المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أريد أن أتوب وأرتقي بنفسي.................


نبيل القيسي
19-10-2016, 03:05 PM
ملخص السؤال:
شاب في منتصف العشرين مِن عمره، يعيش حياة فقيرةً، ويود أن يتوب ويرتقي بنفسه ويترك الفواحش التي وقع فيها، ويحتاج مساعدةً نفسية.

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في منتصف العشرين مِن العمر، أحتاج مساعدةً نفسية، فحالتي سيئة جدًّا، وأفكِّر كثيراً في الانتحار.

أنا أكبر إخوتي، وأبي يعمل ليل نهار، فهو مجرَّد مُوَظَّف يعمل يوميًّا، يخرج مِن الساعة السادسة ويعود في العاشرة ليلاً!

لا أقابِلُه إلا مرات قليلة جدًّا، وأحزن عليه حزنًا شديدًا؛ لما يُقابله من تعبٍ في هذه الحياة.

تعرَّضتُ أثناء دراستي لمشكلات كثيرة؛ مِن ضعْفٍ وتأخر ودراسي، وإهانة من المعلمين، مما تسبَّب في الانطوائية، وكثرة البكاء، والتسلُّط بالضرب على مَن حولي، ولم يكن والدي يهتم، أو لم يكن لديه الوقت ليسأل عني أو يهتم بي.

لا أستطيع التصرُّف في الأمور، فأنا طيبٌ لدرجة كبيرة؛ لدرجة الخِداع، كنتُ أخاف أن أفقدَ أي شيء لأنَّ والدي لن يستطيع أن يشتريه لي.

ويمكن أن أكتب مشكلاتي في النقاط الآتية:
• تعرضتُ للزِّنا مرات كثيرة ثم تركته، ومارست العادة السِّرية بانهماك.

• جسمي ضعيف جدًّا، وكثيرًا ما يُغمى عليَّ.

• لا أجد ما أُنفقُه على نفسي، ولا أتحمَّل العمل لضعفي.

• كنتُ أشاهد الأفلام الإباحية، وعرَف بعض الشباب ذلك عني وفضحني، وما زلتُ أعاني آثار الفضيحة إلى الآن.

• خطبتُ مرة وفسختُ الخطوبة؛ لأني لم أسْتَطِع التعامُل معها، فقد اكتشفتُ ضعْف شخصيتي الرهيب، وعدم القدرة على التصرف.

• لا أملك أي مال أستطيع أن أنفقَ به على نفسي، أو أكوِّن به حياتي، أو أساعد في بيت والدي.

• كلُّ ما سبَق أفْقَدني الثِّقة في نفسي، وأصبحتُ مُنطويًا خائفًا.

• ليس لدي صديق مُقَرَّب مني، فأنا لا أخرج من البيت إلا نادرًا، حتى الضحكة حُرمتُ منها.

كل ما أطلبه مجرد إرشاد نفسي وتوجيه لما آلتْ إليه حالتي.

كرهتُ حياتي فساعدوني، وشكرًا لكم
الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله.
في البداية نشكرك أخي على تواصُلك معنا، وشرْح تفاصيل حالتك، وبيان ما لديك مِن ميزاتٍ ونِعَمْ وَهَبَها الله لك، وما ابتُلِيتَ به مِن مَعاصٍ وانحرافاتٍ تَوَدُّ التخلُّص منها.

أخي الكريم، الإنسانُ في هذه الدنيا مُبْتلى، وكلُّ الناس يُعانون، ولديهم أخطاء قد تكون صغيرةً عند بعضهم، وكبيرة عند آخرين، ولا عِصْمةَ إلا للأنبياء.

والمؤمنُ لو وقع في المعصية ثم تاب، ورجع إلى الله واستقام، فإنَّ الله يَقْبَل توبتَه، بل ويمحو سيئاته، ويُحولها حسنات، كما قال تعال: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

ومهما كانت المعاصي فالتوبةُ والعمل الصالح يُزيلان آثار المعاصي، ويدخلان الإنسان الجنة؛ قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 59، 60].

وأنت يا محمد، اسمُك على اسم النبي الكريم الرحيم، وأنت طيبٌ كما أخبرتَ عن نفسك، ولديك رغبةٌ في التوبة وترْك المعاصي، وهذه كلُّها أمورٌ إيجابية عليك استغلالُها واستثمارُها.

وهنا عليك باتباع البرنامج اليومي التالي الذي سوف أذْكُره لك، وهو سهلٌ يسيرٌ، وسوف يساعدك كثيرًا بإذن الله، فاستمر عليه، وأخْبِرْنا بنتائجه، وهو:
• التوبة إلى الله مِن المعاصي التي ذكرتها، وأنت تعرفها، وذلك بالإقلاع عنها، والندَم على فعلها، والعزْم على عدم العودة إليها.

• طلَب العون مِن الله بأن يُثَبِّتك على التوبة النَّصُوح، والله قريبٌ مِن عباده، يفرح بتوبة عباده.

• عليك بِلُزُوم الطهارة والوضوء وصلاة ركعتين بعد كلِّ وضوء، أو ركعتي تحية المسجد.

• احرصْ على صلاة الجماعة في المسجد؛ كل الصلوات الخمس.

• احرصْ على صلاة السُّنَن والنوافل، وخاصة سُنة الفجر والضُّحى والوِتْر.

• صاحبِ الناس الطيبين المصلين، وأصحاب حلقات القرآن، وأهل الدعوة إلى الله، فمُجالستُهم خيرٌ وبركةٌ، وحِفْظٌ ووقايةٌ.

• ابتعدْ عن الأشرار وأصحاب المعاصي، وخاصة النساء، واستغلَّ حياءك، فهو خيرٌ لك، وابتعدْ عن الأفلام والمشاهد المُحَرَّمة، واجعلْ تفكيرك في الحلال الطيب.

• أكثِرْ مِنْ ذِكْر الله، وقراءة القرآن الكريم، وتدارسه مع إخوانك في المسجد والبيت.

• اشغلْ وقتك بالمفيد النافع؛ مِن الطاعات، والعبادات، وزيارة الأرحام، والدعوة إلى الله، وممارسة الرياضة اليسيرة السهلة؛ كالمشي، واستغلال قدرتك على الكتابة والتعبير؛ لتحسين مُستواك وشغل نفسك.

• استشرْ أئمة المساجد والدعاة القريبين منك، واستمعْ إليهم وإلى نصائحهم.

وفي الختام نسأل الله لك الثبات على طاعته، ولُزُوم عبادته

أد. سليمان الحوسني