المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مولد الرسول صلى الله عليه وسلم


الشيخ محمد الزعبي
08-03-2010, 03:45 AM
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم نوعان : ولادة الجسد، وهي في ربيع الأول، وولادة النبوة والرسالة، وكان عمره (40 ) سنة، ولكن كانت تظهر عليه قبل ذلك علاماتُ ومبشراتُ النبوةِ ، ففي طفولتِهِ كان يمشي فيسمع الشجرَ والحجرَ يسلّم عليه بالرسالة والنبوة ..والفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم مطلوب شرعاً{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}يونس:58والرسول صلى الله عليه وسلم هو من أعظم الرحمة قال الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}الانبياء:107.
يجب أن تمتلئ قلوبنا في شهر المولد فرحاً برحمة الله بعباده ببعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وولادة النبوة المحمدية. وينبغي لمن يقيم المولد أن يدعوَ عالماً تقياً صالحاً يذكّر الناس، ويعرّفهم بالمولد الحقيقي لتكون ذكرى المولد بذرة تُزرع في قلوب المستمعين، ينبت فيها الإيمان في القلوب ، ولا مانع من الأناشيد والتنغيم ، المهم أن يتحقق المقصود من الاحتفال بالمولد ، وهو تذكير الناس بما عاناه الرسول صلى الله عليه وسلم في سبيل نشر الدعوة الإسلامية . يجب علينا في شهر المولد ، شهر نزول الرحمة الإلهية بالولادة المحمدية ، أن نقيم المولد الحقيقي بأن نعمل بالدعوة إلى الله في منازلنا ، ومع أصحابنا ، وفي أسواقنا ، وأينما كنا ، بل ينبغي للمؤمن أن تكون سنته كلها ربيع الأول ، بل أن يكون عمره كله ربيعًا ، وأن يولد في قلوبنا حبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعمل والاتباع ، وأن يولد في عقولنا فَهْمُ طريقة الدعوة إلى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) [الأحزاب :33/45-46]. أي إنّ الشمس تقلب الليلَ وظلامَه إلى نـهار وضياء ..
فكن شمس رفاقك ، وشمس سوقك ، وبذلك تكون مسلما ً، لأنّ الإسلام معناه الاستجابة لما يحبه الله ، ولما يأمرنا به ..
فإذا استجبت لكلام الله عندما يقول لك : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) [الأحزاب :33/41] ، وعندما يقول لك :
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النور :24/56] ، تكون مسلماً لأنك استجبت لله ..
فأسأل الله أن يجعلنا مسلمين بالعمل ، والعمل يكون بالعلم ، والعلم يكون بالمعلم ، ولن تنتفع من المعلم ما لم ترتبط به برابطة الحب .. فإذا لم تحب فلن تتعلم ، وإذا لم تحب فلن تقتدي .. ولذلك كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : "اللهم إني أسألك حبك وحبك من يحب يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك.. أخرجه الترمذي وصححه، والطبراني وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. والحاكم عن أبي الدرداء، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري. أما مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أهل العلم مجمعون أنه وقع يوم الاثنين أو ليلة الاثنين ولكنهم يختلفون في تحديد اليوم الذي كان فيه ذلك، فمِن قائلٍ إنه في الثاني ومن قائلٍ إنه في الثاني عشر من ربيع، ومن قائل إنه في التاسع عشر، ومن قائلٍ إنه في السابع والعشرين من ربيعٍ الأول، ولم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصٍ روي بسندٍ صحيح عن تحديد يوم ميلاده, والطبيعي أن تختلف النساءُ في تحديدِ يومِ ميلادِ رجلٍ وُلد في عصرٍ لم تكن فيه وثائقُ ولا قرائنُ وكتابةُ، ولم يكونوا يعلمون أن هذا الغلامَ الذي وُلد كما يُولد الناسُ ومات كما يموت الناس سيكون هو الرجلُ الذي ادخرته العنايةُ الإلهيةُ ليحملَ للدنيا مشاعلَ النورِ وليجعل العالم كله في ظلال الإيمان والمحبة والخير والرحمة، المصطفى صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الأنبياء وتاج الأصفياء، المصطفى صلى الله عليه وسلم ناصر لواء الحق بالحق والهادي إلى صراطٍ مستقيم، عندما وُلد لم يكن الناس يعلمون، أيَّ سرٍّ يخبره ذلك الميلاد وكان عليهم أن يقرؤوا فيما أنجزه ذلك الرسول الأعظم الذي كان إعجازه في إنجازه، وعطاؤه فيما أخبر به، ووعده الحق الذي جاءت السماء بإنجازه على الأرض هدياً ونوراً وحقاً وبراً وخيراً.
أنا المحب ومهجتي لا تنثني عن وجدها وهَيامِها بِمُحَمدِ
قدلامني فيه الجهول ولودرى معنى الهيام به لكان مساعدي
صلى عليك الله ياعلم الهدى ما هبت النسائم وما نحت على الأيك الحمائم
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}أعراف:158{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}الأحزاب:21)
)مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}الأحزاب:40{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}الفتح:29{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}الحجرات:3{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}الحجرات:7{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}الصف:6
جُعِلَت حياتُكَ للزمانِ ربيعا ومشى بشيرُكَ في الأنام مِذيعا
اللهُ أكبرُ حينَ بَشَّرَ قائلاً وَهــَبَ الإله الى الأنام شفيعا
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه بتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الإثنين دائما يخفف عنه للسرور بأحمد
فما الظن بالعبد الذي كان عمرَهُ بأحمد مسرورا ومات موحدا
ولد الهدى فالكائنات ضياءُ وفمُ الزمانِ تبسمٌ وثناءُ
الروحُ، والملأُ، الملائِكُ حَولَهُ للدين والدنيا به بُشراءُ
يجب أن تمتلئ قلوبنا في شهر المولد فرحاً برحمة الله بعباده ببعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وولادة النبوة المحمدية.
وينبغي لمن يقيم المولد أن يدعوَ عالماً تقياً صالحاً يذكّر الناس، ويعرّفهم بالمولد الحقيقي لتكون ذكرى المولد بذرة تُزرع في قلوب المستمعين، ينبت فيها الإيمان في القلوب ، ولا مانع من الأناشيد والتنغيم ، المهم أن يتحقق المقصود من الاحتفال بالمولد ، وهو تذكير الناس بما عاناه الرسول صلى الله عليه وسلم في سبيل نشر الدعوة الإسلامية .