وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَلِمُونَ .صدق الله العظيم .
يلاحظ أن وحدة الرقم ألف هي سنة بينما وحدة الرقم خمسين هي عام ، وهذا يستدعي التفكير، هل عنى البيان الإلهي أن سيدنا نوح لبث يدعو قومه 950 عاماً ؟، أم أن الله تعالى يعني مدةً غير المدة التي تفهم للوهلة الأولى .
يلاحظ من الآية أن الفترة المعنية هي قبل الطوفان لأن الآية تتابع بعد ذكر الرقم فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَلِمُونَ ، وهذا يعني أن عمر سيدنا نوح ساعة الطوفان كان أكثر من 950عام. كما يلاحظ أن فترة اللبث قد حصرت بين فائين :
ف لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ف أخذهم الطوفان وهم ظلمون.
والفاء في اللغة تفيد التعقيب السريع ، كما لو أنه إيحاء من الله تعالى أن فترة اللبث ليست بالطول الذي ستفهمونه ببساطة.
من يتمعن في الآيات يلاحظ أن رد ابن سيدنا نوح رد شخص في ريعان الشباب معتد بقوته وقادر على صعود الجبال ، فلو قدرنا عمره بين (20-40) عاماً ، فيكون عمر سينا نوح عند ولادة هذا الابن أكثر من 900 عام .