المراقب العام
23-01-2017, 01:20 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
38 فائدة من كتاب (نتاج الفِكر في أحكام الذكر) ..
للشيخ / عبدالله بن مانع الروقي .
انتقاء :جنى الفوائد
بسم الله الرحمن الرحيم
= من أراد النصح لنفسه فليلزم الأذكار الشرعية والأوراد النبوية ، وليعود نفسه عليها ،
فإن الخير عادة والشر لجاجة ، والنفس السوية متى قُيدت للذكر ألفته وأحبته .
= فشا في هذه العصر من البدع - لا سيما مع انتشار وسائل التقنية وتبادل المعلومات مع انتشار الجهل
- الشيء الكثير ، وازداد هذا الأمر شدة تصدي بعض الوعاظ - الذين يسميهم السلف بالقُّصّاص والمذكرين -
وهم ليسوا من حملة العلم ولا من طلابه ، فانتشرت الأحاديث الضعيفة والواهية ، وراجت سوقهم وهي
في الأصل كاسدة ، وأحاط كثير من الناس بهؤلاء وتحلقوا عليهم ، وتُرك أخذ العلم من معادنه بل هانوا
عليهم .. فلا تسأل عن الجهل والخرافات والبلايا والطامات ، فذهبت حرمة الدين وحملته جملة بقدر ما
تصدر أولئك الغَمَرة !!.. والله المستعان .
= أكمل الطرائق في العقائد والعبادات والأخلاق :
هي طريقة النبي صلى الله ليه وسلم وأصحابه الكرام ، هداة الأمة من بعده ومشاعل الأنام والظلام ،
ثم من تبعهم من أهل القرون المفضلة ، التي هي خير القرون التي عاشت على المعمورة ، والنظر في
سيرهم وأحوالهم من أسباب استقامة النفس وزكاتها وصلاح حالها .
= ممن أدركت في عصرنا شيخ الإسلام وعلم الأنام في زمانه :
شيخنا المبجل أبا عبدالله عبدالعزيز بن عبدالله آل باز ، المحدث الفقيه الأصولي المفسر ، المتوفى
سنة (1420 هـ) .
فلم أرَ في عصرنا مثله في كثرة الذكر ، وحضور الدمعة وصدق التأله ، وكمال النصح لنفسه ولغيره ،
وقد حباه الله من جميل الخصال ، وطيب الفعال ما لا يتفق وجوده في غيره من أهل هذا الزمان ، بل من
أزمان ، فرحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه عني وعن المسلمين أبلغ الجزاء وأوفاه .. فبمثل هذا تُعمر
الأوقات وتُقضى الدهور والسنوات .
= نبتت في عصرنا نوابت سوء سبابة :
امتهنوا الوقيعة في الناس وأداموا السب ، وأمعنوا في أعراض الصالحين وأدمنوا الثلب ، فلله كم انتهكوا
من أعراض الصالحين وآذوهم ، وكم اقترضوا من أعراض الغافلين وضروهم ؟!!..
والله الموعد ، ولله في الانتقام لأوليائه سنن ماضيات ، وعوائد مقضيات ،
( فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا ) .
الذكر المقيد بحال أو زمان أو مكان يفوت بفوات محله أو زمانه أو مكانه ، ولا سبيل لقضائه .
هذا هو الأصل ..
= فالذكر لا يقضى لفوات محله :
لأن القضاء يحتاج إلى خطاب جديد ، والأمر هنا كمن فات عليه صوم يوم عرفة أو عاشوراء ،
أو دخل المسجد فجلس طويلا ، ولم يكن أتى بتحية المسجد ، فلا ينفع إتيانه بها بهد ذلك .
= يتأكد مراعاة فعل الذكر في وقته إن كان مقيدا بوقت :
فإذا أُخرج عن وقته المقيد فات فضله الخاص ، وإنما يؤجر صاحبه أجرا عاما حينئذٍ ، فأذكار الصباح
تقال في الصباح ، وأذكار المساء تقال في المساء .
= إذا ذكر العبد ربه وأتى ببعض ما يكون سببا للحفظ من الأذى ، فقد يتخلف أثر هذا الذكر
في الحفظ لأسباب :
1- عدم تواطؤ القلب مع اللسان (وهذا قد يكون مانعا) وضده سبب للحفظ .
2- ضعف التوكل على الله (وهذا مانع آخر من الحفظ) وعكسه سبب وهو التوكل .
3- تساهله في حفظ نفسه من الآفات (وهذا مانع) .
4- عدم شهوده صلاة الصبح (وهذا مانع للحديث : "من صلى الصبح ...."
وعُلِم منه أن شهود صلاة الفجر سبب من أسباب الحفظ) .
5- قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ....) .
وهذه أسباب للحفظ ، وترك الإغلاق والتسمية مانع من الحفظ ، وهلم جرا .. والأمر واضح جلي .
= قال النووي أيضا في أذكاره :
المراد من الذكر حضور القلب ، فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله ، ويتدبر
ما يذكر ويتعقل معناه ، فالتدبر في الذكر مطلوب كما هو مطلوب في القراءة لاشتراكهما في المعنى المقصود .
= شرط حصول أصل الأجر في القراءة والذكر:
أن ينطق اللسان وتتحرك الشفتان ، وفي إسماع النفس خلاف ، وهذه قاعدة في كل ذكر واجب
أو مستحب حتى يعد قارئا ومسبحا وذاكرا .
فلا يكفي إجراء الذكر على قلبه دون حركة لسانه ، ولا يكفي حركة اللسان مع إطباق الشفتين ،
بل لا بد من خروج صوت وهواء حتى يسمى ذاكرا وتاليا وقائلا ، وضابط ذلك إتيانه بالحروف العربية .
= إخلال كثير من الناس بألفاظ الذكر من التسبيح والتحميد والتهليل :
وأوراد الصباح والمساء ... إلخ .. فتجد أحدهم لا يكاد يتلفظ بهذه الأذكار ، وإذا تلفظ لا يكاد يُبين ،
فلو دنوتَ من أحدهم لسمعتَ إما همهمة أو تمتمة ، لا تسمى ذكرا ولا قراءة ولا تسبيحا ولا تهليلا ،
وربما كان مغلقا لفمه !!.
= بعض الناس عند القراءة أو الذكر ينتابه التثاؤب :
فيستمر على قراءته ولا يرد التثاؤب ، فتذهب بعض الحروف أحيانا !!.. والمشروع كظم التثاؤب ورده
والتوقف عن القراءة والذكر .. والله المستعان .
= الدعاء أثناء العبادة أفضل وأقرب للإجابة :
لأنه يجتمع فيه دعاء المسألة ودعاء العبادة ، أيضا لأنه في حال إقبال على الله ومناجاة له ،
ولذا شُرع لنا الدعاء في الصلاة والذكر بعده .
وفي الحديث : " ثلاثة لا تُرد دعوتهم ..." ومنهم الصائم حتى يفطر .
ولفظة : "حين يفطر" شاذة .
= سئل فضيلة العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ما رأيكم في استخدام المسبحة في التسبيح ؟
جزاكم الله خيرا ..
فأجاب فضيلته بقوله :
استخدام المسبحة جائز ، لكن الأفضل أن يُسبّح بالأنامل وبالأصابع ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( اعقدن بالأصابع فإنهن مستنطقات ) ؛ ولأن حمل المسبحة قد يكون فيه شيء
من الرياء ؛ ولأن الذي يُسبّح بالسبحة غالبا تجده لا يحضر قلبه فيُسبّح بالمسبحة وينظر يمينا وشمالا ، فالأصابع هي الأفضل وهي الأولى . اهـ
= فائدة :
استحب العلماء عند الذكر أيضا طهارة المكان واللباس من النجاسات وهو متجه ، بل استحبوا التسوك
وتنظيف الفم ، وهو صحيح بلا شك ، وأحاديث مشروعية السواك تدل عليه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= إذا تعارض ذكران أحدهما يفوت والآخر لا يفوت :
قدّم الذي يفوت ولو كان مفضولا بالنسبة لما لا يفوت ، ووجه ذلك أن الذي يفوت لو لم يأتِ به لذهب
دون الآخر فتحصيلهما جميعا أولى من تفويت أحدهما ، وأيضا الذي يفوت قد حضرت وظيفته ، فالإتيان
به أولى من ذكر وظيفته منتشرة على الزمان ..
مثاله : لو سمع الأذان وهو يقرأ القرآن ، فينبغي إجابة المؤذن حينئذ حتى يفرغ الأذان ،
ثم يعود لقراءته .
= الذكر في الزمان الفاضل والمكان الفاضل أفضل منه في المكان والزمان المفضول :
وتقرير ذلك أن الزمان والمكان الفاضلين مما تضاعف فيه الحسنات ، هذا هو الأصل ..
والذكر من أحسن الحسنات فهو يضاعف في الحرمين ورمضان .
= يشرع عند تدارس القرآن ودروس العلم التحلق وعدم التفرق : وأيضا الدنو من المعلم وسد الفرج .
= كل ذكر جاء مطلقا في الكتاب والسنة فلا يجوز تقيده بزمان أو مكان أو حال :
إلا بدليل ، بل يُعمل به بإطلاق ، كما جاء بإطلاق والتقييد له موقوف على ثبوت الخبر ، وإلا كان ضربا
من ضروب البدع .
مثاله : الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا : (إن الله وملائكته يصلون
على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فلو ذهب ذاهب إلى تقييد ذلك عند وضوئه ،
أو عند أكله لكان ذلك ممنوعا ، ولو التزمه عند دخول المسجد وخروجه منه لكان ذلك مشروعا ؛ لثبوت
الخبر ، وقس على ذلك سائر الأذكار .
= أن ألفاظ التهليل الواردة في الأذكار :
صفتها الصحيحة والمحفوظة هي : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) وما يتخللها من زيادات ، مثل :
1- يحيي ويميت .. أو 2- بيده الخير .. أو 3- وهو حي لا يموت .
لا يصح منها شيء .
= الأصل أن الأذكار لا بد من الإتيان بها بألفاظها دون زيادة أو نقص أو تبديل :
لأن ألفاظ الشارع مقصودة يُتعبد له بها ، وهذا يفوت بالمخالفة ؛ لأن الذكر عبادة بابها التوقيف ،
والوقوف على الرسوم وهذا بخلاف الأدعية النبوية ، وهي وإن كانت متلقاة من الشارع لكن للعبد
فيها سعة ، ولهذا في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن . الحديث . (رواه البخاري) .
= الأذكار الشرعية شُرعت لأغراض صحيحة :
للتعبد بها ، وطلب الثواب في الآخرة ، والإتيان بها لغير ما شُرعت له عدول عن الطريق السوي
وانحراف عن المنهج النبوي ، ويعظم الأمر حينما تكون لأغراض دنيئة ؛ كمن يهلل ويُسبّح من الباعة
جهرا لجلب الزبائن ، أو من يفعل مثل ذلك ممن يسألون الناس من الشحاذين ، أو يكبر من الحراس لتنبيه اللصوص على الفطنة حسب .
= فائدة : انتشر في عصرنا السؤال عن قراءة القرآن أو بعضه لأجل حصول الزواج ،
أو النجاح أو الوظيفة ، وكل هذا من طلب الدنيا بعمل الآخرة ، والعياذ بالله ..
فيجب الحذر من ذلك .
وأما الأغراض المذكورة فتُدرك بالتوكل على الله وبذل الأسباب العادية ، وكثرة السؤال ودعاء مالك الأمور ومدبرها جل وعلا .. والله المستعان .
= الذكر عند الإتيان به :
لا يُمطّط ولا يُلحّن ولا يخرج عن صفته المعروفة في العربية ، ولا يُتغنى به على أوزان أهل الألحان ،
ولذا كره العلماء تلحين الأذان .
= الأصل أن الأذكار الشرعية لا يصاحبها عند القيام بها شيء من عمل البدن :
من الاضطراب أو الإغماء أو الصعق أو الاهتزاز أو الرقص أو التمايل أو التصفيق ،
أو الإشارة باليد أو الأصابع أو بالأبصار أو مسح الوجوه ، هذا هو الأصل ..
وهكذا كان حال أكمل الذاكرين صلى الله عليه وسلم وصحبه ، فلم يكن فيهم من يُصعق
أو يُغشى عليه أو يصيبه جنون ، وذلك لكمال أحوالهم وثبات قلوبهم وصدق خشوعهم .
= تنبيه : رفع اليدين عند الدعاء مما تواترت به الأخبار ، لكن هاهنا تقسيم ، فالأحوال ثلاثة :
1- أن يثبت الدعاء مع رفع اليدين .
2- أن يثبت الدعاء مع ترك الرفع ، ومن أمثلتها الرفع أدبار الصلوات المفروضة فلم يجيء عنه أنه
كان يرفع يديه ، إلا ما وقع لعارض ودعت له الحاجة كما في بعض الأحاديث ، وإلا لم يكن من هديه
الدعاء عقيب النافلة ، مع أن الأمر في النافلة عموما أوسع منه في الفريضة . فتدبره .
3- أن يثبت الدعاء ويسكت عن الرفع ، فهنا لا يواظب على رفع اليدين ، ويلزمه ملازمة الحال الأول ،
ولكن لا بأس بالرفع في الحين بعد الحين .
= تنبيه : أحاديث مسح الوجه بعد الدعاء لا يصح منها شيء .
= الأذكار عبادة فلا تثبت بالتجارب ولا بالاستحسان ولا بالذوق :
فإذا ثبت ذكر في محل فلا يثبت في شبيهه أو نظيره ما لم يدل دليل ، ولهذا فلا يكون بعد صلاة النافلة
من الأذكار مثل ما ثبت في الفريضة .
= يتأكد ذكر الله بإطلاق في كل مجلس أو ممشى أو مضطجع :
وقد يقال بالوجوب ، فإن الذكر من أجل الطاعات وأعظم القربات ، والإعراض عنه سبيل المحرومين ،
ومن احتوشتهم الشياطين ، والنصوص في الأمر به وافرة ، وفي التأكيد عليه متكاثرة .
قال محمد بن كعب القرظي :
لو رُخص لأحد في ترك الذكر لرُخص لزكريا بقول الله عز وجل : ( ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا
واذكر ربك كثيرا) ..
ولرُخص للرجل يكون في الحرب بقول الله عز وجل : ( إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ) .
= قال المناوي في فيض القدير :
( ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله ؛ إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار ) لأن ما يجري في ذلك
المجلس من السقطات والهفوات إذا لم يُجبر بذكر الله يكون كجيفة تعافها النفس ، وتخصيص الحمار
بالذكر يُشعر ببلادة أهل ذلك المجلس !.
= الذكر يتفاضل فيه أهله تفاضلا عظيما :
لما يقوم بقلوبهم من الإخلاص والخشية والمتابعة ، وهذا التفاضل حاصل في أحوالهم في الدنيا ،
وحاصل عند الموت في ختم العمر بأفضل الذكر وكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) .
= يقول الإمام السعدي رحمه الله :
وقوله : ( لذكري ) اللام للتعليل أي : أقم الصلاة لأجل ذكرك إياي ، لأن ذكره تعالى أجل المقاصد
وهو عبودية القلب ، فالقلب المعطل عن ذكر الله معطل عن كل خير ، وقد خرب كل الخراب ، فشرع
الله للعباد أنواع العبادات ، التي المقصود منها إقامة ذكره وخصوصا الصلاة .
= تنبيه :
يوجد في أذكار المتصوفة التسبيحات بالألوف بل بمئات الألوف ، وهذا من البدع بل عندهم قراءة
سور بأمثال هذه الأعداد ، وأوراد بنحو هذه الأعداد ، وأكثر ما ورد في السنة المطهرة من التسبيح
أو التهليل هو التسبيح المئوي ، أعني ما رُتب عليه فضل خاص .
= من صور الاستخفاف بالذكر :
أن يُفتتح به الاجتماعات الباطلة والمؤتمرات الآثمة ، والمهرجانات والألعاب وغيرها مما
يكون القرآن والحمد والصلاة على نبيه مقدمة لها ، ثم بعد ذلك لا تسأل عن الكفر بالقرآن ونبذه خلف
الظهور وانعقاد الخناصر على تنحيته !!..
فو الله لو كان افتتاحهم بآلات الطرب لكان أهون من اتخاذ آيات الله هزوا .
= لا يجوز إحداث فضل للأذكار لم يُنقل في الأخبار عن الله ورسوله :
وما جاء من فضل لم يصح فهو كالمعدوم فلا يجوز نشره أو ترويجه ، فإنه كذب على الله ورسوله ،
وما أكثر ما يُنقل في عصرنا من ذلك مما يصنعه الجهلة وأشباههم ، فتبلغ كذبتهم الآفاق في فرية هي
أعظم الفرى ، وهي الكذب على الله عز وجل وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من
أفرى الفرى أن يُري عينيه ما لم ترَ) كما في البخاري وغيره ..
وهو كذب في المنام على الله في قدره ، فكيف بمن يكذب على الله في شرعه ودينه جهارا نهارا ؟!!..
فتراهم يكذبون عليه في الترغيب والترهيب ، ويزخرفون إفكهم أيضا بالعقوبة العاجلة ،
وأن من لم يقل كذا حصل كذا من ألوان العقوبات والآفات !!.
= صح من طرق :
عن أبي نجيح ، عن مجاهد رحمه الله أنه قال : لا يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات
حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا .
= كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الوتر قال : سبحان الملك القدوس ، سبحان الملك القدوس ، سبحان القدوس . ورفع بها صوته .
زيادة ( رب الملائكة والروح ) في الذكر الذي يقال بعد الوتر زيادة شاذة ..
= تشرع المنافسة في الذكر وترك الإيثار فيه : فالإيثار في القرب مكروه ..
ومن صور الإيثار المكروهة المتعلقة بالذكر :
كما لو كان اثنان لهما متاع يُخاف عليه السرقة وحضرت الجمعة ، وتندفع المفسدة بحراسة أحدهما ،
فلا يجوز أن يؤثر أحدهما الآخر بحضور الذكر وشهود الجمعة ، بل يقترعان فمن خرجت قرعته شهدها .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
38 فائدة من كتاب (نتاج الفِكر في أحكام الذكر) ..
للشيخ / عبدالله بن مانع الروقي .
انتقاء :جنى الفوائد
بسم الله الرحمن الرحيم
= من أراد النصح لنفسه فليلزم الأذكار الشرعية والأوراد النبوية ، وليعود نفسه عليها ،
فإن الخير عادة والشر لجاجة ، والنفس السوية متى قُيدت للذكر ألفته وأحبته .
= فشا في هذه العصر من البدع - لا سيما مع انتشار وسائل التقنية وتبادل المعلومات مع انتشار الجهل
- الشيء الكثير ، وازداد هذا الأمر شدة تصدي بعض الوعاظ - الذين يسميهم السلف بالقُّصّاص والمذكرين -
وهم ليسوا من حملة العلم ولا من طلابه ، فانتشرت الأحاديث الضعيفة والواهية ، وراجت سوقهم وهي
في الأصل كاسدة ، وأحاط كثير من الناس بهؤلاء وتحلقوا عليهم ، وتُرك أخذ العلم من معادنه بل هانوا
عليهم .. فلا تسأل عن الجهل والخرافات والبلايا والطامات ، فذهبت حرمة الدين وحملته جملة بقدر ما
تصدر أولئك الغَمَرة !!.. والله المستعان .
= أكمل الطرائق في العقائد والعبادات والأخلاق :
هي طريقة النبي صلى الله ليه وسلم وأصحابه الكرام ، هداة الأمة من بعده ومشاعل الأنام والظلام ،
ثم من تبعهم من أهل القرون المفضلة ، التي هي خير القرون التي عاشت على المعمورة ، والنظر في
سيرهم وأحوالهم من أسباب استقامة النفس وزكاتها وصلاح حالها .
= ممن أدركت في عصرنا شيخ الإسلام وعلم الأنام في زمانه :
شيخنا المبجل أبا عبدالله عبدالعزيز بن عبدالله آل باز ، المحدث الفقيه الأصولي المفسر ، المتوفى
سنة (1420 هـ) .
فلم أرَ في عصرنا مثله في كثرة الذكر ، وحضور الدمعة وصدق التأله ، وكمال النصح لنفسه ولغيره ،
وقد حباه الله من جميل الخصال ، وطيب الفعال ما لا يتفق وجوده في غيره من أهل هذا الزمان ، بل من
أزمان ، فرحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه عني وعن المسلمين أبلغ الجزاء وأوفاه .. فبمثل هذا تُعمر
الأوقات وتُقضى الدهور والسنوات .
= نبتت في عصرنا نوابت سوء سبابة :
امتهنوا الوقيعة في الناس وأداموا السب ، وأمعنوا في أعراض الصالحين وأدمنوا الثلب ، فلله كم انتهكوا
من أعراض الصالحين وآذوهم ، وكم اقترضوا من أعراض الغافلين وضروهم ؟!!..
والله الموعد ، ولله في الانتقام لأوليائه سنن ماضيات ، وعوائد مقضيات ،
( فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا ) .
الذكر المقيد بحال أو زمان أو مكان يفوت بفوات محله أو زمانه أو مكانه ، ولا سبيل لقضائه .
هذا هو الأصل ..
= فالذكر لا يقضى لفوات محله :
لأن القضاء يحتاج إلى خطاب جديد ، والأمر هنا كمن فات عليه صوم يوم عرفة أو عاشوراء ،
أو دخل المسجد فجلس طويلا ، ولم يكن أتى بتحية المسجد ، فلا ينفع إتيانه بها بهد ذلك .
= يتأكد مراعاة فعل الذكر في وقته إن كان مقيدا بوقت :
فإذا أُخرج عن وقته المقيد فات فضله الخاص ، وإنما يؤجر صاحبه أجرا عاما حينئذٍ ، فأذكار الصباح
تقال في الصباح ، وأذكار المساء تقال في المساء .
= إذا ذكر العبد ربه وأتى ببعض ما يكون سببا للحفظ من الأذى ، فقد يتخلف أثر هذا الذكر
في الحفظ لأسباب :
1- عدم تواطؤ القلب مع اللسان (وهذا قد يكون مانعا) وضده سبب للحفظ .
2- ضعف التوكل على الله (وهذا مانع آخر من الحفظ) وعكسه سبب وهو التوكل .
3- تساهله في حفظ نفسه من الآفات (وهذا مانع) .
4- عدم شهوده صلاة الصبح (وهذا مانع للحديث : "من صلى الصبح ...."
وعُلِم منه أن شهود صلاة الفجر سبب من أسباب الحفظ) .
5- قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ....) .
وهذه أسباب للحفظ ، وترك الإغلاق والتسمية مانع من الحفظ ، وهلم جرا .. والأمر واضح جلي .
= قال النووي أيضا في أذكاره :
المراد من الذكر حضور القلب ، فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله ، ويتدبر
ما يذكر ويتعقل معناه ، فالتدبر في الذكر مطلوب كما هو مطلوب في القراءة لاشتراكهما في المعنى المقصود .
= شرط حصول أصل الأجر في القراءة والذكر:
أن ينطق اللسان وتتحرك الشفتان ، وفي إسماع النفس خلاف ، وهذه قاعدة في كل ذكر واجب
أو مستحب حتى يعد قارئا ومسبحا وذاكرا .
فلا يكفي إجراء الذكر على قلبه دون حركة لسانه ، ولا يكفي حركة اللسان مع إطباق الشفتين ،
بل لا بد من خروج صوت وهواء حتى يسمى ذاكرا وتاليا وقائلا ، وضابط ذلك إتيانه بالحروف العربية .
= إخلال كثير من الناس بألفاظ الذكر من التسبيح والتحميد والتهليل :
وأوراد الصباح والمساء ... إلخ .. فتجد أحدهم لا يكاد يتلفظ بهذه الأذكار ، وإذا تلفظ لا يكاد يُبين ،
فلو دنوتَ من أحدهم لسمعتَ إما همهمة أو تمتمة ، لا تسمى ذكرا ولا قراءة ولا تسبيحا ولا تهليلا ،
وربما كان مغلقا لفمه !!.
= بعض الناس عند القراءة أو الذكر ينتابه التثاؤب :
فيستمر على قراءته ولا يرد التثاؤب ، فتذهب بعض الحروف أحيانا !!.. والمشروع كظم التثاؤب ورده
والتوقف عن القراءة والذكر .. والله المستعان .
= الدعاء أثناء العبادة أفضل وأقرب للإجابة :
لأنه يجتمع فيه دعاء المسألة ودعاء العبادة ، أيضا لأنه في حال إقبال على الله ومناجاة له ،
ولذا شُرع لنا الدعاء في الصلاة والذكر بعده .
وفي الحديث : " ثلاثة لا تُرد دعوتهم ..." ومنهم الصائم حتى يفطر .
ولفظة : "حين يفطر" شاذة .
= سئل فضيلة العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ما رأيكم في استخدام المسبحة في التسبيح ؟
جزاكم الله خيرا ..
فأجاب فضيلته بقوله :
استخدام المسبحة جائز ، لكن الأفضل أن يُسبّح بالأنامل وبالأصابع ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( اعقدن بالأصابع فإنهن مستنطقات ) ؛ ولأن حمل المسبحة قد يكون فيه شيء
من الرياء ؛ ولأن الذي يُسبّح بالسبحة غالبا تجده لا يحضر قلبه فيُسبّح بالمسبحة وينظر يمينا وشمالا ، فالأصابع هي الأفضل وهي الأولى . اهـ
= فائدة :
استحب العلماء عند الذكر أيضا طهارة المكان واللباس من النجاسات وهو متجه ، بل استحبوا التسوك
وتنظيف الفم ، وهو صحيح بلا شك ، وأحاديث مشروعية السواك تدل عليه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= إذا تعارض ذكران أحدهما يفوت والآخر لا يفوت :
قدّم الذي يفوت ولو كان مفضولا بالنسبة لما لا يفوت ، ووجه ذلك أن الذي يفوت لو لم يأتِ به لذهب
دون الآخر فتحصيلهما جميعا أولى من تفويت أحدهما ، وأيضا الذي يفوت قد حضرت وظيفته ، فالإتيان
به أولى من ذكر وظيفته منتشرة على الزمان ..
مثاله : لو سمع الأذان وهو يقرأ القرآن ، فينبغي إجابة المؤذن حينئذ حتى يفرغ الأذان ،
ثم يعود لقراءته .
= الذكر في الزمان الفاضل والمكان الفاضل أفضل منه في المكان والزمان المفضول :
وتقرير ذلك أن الزمان والمكان الفاضلين مما تضاعف فيه الحسنات ، هذا هو الأصل ..
والذكر من أحسن الحسنات فهو يضاعف في الحرمين ورمضان .
= يشرع عند تدارس القرآن ودروس العلم التحلق وعدم التفرق : وأيضا الدنو من المعلم وسد الفرج .
= كل ذكر جاء مطلقا في الكتاب والسنة فلا يجوز تقيده بزمان أو مكان أو حال :
إلا بدليل ، بل يُعمل به بإطلاق ، كما جاء بإطلاق والتقييد له موقوف على ثبوت الخبر ، وإلا كان ضربا
من ضروب البدع .
مثاله : الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا : (إن الله وملائكته يصلون
على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فلو ذهب ذاهب إلى تقييد ذلك عند وضوئه ،
أو عند أكله لكان ذلك ممنوعا ، ولو التزمه عند دخول المسجد وخروجه منه لكان ذلك مشروعا ؛ لثبوت
الخبر ، وقس على ذلك سائر الأذكار .
= أن ألفاظ التهليل الواردة في الأذكار :
صفتها الصحيحة والمحفوظة هي : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) وما يتخللها من زيادات ، مثل :
1- يحيي ويميت .. أو 2- بيده الخير .. أو 3- وهو حي لا يموت .
لا يصح منها شيء .
= الأصل أن الأذكار لا بد من الإتيان بها بألفاظها دون زيادة أو نقص أو تبديل :
لأن ألفاظ الشارع مقصودة يُتعبد له بها ، وهذا يفوت بالمخالفة ؛ لأن الذكر عبادة بابها التوقيف ،
والوقوف على الرسوم وهذا بخلاف الأدعية النبوية ، وهي وإن كانت متلقاة من الشارع لكن للعبد
فيها سعة ، ولهذا في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن . الحديث . (رواه البخاري) .
= الأذكار الشرعية شُرعت لأغراض صحيحة :
للتعبد بها ، وطلب الثواب في الآخرة ، والإتيان بها لغير ما شُرعت له عدول عن الطريق السوي
وانحراف عن المنهج النبوي ، ويعظم الأمر حينما تكون لأغراض دنيئة ؛ كمن يهلل ويُسبّح من الباعة
جهرا لجلب الزبائن ، أو من يفعل مثل ذلك ممن يسألون الناس من الشحاذين ، أو يكبر من الحراس لتنبيه اللصوص على الفطنة حسب .
= فائدة : انتشر في عصرنا السؤال عن قراءة القرآن أو بعضه لأجل حصول الزواج ،
أو النجاح أو الوظيفة ، وكل هذا من طلب الدنيا بعمل الآخرة ، والعياذ بالله ..
فيجب الحذر من ذلك .
وأما الأغراض المذكورة فتُدرك بالتوكل على الله وبذل الأسباب العادية ، وكثرة السؤال ودعاء مالك الأمور ومدبرها جل وعلا .. والله المستعان .
= الذكر عند الإتيان به :
لا يُمطّط ولا يُلحّن ولا يخرج عن صفته المعروفة في العربية ، ولا يُتغنى به على أوزان أهل الألحان ،
ولذا كره العلماء تلحين الأذان .
= الأصل أن الأذكار الشرعية لا يصاحبها عند القيام بها شيء من عمل البدن :
من الاضطراب أو الإغماء أو الصعق أو الاهتزاز أو الرقص أو التمايل أو التصفيق ،
أو الإشارة باليد أو الأصابع أو بالأبصار أو مسح الوجوه ، هذا هو الأصل ..
وهكذا كان حال أكمل الذاكرين صلى الله عليه وسلم وصحبه ، فلم يكن فيهم من يُصعق
أو يُغشى عليه أو يصيبه جنون ، وذلك لكمال أحوالهم وثبات قلوبهم وصدق خشوعهم .
= تنبيه : رفع اليدين عند الدعاء مما تواترت به الأخبار ، لكن هاهنا تقسيم ، فالأحوال ثلاثة :
1- أن يثبت الدعاء مع رفع اليدين .
2- أن يثبت الدعاء مع ترك الرفع ، ومن أمثلتها الرفع أدبار الصلوات المفروضة فلم يجيء عنه أنه
كان يرفع يديه ، إلا ما وقع لعارض ودعت له الحاجة كما في بعض الأحاديث ، وإلا لم يكن من هديه
الدعاء عقيب النافلة ، مع أن الأمر في النافلة عموما أوسع منه في الفريضة . فتدبره .
3- أن يثبت الدعاء ويسكت عن الرفع ، فهنا لا يواظب على رفع اليدين ، ويلزمه ملازمة الحال الأول ،
ولكن لا بأس بالرفع في الحين بعد الحين .
= تنبيه : أحاديث مسح الوجه بعد الدعاء لا يصح منها شيء .
= الأذكار عبادة فلا تثبت بالتجارب ولا بالاستحسان ولا بالذوق :
فإذا ثبت ذكر في محل فلا يثبت في شبيهه أو نظيره ما لم يدل دليل ، ولهذا فلا يكون بعد صلاة النافلة
من الأذكار مثل ما ثبت في الفريضة .
= يتأكد ذكر الله بإطلاق في كل مجلس أو ممشى أو مضطجع :
وقد يقال بالوجوب ، فإن الذكر من أجل الطاعات وأعظم القربات ، والإعراض عنه سبيل المحرومين ،
ومن احتوشتهم الشياطين ، والنصوص في الأمر به وافرة ، وفي التأكيد عليه متكاثرة .
قال محمد بن كعب القرظي :
لو رُخص لأحد في ترك الذكر لرُخص لزكريا بقول الله عز وجل : ( ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا
واذكر ربك كثيرا) ..
ولرُخص للرجل يكون في الحرب بقول الله عز وجل : ( إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ) .
= قال المناوي في فيض القدير :
( ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله ؛ إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار ) لأن ما يجري في ذلك
المجلس من السقطات والهفوات إذا لم يُجبر بذكر الله يكون كجيفة تعافها النفس ، وتخصيص الحمار
بالذكر يُشعر ببلادة أهل ذلك المجلس !.
= الذكر يتفاضل فيه أهله تفاضلا عظيما :
لما يقوم بقلوبهم من الإخلاص والخشية والمتابعة ، وهذا التفاضل حاصل في أحوالهم في الدنيا ،
وحاصل عند الموت في ختم العمر بأفضل الذكر وكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) .
= يقول الإمام السعدي رحمه الله :
وقوله : ( لذكري ) اللام للتعليل أي : أقم الصلاة لأجل ذكرك إياي ، لأن ذكره تعالى أجل المقاصد
وهو عبودية القلب ، فالقلب المعطل عن ذكر الله معطل عن كل خير ، وقد خرب كل الخراب ، فشرع
الله للعباد أنواع العبادات ، التي المقصود منها إقامة ذكره وخصوصا الصلاة .
= تنبيه :
يوجد في أذكار المتصوفة التسبيحات بالألوف بل بمئات الألوف ، وهذا من البدع بل عندهم قراءة
سور بأمثال هذه الأعداد ، وأوراد بنحو هذه الأعداد ، وأكثر ما ورد في السنة المطهرة من التسبيح
أو التهليل هو التسبيح المئوي ، أعني ما رُتب عليه فضل خاص .
= من صور الاستخفاف بالذكر :
أن يُفتتح به الاجتماعات الباطلة والمؤتمرات الآثمة ، والمهرجانات والألعاب وغيرها مما
يكون القرآن والحمد والصلاة على نبيه مقدمة لها ، ثم بعد ذلك لا تسأل عن الكفر بالقرآن ونبذه خلف
الظهور وانعقاد الخناصر على تنحيته !!..
فو الله لو كان افتتاحهم بآلات الطرب لكان أهون من اتخاذ آيات الله هزوا .
= لا يجوز إحداث فضل للأذكار لم يُنقل في الأخبار عن الله ورسوله :
وما جاء من فضل لم يصح فهو كالمعدوم فلا يجوز نشره أو ترويجه ، فإنه كذب على الله ورسوله ،
وما أكثر ما يُنقل في عصرنا من ذلك مما يصنعه الجهلة وأشباههم ، فتبلغ كذبتهم الآفاق في فرية هي
أعظم الفرى ، وهي الكذب على الله عز وجل وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من
أفرى الفرى أن يُري عينيه ما لم ترَ) كما في البخاري وغيره ..
وهو كذب في المنام على الله في قدره ، فكيف بمن يكذب على الله في شرعه ودينه جهارا نهارا ؟!!..
فتراهم يكذبون عليه في الترغيب والترهيب ، ويزخرفون إفكهم أيضا بالعقوبة العاجلة ،
وأن من لم يقل كذا حصل كذا من ألوان العقوبات والآفات !!.
= صح من طرق :
عن أبي نجيح ، عن مجاهد رحمه الله أنه قال : لا يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات
حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا .
= كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الوتر قال : سبحان الملك القدوس ، سبحان الملك القدوس ، سبحان القدوس . ورفع بها صوته .
زيادة ( رب الملائكة والروح ) في الذكر الذي يقال بعد الوتر زيادة شاذة ..
= تشرع المنافسة في الذكر وترك الإيثار فيه : فالإيثار في القرب مكروه ..
ومن صور الإيثار المكروهة المتعلقة بالذكر :
كما لو كان اثنان لهما متاع يُخاف عليه السرقة وحضرت الجمعة ، وتندفع المفسدة بحراسة أحدهما ،
فلا يجوز أن يؤثر أحدهما الآخر بحضور الذكر وشهود الجمعة ، بل يقترعان فمن خرجت قرعته شهدها .
http://krrar2007.googlepages.com/faselward2.gif