روعة الطبيعة و رائحة التاريخ أضفت عليها نوعا من السحر مدينة قيل أنها "هي التاريخ"..و قيل أيضا أنها هي الجغرافيا..و قال بعضهم أنها ستكون بوابتنا لدخول الماضي.. أكثر من ألفي عام دون الحاجة إلى آلة الزمن.. على بعد 3 كيلومترات غرب مدينة"مولاي إدريس زرهون" التاريخية توجد هذه المدينة. هنا مدينة وليلي..
وليلي ..مدينة لا تشبه كل المدن..مدينة بدون سكان..، و بيوتها لا تشبه كل البيوت.. بل هي أسوار..أحجار..أقواس عمرها أكبر من عمر التاريخ.
أول ما سيواجهك بعد دخول بوابة المدينة هو إعلان صغير يطلب منك أن تحافظ على نظافة المكان و أن لا تتسلق أسوار المدينة..‼ و إعلان آخر يذكرك بان الحفريات الأركيولوجية أثبتت أن تاريخ المدينة يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد كما تشير إلى ذلك إحدى النقوش. الوثائق التاريخية تؤكد أن مدينة وليلي كانت في الأصل عاصمة لموريتانيا الطنجية خلال حكم يوبا الثاني قبل 25 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام.
لتدخل بعد ذلك في حكم الأباطرة الرومان بعد 65 سنة..و هو ما تؤكده الشواهد و البنايات و قوس النصر و الساحة العمومية ومعبد الكابتول والفسيفساء.. التي شيدت بواسطة المواد المستخرجة من جبل زرهون القريب من المدينة. اللقالق في وليلي هي سيدة المكان..لا أحد يزعج راحتها، و لا يبدو أنها منزعجة من حركة الزوار و السياح الذين أتوا من كل مكان..
مدينة وليلي الأثرية هي مدينة مغربية . تم إدراجها عام 1997 ضمن مواقع التراث العالمي.
تقع مدينة وليلي الأثرية على بعد ثلاث كيلومترات غرب مدينة مولاي إدريس زرهون . وقد ساهمت عدة ظروف طبيعية في استقرار الإنسان بهذا الموقع منذ عهد قديم لعل أهمها وفرة المياه (وادي الخمان ووادي فرطاسة ) والأراضي الزراعية ومواد البناء (محاجر جبل زرهون) إضافة إلى إشراف المدينة على منطقة فلاحية خصبة . ورد ذكر وليلي في عدة مصادر تاريخية ، وقد كشفت الحفريات الأركيولوجية التي أقيمت بالموقع منذ بداية هذا القرن على عدة بنايات عمومية وخاصة . ومن الراجح أن الإستيطان به يرجع إلى القرن الثالث ق.م كما تدل على ذلك إحدى النقائش البونيقية . خلال فترة حكم الملك يوبا الثاني وابنه بطليموس ما بين سنة 25 ق.م و40م شهدت وليلي ازدهارا كبيرا أهلها لتصبح عاصمة لموريطانيا الطنجية . بعد سنة 40 م، عرفت وليلي خلال فترة حكم الأباطرة الرومان تطورا كبيرا وحركية عمرانية تتجلى من خلال المعابد، والمحكمة والحمامات ، وقوس النصر، وكذا المنازل المزينة بلوحات الفسيفساء ومعاصر الزيتون ... كما كشفت الحفريات عن بنايات ضخمة ولقى أثرية مختلفة كالأواني الفخارية والأمفورات والنقود ومجموعة مهمة من المنحوثات الرخامية والبرونزية، تشكل جزءا مهما من معروضات المتحف الأثري بالرباط . يضم موقع وليلي عدة بنايات عمومية شيدت في أغلبها من المواد المستخرجة من محاجر جبل زرهون ، نذكر منها معبد الكابتول (سنة217 م ) وقوس النصر والمحكمة والساحة العمومية . كما تضم المدينة عدة أحياء سكنية تتميز بمنازلها الواسعة المزينة بلوحات الفسيفساء ، نخص بالذكر منها الحي الشمالي الشرقي ( منزل فينوس ، منزل أعمال هرقل، قصر كورديان ... ) والحي الجنوبي (منزل أورفي) . كما أبانت الحفريات الأثرية على آثار معاصر للزيتون ومطاحن للحبوب ،وبقايا سور دفاعي شيد في عهد الإمبراطور مارك أوريل (168 –169 م) ، يمتد على مسافة تناهز 2.35 كلم ، تتخلله ثمانية أبواب وعدة أبراج للمراقبة . يكتسي هذا الموقع طابعا خاصا سواء من حيث أهميته التاريخية والأركيولوجية أو السياحية ، إذ يمثل أحد أهم المواقع الأثرية بالمغرب وأكثرها إقبالا من طرف الزوار .