يقول القرطبي : " تفكر الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته ، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته ، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها ، وقد كلفت أن تمشي على الصراط ، مع ضعف حالك واضطراب قلبك ، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار ، المانعة لك من المشي على بساط الأرض ، فضلاً عن حدة الصراط. فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك ، فأحسست بحدته ، واضطررت إلى أن ترفع قدمك الثاني ، والخلائق بين يديك يزلون ، ويعثرون ، وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب ، وأنت تنظر إليهم كيف ينكسون إلى جهة النار رؤوسهم وتعلوا أرجلهم فيا له من منظر ما أفظعه ، ومرتقى ما أصعبه ، ومجاز ما أضيقه " التذكرة للقرطبي : 332 . وقال أيضاً " فتوهم نفسك - يا أخي - إذا صرت على الصراط ، ونظرت إلى جهنم تحتك سوداء مظلمة ، قد لظى سعيرها ، وعلا لهيبها ، وأنت تمشي أحياناً ، وتزحف أخرى ، قال : أبت نفسي تتوب فما احتيالي ××× إذا برز العباد لذي الجلالِ وقاموا من قبورهم سكارى ××× بأوزار كأمثال الجبال وقد نصب الصراط لكي يجوزوا ××× فمنهم من يكب على الشمال ومنهم من يسر لدار عدن ××× تلقاه العرائس بالغوالي يقول له المهيمن يا وليي ××× غفرت لك الذنوب فلا تبالي وقال آخر : إذا مد الصراط على جحيم ××× تصول على العصاة وتستطيل فقوم في الجحيم لهم ثبور ××× وقوم في الجنان لهم مقيل وبان الحق وانكشف المغطى ××× وطال الويل واتصل العويل ( التذكرة للقرطبي : 330 ). الرجاء الدعاء لنا ...إذا استفدتم منها.
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان