المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبذة عن بلدنا الحبيب "الجزائر"


نبهات
18-03-2010, 03:48 PM
أسباب إحتلال الجزائر وقوة أسطولها في عصر الدولة العثمانية

كانت الجزائر خلال العهد العثماني من أقوى الدول فى حوض البحر الأبيض المتوسط، كما كانت تحتل مكانة خاصة فى دولة الخلافة هذه إذ كانت تتمتع باستقلال كامل مكنها من ربط علاقات سياسية وتجارية مع أغلب دول العالم، بل وهي أول دولة اعترفت بحكومة الثورة الفرنسية عام 1789 م وبالثورة الامريكية بعد استقلالها عن التاج البريطاني عام 1776م. كان الإسم الحقيقي للدولة الـجـزائـريـة هو "أيـالـة الجــزائر" وأحيانا إسم " جمهورية الجزائر" أو " مملكة الجزائر"، وبهذه الأسماء أبرمت عشرات المعاهدات مع دول العالم.
كما بلغ أسطولها البحري قوة عظيمة بحيث استطاع خلال القرن الثامن عشر إحداث نظام للملاحة فى المتوسط يضمن أمن الدولة الجزائرية خاصة والدولة العثمانية عامة وبصورة أعم بالنسبة للتجارة الدولية فى هذا البحر، وهو ما جعل الدول الأوربية تعمل على إنهاء هذا النظام تحت غطاء إنهاء ما كان يسمى بـ " القرصنة " التي كانت تمارسها جموع المغامرين الأوربيين بموافقة دولهم ومؤازرتها لهم. في حين أن ذلك كان أسلوبا دفاعيا لمواجهة المد الاستعماري الذي انطلق منذ القرن الخامس عشر والذي دخلت الجزائر بمحض اختيارها من أجله ضمـــن "الخلافة العثمانية " وتحت حمايتها.
لقد بادرت فرنسا فى "مؤتمر فيينا "1814/ 1815 م بطرح موضوع " أيالة الجزائر " فاتفق المؤتمرون على تحطيم هذه الدولة فى مؤتمر " إكس لا شابيل " عام 1819 م حيث وافقت 30 دولة أوربية على فكرة القضاء على " دولة الجزائر"

و أسندت المهمة إلى فرنسا وانكلترا ، و توفرت الظروف المناسبة للغزو عندما تمكنت بحرية البلدين من تدمير الأسطول الجزائري في معركة " نافارين" Navarin سنة 1827م، حيث كان في نجدة الأسطول العثماني وبذلك انتهت السيطرة الجزائرية على البحر الأبيض المتوسط.
لقد كانت حادثة المروحة الذريعة التي بررت بها فرنسا عملية غزو الجزائر. فقد أدعى قنصل فرنسا أن الداي حسين ضربه بالمروحة نتيجة لاشتداد الخصام بينهما نظرا لعدم التزام فرنسا بدفع ديونها للخزينة الجزائرية التى قدمت لها على شكل قروض مالية ومواد غذائية بصفة خاصة خلال المجاعة التى اجتاحت فرنسا بعد ثورة 1789م، والتي قدرت بـ 20 مليون فرنك ذهبي فى ذلك الوقت.
(
فقرر الملك الفرنسي شارل العاشرإرسال أسطولا بحريا مبررا عملية الغزو بالثأر لشرف فرنسا و الانتقام من الداي حسين .
في 1830 يحاول الملك شارل العاشر الرفع من شعبيته من خلال غزو الجزائر و لكن ذلك لم يمنع قيام ثورة شعبية أطاحت بحكمه
[اولا يعيد التاريخ نفسه اليوم ولكن فقط الاسماء تغيرت[
إن الدوافع الحقيقية للإحتلال كانت غير ذلك، فبالإضافة إلى الصراع الديني القديم بين المسيحية و الإسلام كان يسعى الاحتلال إلى الرفع من شعبية الملك شارل العاشر المنحطة و السطو على خيرات الجزائر و التهرب من دفع الديون.
وكان القرار النهائي بشن الحملة قد اتخذ يوم 30 جانفي 1830م، حيث قام الملك الفرنسي بتعيين كل من الكونت دي بورمون قائدا عاما للحملة والأميرال دوبري (Duperré) قائدا للأسطول، وفي ماي 1830م حررت الحكومة الفرنسية وثيقـتين لتبرير حملتها، الوثيقة الأولى موجهة للدول الأوربية، والثانية للشعب الجزائري، تعلن فيها أن حملتها تستهدف تأديب العثمانيين وتحرير الجزائريين من سيطرتهم.
وفي 25 ماي 1830م إنطلقت الحملة الفرنسية تجاه الشواطئ الجزائرية من ميناء طولون (Toulon)، وقد وضعت خطة الحملة وفق ما رسمه المهندس العسكري الخبير بوتان (Boutin) الذي جاء إلى الجزائر سنة 1808م للتجسس عليها بطلب من الإمبراطور نابليون بونابرت.
كان تعداد الحملة حوالي 37.000 رجل موزعين على 3 فرق وعلى رأس كل واحدة منها جنرالا، تحملهم 675 سفينة عليها 112 مدفعا ووصلت الحملة إلى شاطئ سيدي فرج يوم 13 جوان 1830م وشرعت في عملية الإنزال مباشرة في اليوم الموالي
بينما كانت فرنسا تستعد للقيام بحملة عسكرية ضد مدينة الجزائر كانت هذه تستعد أيضا لمواجهة الحملة، اقدم الداي حسين باشا لي تخصيص مرتبات لعدد الجواسيس في كل من ايطاليا ومرسيليا وطولون وباريس، فنقلوا إليه خبر استعداد فرنسا لغزو المدينة وإنها أعدت أسطولا رهيبا لإرساله، وقد أكد هذا الخبر سفينتان جزائريان استطاعتا أن تتسللا ليلا بين السفن الفرنسية المحاصرة، كانت أحداهما تحمل العلم الانجليزي والأخرى العلم الايطالية ويتألف هذا الأسطول من حوالي مائتي سفينة حربية و 500 سفينة تجارية، ومن ضمن الأخبار التي نقلت أن الأسطول سيبلغ الشواطئ الجزائرية في شهر ماي 1830، وأنه سيرسو على الأرجح غرب المدينة في شبه جزيرة سيدي فرج .
ولهذا كان حسين باشا على علم بتفاصيل الحملة قبل وقوعها، وتبعا لإطمئنانه الوهمي أن هذه الحملة لن تتعدى الضرب من البحر شأنها شأن الحملات الأوربية السابقة ، ففاته أن يعد جيشا ليتمركز حول المدينة، وترك تلك الفرق التي كانت عليها أن تقاتل الفرنسيين عند نزولهم إلى البر تقييم على مسافة من المدينة تتراوح بين 25 مراحل، وكان ذلك من حسن حظ الفرنسيين عند نزولهم إلى البر كما سنرى فيما بعد، أما الاحتياطات الوحيدة التي اتخذت على الجانب البري ،هي أن الآغا إبراهيم أمر بإضافة لمدافع إلى حامية سيدي فرج، وأرسل إليها بضع مئات من الجنود، كما أقام مخازن للحبوب من القمح والشعير في المدينة وما حولها تتسع لحوالي (مئة وثمانين ألف مد)، أما الجهة البحرية فقد حضيت بعناية أكثر، وخاصة الميناء، فقد كانت الحاميات والمواقع الدفاعية تمتد على بضعة آلاف من المدافع الثقيلة،وكانت مزودة بكل ما يلزم من الرجال والذخيرة .
أقيمت كذلك ثلاث سلاسل قوية متينة قرب الساحل داخل الميناء، وكانت السفن الحربية راسية خلفها، وأمامها "خمسون زورقا"، ثمانية منها مزودة بالقذائف والباقية بالمدافع ذات العيار الثقيل" .
كما سمح الداي لجميع العرب والقبائل بحمل السلاح الذي كان محرم عليهم سابقا، وأخبرهم أيضا بأنه سيأمر بمجرد مشاهدة الأسطول الفرنسي بان تطلق المدفعية طلقتين اثنتين ليسرعوا إلى الحيلولة دون نزولهم إلى البر أو إعاقتهم عن ذلك على الأقل .
أرسل حسين باشا المراسيل إلى الداخل يدعون إلى الجهاد ضد الفرنسيين، فوعده الحاج احمد باي قسنطينة ب 30 ألف محارب، ووعد حسن باي وهران ب 6 آلاف محارب، ووعد مصطفى بومرزاق باي التيطري ب 20 ألف محارب، وجمع شيوخ جرجرة بين 16 و 18 ألف محارب، وجمع أهالي ميزاب حولي 4 آلاف محارب .
ورغم هذه الاستعدادات الظاهرية، فهل استطاعت قوات حسين باشا من صد الهجوم وحماية المدينة؟
ج- سير الحملة إلى المدينة:
تدهورت الأوضاع كما ذكرنا سابقا وحدثت القطيعة التامة بين فرنسا والجزائر، فقررت أن تغزو مدينة الجزائر باعتبارها مقرا للسلطة، بقوات ضخمة، وقد أعدت الحملة إعداد محكما، فقد كان "بوتان" منظما دقيقا، أتى بجميع الترتيبات لاحتلال المدينة، كما عمل "دي بورمون" منذ تعيينه قائدا على المحملة في التفكير وجمع المعلومات اللازمة لمهمته ، وفي 20 مايو 1830مأذع "دي بورمون" بيانا على ضباط الحملة والجنود حثهم فيه على حسن الإستعداد ،وفي يوم 25 مايو 1830غادرت الحملة الفرنسية ميناء طولون الحربي وهي تتألف من :
37000 جندي من المشاة والفرسان.
27000 جندي بحار.
103 سفينة حربية.
572 سفينة تجارية فرنسية وغير فرنسية تحمل المؤونة والذخائر والجنود
تقرر إنزال الجنود عند سيدي فرج والزحف برا صوب المدينة والسيطرة على قصر الداي وكذا ضرورة محاصرة المدينة بالسفن الحربية
ومنع وصول المئونة إليها.
نزلت أول هذه القوات يوم 19 جوان 1830 بميناء سيدي فرج وكأنهم جراد منتشر، ولم يكن هناك لا مدافع ولا خنادق سوى حوالي 12 مدفعا صغيرا وضعها الآغا يحي عند بداية الحصار، ولم يكن لذا الأغا إبراهيم أكثر من 3000 فارس، وكان باي قسنطينة لا يملك إلا عددا قليلا من المحاربين، أما باي التيطري فلم يصل إلا بعد عدة أيام من نزول الجيش الفرنسي. أما جيش إقليم وهران فلم يكن بعيدا عن سيدي فرج، وكان باي التيطري قد وعد الباشا ب 20 ألف فارس ولكنه حين وصل إلى الميدان لم يأتي سوى ب 1000 رجل .
هذه القوات كانت مجتمعة في معسكر "اسطاويلي"، وكان الداي حسين ينتظر النصر في معركة اسطاويلي، وفي بداية المعركة كانت الكفة لصالح قوات الداي، فأمر القائد "دي بورمون" بزيادة المدد والمئونة، فقام بهجوم مضاد، هكذا تغلب الجيش الفرنسي وتمكنوا من السيطرة
على المنطقة .
عند الهزيمة في اسطاويلي في 19 جوان 1830 هرب إبراهيم من الميدان وترك وراءه الجيش، وبعد هذه الهزيمة استولى الفرنسيين على قلعة مولاي الحسن، وشيئا فشيئا بدأت روح الهزيمة تدب في أوسال الجهاز الإداري والاجتماعي أيضا للمدينة، فجمع الداي حسين أعيان المدينة ورجال القانون والدين وشرح لهم الوضع الذي أمامهم وطلب منهم النصيحة فيما يفعل لمواجهة الموقف. وقد وضع إمامهم السؤال التالي: هل من الصواب مواصلة المقاومة؟ أو يجب تسليم المدينة والتوقيع معهم على معاهدة الاستسلام؟ وبعد تقليب الموضوع من عدة وجه اجبوه بجواب غامض، وهو على أنهم على استعداد لمواصلة الحرب، ولكن إذا كان رأية غير ذلك فهم يطيعون الأوامر ، وقد كان للبيان الذي وزعه الفرنسيون بمهارة تأثير على المجتمع ،مقتنعين بأن الفرنسيين قد جاروا حقا محررين من سلطة الأتراك، وكان يعتقدون أن فرنسا المتحضرة لا يمكن أن تعد بشيء إلا إذا كانت راغبة في التنفيذ، فأصبح هؤلاء من أنصار الحل السلمي. وقد تسبب هذا البيان والفارغ في شل الطاقة المحاربة .
ففي ليلة 2 جويلية عام 1830م أي قبل ثلاثة أيام من دخول الجيش الفرنسي للمدينة، اجتمع عد من أعيان مدينة الجزائر، في قلعة باب البحرية، لقد كان هؤلاء يمثلون التجار وأرباب المال، وقرروا أن ضياع المدينة أصبح أمرا محتما، وأنه إذ ما دخلها الفرنسيون عنوة فإنهم سيبيحونها وينهبون ثرواتها ويعتدون على النساء ويقتلون الأطفال، ورأو، تفاديا لذلك قبول اقتراح الباشا الثاني الذي ينص على الاستسلام بعد توقيع معاهدة وأن الفرنسيين سيتركونهم يتمتعون بدينهم وتقاليدهم وسيتركون لهم أملاكهم ومساجدهم وزواياهم. فلماذا إذن يقاومون الجيش الفرنسي ويزهقون الأرواح بدل التوقيع على معاهدة الاستسلام؟ وفي النهاية قرروا عدم مقامة الفرنسين عند دخول المدينة وأرسلوا وفدا عنهم إلى القصبة لمقابلة الباشا واطلاعه على ما اتفقوا عليه. وقد أجابهم الباشا بأنه سينظر في القضية خلال اليوم التالي.
وفي اليوم المعين 4 جويلية 1830 أرسل حسين كاتبه مصطفي مصحوبا بالقنصل الانجليزي إلى مقر القيادة الفرنسية للتفاوض مع "دي بومون"، ومع المذكور ذهب أيضا احمد بوضربة وحسن بن عثمان خوجة، وبعد التفاوض ومراجعة الباشا، وقعت معاهدة الاستسلام يوم 05 جويلية 1830 .
: معاهدة الاستسلام وسقوط المدينة.
وقعت هذه المعاهدة بين القائد العام للجيش الفرنسي الكونت دي بورمون، وصاحب السمو داي الجزائر (حسين باشا) وهي تنص على ما يلي:
يسلم حصن القصبة، وكل الحصون التابعة للجزائر، وميناء هذه المدينة إلى الجيش الفرنسي صباح اليوم على الساعة العاشرة (بالتوقيت الفرنسي)
يتعهد القائد العام للجيش الفرنسي تجاه صاحب السمو، داي الجزائر، بترك الحرية له، وحيازة كل ثرواته الشخصية.
سيكون داي الجزائر حرا في أن يتصرف هو وأسرته وثرواته الخاصة إلى المكان الذي يعينه، ومهما بقي في الجزائر سيكون هو وعائلته تحت حماية القائد العام الفرنسي، وسيتولى حرس ضمان أمنه الشخصي وأمن أسرته.
يضمن القائد العام لجميع جند الانكشارية نفس الامتيازات ونفس الحماية.
ستبقى ممارسة الديانة المحمدية حرة، ولن يلحق أي مساس بحرية السكان من مختلف الطبقات، ولا بدينهم، ولا بأملاكهم، ولا تجارتهم وصناعتهم، وستكون نساؤهم محل احترام والقائد العام يلتزم على ذلك بشرفه.
سيتم تبادل هذه المعاهدة قبل الساعة العاشرة، وسيدخل الجيوش الفرنسية عقب ذلك حالا إلى القصبة، ثم تدخل بالتتابع كل الحصون المدنية والبحرية
وفي يوم 06 جويلة 1830م دخل الجنود الفرنسيين مدينة الجزائر من الباب الجديد بأعلى المدينة وأنزلت أعلام دولة الداي من جميع القلاع والأبراج وارتفعت في مكانها رايات الاحتلال الفرنسي ، وأقيمت صلاة للمسيحيين وخطب فيها كبيرا قساوة الحملة، فقال مخاطبا قائد الحملة الفرنسية: "لقد فتحت بابا للمسيحية على شاطئ إفريقيا"
وبعزل الداي عن مدينة الجزائر من طرف الجيش الفرنسي وجبره على الاستلام، انتهى العهد التركي بمدينة الجزائر الذي دام 326 سنة
مدينة قسنطينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9) من أهم المدن في الجزائر فهي ثالث مدينة من حيت المساحة وعدد السكان ضف إلى ذالك أنها عاصمة الشرق الجزائري أو فيما كان يعرف أثناء الدولة العثمانية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9) ب بايليك الشرق (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9% 83_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82&action=edit&redlink=1) حيث كان أخر بايتها الحاج أحمد باي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D9%8A). ضف إلى الأهمية السياسية و الاقتصادية للمدينة توجد أهمية تاريخية حيث أنها كانت عاصمة شمال إفريقيا لعدة قرون حيث كانت تسمى سيرتا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%AA%D8%A7) .
الاستعدادات الفرنسية
بدأت الاستعدادات الفرنسية الأولى لغزو قسنطينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9) منذ شهر سبتمبر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1),1836 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1836) ، حيث قام المارشال كلوزيل بتعزيز قواته العسكرية الآتية من كل من الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1) و وهران (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86) و بجاية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%8A%D8%A9) و جعل مدينة عنابة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%A9) نقطة التقاءها .

- بلغ عدد القوات الفرنسية حوالي 8800 عسكري تم توزيعهم على 4 وحدات مجهزة بأحدث الأسلحة و بالمدفعية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%81%D8%B9%D9%8A%D8%A9) إلى جانب 14 قطعة حربية . و قد قاد هذه القوات الماريشال "كلوزيل "بمساعدة الدوق "دي نمور" و الجنرالين تريزيل و دريني . وصلت القوات الفرنسية إلى مشارف مدينة قسنطينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9) يوم 21 نوفمبر ، فأقامت معسكرا. بعد أن قضت القوات الفرنسية ليلتها فيه واصلت زحفها نحو قسنطينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9) حيث عسكرت في المنصورة ، و قسم الجيش إلى أربع فرق .




الفرقة الأولى و الثانية تحت قيادة الجنرال تريزال ، أقامت فوق منحدرات المنصورة ، و ذلك للهجوم على المدينة من جهة باب القنطرة .
الفرقة الثالثة و الرابعة تحت قيادة الجنرال دريني ، تقومان باجتياز وادي الرمال عند التقائه بوادي بومرزوق ، و في المكان المسمى "مجز الغنم " و من ثم يتم صعود منحدرات "باردو" لاحتلال منطقة كدية عتي الإستراتيجية .

استعدادات الحاج أحمد باي
قسم الحاج أحمد باي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D9%8A) جيشه إلى قسمين :


القسم الأول :و هو قسم ثابت قاده ابن عيسى ، و صل عدده إلى حوالي 2400 مجاهد موزعين على طول أسوار المدينة كدرع واقي.

القسم الثاني : و هو قسم متحرك ، كان تحت قيادة الحاج أحمد باي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D9%8A) ، وصل عدده إلى حوالي 5000 فارس و 1500 رجل من المشاة ، و قد كان هذا القسم
مرابط خارج المدينة و يتابع تحركات الجيش الفرنسي خطوة بخطوة بهدف تضييق الخناق على الوحدات الفرنسية و فتح جبهتين أثناء الهجوم و الدفاع

-نبذة عن احمد باي

]هو أحمد بن محمد الشريف بن أحمد القلي (1786 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1786)-1850 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1850)), تولى أبوه منصب خليفة على عهد الباي حسن (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D8%A7%D9%8A_%D8%AD%D8%B3%D9 %86&action=edit&redlink=1)، أما جده فهو أحمد القلي الذي حكم بايلك الشرق لمدة 16 سنة ، أما أمه فتدعى الحاجّة الشريفة جزائرية الأصل ، من عائلة ابن قانة أحد أكبر مشائخ عرب الصحراء مالا و جاها ، و يضن البعض أنه تركي الأصل لذلك يصنف أحمد باي كرغليا لكن هذا غير أكيد.




المولد والنشأة
ولد حوالي عام 1786 بقسنطينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9) تربى يتيم الأب، و (يكنَّى) باسم أمه ،فيقال له الحاج أحمد بن الحاجة الشريفة.بعد أن مات والده مخنوقًا وهو في سنّ مبكرة، وكان لزامًا على أمه وفي ظروف قاسية أن تفر به من قسنطينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9) إلى الصحراء بعيدا عن الدسائس، خوفًا من أن يلقى نفس المصير الذي لقيه أبوه. وجد أحمد باي كل الرعاية من طرف أخواله في الزيبان ، وحظي بتربية سليمة ، حفظ أحمد باي القرآن منذ طفولته وتعلم قواعد اللغة العربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9) ، مما زاد لسانه فصاحة، وتكوينه سعة حيث أخذ خصال أهل الصحراء من كرم وجود وأخلاق، فشب على ركوب الخيل ،و تدرب على فنون القتال فانطبعت على شخصيته صفة الفارس المقدام. ومثل أقرانه، كما ازداد حبه للدين الحنيف وهو ما بدا واضـحا في بعض ما نسب إليه من كتابات و قصائد شعرية، سيما بعد أدائه فريضة الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%28%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9% 8A%D8%AD%29) وهو في الثانية عشرة من عمره - ومنذ ذاك أصبح يلقب بالحاج أحمد - ثم مكوثه بمصر الذي اكتسب من خلاله المعارف و التجارب بما كان له الأثر البارز في صناعة مواقفه.
تعينه بايا على بايليك الشرق الجزائري
وبوساطة من الآغا يحي ، عينه الداي حسين بايا على بايلك الشرق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D9%84%D9%83_%D8%A7%D9%84%D8%B4% D8%B1%D9%82) في عام 1826، حيث شهدت قسنطينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9) استقرارا كبيرا في عهده ابتداء من توليه منصب الباي إلى غاية عام 1837 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1837) تاريخ سقوط قسنطينة. تمكن خلالها من توحيد القبائل الكبيرة والقوية في الإقليم الشرقي عن طريق المصاهرة، فلقد تزوج هو شخصيًا من ابنة الباي بومزراق باي التيطري ومن ابنة الحاج عبد السلام المقراني، كما شجع كثيرا ربط الصلة بين شيوخ القبائل أنفسهم بالمصاهرة. مما جلب إليه أولاد مقرآن (مجانة)، وأولاد عزالدين (زواغة)، وأولاد عاشور(فرجيوة) …إلخ. أثبت الحاج أحمد باي كفاءاته العسكرية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9) و السياسية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9)، وحتى إن كان يؤمن بالتبعية الروحية للباب العالي ، إلا أنه لم يفكر في إعلان الاستقلال عنها، وذلك لم يمانعه من الإخلاص لوطنه الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1)، فلم تثن الظروف التي آل إليها الوضع في الجزائر بعد الاحتلال من عزيمته ولم تنل منه تلك الإغراءات و العروض التي قدمتها له فرنسا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7) قصد استمالته قاد معركة قسنطينة الأولى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%82%D8%B3%D9%86% D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D 9%84%D9%89_%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1183 6) و معركة قسنطينة الثانية أكتوبر1837 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%82%D8%B3%D9%86% D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D 9%86%D9%8A%D8%A9). لقد بقي مخلصا حتى بعد سقوط قسنطينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9) حيث فضل التنقل بين الصحاري والشعاب والوديان محرضا القبائل على المقاومة إلى أن وهن ساعده وعجز جسده ، فسلم نفســه في 5 جوان (http://ar.wikipedia.org/wiki/5_%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88) 1848 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1848) فأحيل إلى الإقامة الجبرية في العاصمة.
إستراتيجية أحمد باي في المقاومة
اعتمد أحمد باي إستراتيجية محكمة ،مكنته من تنظيم المقاومة ضد الفرنسيين، فاحاط نفسه برجال ذوي خبرة ونفوذ في الأوساط الشعبية من قبائل وأسر عريقة في تحصين عاصمته قسنطينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9). وبناء الخنادق و الثكنات ،وأمر بتجنيد الرجال للمقاومة من جيش نظامي ثم أعاد تنظيم السلطة فنصب نفسه باشا خلفا للداي حسين ، ثم ضرب السكة باسمه وباسم السلطان العثماني ، محاولا بذلك توحيد السلطة التشريعة والتنفيذية خدمة للوحدة الوطنية و تمثل ذلك فيمايلي:
- حاول الحاج أحمد باي أن يجعل من الشعب الجزائري والسلطان العثماني مرجعا لسلطته حيث انتهج مبدأ استشارة ديوانه المكون من الأعيان والشيوخ، ومراسلة السلطان العثماني واستثارته قبل اتخاذ أي موقف مصيري.
- رفض كل العروض المقدمة له من قبل الحكام الفرنسيين في الجزائر.
- محاصرة القوات الفرنسية داخل المدن الساحلية المحتلة مثل عنابة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%A9).
- مجابهة خصومه في الداخل وإحباط مؤامراتهم .

وفاته
بعد أن حوصر في حصن يقع بين بسكرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B3%D9%83%D8%B1%D8%A9) و جبال الأوراس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88% D8%B1%D8%A7%D8%B3) استسلم بسبب استحالة المقاومة هذه المرة، بقي تحت الإقامة الجبرية إلى أن وافته المنية في ظروف غامضة حيث ترجح إحدى الروايات أنه تم تسميمه عام 1850 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1850)، و يوجد قبره بسيدي عبد الرحمن الثعالبي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85% D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%A8%D 9%8A) بالجزائر العاصمة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1_%28%D9% 85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9%29)

سير المعركة

غادر القائد ابن عيسى المساعد الأول لأحمد باي موقعه على رأس 100 رجل لكي لا يترك المجال مفتوحا أمام الفرنسيين للتمركز.

باشرت الوحدات الفرنسية بنصب الكمائن على منحدرات المنصورة.
نظرا لاندفاع القوات الفرنسية إلى الأمام ، تمكنت من تسجيل خطوات طفيفة على حساب المقاومين الذين تراجعوا إلى باب القنطرة لتنظيم الهجوم ضد الوحدات الفرنسية التي واصلت نصب الكمائن على منحدرات المنصورة .
تمكن المقاومون من ناحية أخرى إقامة مخرج مفاجئ من باب القنطرة المحاصر ، مما أحدث خسائرا فادحة في صفوف القوات الفرنسية.



في يوم 22 نوفمبر وقع تبادل إطلاق النار بين الطرفين بالبنادق و المدافع ، أما خارج المدينة فقد كان الحاج أحمد باي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D9%8A) يناوش مؤخرة الجيش الفرنسي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4_%D8 %A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A&action=edit&redlink=1) التي لم تصل بعد إلى المنصورة ، ألحق بها أضرارا كبيرة في العتاد و الأرواح ، بعدها عاد إلى قسنطينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9) لتدعيم قوات ابن عيسى .

إن التنقل المستمر للحاج أحمد بين قسنطينة و خارجها زاد من قوة و عزم المقاومين الجزائريين و أدى إلى زعزعة القوات الفرنسية و إرباكها .

استمرت المحاولات الفرنسية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9) لاقتحام باب القنطرة و باب الحديد طيلة ليلتي 23 و 24 نوفمبر إلا أنها فشلت نظرا ليقظة القائد ابن عيسى و خبرته حيث قام بتعزيز قواته الدفاعية في الثغور الموجودة على أسوار المدينة .

قد ظن الجنرال تريزيل أن مدفعيته تمكنه من تحطيم الباب ، و ما أن اقتربت القوات الفرنسية منه حتى بادر الجزائريون إلى إطلاق النار من كل جهة بسلاح المدفعية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%81%D8%B9%D9%8A%D8%A9) فتراجعت القوات الفرنسية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9) باتجاه المنصورة ،و على إثرها أمر الماريشال كلوزيل قواته بالانسحاب إلى عنابة .

نــتائج المعركة
غنم الجزائريون كميات كبيرة من العتاد الحربي منها حوالي 50 ألف خرطوش و 4000 من الأدوات العسكرية الجديدة ، و أدوات الهندسة العسكرية ، إلى جانب المواد الغذائية من البسكويت و السكر و القهوة و كذلك الأدوية و علب الجراحة .


تذكر المصادر الفرنسية أن الخسائر الإجمالية بالنسبة للقوات الفرنسية قدرت ما بين 700 و 900 قتيل .لقد كان الانتصار حليف الحاج أحمد باي و ترك صدى كبيرا و عميقا ليس فقط على بايليك الشرق و إنما في الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1) بأكملها ،

عزل الماريشال كلوزال حيث تعرض لانتقادات لاذعة و حملته الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة على هزيمة جيشها.

مذبحة العوفية
اقترنت هذه المذبحة الفضيعة بإحدى القبائل العربية التي كانت تقطن عند وادي الحراش، والتي تعرضت في ليلة السابع من شهر أفريل 1832 إلى إبادة جماعية على يد المجرم الدوق دي روفيقو وقواته العسكرية وبحكم انه فرنسيا أصيلا متدربا على القتل وفيا لحضارته فقد قام بإبادة هذه القبيلة التي تشير المصادر إلى أن عدد أفرادها وصل 12000 إثنا عشر ألف نسمة أبيدوا عن آخرهم ، كون هذا السفاح قد اشتبه فيهم وقوفهم وراء سرقة أمتعة المبعوثين الذين أرسلهم عميل الفرنسيين فرحات بن سعيد بمنطقة الزيبان إلى الكونت دي روفيقو، ورغم التعرف على براءة القبيلة من التهم المنسوبة إليها إلا أن شيخ القبيلة أعدم هو الآخر وأعطيت رأسه إلى الطبيب BEAUNAFON ليجري تجارب وقد وصف حمدان بن عثمان خوجة مذبحة العوفية بقوله :" تلك الفضيحة ستكون صفحة سوداء في تاريخ الشعوب، والتي لا يصدق الكثير أنها وقعت في القرن التاسع عشر، عهد الحرية والحضارة الأوروبية "

مرابطون … وثوار

بانتهاء المقاومة الرسمية اثر توقيع الداي حسين لمعاهدة الاستسلام، بدأت المقاومة الشعبية برئاسة مرابطين ،يجمعون بين الدين والسياسة، وثوار لهم أطماع دنيوية تنبع من حبهم لهذا الوطن الجزائري ، وبهذا بدأت سلسلة من الاصطدامات مع العدو الكافر ، سرعان ما تحولت اٍلى ثورةعارمة ،قادها زعماء منهم :ابن زعمون، والحاج سيدي السعدي ، والحاج محي الدين بن المبارك وغيرهم …

ثورة ابن زعمون :

ينتسب ابن زعمون الى قبيلة فليسة ، تزعم مواطني منطقة البليدة في مقاومتهم للمد الاستدماري الفرنسي ،واصبح ذا نفوذ كبير في اقليم الجزائر لما أبداه من مقاومة معتبرة لجحافل الجيش الغازي خاصة في عهد ادارة (كلوزيل)، الذي أجبر على سحب قواته من مدينة البليدة ، كما ان الفشل الذي حل بالفرنسيين في المدية ، والبليدة في خريف 1830 قد زاد من ٍايمان المقاومين بالنصر ، وتقوى ابن زعمون بعد انضمام المرابط الحاج السعدي اٍليه من جهة ، واندلاع مقاومةمصطفى بومزراق من جهة ثانية ، الأمر الذي رفع معنويات المجاهدين الذين هاجموا المراكز الفرنسية الأمامية ، وهددوا العاصمة ، وهو مادفع (برتزين ) خليفة كلوزيل الخروج ببنفسه لصد هجومات ثوار ابن زعمون .

اعتزل ابن زعمون الشؤون السياسية والعسكرية ،بعد انهزام قواته في معركةبوفاريك في خريف 1831 ، ونهاية حياته ماتزال غامضة .

ثورة الحاج سيدي السعدي :

الحاج سيدي السعدي من مرابطي مدينةالجزائر، غادرها بعد سقوطها في يد الفرنسيين ، وأقام بين القبائل يدعوهاللجهاد،وحمل السلاح ، واٍذا كان ابن زعمون صاحب سيف ، فاٍن سيدي السعدي كان صاحب فكر ، لذا يمكن القول بأن موقفه

يشبه موقف الشيخ الحداد من الحاج المقراني اٍبان ثورة 1871،

كان الحاج السعدي يتجول بين القبائل ويدعوها الى الثورةالعامة ، وكان صوته مسموعا بفضل مكانته الدينية ولكونه من المرابطين ، انضم بعدها ٍاٍلى مقاومةالأمير عبدالقادر لمواصلة الجهاد ضد الغزاة .

ثورة الآغا محي الدين بن المبارك:

هو من مرابطي مدينة القليعة ، تولى منصب آغا العرب بعد مفاوضات بينه وبين ( برتزين ) الذي كانت سياسته تعمل على تهدئة الوضع ، والتقرب من الأهالي والتعاون معهم ، وتوصل الطرفان الى اتفاق وصيغة تعهد ، تنص على بقاء العرب حيث هم ،شريطة أن يبقى الفرنسيون في مواقعهم كذلك ، أي تجميد الوضع العسكري وحصارالفرنسيس داخل مدينة الجزائر ، ويبدو أن تصرفات محي الدين قد جردت الفرنسيين من سلطتهم على الأهالي ، الأمرالذي دعاهم ٍالى اتهام الآغابالعمل لحسابه الخاص وتحريض الأهالي على الثورة ضد فرنسا .

كان عهد(الدوق دي روفيقو) مناقضا لعهد برتزين ، فقد انتهج سياسة القبضة الحديدية ضد الأهالي ، بدءا بحادثة قبيلة العوفية ، ومحاولة القضاء على الآغا محي الدين مرارا ، مع معاقبة سكان مدينتي البليدة والقليعة ، وانتهاء بحادثة اعتقال العربي بن موسى ، قائد بني خليل ، ومسعود بن عبدالواد قائد السبت اللذان كانا عدوين لدودين لفرنسا ، وتمت محاكمتهما ، ثم تنفيذ حكم الاعدام في حقهما ، وما من شك في أن هذه الحادثة لها أكبر الأثر على العلاقات بين المقاومين وفرنسا .وكان الدوق دي روفيقو يريد نفس المصير للآغا محي الدين ، هذا الأخير شعر بالخطر ، وانظم الى صفوف الأمير عبد القادر الذي عينه خليفةعلى مدينة مليانة ، وأصبح من المقاومين البارزين ضد الاستدمار .

ثورة فرحات بن سعيد :

فرحات بن سعيد شيخ العرب على منطقة الزاب الصحراوية ، وكان بينه وبين عا ئلة بن قانة تنافس خطير سالت من جرائه دماءكثيرة ، عزل الحاج أحمد ، باي قسنطينة الجديد ، فرحات وعين خصمه ابن قانة شيخا على عرب المنطقة ، وهذا ما دعى فرحات بن سعيد اٍلى شق عصا الطاعة وا علان الثورة باستعمال كل الوسائل بما فيها التعاون مع فرنسا للاٍطاحة بالحاج أحمد باي ، وعندما فشل في مسعاه،تفاوض مع الأمير عبد القادر ، وبانظمامه اٍليه عينه شيخا على عرب المنطقة، وأمده بالسلاح والتأييد ، ويبدو أن فرحات الذي كان يحارب على جبهتين ، ضد الحاج أحمد من جهة، وضدالفرنسيين من جهة أخرى ، كان يعمل كذلك على تحقيق اغراض شخصية لاتخدم القضية الوطنية ، والتاريخ لم يكشف حقائق معتبرة عن هذا الشخص الغريب الأطوار .

الخلاصة :

من خلال هذا العرض المتواضع للمقاومة في سنواتها الأولى ، يتضح أن رجال الدين من المرابطين تحملوا مسؤولية الدفاع عن الوطن بفضل المكانة المرموقة التي كانوايتمتعون بها بين الأهالي ،

فهم مفجروا الطاقات المضادة للاستدمار الفرنسي ، وبالرغم من انتصاراتها المحدودة الآ أنها كانت الخزان الذي زود المقاومتين المنظمتين في شرق الجزائر بقيادة الحاج أحمد باي ، والأمير عبدالقادر في غربها.
ولنا وقفة ان شاء الله مع الامير عبد القادر الجزائري.

عاسف المهرة
23-03-2010, 09:26 AM
شكرا جزيلا لك ونتمنى المزيد

أم عمار
24-03-2010, 01:42 AM
بارك الله فيك أختنا الفاضلة نبهات

وحقاً " التاريخ يعيد نفسه ولكن مع تغير الأسماء "

مصطفى الديب
24-03-2010, 03:54 AM
♥ جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيك ♥

نبهات
03-04-2010, 09:12 AM
http://www.21za.com/pic/thankyou005_files/40.gif
جزاكم الله كل خير على مروركم الكريم
وان شاء الله تشرفونا بزيارة الجزائر لتكتمل الصورة