المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطف الثمر شرح حديث الثلاثة نفر


المراقب العام
11-08-2016, 11:11 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قطف الثمر شرح حديث الثلاثة نفر



أحمد بن مانع بن حماد الجهني



بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد ،،، وبعد
عن أبي واقد الليثي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ اقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإما احدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ؟ أما احدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيى الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه " رواه الشيخان

قوله " فوقفا " زاد اأثر رواة الموطأ (فلما وقفا سلما) ولم يذكر المصنف (البخاري) وفي الصلاة السلام، كذا في رواية مسلم ، ويستفاد منه ، أن الداخل يبدأ بالسلام وان القائم يسلم على القاعد وإنما لم يذكر رد السلام عليهما اكتفاء بشهرته ، أو يستفاد منه أن المستغرق في العبادة يسقط عنه الرد. ولم يذكر أنهما صليا تحية المسجد وإما لكون ذلك كان قبل أن تشرع أو كانا على غير وضوء أو وقع فلم ينقل للاهتمام بغير ذلك من القصة أو كان في غير وقت تنفل قاله القاضي عياض بناء على مذهبه في أنها لا تصلى في الأوقات المكروهة.

قوله " فرجة " بالضم والفتح معا هي الخلل بين الشيئين ، " الحلقة " كل شيء مستدير خالي الوسط والجمع{حلق} وفيه استحباب التحليق في مجالس الذكر والعلم وفيه أن من سبق إلى موضع منها كان أحق به.

قوله " وأما الآخر " قال الأستاذ ابن عبد الباقي (هنا دليل اللغة الفصيحة الصحيحة انه يجوز في الجماعة أن يقال في غير الأخير منهم ، الآخر فيقال حضرني الثلاثة . أما احدهم فقرشي وأما الآخر فأنصاري وأما الآخر فتيمي . وقد زعم بعضهم انه لا يستعمل الآخر إلا في الآخِر خاصة . وهذا الحديث صريح في الرد عليه )ا.هـ

قوله " آوى إلى الله فآواه الله " قال القاضي عياض (أي: لجأ إليه ، ومعناه عندي هنا: دخل مجلس ذكر الله أو دخل مكان رسوله ومجمع أوليائه ، وانضم إليه لدخوله الحلقة ، وقربه من نبيه )ا.هـ

قوله "فآواه الله": أي: جازاه بنظير فعله بأن ضمه إلى رحمته ورضوانه وفيه استحباب الأدب في مجالس العلم وفضل سد خلل الحلقة كما ورد الترغيب في سد خلل الصفوف في الصلاة وجواز التخطي لسد الخلل ما يؤذ فإن خشي استحب الجلوس حيث ينتهي كما فعل الثاني وفيه الثناء على من زاحم في طلب الخير.

وقوله في الذي جلس خلف الحلقة "وأما الآخر فاستحيا" : أي: ترك المزاحمة والتخطي كما فعل الآخر حياءً من النبي صلى الله عليه وسلم وممن حضر أو استحيا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرض ويذهب كما فعل الآخر.

قوله "فأعرض الله عنه" قال الشيخ عبد الرحمن البراك (ذكر الاستحياء والإعراض في هذا الحديث دليل على أن الجزاء من جنس العمل ).

وفي الحديث أبواب من الفقه والعلم ومنها: جواز الإخبار عن أهل المعاصي وأحوالهم للزجر عنها ، وإن كان الثالث منافقا أو كافرا، وان ذلك لا يعد من الغيبة ، وإنما فعل ذلك لضرورة فليس في ذلك أخبار عن شيء لم يعرفه الحاضرون ، إنما اخبر عن خيبته من الأجر الذي حصل لصاحبيه والثواب الذي حصلاه دونه.

وفي الحديث فضل ملازمة حلق العلم والذكر وجلوس العالم المذكر في المسجد وفيه الثناء على المستحي والجلوس حيث ينتهي به المجلس.
والله اعلم، والحمد لله رب العالمين .


المراجع:
إكمال المعلم، للقاضي عياض.
فتح الباري، لابن حجر العسقلاني.
تعليقات الشيخ عبدالرحمن البراك على فتح الباري.
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، محمد فؤاد عبدالباقي.




http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif

راجح العربي
11-08-2016, 05:52 PM
جزاك الله خيرا