيا، والنار والعذاب في الآخرة.
3- طاعة الله ورسوله في أمرهما ونهيهما ومنه طاعة قائد المعركة ومديرها وهذا من أكبر عوامل النصر حسب سنة الله تعالى في الكون { واطيعوا الله ورسوله }.
4- عدم التنازع والخلاف عند التدبير للمعركة وعند دخولها وأثناء خوضها.
5- بيان نتائج التنازع والخلاف وأنها: الفشل الذريع، وذهاب القوة المعبر عنها بالريح { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم }.
6- الصبر على مواصلة القتال والإِعداد له وتوطين النفس واعدادها لذلك. { واصبروا إن الله مع الصابرين }.
7- الإِخلاص في القتال والخروج له لله تعالى فلا ينبغي أن يكون لأي اعتبار سوى مرضاة الله تعالى { ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط }.