المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سورة الكهف وتحقيق العدالة الإلهية!


نبيل القيسي
17-06-2016, 04:44 AM
د. عبدالسميع الأنيس من تأمَّل أحداثَ سورة الكهف، يرى أنَّها تُطلعنا على القوانين الاستثنائية في تحقيق العدالة الإلهية، وسبب ذلك إيمان، أو صَلاح، أو دعاء.
إنه سلطان القدر في حياة البشر.
وهي تَدفعنا إلى الولوج في كهف الرحمة اللدنيَّة.
فاهرع إلى شَرع الله سبحانه؛ فهو كهف النجاة.

وبيان ذلك بالآتي:
1- حَمى الله سبحانه الفِتيةَ في الكهف هذه السنين الطويلة كما أَخبر اللهُ سبحانه؛ حماية لحقِّ الإيمان بالله والدار الآخرة، وتثبيتًا لهما في القلوب، واقرأ قولَه تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا ﴾ [الكهف: 21].

وكان ذلك بقانون استثنائي، سببه دعاء صادِق من قلوب مؤمنة مخلِصة مضطرة، قال تعالى: ﴿ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 10].

2- وأما السفينة التي خرَقها الخضر عليه السلام، فقد كانت لمساكين طيِّبين يعملون في البحر، وقد ساقَته يد القدَر لإنقاذها رحمةً بهم من مَلِك متكبِّر، كان يريد اغتصابها من هؤلاء الضعفاء.

3- تأمَّل معي قصَّةَ الغلام الذي قتلَه الخضر بأمر الله تعالى، كما جاء في الآية: ﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ﴾ [الكهف: 82].

إنَّ هذا الغلام الشَّقي سيُرهق والديه المؤمنينِ بطُغيانه، فماذا سيفعل بعد ذلك بالعباد والبلاد؟
الجواب: ربما سيكون فِعله مشابهًا لِما فعله فرعون، وما فعله بعد ذلك: هولاكو وتيمورلنك وهتلر، وغيرهم من الطُّغاة!
إنَّ الإيمان الصَّادق من أسباب مَنع الطغيان، والقضاء على الطغاة بقانون استثنائي إلهي عادل.

قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴾ [الكهف: 80، 81].

4- وأمَّا الجِدار الآيل للسُّقوط في تلك القرية، فقد أقامه رغم بُخل أهلها؛ حفظًا لكنز مدفون تحته من والِدينِ صالحين لولدينِ صغيرين.
وقد حَفِظه الحقُّ من الضياع إلى ﴿ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾ [الكهف: 82].
وقد هيَّأ الله لحفظ ذلك الكَنز نبيَّينِ كريمين: موسى عليه السلام، والخضر؛ بسبَب صلاح ودعاء!

5- وهيَّأ الله سبحانه وتعالى الرجلَ الصالح ذا القرنين، فبنى السَّد.
ولولا عمله هذا، لكان آثار طغيان يأجوج ومأجوج في الأرض مدمِّرًا للحياة والأحياء!

yousfelmbasher
26-08-2016, 04:38 PM
شكرا لكم علي هذا الموضوع الرائع