تتحدث سورة القدر عن زمن نزول القرآن العظيم إلى السماء الدنيا من لدن رب العزة , ثم نزوله منجما فترة البعثة الشريفة ,ليكون قرآنا مطبقا مع كل حدث ويعيش المؤمن متطلعا إلى خبر السماء طيلة البعثة النبوية الشريفة لنبينا صلوات ربي وسلامه عليه .
وإنه لشعور عظيم والمسلمون يترقبون خبر السماء يتنزل عليهم لينظم لهم حياتهم ويعلمهم مالم يكونوا يعلمون ..
فكانوا يحفظون الآيات مع العمل بها فجعلت منهم خير أمة أخرجت للناس ينشرون العدل والحرية في ربوع الأرض..
وبقدر تدبرنا اليوم للقرآن العظيم بقدر تعرضنا لرحمات ربنا جل وعلا . وكأنه ينزل إلينا هذه الأيام , وكثير ممن يتلون القرآن يشعرون بذلك , يشعرون بالسكينة والرحمة , والهدوء , والشفاء من مرض القلوب . ويشعرون بمخاطبة الله تعالى لهم , فالقرآن العظيم كلام الله تعالى .
وقد تولى المولى تبارك وتعالى حفظ كتابه , فجعله ميسر للذكر وميسر للحفظ , وإنك لتعجب اليوم من حفظة للقرآن صغارا وكبارا حول العالم ولا يتحدثون اللغة العربية... إنه لإعجاز يفوق التصور ..ولكنه الحفظ الإلهي لكتابه , فلا يزيد حرف ولا ينقص حرف . وإن حدث يكتشف فورا فتحرق النسخ التي زاد فيها حرف أو نقص منها حرف .. وقد حدث ذلك وكان أولها ما فعله الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه..
فإن العرضة الأخيرة من جبريل عليه السلام للقرآن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي بين أيدينا من أوله إلى أخره من حيث ترتيب السور وعدد الآيات.. وقد ثبت ذلك بالتواتر.. والنسخ المحفوظة حتى الأن . والأهم من ذلك أن تلقي حفظ القرآن لا يتم إلا بالمشافهة أي عن طريق الحفاظ لطلاب العلم ولا يتم بالقراءة فقط ..فالقارئ للقرآن العظيم سمعه من شيخه الذي سمعه الأخير بدوره من شيخة أيضا إلى أن يصل أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أي: القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة، وفيه يتذكر من أراد التذكر، ﴿ وإنا له لحافظون ﴾ أي : في حال إنزاله وبعد إنزاله ، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله ، واستودعه فيها ثم في قلوب أمته ، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص ، ومعانيه من التبديل ، فلا يحرف محرف معنى من معانيه إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين، ومن حفظه أن الله يحفظ أهله من أعدائهم، ولا يسلط عليهم عدوا يجتاحهم.
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ -1
وهي ليلة بدء نزول هذا القرآن على قلب نبينا محمد ـ صلى الله عليه وأله وسلم ـ ليلة ذات الحدث العظيم الذي لم تشهد الأرض مثله في عظمته، وفي دلالته، وفي آثاره في حياة البشرية جميعاً .
والعظمة التي لا يحيط بها الإدراك البشري.
والليلة التي تتحدث عنها السورة هي الليلة التي جاء ذكرها في سورة الدخان.
إنا أنزلناه في ليلة مباركة، إنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم. أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين. رحمة من ربك إنه هو السميع العليم .
والمعروف أنها ليلة من ليالي رمضان، كما ورد في سورة البقرة:
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان....
فهل أدركنا أهمية القرآن العظيم في تنظيم حياتنا وسلوكنا وأخلاقنا فهو دستور الأخلاق الفاضلة وهو المصدر الأول لشريعة الإسلام..
فما أعظم المجتمعات التي يكون مصدر تشريعاتهم كلام الله تعالى وسنة نبينا صلوات ربي وسلامه عليه...
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) إنه الإيمان الذي ينشئ آثاره في واقع الحياة .. فالمؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده .. ( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) أي العمل وليس الكلام الذي لا يتعدى الشفاه ! .... والصالحات هي كل ما أمر الله تعالى بفعله من عبادة وخلق وعمل وتعامل . وفي أولها إقامة شريعة الله في الأرض , والحكم بين الناس بما شرع الله . فمن كانوا كذلك فهم خير البرية...
يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى عبادة الله الواحد وترك عبادة العباد وبذل الجهد على ذلك وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم ... فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس ، ولما كانت الآية السابقة وهي قوله تعالى : ﴿ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ﴾
أمرا منه تعالى لهذه الأمة، والأمر قد يمتثله المأمور ويقوم به، وقد لا يقوم به ، فإن قامت به الأمة فهم خير البرية, وإن لم تقم به فتتساوى مع باقي الأمم والغلبة للأقوي وهكذا سنة الله في الأرض . فبينت الآية 110 التزام المؤمنون بتلك الأوامر ولذلك إستحقوا لقب الخيرية على الأمم .
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )
فالتمكين في الأرض له شروط .
وقد تحققت تلك الشروط في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ففتحوا القلوب قبل البلاد وسادوا العالم لقرون عديدة نشروا العدل والحرية , وكانت الدول التي لم تدخل الإسلام في ظلام الجهل والتخلف...
فهل نحن اليوم مستعدون ومؤهلين لتلك الخيرية ؟؟؟ نتمنى ذلك .!!
قال تعالى في سورة الحج :
فوعد الله المؤكد الوثيق المتحقق الذي لا يتخلف هو أن ينصر من ينصره . . فمن هم هؤلاء الذين ينصرون الله , فيستحقون نصر الله , القوي العزيز الذي لا يهزم من يتولاه ?
فحقق الله تعالى لهم النصر وثبتهم ..لأنهم وثقوا صلتهم به بإقامة الصلاة .. وأدوا حق المال بإخراج الزكاة فحققوا التكافل الإجتماعي الذي يكفل تلاحم الأمة بين الأغنياء والفقراء , ثم محاربة الفساد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
بهذه الشروط ترقى الأمم وتستمر في عزتها وكرامتها بين الأمم محققة العدل والحرية والمساوة في ظل شريعة ربها تستلهم منها قوانينها لتسعد في الدنيا بالرخاء والاستقرار والعدالة الإجتماعية.. ثم النعيم الأبدي في الأخرة مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا..
إنه يوم القيامة حيث ترتجف الأرض الثابتة ارتجافا , وتزلزل زلزالا , وتنفض ما في جوفها نفضا , وتخرج ما يثقلها من أجساد ومعادن وغيرها مما حملته طويلا . وكأنها تتخفف من هذه الأثقال , التي حملتها طويلا ..
ولعل أكثرنا عايش أحداث الزلازل التي تقع في أماكن مختلفة على وجه الأرض ومدى الفزع والخوف في قلوب البشر ومدى الدمار التي تحدثه تلك الزلازل ولعل الكثير يتذكر كيف تبتلع قرى ومدن كاملة مثل مدينة الأصنام في الجزائر فإنها إختفت تماما من الخارطة الأرضية..
ولكن زلزال يوم القيامة يختلف عن كل الزلازل التي حدثت على مر العصور ..
فهو مشهد يهز تحت أقدام المستمعين لهذه السورة كل شيء ثابت ; ويخيل إليهم أنهم يترنحون ويتأرجحون , والأرض من تحتهم تهتز وتمور مشهد يخلع القلوب من كل ما تتشبث به من هذه الأرض , وتحسبه ثابتا باقيا ; وهو الإيحاء الأول لمثل هذه المشاهد التي يصورها القرآن , ويودع فيها حركة تكاد تنتقل إلى أعصاب السامع بمجرد سماع العبارة القرآنية الفريدة....
ويزيد هذا الأثر وضوحا بتصوير "الإنسان" حيال المشهد المعروض , ورسم انفعالاته وهو يشهده , وقال الإنسان : ما لها ؟؟
وهو سؤال المفجوء , الذي يرى ما لم يعهد , ويواجه ما لا يدرك , ويشهد ما لا يملك الصبر أمامه والسكوت . مالها ? ؟ ما الذي يزلزلها هكذا ويرجها رجا ? مالها ? ويحاول أن يمسك بأي شيء يسنده ويثبته , وكل ما حوله يمور مورا شديدا..
والإنسان" قد شهد الزلازل والبراكين من قبل , وكان يصاب منها بالهلع والذعر , والهلاك والدمار , ولكنه حين يرى زلزال يوم القيامة لا يجد أن هناك شبها بينه وبين ما كان يقع من الزلازل والبراكين في الحياة الدنيا . فهذا أمر جديد لا عهد للإنسان به . أمر لا يعرف له سرا , ولا يذكر له نظيرا . أمر هائل يقع للمرة الأولى ...
يومئذ تحدث هذه الأرض أخبارها , وتصف حالها وما جرى لها . . لقد كان ما كان لها ( بأن ربك أوحى لها ) . . وأمرها أن تمور مورا , وأن تزلزل زلزالها , وأن تخرج أثقالها ..... فأطاعت أمر ربها ( وأذنت لربها وحقت -2 الانشقاق ).
نرى مشهدهم شتيتا منبعثا من أرجاء الأرض ( كأنهم جراد منتشر – 7 القمر ). . وهو مشهد لا عهد للإنسان به كذلك من قبل . مشهد الخلائق في أجيالها جميعا تنبعث من هنا ومن هناك:
( يوم تشقق الأرض عنهم سراعا – 44 ق )
( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه – 37 عبس )
إنه مشهد لا تعبر عن صفته لغة البشر . هائل مروع . مفزع . مرعب . مذهل....
لعله يحرك القلوب الغافلة الحائرة التي تهيم في الدنيا وكأنها دار الخلود والأستقرار..ولا تعبأ بأكل الحرام والفساد في الأرض.
إن المؤمن بذلك اليوم يتلمس الحلال في كل شئ ولا يرضى بالفساد في الأرض ...
فالذرة لا ترى أبدا حتى بأعظم المجاهر في المعامل و لم يسبق لواحد من العلماء أن رآها بعينه ولا بمجهره . وكل ما رآه هو آثارها....
فهذه أو ما يشبهها من ثقل , من خير أو شر , تحضر ويراها صاحبها ويجد جزاءها ...
عندئذ لا يحقر "الإنسان" شيئا من عمله . خيرا كان أو شرا . ولا يقول:هذه صغيرة لا حساب لها ولا وزن . إنما يرتعش وجدانه أمام كل عمل من أعماله .... وخاصة أن جميع الأعمال تأتي حاضرة يوم القيامة..
اللهم أسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض...أمين أمين أمين.
إن رحمة الله وسعت كل شئ فهو غافر الذنب وقابل التوب..
أرشدنا في هذه السورة قبل فوات الأوان..فعمر الإنسان هو الفرصة المتاحة له لتحصيل الحسنات .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا مات الرجل انقطع عمله إلا من ثلاث ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية أو علم ينتفع به ...
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن عساكر - المصدر: معجم الشيوخ - الصفحة أو الرقم: 1/432
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إن جميع معاملات الإنسان على هذه الأرض هي للإختبار , فقد ينجح الإنسان في أحدها دون أن يدري ..كمن سقى كلب بخفه , فدخل بذلك الفعل الجنة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
بينا رجل بطريق ، اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل فيها ، فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني ، فنزل البئر فملأ خفه ماء ، فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له . قالوا : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم لأجرا ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجرا
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2466
خلاصة حكم المحدث: صحيح
والصورة المقابلة لمن دخلت النار في هرة ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ، فلم تطعمها ، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض..
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3318
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فما بالنا بمعاملة الإنسان لأخيه الإنسان.. هذا في معاملات غير الإنسان,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة....
الراوي: أبو ذر الغفاري - المصدر: صحيح الترغيب للألباني - الصفحة أو الرقم: 2685
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إن الإنسان ليجحد نعمة ربه , وينكر جزيل فضله . ويتمثل كنوده وجحوده في مظاهر شتى تبدو منه أفعالا وأقوالا , فتقوم عليه مقام الشاهد الذي يقرر هذه الحقيقة . وكأنه يشهد على نفسه بها . أو لعله يشهد على نفسه يوم القيامة بالكنود والجحود : ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ). . يوم ينطق بالحق على نفسه حيث لا جدال ولا إنكار ..
( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) أي لحب المال وهذه فطرته . وهذا طبعه . ما لم يخالط الإيمان قلبه . فيغير من تصوراته وقيمه وموازينه واهتماماته . ويحيل كنوده وجحوده اعترافا بفضل الله وشكرانا . كما يبدل أثرته وشحه إيثارا ورحمة . ويريه القيم الحقيقية التي تستحق الحرص والتنافس والكد والكدح . وهي قيم أعلى من المال والسلطة والمتاع الحيواني بأعراض الحياة الدنيا...
إن الإنسان - بغير إيمان - صغير الاهتمامات . ومهما كبرت أطماعه . واشتد طموحه , وتعالت أهدافه , فإنه يظل مرتكسا في حمأة الأرض , مقيدا بحدود العمر , سجينا في سجن الذات . . لا يطلقه ولا يرفعه إلا الاتصال بخالقه ( الله رب العالمين ) الذي يدعوه لدار السلام .
******
إن تحصيل الأموال يتم من خلال العمل وبذلك تتكامل مصالح وإحتياجات البشر ...فالعامل يجتهد في عمله لكي يحصل على المال الذي به يلبي حاجاته من مسكن ومأكل وتلبية حاجات أهله وأولاده.. وبالمثل جميع التخصصات ... فالكل يسعى للحصول على المال ليعيش كريما بين الناس.. وهذا أمر شرعي لكل إنسان ذو قوة وموهبة من الله تعالى ..
أي: هو الذي سخر لكم الأرض وذللها، لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم، من غرس وبناء وحرث، وطرق يتوصل بها إلى الأقطار النائية والبلدان الشاسعة ، ﴿ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ﴾ أي : لطلب الرزق والمكاسب.
أي: طلب منكم إعمارها، وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة، ومكنكم في الأرض، تبنون، وتغرسون، وتزرعون، وتحرثون ما شئتم، وتنتفعون بمنافعها، وتستغلون ثرواتها فيما يسعدكم في الدنيا ويكون سبيلا لإسعادكم في الأخرة...
وفي الحديث الشريف :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أكل أحد طعاما قط ، خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده
الراوي: المقدام بن معد يكرب - المصدر: صحيح البخاري -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
****** المال ضروري في جميع معاملات الإنسان
ولذلك أمرنا الله تعالى بالحفاظ عليه وعدم إهداره وتبذيره, وفي نفس الوقت عدم البخل به , وبذله في مشاريع الخير التي تعود على الإنسانية...
والذين إذا أنفقوا من أموالهم لم يتجاوزوا الحد في العطاء، ولم يضيِّقوا في النفقة، وكان إنفاقهم وسطًا بين التبذير والتضييق...
******
أما في حالة طغيان الحب للمال بحيث يصبح هدف وليس وسيلة - فيدمر حياة الإنسان ويحطم نفسيته ولا يقنع ولو ملك الأرض جميعا..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لو أن ابن آدم أعطي واديا ملأى من ذهب أحب إليه ثانيا ، ولو أعطي ثانيا أحب إليه ثالثا ، ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب...
الراوي: سهل بن سعد الساعدي - المصدر: صحيح البخاري
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وهناك نماذج ممن جمع المال فكان وبالا عليه في الدنيا والأخرة..ومن هذه النماذج ( قارون ) و ( فرعون ) ومن النماذج الحديثة ما يعرفه الجميع - زالوا وزالت أموالهم فلم تنفعهم الأموال الطائلة بل كانت وبالا عليهم...
ومن ثم تجيء اللفتة الأخيرة في السورة لعلاج الكنود والجحود والأثرة والشح , لتحطيم قيد النفس وإطلاقها منه . مع عرض مشهد البعث والحشر في صورة تنسي حب الخير , وتوقظ من غفلة البطر...