[gdwl]
الحمد لله الرقيب الذي أحاط بكل شيء رحمةً وعلماً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المحسنين أجراً عظيماً،فقال: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنهَوْنَ عَنْهُ نُكَفّرْ عَنْكُمْ سَيّئَـٰتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً}. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي اصطفاه وجعله إماماً، أفضل داع إلى الإحسان وأعظمهم مقاماً، اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليماً. أما بعد: فيا أيها الاخوة: اتقوا الله وراقبوه، واعلموا أن مراقبة الله تعالى هي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الله تعالى على ظاهره وباطنه، وأنه ناظرٌإليه، سامعٌ لقوله، عالمٌ بحركاته وسكناته ومع ذلك، فقد وكل بعباده ملائكة يكتبون أقوالهم وأعمالهم فقال: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )) وأن أعمالهم مدونةٌ عليهم ، ستنشر يوم القيامة،وسيندم إن هو فرط حيث لا ينفع الندم، قال تعالى: وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً.
*صح عند الترمذي وأحمد من حديث ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله فقال: ((يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمةلو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا علىأن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. زاد أحمد في مسنده: ((وإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسريسراً))هذا حديث عظيم جليل القدر، يحمل وصايا عظيمة، وفوائد كثيرة، ومسائل مهمة في العقيدة والسلوك والأخلاق والآداب وغيرها.
(قال الإمام ابن رجب رحمه الله: (وهذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلّية من أهم أمور الدين، حتى قال بعض العلماء: تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش، فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث، وقلةالتفهم لمعناه
فهذه وصية رسول الله لأتباعه وأنصاره أن يتقوا الله تعالى وأن يحفظوه في السر والعلن، وهي وصية الله تعالى للأولين والآخرينقال سبحانه: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ?الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ
(قال بعض الصالحين): إذا أردت أن توصي صاحبك أو أخاك أوابنك فقل له: احفظ الله يحفظك.
*ورحم الله أبا سليمان الداراني حيث يقول: ( مَنْ صَفى صُفّي له ومن كدر كُدر عليه، ومن أحسنفي ليلة كوفئ في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله) .
وحين غابت مراقبة الله وضعف الإيمان عند كثير من الناس اليوم تجرؤا على محارم الله وجاهروا بمعصية الله والبعض إذا خلوابمحارم الله انتهكوها ، غابت المراقبة فأُكل المال الحرام وفعلت الفواحش والآثام وأطلقت العيون إلى القنوات والأفلام وتكاسلوا عن الصلاة ونطقوا وكتبوا ما يحرم الله من الكلام ،فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون .
حينما غابت المراقبة وقل الحياء ظهر العقوق وبخست الحقوق وتعلقت القلوب بالدنيا وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانطفأت الغيرة علىحرمات الله فلا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل
*لقد استشعر صحابة محمد رقابة الله، فأثرت هذه الرقابة فيحياتهم وفي سلوكهم حتى كانوا خير أمة أخرجت للناس، إنهم لم يكونوا ملائكة ولميخرجوا عن بشريتهم في يوم من الأيام، ولكنهم كانوا في أروع صورة بشرية عرفتهاالدنيا، لأنهم تخرجوا من مدرسة الحبيب محمد ، وتربوا على مائدة القرآن وسنة سيدالأنام محمد .
هذا أعرابي من الصحراء،رجل من البيداء يأتي إلى الفاروق عمر بن الخطاب يقوده شابان حتى أوقفاه أمام عمر بن الخطاب قال عمر: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، إن هذا الرجل قتل أبانا، قالعمر: أقتلت أباهم؟ قال: نعم قتلته، قال: كيف قتلته؟ قال: دخل بجمله في أرضي، فزجرته فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً وقع على رأسه فمات، قال عمر: القصاص، النفس بالنفس،قال الرجل: يا أمير المؤمنين، أسألك بالذي قامت به السموات والأرض أن تتركني ليلةلأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية فأخبرهم بأنك سوف تقتلني ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا، قال عمر: من يكفلك أن تذهب إلى البادية ثم تعود إلي،فسكت الناس جميعاً، فالتفت عمر إلى الشابين وقال لهما: أتعفوان عنه؟ قالا: لا، من قتل أبانا لا بد أن يقتل، فقام أبو ذر الغفاري وقال: يا أمير المؤمنين أنا أكفله،قال عمر: هو قتل يا أبا ذر، قال: ولو كان قتلاً، قال: أتعرفه؟ قال: ما أعرفه، قال: وكيف تكفله؟! قال: رأيت فيه سمات المؤمنين، فعلمت أنه لم يكذب، وسيأتي إن شاء الله،قال عمر: يا أبا ذر، أتظن أن الرجل إذا تأخر بعد ثلاث، أني تاركك، قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين، فذهب الرجل وأعطاه عمر ثلاث ليال، يهيئ فيها نفسه ويودعأطفاله وأهله وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه، وبعد ثلاث ليال لم ينس عمرالموعد، وفي العصر نادى في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء الشابان واجتمع الناس، وأتىأبو ذر، وجلس أمام عمر قال عمر: أين الرجل؟ قال: ما أدري يا أمير المؤمنين، فسكت الصحابة واجمين، وعليهم من التأثر ما لا يعلمه إلا الله، لأن هذا الرجل إن تأخر إلى الغروب فسوف يقتل أبو ذر .
وقبيل الغروب بلحظات يأتي الرجل فيكبر عمر ويكبر المسلمون، فيأتي الرجل ويقف أمام عمر فيقول عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك، قال: يا أميرالمؤمنين، والله ما عليّ منك ولكن عليّ من الذي يعلم السر وأخفى!!.
ها أنا ذا يا أمير المؤمنين تركت أطفالي في الصحراء كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية وجئت لأقتل.
الله أكبر إنها الرقابة لله، ترك أهله وأولاده من أجل الله لأنه يعلم بأن الله يراه ولأنه يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه.
نظر عمر ودموعه تسيل على لحيته وقال للشابين: ماذا تريان؟ فقالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين. الله أكبر من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن حفظ الله حفظه الله في الدنياوالآخرة هذه سنة الله سبحانه وتعالى.
فيامن تعدى حدود الله، وانتهك حرمات الله، واقتحم أسواراً حرمها الله أين الله؟!! أماتستحي من الله؟ أين ستخرج عن نظر الله؟ وأين ستذهب عن ملك الله؟ ومن أين ستأكل من غير نعم الله؟!!.
إن كنت تظن أنه لا يراك فقد كفرت بالله، وإن كنت تعلم أن الله يراك فكيف تجترئ على خالقك وربك ومولاك وتجعله أهون الناظرين إليك، لا تنظر يا عبد الله إلى صغر الذنب ولكن انظر إلى عظمةمن عصيت، انظر إلى عظمة الله وإلى جلال الله.
لا تنظر إلى اللذة العاجلة التي تحصل عليها من هذه الشهوةالمحرمة، ولكن انظر إلى الحسرة والندامة والهم والغم والحزن الذي تحصل عليه بعدانقضاء هذه الشهوة، في الدنيا والآخرة.
تفنى اللذاذة ممن نال صـفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سـوء من مغبتها لا خيرفي لذة من بعدها النار
ماذا يبقى للإنسان إذا تنّدس عرضه وذهب دينه وخَسِرَ آخرته .
قد انعدمت المراقبة لله عند البعض من الناس فصارت حياتهم قنواتٌ وأفلام وفواحش عظام معاكسات وانتكاسات غناءٌ وطرب ولهو ولعب فهل بهذا أمروا؟ أم لهذا خلقوا . قال الله تعالى ((اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ
مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)) (سورة الأنبياء: 2) ليت شعري هل عندهم أمانٌ من هجوم الموت ؟ أم ضمانٌ بالمغفرة ؟ أم هي السكرة والغفلة ((يَا أَيُّهَاالْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)) (سورة الإنشقاق)
يا مدمن الذنب أما تستحي والله فيالخلوة ام
غرّك من ربك إمهاله وستره طولَ مساويكا
*قال بعض السلف : اتق الله أن يكون أهونَ الناظرين إليك .
يقول الله تعالى : ((أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)) اللهم اجعلنا نخشاك حتى كأننا نراك
*إن من اهم المعانى العظيمة التى يجب علينا ايها الاحبةان نربى ابنائنا عليها هو استشعار رقابة الله تعالى فهى بإذن الله تعالى كفيلة إذاما غرست فى نفوس الأبناء بعناية بأن تجنبهم الكثير من الزلل فى عالم الشهوات والشبهات اليوم
ونحن لا نستطيع أن نحجب الأبناء عن كل فتن ومغريات هذه الحياة ولكنا نستطيع ان نزرع فى نفوسهم مراقبة الله
وذلك من خلال غرس عبادة الإحسان فينفوسهم منذ نعومة أظفارهم، والتي شرحها النبى صلى الله عليه وسلم فيقوله:
( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لمتكن تراه فإنه يراك)
وبذلك يتكون لدى الطفل الضمير الحي اليقظ، والرقيب الداخلي، فإذا شبّ الطفل على ذلك تكوّن لديه الضابط الذي يميز به بين ما هو نافع وما هو ضار، والذي سمّاه الله تعالى " فرقاناً" قال تعالى يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً)، قال العلماء في تفسيرها: فرقاناً تميزون به بين الحق والباطل.
ولقد كان رسول الله يتعاهد صغارالصحابة رضوان الله عليهم بهذه التربية،
**وعلى درب الرسول الكريم سار سلفنا الصالح عليهم رضوان الله تعالى يتعاهدون أبنائهم وهم صغار جداً:
قال سهل بن عبد الله التسترى: كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم الليل، فأنظر إلى صلاة خالي ( محمد بن سوار)، فقال لي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره؟ قال: قل بقلبك عند تقلبك فى فراشك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك: الله معي، الله ناظر إلىّ، الله شاهدي؛ فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال: قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال: قل ذلك في كل ليلة إحدى عشر مرة، فقلته فوقع في قلبي حلاوته؛ فلما كان بعد سنة ، قال لي خالي : احفظ ماعلمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة؛ فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لذلك حلاوة في سرى؛ ثم قال لي خالي يوماً : يا سهل من كان الله معه،وناظراً إليه، وشاهده .. أيعصيه؟ إياك والمعصية!"
[/gdwl]
;Hk; jJJJJJJJJJJJvhi ;çk;
التعديل الأخير تم بواسطة صهيب ; 02-01-2010 الساعة 01:35 AM
سبب آخر: .
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
وحبذا لو تذكر المصادر والمراجع للأقوال والآثار حتى ننقلها إلى غيرنا عن تثبت
بوركت جهودكم
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان
الاخ الحبيب أي مصادر تريــــــــد ؟
فالايات يعرفها الحفاظ وغيرهم والحديث العمدة ذكرت حكم الترمذي عليه والاثار ذكرت قائليها من اكابر السلف.
واتمني منك ذكر ما تنكره بدليلك انت وكنت لامرك شكرا
جزاك الله خيرا أخي الفاضل وهذه هي التي أريد مصدرها من بعد إذنكم حتى إذا أردت ذكرها أمام أحد أعرف مصدرها .
بوركتم
*ورحم الله أبا سليمان الداراني حيث يقول: ( مَنْ صَفى صُفّي له ومن كدر كُدر عليه، ومن أحسنفي ليلة كوفئ في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله) .
*هذا أعرابي من الصحراء،رجل من البيداء يأتي إلى الفاروق عمر بن الخطاب يقوده شابان حتى أوقفاه أمام عمر بن الخطاب قال عمر: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، إن هذا الرجل قتل أبانا، قالعمر: أقتلت أباهم؟ قال: نعم قتلته، قال: كيف قتلته؟ قال: دخل بجمله في أرضي، فزجرته فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً وقع على رأسه فمات، قال عمر: القصاص، النفس بالنفس،قال الرجل: يا أمير المؤمنين، أسألك بالذي قامت به السموات والأرض أن تتركني ليلةلأذهب إلى زوجتي ......
*قال سهل بن عبد الله التسترى: كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم الليل، فأنظر إلى صلاة خالي ( محمد بن سوار)، فقال لي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره؟ قال: قل بقلبك عند تقلبك فى فراشك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك: الله معي، الله ناظر إلىّ، الله شاهدي؛ فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان