المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتل الأمير مودود


المراقب العام
11-10-2016, 10:05 AM
http://islamstory.com/sites/default/files/styles/300px_node_fullcontent_img/public/16/10/40/48.gif

دخل مودود بن التونتكين مدينة دمشق سنة (507هـ= سبتمبر 1113م)، عازمًا أن يبقى فيها فصل الشتاء؛ ليستغلَّ هذه الفترة في تجميع جيوش جديدة والاستعداد لمواجهة جديدة مع الصليبيين[1].

هذا ما كان يُريده، لكنَّ أعداء الأُمَّة ما كانوا يُريدون ذلك، بل أضمروا صورة مقيتة من الغدر قلَّ أن نجدها في صفحات التاريخ!

وما يُحزن القلب حقًّا أن أعداء الأُمَّة الذين نعنيهم في هذا الموقف ليسوا من الصليبيين، لكنهم كانوا من أبناء الإسلام! أو من الذين يَدَّعُون ظاهريًّا أنهم من أبناء الإسلام!

لقد دخل مودود إلى مسجد دمشق الكبير لأداء الجمعة الأخيرة في شهر (ربيع الآخر 507هـ= أكتوبر 1113م)، وفور انتهاء الصلاة، وبينما هو يتجوَّل في صحن المسجد واضعًا يده في يد طُغْتِكِين، قفز عليه رجل من الباطنية، وطعنه بخنجر؛ فلقي مصرعه على الفور[2]، ليختم بذلك حياة حافلة بالجهاد والبذل والعطاء، ونحسبه شهيدًا، ولا نُزَكِّيه على الله، والله حسيبه!

وبادر طُغْتِكِين فورًا بقتل الباطنيِّ قصاصًا، بل وأحرق جثته[3]، وأسدل الستار على أبشع جريمة ارتكبها الباطنية منذ حادث اغتيال نظام الملك الوزير السلجوقيِّ العظيم.

ولكن لا بُدَّ من التساؤل: مَنْ وراء هذه الجريمة البشعة؟ ومَنِ المستفيد من قتل عَلَمٍ من أعلام المسلمين كانت الآمال معقودة عليه ليُحَرِّر البلاد المسلمة من دنس الصليبيين؟

لقد روَّج رضوان زعيم حلب أن طُغْتِكِين أمير دمشق هو الذي حرَّض على قتل مودود، والتقط هذا الترويج المؤرِّخُون الأقدمون مثل ابن الأثير وابن القلانسيّ وأثبتوه في كتبهم، ولكنهم ذكروه بصيغة الشكِّ والتضعيف، حيث قالوا: «فقيل: إن الباطنية بالشام خافوه فقتلوه. وقيل: بل خافه طُغْتِكِين فوضع عليه مَنْ قتله»[4]. ثم تلقَّف المؤرِّخون المعاصرون من المسلمين والنصارى هذا الاتهام وأثبتوه، وكان من الأسباب التي دعتهم إلى هذا الاعتقاد سرعة قتل الباطني وإحراق جثته، وقالوا: إن هذا نوعٌ من إخفاء الأدلَّة والتخلُّص من سرِّ الجريمة[5].

وأنا في اعتقادي أن المحرِّض على الجريمة لم يكن طُغْتِكِين؛ فالذين يعتقدون أنه طُغْتِكِين يَرَوْنَ أن أمير دمشق عندما رأى قوَّة مودود وجيشه خاف أن يكون كلَّ غرضه من حرب الصليبيين هو امتلاك دمشق والشام؛ ولذلك تخلَّص منه قبل أن يضيع ملكه! وهذا الكلام مردود من أكثر من وجه:

أولاً:
لم تظهر من مودود أيُّ نيَّات غدر بطُغْتِكِين أو غيره، بل كان في غاية التسامح حتى مع مَنْ خانوه في أرض المعركة، وكان لا يُريد أن يشغل نفسه بمعارك جانبيَّة مع المسلمين، وخَبُر ذلك طُغْتِكِين بنفسه -وهو سياسي محنَّك- وذلك على مدار ثلاث سنوات كاملة من جهاد مودود ضدَّ الصليبيين.

ثانيًا:
أعاد مودود جيشه إلى الموصل بعد انتهاء موقعة الصِّنَّبْرَة، ولم يدخل دمشق إلاَّ في وفد صغير من خاصَّته، ولو كان ينوي الغدر لأبقى جيشه معه، وهذا -لا شكَّ- طمأن طُغْتِكِين.

ثالثًا:
أثبت ابن الأثير نفسه في كتاب الكامل قبل الحديث عن موقعة الصِّنَّبْرَة أن هناك علاقة «مودَّة وصداقة» نشأت بين طُغْتِكِين ومودود[6].

رابعًا:
ليس من المعقول أن يتخلَّص طُغْتِكِين من مودود، وهو يعلم أنه القوَّة الوحيدة التي يستطيع أن يحتمي بها إذا دهمه الصليبيون، ولا شكَّ أن طُغْتِكِين كان يتوقَّع انتقامًا من الصليبيين بعد موقعة الصِّنَّبْرَة، فليس من المعقول أبدًا أن يختار هذا التوقيت فيُشَجِّع الصليبيين على سرعة الانتقام.

خامسًا:
شاهدنا من طُغْتِكِين مواقف جهادية ضدَّ الصليبيين أكثر من مرَّة، واطَّلعنا منه على بعض المواقف الإيمانية، مما يُوحي أنه ليس رجلاً غادرًا إلى الدرجة التي يُقْدِم معها على قتل أمل المسلمين واغتيال الرجل الصالح مودود، وهذا لا يعني أن طُغْتِكِين ليست له أخطاء، بل ارتكب وسيرتكب أخطاء قد تكون كبيرة؛ إلا أنَّ جريمة بشعة مثل اغتيال مودود لا بُدَّ أن تستند إلى دليلٍ قوي، إن كان المتهم فيها هو طُغْتِكِين.

سادسًا:
ليس بالضرورة أن تكون سرعة التخلُّص من القاتل دليلاً على أن طُغْتِكِين هو الآمر بالقتل؛ فإن طُغْتِكِين فعل ذلك لكي لا يُتَّهم بالتواطؤ مع القاتل، والرضا بفعله، ونحن نرى في مثل هذه الحوادث أنه يتمُّ القبض على القاتل ثم يُسَهَّل له الهرب بعد أن يقبض الثمن، وليس من المقبول -أيضًا- أن يغدر طُغْتِكِين بالقاتل لأنه من الباطنية، وقد مرَّ بنا أن طُغْتِكِين كان يخاف من الباطنية، فليس متوقَّعًا أنه يغدر بهم مخافة أن يُقتل هو شخصيًّا.

سابعًا:
إن لم يكن هناك دليل قوي على أن طُغْتِكِين هو الذي قتل مودود، ألا يجب أن نسأل مَنْ أكثر المستفيدين من قتل مودود، ثم نُوزِّع الاتهامات على المشتبه فيهم بدلاً من إلقائها بالكلية على طُغْتِكِين؟!

من القاتل؟!
الواقع أن المستفيدين من قتل مودود كُثُر؛ هناك في مقدمة هؤلاء المستفيدين رضوان ملك حلب، الذي قد يكون أسرع باتهام طُغْتِكِين لينفي التهمة عن نفسه، ورضوان يكره مودودًا كراهية كبيرة جدًّا، ويخافه -أيضًا- خوفًا شديدًا جدًّا، ولا ينسى رضوان أنه أغلق أبواب مدينته في وجه مودود وجيشه سنة (505هـ)، أي قبل سنتين فقط، ووضع بذلك مودودًا وجيشه في مأزق خطير، بل إن رضوان تحالف ساعتها مع تانكرد أمير أنطاكية ضد مودود[7]! وأكثر من ذلك فإنَّ رضوان رأى من شعبه مظاهراتٍ تُطالب بفتح الأبواب لمودود، فلا يُستبعد أن يُطالب الشعب الآن بضمِّ حلب تحت إمرة مودود، وخاصةً بعد الانتصار المهيب الذي تحقَّق في معركة الصِّنَّبْرَة، والذي -لا شكَّ- رفع أسهم مودود عند أهل حلب والمسلمين بصفة عامَّة، ثم إنَّ حلب هي الإمارة الملاصقة للموصل، وكثيرًا ما رأينا أن الذي يحكم الموصل يحكم حلب أيضًا؛ ولذا فتوسُّع مودود فيها يُعتبر توسُّعًا طبيعيًّا، إضافةً إلى أن علاقة رضوان بالباطنية قوية، بل إنه صار من دُعاتها والمؤيدين لها، وذلك على خلاف طبيعة شعبه ومعتقداته؛ كل هذه الأدلَّة تُشير إلى أن رضوان هو المستفيد الأكبر من قتل مودود، فإذا زدنا على ذلك أن رضوان يُبغض طُغْتِكِين جدًّا، ويخشى من توسُّعه على حسابه في إمارة حلب، بل كان يُبغض أخاه دقاق زعيم دمشق السابق، وكان يُقاتله في أحيانٍ كثيرة طمعًا في زيادة ملكه، وكذلك هناك في تاريخ رضوان جريمة اغتيال مشابهة عندما أوعز إلى الباطنية أن يقتلوا جناح الدولة حسين بن ملاعب أمير حمص بعد أن خاف على ملكه، مع أنَّ جناح الدولة كان متزوِّجًا من أمِّ رضوان شخصيًّا، لكنَّ هذه العلاقات لم يكن رضوان يضع لها أيَّ اعتبار؛ ومن ثَمَّ فيُتَوَقَّع منه أن يُقْدِم على أيِّ جريمة في سبيل تثبيت أقدامه في الحكم؛ إذا وضعنا هذه النقاط إلى جوار بعضها البعض؛ فإنني أُرَجِّح أن يكون رضوان هو الذي دفع لهذه الجريمة الشَّنعاء.

ومع ذلك فليس رضوان هو المستفيد الوحيد من قتل مودود، فهناك -أيضًا- الباطنية أنفسهم، ودون تحريض من أحد، وقد كانوا قوةً لا يُستهان بها في الشام حتى كان يخافهم أكبر زعماء الشام: رضوان وطُغْتِكِين، ولا شكَّ أن ظهور شخصية مستقيمة مجاهدة سُنِّيَّة كمودود، قد يُغْلِق على الباطنية أبواب الفساد، ويمنعهم من حياة المجون والجريمة، وقد اشتهروا بحوادث الاغتيال المأجورة، ولا يُستبعد أنهم قاموا بالجريمة من جَرَّاء أنفسهم.

كما أن الصليبيين من المستفيدين -أيضًا- وليس من المستبعد أن يتعاون الصليبيون مع زعماء الباطنية، ويُغرونهم بالمال أو بالسلاح أو بالقلاع في نظير التخلُّص من هذا القائد الفذِّ؛ الذي أوشك على قلب أوضاع الصليبيين تمامًا في أرض الشام؛ وليس من المستبعد -أيضًا- أن تكون الجريمة قد تمَّت بالاتفاق بين الأطراف الثلاثة: رضوان والباطنية والصليبيين، أو باتفاق طرفين منهم، وكلهم عندي أقرب إلى هذه الجريمة من طُغْتِكِين أمير دمشق.

ولعلَّ سائلاً يسأل: كيف يُقْدِم باطنيٌّ على هذه الجريمة، وهو يعلم أنه سيُقتل لا محالة؟ وأيُّ معتقدٍ هذا الذي يدفع إلى هذه العمليات الانتحارية مع كون الباطنية منحرفي الفكر، مذبذبي العقيدة، بل هم خارجون بلا جدالٍ عن ملَّة الإسلام؟

إن طائفة الباطنية الإسماعيلية كانت قد انقسمت إلى فرقتين -كما مرَّ بنا في مقدمات هذا الكتاب- هما المستعلية والنزارية، وهما أولاد الخليفة العبيديِّ المستنصر بالله، وذلك بعد موت المستنصر في سنة (487هـ)، وتنازع الولدان الحُكم، ولكن وزير مصر آنذاك وهو بدر الجماليّ وضع المستعلي -وهو الأصغر- في الحكم[8]، وكان هناك أحد الوزراء الكبار في مصر وهو الحسن بن الصباح، وكان مؤيِّدًا لإمامة نزار؛ ولذلك فبعد تولية المستعلي انسحب الحسن بن الصباح من مصر إلى الشام آخذًا معه نزار بن المستنصر، ومؤسِّسًا فرقة شنيعة من فرق الشيعة اسمها النزارية الإسماعيلية، وهي التي عُرفت في التاريخ باسم الباطنية؛ لأنهم كانوا يدَّعون أن كل آية في القرآن لها معنًى ظاهري يفهمه عوامُّ الناس، ومعنى باطني لا يفهمه إلا هم، وعليه فقد فَسَّرُوا القرآن على هواهم، ومن ثَمَّ خرجوا بتفسيراتهم ومعتقداتهم من الإسلام تمامًا[9]؛ ثم إن الحسن بن الصباح -الذي تولَّى الزعامة الحقيقية في هذه الفرقة الضالَّة- كان يسقِي أتباعه الحشيش (وهو النبات المخدِّر المعروف) فيخرج التابع عن الوعي، ومن هنا يبدأ في الطاعة المطلقة للشيخ، وهو الحسن بن الصباح. ثم إنَّ الحسن فعل ما هو أشدُّ من ذلك؛ إذ أنشأ لهم حدائق واسعة سمَّاها الجنةَ، وأتى فيها بكل أنواع الثمار، وغرس فيها الأشجار، بل وأجرى فيها عدَّة أنهار صناعية صغيرة، وملأها كذلك بالفتيات رائعات الجمال[10]، ثم كان يُعْطِي الحشيش لأصحابه حتى يُغَيَّبوا تمامًا عن الإدراك، فيأتي بهم إلى هذه الجنة[11]، وينتظر أن يُصبحوا بين المنام واليقظة، فيأتي لهم بألوان الطعام والشراب، ويرتكب الأتباع الفواحش مع النساء، ثم يُعطى الحشيش حتى يغيب عن الوعي ثانية، ويُخْرَج من هذه الجنة، وعند يقظته يُقال له: لكي تعود لا بُدَّ من طاعة الشيخ (الحسن بن الصباح)؛ وهكذا يتكرُّر معه الأمر، حتى يُصبح مدمنًا للحشيش، ويُصبح -أيضًا- مدمنًا للجنة وملذَّاتها، ثم يطلب منه في يوم من الأيام أن يقوم بعملية اغتيال انتحارية على أن ينتقل بعدها للإقامة الدائمة في الجنة[12]!

ولا شكَّ أن الباطنية كانوا يختارون أتباعهم من بسطاء الفكر والدين، ومن الفقراء المقهورين، ومن الأعراب الجاهلين، فيُصبحون بذلك طوع إرادة قادتهم يفعلون بهم ما يشاءون[13].

وكانت الباطنية بصفة عامَّة يحترفون القتل بكل فنونه، ويُجيدون تدبير المؤامرات، وحوادث الاغتيال، وكانوا عصابات مسلَّحة يصعب السيطرة عليهم؛ ومن ثَمَّ كان اسمهم يُوقع الرهبة في قلوب عموم الناس، حُكَّامًا كانوا أو محكومين!

ولكونهم كانوا يُدمنون الحشيش فإنهم عُرفوا في التاريخ بالحشَّاشين، وجرائمهم في تاريخ الأُمَّة لا تُحصى، نجحوا في كثير منها، وأخفقوا في أخرى، لكنهم كانوا دومًا مصدر رعب وهلع، ووسيلة عرقلة مستمرَّة لمسيرة الصالحين!

لذا لم يكن يُستغرب قطُّ بعد هذا العرض أن يُقْدِم باطنيٌّ على عملية انتحارية لقتل رجل من الرجال بتحفيز زعيمهم؛ لكي يدخل الجنة المزعومة، أو على الأقل ليحصل على الحشيش الذي تعوَّد إدمانه

إشارات إلهية!
وفي النهاية، فإن الحقيقة الكاملة في هذه الجريمة الشنيعة لا يعلمها إلا الله عز وجل، والمهمُّ في القضية أن الأُمَّة فَقَدت زعيمًا عظيمًا من زعمائها، حمل راية الجهاد ضدَّ الصليبيين في وقتٍ تقاعس الجميع عن حمل هذه الراية الشريفة، ولا شكَّ أن الأيام التي أعقبت استشهاده كانت صعبة على المسلمين، غير أني -وقبل الدخول في تحليل الوضع بعد استشهاد مودود- أودُّ أن أقف عند حدثين عجيبين، ووجه العجب ليس في حدوثهما، ولكن في (توقيت) هذا الحدوث!

أمَّا الحدث الأول فهو ظهور نجم عماد الدين زنكي في موقعة الصِّنَّبْرَة، وقبل استشهاد مودود بثلاثة أشهر فقط! والتوقيت عجيب جدًّا..

فلماذا لم يظهر منذ فترة طويلة؟

ولماذا لم يظهر بعد وفاة مودود بفترة طويلة أخرى؟

نعم إن هذا بتدبير الله عز وجل وقدره، ولكننا نبحث عن الحكمة في ذلك، وعن الإشارات المهمَّة في هذا التدبير المحكم؛ إن هذا الظهور في هذا التوقيت لهو إشارة واضحة من الله عز وجل أن هذه الأُمَّة لن تموت، فإذا فقدنا زعيمًا ظهر آخر، وإِنِ استشهد مجاهدٌ قام غيره، وهكذا إلى أن يرث الله عز وجل الأرض وما عليها، وهذا -لا شكَّ- يحفظ الأمل في قلوب المسلمين، وراجعوا التاريخ، فلن تجدوا استشهاد أمل من آمال الأُمَّة إلا وكان متبوعًا بظهور أمل جديد، وهذا من أخصِّ خصائص هذه الأُمَّة الفريدة!

أما الحدث العجيب الثاني فهو موت رضوان ملك حلب بعد استشهاد مودود بثلاثة أشهر فقط، في شهر (جمادى الآخرة 507هـ= ديسمبر 1113م)[14]!

وعجيب جدًّا أن يموت في الفترة نفسها التي مات فيها مودود، سواء كان رضوان مُدبِّرًا لحادث اغتيال مودود أو كان بريئًا منه؛ لأن سيرة رضوان القبيحة كانت معروفة، وليست جريمة اغتيال مودود هي الجريمة الوحيدة من جرائمه، أو الكبيرة الوحيدة من كبائره! لقد كانت الإشارة واضحة جدًّا أن الإنسان لا يُؤَجِّل ميعاد موته ولا يُقَدِّمه، فالكل يموت؛ الصالح يموت والطالح يموت، المخلص يموت والمنافق يموت، المجاهد المقبل الطالب للشهادة يموت، والمتثاقل المدبر الهارب من الموت يموت {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ}[آل عمران: 185].

ولكن الإنسان هو الذي يختار طريقة موته! إمَّا أن تموت رافعًا رأسك طائعًا لربك مصحوبًا بدعوات الصالحين، وإمَّا أن تموت ذليلاً مهينًا عاصيًا لله عز وجل مصحوبًا بلعنات المؤمنين، والعبد في النهاية هو الذي يختار! وأسأل الله أن يُفَقِّهَنَا في سننه!

[1] Setton: op., p. 402.
[2] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/150.
[3] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/150، وابن القلانسي: ذيل تاريخ دمشق ص187.
[4] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/150، وابن القلانسي: ذيل تاريخ دمشق ص187.
[5] Guillaumde de Tyr, p. 487 & Albert d`Aiz, pp. 700.
[6] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/144.
[7] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/144.
[8] المقريزي: اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا 3/11.
[9] أبو حامد الغزالي: فضائح الباطنية ص11، Grousset: Hist. des Croisares 1, p. 530.
[10] Morco Polo: Travels, p. 50.
[11] Michaud: op. cit., ll, pp. 72-73.
[12] Marcopolo: Travels, pp. 49-53.
[13] Ivanow: An Islamic Ode in Praise of Fidawis, pp. 63-64.
[14] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/151.



د. راغب السرجاني