المؤمن في نهاية العام وبداية عام جديد، لابد له من وقفة ، إلى عباداته، فإن وجد في عباداته تكاسلاً أو تراخياً، أو قلة إخبات وخشوع وخضوع، رجع إلى نفسه ليصلح من شأنه.
فإن وجد نفسه يصلي الصبح بعد شروق الشمس، فَلْيَبْكِ بدل الدمع دماً، وإذا وجد أن نفسه لا تتأسف على ذلك، ولا تحزن على ذلك ،فإن الذي يستيقظ من نومه بعد الشمس ولا يجد في قلبه لوماً، ولا توبيخاً، ولا تعنيفاً لنفسه
فقد سقط من عين الله عزَّ وجلّ، لأن من عَظَّمَهُ الله جعله يعظم فرائضه، ومن سقط من عين الله عزَّ وجلّ جعله يتكاسل ويتراخى عن فرائضه.
وقد وصف بذلك المنافقين فقال: { وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } (142-النساء).
وقال صلى الله عليه وسلم: { بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ شُهُودُ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ، لاَ يَسْتَطِيعُونَهُمَا }(1)
وقال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( أتى علينا وقت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يتخلف عن صلاة الجماعة في وقتها إلا منافق ظاهر النفاق )،فيتخلص من أمثال هذه العادات.
وأيضاً إذا وجد نفسه يجلس يتحدث أو يجلس ،وليس له عمل ، ويستمع إلى الآذان ولا يجد من نفسه عزيمة ولا حركة لتلبية الآذان في وقته
فليعلم علم اليقين أنه في هذا الوقت ممن باءوا بالخذلان من الرحمن عزَّ وجلّ لأن الله لا يحضر أمام حضرته في الصف الأول في الوقت الأول إلا من يحبه عزَّ وجلّ
وفى الأثر: { إذا أحب الله عبداً سخره لأفضل الأعمال في أفضل الأوقات }
وقد قال له سيدنا جابر رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا }(2)