المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رائد الاصلاح في العصر الحديث عبد الرحمن الكواكبي


نبهات
10-04-2010, 12:36 PM
عبد الرحمن الكواكبي
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ADHnxDEZhJVTeM:http://esyria.sy/sites/images/aleppo/characters/072446_2008_07_14_12_54_39.image1.jpg (http://images.google.com/imgres?imgurl=http://esyria.sy/sites/images/aleppo/characters/072446_2008_07_14_12_54_39.image1.jpg&imgrefurl=http://www.esyria.sy/ealeppo/index.php%3Fp%3Dstories%26category%3Dcharacters%26 filename%3D200807171240011&usg=__kNoCMCrNbdqi-pwMREERatXDOgg=&h=432&w=400&sz=39&hl=fr&start=2&um=1&itbs=1&tbnid=ADHnxDEZhJVTeM:&tbnh=126&tbnw=117&prev=/images%3Fq%3D%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%2B%25D 9%2584%25D8%25B9%25D8%25A8%25D8%25AF%2B%25D8%25A7% 25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25AD%25D9%2585%25D9%2586% 2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2588%25D8%25 A7%25D9%2583%25D8%25A8%25D9%258A%26um%3D1%26hl%3Df r%26sa%3DX%26rlz%3D1T4SKPB_frDZ342DZ343%26tbs%3Dis ch:1) http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:FI7U0UscQS_LbM:http://www.el-awael.com/news/images/up/284768777519149.jpg (http://images.google.com/imgres?imgurl=http://www.el-awael.com/news/images/up/284768777519149.jpg&imgrefurl=http://www.el-awael.com/news/cat_23/10.html&usg=__DsgCEq8rrmWa2FuG-JQuWT7ES9s=&h=300&w=300&sz=18&hl=fr&start=1&um=1&itbs=1&tbnid=FI7U0UscQS_LbM:&tbnh=116&tbnw=116&prev=/images%3Fq%3D%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%2B%25D 9%2584%25D8%25B9%25D8%25A8%25D8%25AF%2B%25D8%25A7% 25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25AD%25D9%2585%25D9%2586% 2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2588%25D8%25 A7%25D9%2583%25D8%25A8%25D9%258A%26um%3D1%26hl%3Df r%26sa%3DX%26rlz%3D1T4SKPB_frDZ342DZ343%26tbs%3Dis ch:1)
نشأ في سوريا، تنفس أول أنسام الحياة في حلب، ولفظ آخر أنفاسه في القاهرة، وفيما بين حلب والقاهرة، وغيرهما من بلاد المسلمين كانت له خطوات، ونظرات، ثم كان له من ذلك كله دعوات جريئة وصريحة إلى الإصلاح.
ففي حلب تلك المدينة المعطاءة التي أخرجت المعرِّي، وسيف الدولة وأبا فراس، والبحتري، وابن النديم، وعاش في ظلالها
المتنبي، والفارابي.. وغيرهم من القادة، والشعراء، والمفكرين وُلِد

ولد الكواكبي سنة 1855 في أسرة عربية، تمتد جذورها إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من جهة الوالدين ويتضمن عمود النسب الكواكبي أسماء مشاهير، من أبرزهم جد الكواكبي الرابع محمد بن الحسن الكواكبي مفتي حلب المتوفى سنة 1090هـجري الذي ترجم له المحبي في نفحة الريحانة فقال: وقد ختمت به الفتوة والبسالة .... ومن مشاهير هذه الأسرة أيضا شقيق عبد الرحمن الكواكبي أبو السعود مسعود بن أحمد الكواكبي، وله ترجمة في كتاب الأعلام في الوراق
.توفيت والدته عـفـيـفة آل النقيب وعمره ست سنوات، فكفلته خــالته صفية واصطحبته إلى بيتها في أنطا كية، حيث بقي هـناك ثـلاث ســنوات، عــــــاد بعـــدها إلى حلب، ليتعلم فيها على يـد الشيخ "طاهر الكلزي" وبعد أن تعلم القراءة والكتابة، وأتم قراءة القرآن وحفظه، عـــاد إلى خالته، كي ترعــى تنمية علومه، فاستعانت بقريبها "نجيب النقيب" أصبح فيما بعــــد أستاذا للخديوي عباس الذي كان على عرش مصر حين لجأ إليها الكواكبي.‏

وحين أتمّ تعليمه هناك، عاد إلى حلب ليتابع دروسه بالعـربية والفارسية، بعــــد أن أتقن التركية في أنطاكية، فدرس الشريعة والأدب وعلوم الطبيعة والرياضة في المدرسة الكواكبية، التي كانت تتبع مناهج الأزهـــر في الدراسة، وكان يشرف عليها ويدرّس فيها والده مع نفر من كبار العلماء،
لم يكتفِ ألكواكبي بالمعلومات المدرسية، فقد اتسعت آفاقه أيضا بالاطلاع على كنوز المكتبة الكواكبية التي تحتوي مخطوطات قديمة وحديثة، ومطبوعات أول عهد الطباعة، فاستطاع أن يطلع على علوم السياسة والمجتمع والتاريخ والفلسفة…الخ. لاشك أن هذه الثقافة المنفتحة التي تمتع بها الكواكبي بالإضافة إلى التربية الإسلامية منحته شخصية متميزة.‏

بدأ حياته بالكتابة إلى الصحافة، ويرجح حفيده سعد زغلول الكواكبي أن جده عمل في صحيفة "الفرات" الرسمية سنتين لا أكثر، وقد ترك العمل فيها نظرا لمعاناته الرقابة، الاضطهاد لكونه لا يمدح السلطة…..‏
وقد أحس أن العمل في صحيفة رسمية يعرقل طموحه في تنوير العامة وتزويدها بالأخبار الصحيحة، لذلك رأى أن ينشئ صحيفة خاصة لاعتقاده أنه يستطيع الكتابة فيها بحرية أكبر من الصحيفة الرسمية للدولة، فأصدر صحيفة "الشهباء" عام 1877 باسم صديق له هاشم العطار كي يفوز بموافقة السلطة العثمانية، لأنه لو طلب الترخيص باسمه لما فاز به، وكان عمره آنئذ حوالي اثنين وعشرين عاما!‏ لم تستمر هذه الصحيفة طويلا، عطلت ثلاث مرات قبل أن تغلق بشكل نهائي بعد صدور العدد السادس عشر، إذ لم تستطع السلطة تحمل جرأته في النقد، فالحكومة كما يقول الكواكبي نفسه "تخاف من القلم خوفها من النار".‏

تابع جهاده الصحفي فأصدر عام 1879 باسم صديق آخر جريدة الـ"اعتدال" سار فيها على نهج "الشهباء" فعطّلتها السلطة، فتابع الكتابة في صحف عربية تصدر في بلدان عربية وغربية "النحلة" بنسختيها العربية والإنكليزية، و"الجنان" و"ثمرات الفنون" و"الجوائب" و"القاهرة" والمؤيد"..‏ كان قلمه نصير الحق، يقف إلى جانب المظلوم بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي، لذلك وجدناه يشرّع قلمه في وجه المستبد، فينقد تصرفاته وتهاونه تجاه مواطنيه، فكتب مقالا ينتقد فيه عدم قبول بعض المسيحيين في الجيش العثماني إلا بعد اشتراط تغيير أسمائهم بأسماء إسلامية!!‏.

بعد أن تعطّلت صحيفتاه، انكبّ على دراسة الحقوق حتى برع فيها، وعيّن عضوا في لجنتي المالية والمعارف العمومية، والأشغال العامة النافعة ثم عضوا فخريا في لجنة امتحان المحامين، وفي سنة 1886 صار مأمو للإجراء.‏ وبعد أن أحس أن السلطة تقف في وجه طموحاته، وتعرقل مشاريعه، بل وصل الأمر بها إلى عزله وقطع رزقه، لذلك انصرف إلى العمل بعيدا عنها، فاتخذ مكتبا للمحاماة في حي الفرافرة قريبا من بيته وسراي الحكومة يستقبل فيه المظلومين من سائر الفئات وسائر أنواع الظلم، فيسعى إلى تحصيل حقوقهم ورفع ظلاماتهم بكتابة الشكاوي وإرشادهم إلى طرق الاحتجاج القانوني، وقد كان يؤدي عمله، في معظم الأحيان، دون أي مقابل مادي، حتى اشتهر بلقب أبي الضعفاء‏.

كما انه استلم عددا من المناصب الحكومية.

عرف ألكواكبي بمقالاته، سواء في حلب أم في خارجها، التي تفضح فساد الولاة، لذلك ناصبه هؤلاء العداء، ولم يوفروا أية فرصة لإيذائه، فقد استغلت السلطة محاولة اغتيال أو بالأحرى تهديد والي حلب جميل باشا من قبل شاب أرمني يتدرب على المحاماة في مكتب الكواكبي، فألقت القبض عليه بتهمة التحريض على قتل الوالي، لكنه خرج من هذه التهمة بريئا، رغم ذلك لم يتخلص من مضايقات والي حلب، فقد اتهمه الوالي عارف باشا بالتآمر مع الأرمن لإثارة المشاكل في حلب، وقد استغل حادثة تعرض القنصل الإيطالي للإصابة بحجر قرب بيت الكواكبي، ليثبت هذه التهمة، فقبض عليه وصودرت أملاكه، وحكم عليه بالإعدام في محكمة حلب، وكان رئيسها من أعوان الوالي، فقدم الكواكبي استئنافا لإعادة محاكمته في بيروت، نظرا للخلاف بينه وبين الوالي، حيث بُرّيء وعُزل الوالي، بعد أن عانى الكواكبي من السجن مدة عام تقريبا في حلب وبيروت.‏

لم تكتفِ السلطة بمصادرة حريته الصحفية بمنعه من إصدار صحيفة، ومصادرة حريته الشخصية بالسجن والاستيلاء على أملاكه، بل وصل الأمر بالاستبداد أن اغتصب منه نقابة الأشراف، وأعطاها لأبي الهدى الصيادي الذي زوّر انتسابه لآل البيت، مع أنه من المعروف أن نقابة الأشراف تتوارثها أسرة الكواكبي في حلب والأستانة وبغداد، باعتبارهم من آل البيت من جهتي الأم والأب منذ أيام أحمد الكواكبي في منتصف القرن الحادي عشر الهجري.

ضيق الاستبداد الخناق على الكواكبي، حتى كان يقترض ليعيش بعد أن صودرت أملاكه، ومنع من مزاولة أي عمل، رغم ذلك لم تستطع السلطة شراءه بالمناصب، فرأت أن تتخلص منه، بعد أن أصبح شخصية مؤثرة في حلب، بل امتد تأثيره إلى سائر البلاد العربية، بسبب مقالاته التي كان يرسلها إلى الصحف العربية، لذلك أرسلت له شخصا ملثما لاغتياله، وفعلا طعنه أثناء عودته إلى بيته ليلا، بعد هذه الحادثة التي نجا منها بأعجوبة، رأى أن المقام في ديار الاستبداد باتت مستحيلة، فقرر الهرب إلى مصر 1900 حيث ستصلها يد الاستبداد وتفلح في قتله، بأن تدس له السم في فنجان قهوة في مقهى يلدز 1902 لا فرق أن تكون هذه اليد هي يد السلطان عبد الحميد أو يد أبي الهدى الصيادي، ومما يؤكد هذه الجريمة الإسراع بدفنه على نفقة الخديوي عباس دون أن تفحص أمعاءه، خاصة أنه صرّح لصديقه في القاهرة عبد القادر الدباغ قبيل وفاته قائلا: "لقد سموني يا عبد القادر"‏.

اضافة لهذه الكتب فقد كتب كثيرا من الكتب في المرحلة الأخيرة من حياته قبل خروجه من حلب وبعده، لكنها سرقت . وقد ذكرها لنا حفيده سعد زغلول الكواكبي في كتابه "عبد الرحمن الكواكبي:السيرة الذاتية" وهي :
*"العظمة لله"،
* "صحائف قريش"،
* "الأنساب"،
*"أمراض المسلمين والأدوية الشافية لها"
* "أحسن ما كان في أسباب العمران"،
*"ماذا أصابنا وكيف السلامة"،
*"تجارة الرقيق وأحكامه في الإسلام"

ذاق الكواكبي صنوف المعاناة على يد الاستبداد العثماني وأعوانه، حتى لم يبق له مصدر رزق، وصار يستدين من أجل متطلبات حياته اليومية، لذلك حين عرض عليه السلطان منصب قضاء راشيا كي يبعده عن بلده حلب ويضعف تأثيره، تظاهر بقبوله، وسافر إلى الأستانة سرا، ليقوم بتحريات سرية عن أعمال السلطان وزبانيته، ويرى أنواع استبداده في عقر داره، لكن سرعان ما اكتشف أمره، ودعي للإقامة في قصر خاص بالضيافة.

وقد التقى أثناء زيارته تلك بجمال الدين الأفغاني 1895 الذي جاء إلى الأستانة 1892 وبقي هناك حتى وفاته أو بالأحرى قتله 1897 في منـزل للضيافة تحت الإقامة الجبرية، وقد أحس الكواكبي بعد لقائه بالمصير المشابه الذي ينتظره ، لذلك سارع بالعودة إلى حلب سرا.‏ لقد كان ظاهرا للعيان رغبة السلطان في التخلص منه، خاصة بعد أن أدرك أن المناصب في حلب لم ولن تغيره،
فرأى الكواكبي حين عرض عليه السلطان منصب القضاء في راشيا وسيلة جديدة لإبعاده، خاصة أن هذا المنصب قد جاء بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها والتضييق على حريته في الأستانة، لذلك قرر الهرب إلى مصر سرا 1900 بعد أن رهن البيت الذي كان مسجلا باسم زوجته، ليؤمن تكاليف سفره.‏

ولو تأملنا أسباب اختيار الكواكبي مصر موطنا له، للاحظنا أنها تنحصر في الحرية: جوهر الوجود الذي عاش من أجله الكواكبي ومات في سبيل تحقيقه، وهذا ما تخيل وجوده في مصر زمن الخديوي عباس، فقد كانت ملاذا للكتاب، الذين هاجر إليها أغلبهم من بلاد الشام، رغبة في الحرية، التي يلمسها المرء خاصة في الجرائد المصرية التي كانت تتمتع بحرية نقد السلطان عبد الحميد وإلى جانب الحرية في التعبير، كانت هناك حرية في استخدام اللغة العربية في الكتابة التي كانت شبه ممنوعة في شرقي السلطنة، لذلك أسس المهاجرون إليها صحفا ومجلات، واستطاعوا أن يسهموا في إغناء الحياة الأدبية والفكرية في مصر، وقد شكّلوا صوتا واضحا في الصحافة عرف فيها، واشتهر باسم "الشوام"‏. عاش الكواكبي في القاهرة حوالي سنتين حيث ذاع صيته، وتابع نشر مقالاته في الصحف المصرية، بل نجده قد أصدر فيها "صحيفة العرب" التي لم تلبث أن توقفت، دون أن نعرف السبب، ربما قد يكون بسبب تقارب الخديوي عباس والسلطان عبد الحميد!! وقد كان أحد أهم شروط هذا التقارب، ألا يساند الخديوي المناوئين للسلطة العثمانية!!.

كذلك استطاع أن ينشر فيها كتابيه "أم القرى" و"طبائع الاستبداد" اللذين كتبهما في حلب ولم يستطع نشرهما إلا بعد هربه منها، ويقول نديم الكواكبي عبد المسيح الأنطاكي إن الكواكبي ظل مختفيا في القاهرة حتى طبع كتاب "أم القرى" إذ أرسل منه نسختين إلى الخديوي في الإسكندرية، ونسخة إلى"الشيخ محمد عبده" والثالثة إلى"الشيخ علي يوسف" وقد سرّ الخديوي بالكتاب فطلب إلى الشيخين أن يسعيا للتعرف على صاحب الكتاب الذي لم يذكر اسمه عليه، ومنذ ذلك الوقت نشأت صداقة بين الخديوي والكواكبي التي يبدو أنها لم تعمّر طويلا، بسبب التقارب بين الخديوي والسلطان عبد الحميد، ورفض الكواكبي طلب الخديوي للسفر معه إلى الأستانة للتصالح مع السلطان.‏

أثناء إقامته في القاهرة، قام برحلتين زار فيهما بلادا عربية وأخرى إسلامية، ليتفهم أحوال المسلمين وليدرس عن كثب مشروع رابطة أم القرى الذي تحدث عنه بشكل نظري في كتابه "أم القرى" فزار السودان والجزيرة العربية واليمن، والتقى القبائل العربية، ليعرف مدى مقدرتها على القتال، وليحرضها على الثورة ضد الأتراك، لكن اللافت للنظر اهتمامه بالشؤون الاقتصادية والجيولوجية لبلاد العرب، حيث ذكر ابنه كاظم الذي رافقه في رحلته الثانية، أنه كان يجمع نماذج من صخورها، ويجلبها معه إلى مصر لدراستها من قبل المتخصصين لمعرفة الثروات المعدنية التي تحتويها الجزيرة وقد كان من بينها على ما يذكر ابنه زيت النفط الذي دلّه عليه الأعراب في الجزيرة .‏

إذاً لا تبدو الغاية من رحلاته دراسة أحوال الأمة العربية والإسلامية من الناحية السياسية والعسكرية فقط، بل دراسة أحوال البلاد الاجتماعية والاقتصادية، كي يؤسس لدولة عصرية، ترتكز على إمكاناتها الاقتصادية الذاتية، لذلك سعى إلى معرفة ما تملكه من ثروات باطنية بالإضافة إلى ما تملكه من استعداد حربي، فهو يدرك أن حرية الدول لا تكون بجلاء الغريب عنها، وإنما بامتلاك القدرة الاقتصادية التي تستطيع حماية الحرية، وتأسيس بنيان الدولة على أسس متينة، تمنحها استقلالا حقيقيا.‏

لقد امتلك الكواكبي وعيا سابقا لعصره، فسعى إلى الحرية بأفضل معانيها، جنّد في سبيلها كل ما يملكه من مواهب أدبية وفكرية، وضحى من أجلها بكل ما يملك، حتى دفع حياته ثمنا لها.‏
و من بين اقواله الماثورة
- "لقد تمحص عندي أن أصل الداء هو الاستبداد السياسي, ودواؤه هو الشورى الدستورية".
- "من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم, واستبداد النفس على العقل".
- "إن أعمال البشر في تحصيل المال ترجع إلى ثلاثة أصول: استحضاره المواد الأولية وتهيئته المواد للانتفاع بها، ثم توزيعها على الناس. وهي الأصول التي تسمى بالزراعة والصناعة والتجارة، وكل وسيلة خارجة عن هذه الأصول وفروعها الأولية, فهي وسيلة ظالمة لا خير فيها..".
- "إن المدارس تقلل الجنايات لا السجون, وإن القصاص والمعاقبة قلما يفيدان في زجر النفس".
- "إن الهرب من الموت موت!.. وطلب الموت حياة!.. والخوف من التعب تعب!.. والإقدام على التعب راحة!.. والحرية هي شجرة الخلد, وسقياها قطرات الدم المسفوح.. والإسارة (العبودية) هي شجرة الزقوم, وسقياها أنهر من الدم الأبيض, أي الدموع!".

توفي في القاهرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9) متأثرا بسم دس له في فنجان القهوة عام 1320 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/1320_%D9%87%D9%80) الموافق 1902 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1902) حيث دفن فيها

رثاه كبار رجال الفكر والشعر والادب في سوريا ومصر ونقش على قبره بيتان لحافظ إبراهيم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8_%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7% D9%87%D9%8A%D9%85):
هنا رجل الدنيا هنا مهبط التقى*** هنا خير مظلوم هنا خير كاتـب
قفوا وأقرؤوا (أم الكتاب) وسلموا*** عليه فهذا القبر قبر الكواكبي
وقد أقيم مسجد كبير في حي العجوزة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AC%D9%88%D8%B2%D8%A9)بمحافظة الجيزة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%AC%D9%8A%D8%B2%D8%A9) يحمل اسمه تخليداً لذكراه.

نبذة مختصرة عن اهم كتاباته
نشر الكواكبي آراءه وأفكاره في أهم كتابيه
أم القرى: وهو عبارة عن أسلوب محاضر جلسات مؤتمر تخيل انعقاده في مكة لبحث شؤون المسلمين، وما ألم بهم وبالإسلام وطرق معالجة ذلك، يحضره علماء وزعماء المسلمين، من اثنين وعشرين قطراً من أقطار العالم الإسلامي، قد اجتمعوا في مكة للحج. ويناقش المجتمعون أحوال المسلمين. وينددون في سياق ذلك بالاستبداد والظلم وانتقاد الحرية.
وبعد أن تبادلوا الآراء في أكثر من اثني عشر اجتماعاً رسمياً، قرروا أن ينشئوا جمعية ترمي إلى إحياء الإسلام والنهوض به( )، ونبذ سيادة الجهل والبدع والضلالات والتدجيل، ويقررون وجوب الرجوع إلى المبادئ الإسلامية من حق وعدل وحرية ومساواة وشورى وعلم وعمل، وإقامة خلافة عربية قرشية مستكملة للشروط الشرعية، وقائمة على أساس الشورى والحرية والحق، على أن يقوم في كل قطر حُكْمٌ يقوم عليه الصالحون من أهله بمصادقة الخليفة ، وعلى أساس الحرية والحق والشورى( ).
وكتاب أم القرى قد يكون أقوى صراحة في عباراته ومعانيه في مواجهة الدولة العثمانية، والحكم العثماني، حيث صرح الكواكبي في أم القرى بأن الخلافة يجب أن تكون عربية، بل يجب إقامة خلافة عربية مقام الخلافة العثمانية، وألقى بذور الشك في صحة اعتبار السلاطين العثمانيين خلفاء المسلمين
وففي هذا الكتاب يرد فساد الأخلاق إلى انحلال الرابطة الدينية والاجتماعية وفقد التناصح وغياب الأخلاق (فلمثل هذا الحال لا غرو أن تسأم الأمة حياتها فيستولي عليها الفتور، وقد كرت القرون وتوالت البطون ونحن على ذلك عاكفون، فتأصل فينا فقد الآمال وترك الأعمال والبعد عن الجد والارتياح إلى الكسل والهزل، والانغماس في اللهو تسكيناً لآلام أسر النفس والإخلاد إلى الخمول والتسفل طلباً لراحة الفكر المضغوط عليه من كل جانب... إلى أن صرنا ننفر من كل الماديات والجديات حتى لا نطيق مطالعة الكتب النافعة ولا الإصغاء إلى النصيحة الواضحة، لأن ذلك يذكرنا بمفقودنا العزيز، فتتألم أرواحنا، وتكاد تزهق روحنا إذا لم نلجأ إلى التناسي بالملهيات والخرافات المروحات، وهكذا ضعف إحساسنا وماتت غيرتنا، وصرنا نغضب ونحقد على من يذكرنا بالواجبات التي تقتضيها الحياة الطيبة، لعجزنا عن القيام بها عجزاً واقعياً لا طبيعياً). أم القرى

وقد كان عبد الرحمن الكواكبي واحداً من المفكرين العرب الذين كشفوا عن أسباب الجمود الذي خيم على العالم الإسلامي، وقارن ذلك بحالة التقدم التي وصل إليها الأوربيون في العصور الحديثة، والتي مكنتهم من الهيمنة على أجزاء واسعة من العالم الإسلامي.

حيث قال في هذا الكتاب ايضا: (إن مسألة التقهقر بنت ألف عام أو أكثر، وما حفظ عز هذا الدين المبين كل هذه القرون المتوالية إلا متانة الأساس، مع انحطاط الأمم السائرة عن المسلمين في كل الشؤون، إلى أن فاقتنا بعض الأمم في العلوم والفنون المنوَّرة للمدارك، حزبت قوتها فنشرت نفوذها على أكثر البلاد والعباد من مسلمين وغيرهم، ولم يزل المسلمون في سباتهم إلى أن استولى الشلل على كل أطراف جسم المملكة الإسلامية.

و كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، يحتوي على مقدمة وسبعة فصول ؛ منها، الاستبداد والدين، الاستبداد والمجد، الاستبداد والتربية، الاستبداد والترقي، الاستبداد والتخلص منه( ).
وفي تفصيل أدق لبعض مباحث هذا الكتاب، نجد الكواكبي حينما يعالج موضوع الاستبداد في الحياة السياسة وأبعاد هذه المسألة يقول: (هذه خمسة وعشرون مبحثاً كل منها يحتاج إلى تدقيق عميق، وتفصيل طويل، وتطبيق عن الأحوال والمقتضيات الخصوصية، وقد ذكرت هذه المباحث تذكرة لأولى الألباب وتنشيطاً للنجباء. نذكر بعض هذه المباحث.
1-مبحث ما هي الأمة أي الشعب.
2-مبحث ما هي الحكومة.
3-مبحث ما هي الحقوق العمومية.
4-مبحث التساوي في الحقوق.
5-مبحث الحقوق الشخصية.
6-مبحث نوعية الحكومة.
7-مبحث المراقبة على الحكومة.
8-مبحث حفظ السلطة في القوانين.
9-مبحث كيف توضع القوانين.
10-مبحث توزيع الأعمال والوظائف.
11-مبحث التفريق بين السلطات السياسية والدينية والتعليم
وتعرض الكواكبي لبعض الأفكار والمبادئ عن موضوع الاستبداد التي ذكرها في كتابه. فقال: (الاستبداد ريح صرصر فيه إعصار يجعل الإنسان كل ساعة في شأن، وهو مفسد للدين في أهم قسمية، أي الأخلاق.. ولما كان ضبط أخلاق الطبقات العليا من الناس من أهم الأمور، أطلقت الأمم الحرة حرية الخطابة والتأليف والمطبوعات)
ولما كانت الإرادة والاستبداد عنصران متناقضان، قرر الكواكبي قيمة الإرادة، بأنها (لو جازت عبادة غير الله لاختار العقلاء عبادة الإرادة، فهي تلك الصفة التي تفصل الحيوان عن النباتات في تعريفه بأنه متحرك بالإرادة. فأسير الاستبداد الفاقد الإرادة هو مسلوب حق الحيوانية فضلاً عن الإنسانية)
وبيّن الكواكبي مفهوم الحرية، وأن أكثر المصائب جاءت بفقدانها، فقال: (إن البلية فقدُنا الحرية، وما أدري ما الحرية، هي ما حرمنا معناه حتى نسيناه، وحرم علينا لفظه حتى استوحشناه، وقد عرف الحرية من عرفها: بأن يكون الإنسان مختاراً في قوله وفعله لا يعترضه مانع ظالم . ومن فروع الحرية : تساوي الحقوق ومحاسبة الحكام باعتبار أنهم وكلاء، وعدم الرهبة في المطالبة وبذل النصيحة. ومنها: حرية التعليم، وحرية الخطابة والمطبوعات، وحرية المباحثات العلمية، ومنها العدالة بأسرها
و ينقد فيه الحكومات الإسلامية حيث يقول (الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان؛ التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء؛ بلا خشية حساب ولا عقاب). (ويقولون إن المستبدين من السياسيين يبنون استبدادهم على أساس من هذا القبيل أيضاً؛ لأنهم يسترهبون الناس بالتعالي الشخصي والتشامخ الحسي، ويذللونهم بالقهر والقوة وسلب الأموال حتى يجعلونهم خاضعين لهم عاملين لأجلهم، كأنما خلقوا من جملة الأنعام نصيبهم من الحياة ما يقتضيه حفظ النوع فقط). (أنفع ما بلغه الترقي في البشر هو إحكامهم أصول الحكومات المنتظمة، وبناؤهم سداً متيناً في وجه الاستبداد وذلك بجعلهم لا قوة فوق الشرع، ولا نفوذاً لغير الشرع، والشرع هو حبل الله المتين، وبجعلهم قوة التشريع في يد الأمة، والأمة لا تجتمع على ضلال، وبجعلهم المحاكم تحاكم السلطان والصعلوك على السواء.

أبو حكيم
27-08-2010, 01:10 AM
و لظروف قاهرة ، اضطررت أن أتغيب عن المنتدى لمدة شهور، لم أتمكن من شكرك جزيل الشكر على طلبي...
جزاك الله كل خير.

أكرم-ع
14-09-2010, 04:52 AM
جزاك الله كل خير