المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما صِحة أحاديث وردت فيها ذنوب بسببها يُحبس الدعاء؟


المراقب العام
19-07-2016, 12:04 PM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
السلام عليكم
هذه الأحاديث وردت كأدلة على أنها تحبس الدعاء فما رأي فضيلتكم ؟
(لتأمرن بالمعروف ، و لتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم ، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم)
(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب لاه)
( يقول اللهُ عزّ وجلّ : مـَن سألني وهو يعلم أنـّي أضر وأنفع أستجيبُ له )
(لمن قال له : أحبُ أن يستجاب دعائي : طهـّر مأكلك ولا تـُدخل بطنك الحرام)
(أطب كسبك تـُستجـَب دعوتـُكَ ، فإنّ الرجلَ يرفعُ اللقمة إلى فيه حراماً ، فما تـُستجابُ دعوتهُ أربعين يوماً)
(مـَن تمنـّى شيئاً وهو لله عزّ وجلّ رضاً لم يخرج مـِن الدنيا حتـّى يـُعطيه)
(الداعي بلا عملٍ كالرامي بلا وتر)
(إذا دعا أحدٌ فليـُعم فإنـّه أوجبُ للدعاءِ ، ومـَن قدّمَ أربعين رجلاً مـِن إخوانه قبل أن يدعو لنفسهِ استـُجيب له فيهم وفي نفسه)
(لا يزالُ الناس بخيرٍ ما لم يستعجلوا : قيل : يا رسول الله وكيف يستعجلون ؟قال : يقولون : دعونا فلم يـُستجب لنا)
(عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى : يا بن آدم، أطعني فيما أمرتكَ ، ولا تـُعلـّمني ما يـُصلحكَ)
(دعاء أطفال أمـّتي مستجابُ ما لم يقاربوا الذنوب)

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ثَبَتت أحاديث في موانع إجابة الدعاء .
ومنها :
قوله عليه الصلاة والسلام : وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنّ بالمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنّ عَنِ المُنْكَرِ ، أو لَيُوشِكَنّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وقال : حديث حسن . وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
وقال عليه الصلاة والسلام : مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا فَلا يُسْتَجَابَ لَكُم. رواه الإمام أحمد وابن ماجه . وحسّنه الألباني والأرنؤوط .

وقوله عليه الصلاة والسلام : ادعوا الله وأنتم مُوقِنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء مِن قَلْبٍ غافلٍ لاهٍ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني .

وأما حديث " يا سعد ! أطِب مَطعمك تكن مُستجاب الدعوة ، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما "
فقد قال عنه الألباني : ضعيف جدا .
ويُغني عنه أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ طَيّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاّ طَيّبا ، وَإِنّ اللّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَال : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) ، وقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ، ثُمّ ذَكَرَ الرّجُل يُطِيلُ السّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدّ يَدَيْهِ إِلَى السّمَاءِ ، يَا رَبّ يَا رَبّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنّى يُسْتَجَابُ لِذَلِك ؟


وأما قول : " الدَّاعِي بِلا عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلا وُتَرٍ " ، فهو مِن قول وَهْب بن مُنبِّـه ، كما عند الإمام أحمد في الزهد ، وعند البيهقي في " شُعب الإيمان " .

وكذلك : " يَا ابْنَ آدَمَ ! أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ ، وَلا تُعْلِمْنِي بِمَا يُصْلِحُكَ ، وَامْدُدْ يَدَيْكَ لِبَابٍ مِنَ الْعَمَلِ ؛ أَفْتَحُ لَكَ بَابًا مِنَ الرِّزْقِ " ، فهو مَرْوِيّ عن يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ ؛ قَالَ : قَرَأْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ - فَذَكَرَه - .
وهو مَرْوِيّ أيضا مِن قول وَهْب بن مُنبِّـه .
ومَرْوِيّ عن الفضيل بن عياض قال : حَدَّثني رَجل قال : في الانجيل مكتوب .. - فَذَكَرَه - .

وما ذُكِر مِن " لا يزالُ الناس بخيرٍ ما لم يستعجلوا : قيل : يا رسول الله وكيف يستعجلون ؟ قال: يقولون : دعونا فلم يـُستجب لنا " ، فلم أقِف عليه بهذا اللفظ ، ويُغنِي عنه قوله عليه الصلاة والسلام : لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ . قِيل : يَا رَسُولَ اللّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ ؟ قَال : يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدّعَاءَ . رواه البخاري ومسلم .

و" دعاء أطفال أمتي مستجابُ ما لم يقاربوا الذنوب " رواه الديلمي في " مسند الفردوس " ، وغالب ما يَنْفَرِد به ضعيف .

ولا تجوز نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يتم التأكّد منه .
وفي بعض ما ذُكِر نُسِبَت أقوال إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وليست أحاديث أصلا ، وبعضها ضعيف أو شديد الضعف ، ومع ذلك نُسِبَت إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا مِن الـتَّقَوُّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي ، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ ، فَلْيَقُلْ حَقًّا أَوْ صِدْقًا ، وَمَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ . رواه الإمام أحمد وابن ماجه . وحسنه الألباني والأرنؤوط .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض





http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif