المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البيئة مفاهيم واصطلاح


المراقب العام
06-08-2017, 11:33 PM
http://islamstory.com/upload/content/902582265.jpg

للبيئة أهمية كبيرة في حياة الإنسان، وتتعرض البيئة لمشاكل عدَّة في عصرنا الحاضر، وظهرت مصطلحات تعبِّر عن ذلك. نتناول هنا هذه المفاهيم الأساسية الخاصَّة بالبيئة والتَّلوُّث وعلم البيئة لغةً واصطلاحًا.

البيئة لغة:

البيئة أصلها فعل (بَوَأَ) في المعجم العربي، ومعاني الفعل تدور حول الرجوع والنزول والحلول والتمكُّن والاستقرار في المكان.

في المعاجم العربية: بَاءَ إِلَى الشَّيْءِ يَبُوءُ بَوْءًا: رَجَعَ وبُؤْت إِلَيْهِ، والْبَاءَةُ وَالْبَاءُ: النِّكَاحُ،وفي الحديث: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ»[1].وسُمِّيَ النِّكَاحُ بَاءَةً لأَنَّ الرَّجُلُ يَتَبَوَّأُ مِنْ أَهْلِهِ؛ أَيْ: يَسْتَمْكِنُ مِنْ أَهْلِهِ كَمَا يَتَبَوَّأُ مِنْ دَارِهِ، وَالأَصْلُ فِي الْبَاءَةِ الْمَنْزِلُ، ثُمَّ قِيلَ لِعَقْدِ التَّزْوِيجِ بَاءَةٌ؛ لأَنَّ مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً بَوَّأَهَا مَنْزِلاً... والمَبَاءَةُ: المَرْجِعُ. وَبَاءَ بِذَنْبِهِ وَبِإِثْمِهِ: احْتَمَلَهُ، وَصَارَ المُذْنِبُ مَأْوَى الذَّنْبِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى:{إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} [المائدة: 29]. وأَصل البَواءِ اللزومُ وفي الحديث: «فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا»[2]. أَي التزَمَه ورجَع به... والاسم البِيئةُ. واسْتَباءه أَي: اتَّخَذَهُ مَباءة. وتَبَوَّأْتُ منزلاً أَي: نَزَلْتُه. وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ}[الحشر: 9]. جَعلَ الإِيمانَ مَحَلاًّ لهم على المَثَل، وقد يكون أَرادَ وتَبَوَّءُوا مكانَ الإِيمانِ وبَلَدَ الإِيمانِ.

إِنه لَحَسَنُ البِيئةِ أَي هيئة التَّبَوُّءِ والبيئةُ. والباءة والمَباءة مَنْزِلُ القوم في كل موضع ويقال كلُّ مَنْزِل يَنْزِله القومُ، وتَبَوَّأَ فلان مَنْزِلاً أَي اتخذه.

بَوَّأْتُهُ مَنْزِلاً أي أنزلته وفيه قوله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا}[العنكبوت: 58]. وفي الحديث: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[3].

البِيئَةُ: الحالَةُ، وفُلانٌ طَيِّب المَبَاءَة؛ أَي: المـَنْزِل. ويقال: هو رَحيب المـَباءَةِ. أَي: سَخِيٌّ واسعُ المعروفِ، ويقال: حَاجَةٌ مُبِيئَةٌ –بالضمِّ- أَي شَدِيدَةٌ لازمة.فالبيئة في اللغة هي المنزل والحال ويُقال: بيئة طبيعيَّة وبيئة اجتماعيَّة وبيئة سياسيَّة[4].

البيئة اصطلاحًا:

أمَّا البيئة بمعناها المتبادر إلى الذهن في إطار المناقشة العلمية، فوُضع لها أكثر من تعريف، ففي مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية المنعقد بمدينة ستوكهولم السويدية عام 1972م، أُعطي لفظ البيئة مفهومًا متَّسعًا؛ بحيث أصبحت تدلُّ على أكثر من مجرَّد عناصر طبيعية (ماء، وهواء، وتربة، ونباتات، وحيوانات)؛ بل هي رصيد الموارد الماديَّة والاجتماعيَّة المتاحة في وقت ما وفي مكان ما؛ لإشباع حاجات الإنسان وتطلعاته[5].

توسَّع بهذا مفهوم «البيئة» من حيث هي أشياء وموارد مادية تُمَثِّل «البيئة الطبيعية»، ليدخل فيها -أيضًا- مفهوم «البيئة الاجتماعية»، التي تتناول التأثيرات الاجتماعية أيضًا، وورد هذا التوسيع لمفهوم البيئة في البند الأوَّل لمبادئ المؤتمر: «ويُعْتَبَر جانبَا بيئة الإنسان الطبيعي والصناعي أساسيان لرفاهيته وتمتُّعِهِ بالحقوق الإنسانيَّة الأساسيَّة، بل والحقِّ في الحياة نفسها».

"Both aspects of man's environment, the natural and the man-made, are essential to his well-being and to the enjoyment of basic human rights the right to life itself"[6].



يرى مؤلِّفَا كتاب (البيئة ومشكلاتها) -بعد استعراض لمفهوم البيئة في عددٍ من التعريفات المختلفة- أنها: «الإطار الذي يعيش فيه الإنسان، ويحصل منه على مقوِّمات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى، ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر»[7].

البيئة -كما في تعريف دائرة المعارف البريطانيَّة- هي: مجموع العوامل الطبيعيَّة والكيميائيَّة والحيويَّة التي تعمل على كائنٍ حيٍّ أو مجتمعٍ بيئيٍّ، وتُحَدِّد بشكل تامٍّ شكله وبقاءه.

"the complex of physical, chemical, and biotic factors that act upon an organism or an ecological community and ultimately determine its form and survival"[8].

لكن الدراسات البيئية مع اتفاقها على هذا التعريف إنما تنحو نحو تقسيم شهير للموارد الطبيعية باعتبارها البيئة التي ينبغي المحافظة عليها، وقد كان المبدأ الثاني في توصيَّات مؤتمر البيئة في ستوكهولم 1972م هو: «الموارد الطبيعية في العالم بما فيها الهواء والماء والأرض والنبات والحيوان، وخاصَّة العينات الممثِّلة للنظم الطبيعية، يلزم حمايتها لصالح الأجيال الحاليَّة والقادمة؛ من خلال تخطيط أو إدارة دقيقتين على القدر المناسب».



"Pricipel 2: The natural resources of the earth, including the air, water, land, flora and fauna and especially representative samples of natural ecosystems, must be safeguarded for the benefit of present and future generations through careful planning or management, as appropriate"[9].

على هذا التقسيم المعتمد دوليًّا لعناصر البيئة سنسير في هذا المقال بإذن الله.

التلوث لغة:

تدور كلمة التلوُّث في لغة العرب حول معنى الاختلاط بشيءٍ سيِّئٍ أو ضارٍّ. وفي معاجم اللغة:لَوَّثَ الشيء بالشيء: خلطه به ومرسه، ويقال: لَوَّث الشيء في التراب: لطخه به، ولَوَّث الشيء: دلكه في الماء باليد حتى انحلَّتْ أجزاؤه، ولَوَّث الماء: كدره.

التاث بردائه: التفَّ به، ويقال: التاث برأس القلم شعرة. والتاث الشيء بالشيء: اختلط به ويقال: التاثت الخطوب. والتاث بالدم: تلطَّخ به، والتاث عليه الأمر: اختلط والتبس.. واللَّوْثُ هو: الشَّرُّ، وأيضا: الجراحات، وأيضا: المطالبات بالأحقاد... والتَّلَوُّث: التلطُّخ[10].

التلوث اصطلاحًا:

عَرَّفَتْ دائرة المعارف البريطانية التلوُّث البيئي بأنَّه: «إضافة أيِّ مُكَوِّنٍ أو شكلٍ من الطاقة (على سبيل المثال: الحرارة، أو الصوت، أو النشاط الإشعاعي) إلى البيئة بمعدَّل أسرع مما يُمكن للبيئة التواؤم معه، عن طريق التبدُّد أو التعطُّل، أو بَدْء دورة جديدة، أو التخزين في شكلٍ ضارٍّ».

"environmental pollution: the addition of any substance or form of energy (e.g., heat, sound, radioactivity) to the environment at a rate faster than the environment can accommodate it by dispersion, breakdown, recycling, or storage in some harmless form"[11].

باختصار: فالتلوث البيئي هو كلُّ تغيُّر كَمِّيٍّ أو كيفيٍّ في مكوِّنات البيئة الحيَّة وغير الحيَّة؛ لا تَقْدِر الأنظمة البيئية على استيعابه دون أن يختلَّ اتزانها[12].

علم البيئة (أيكولوجيا):

يُنسب هذا العلم للعالم البيولوجي الألماني إرنست هايكل[13]، وقد تحدَّث عنه في عام 1866م، وكان هايكل ممَّن تأثَّرُوا بعالِم الأحياء الشهير تشارلز دارون[14]، والحقيقة أن دارون -فيما عدا نظريته عن النشوء والتطوُّر- لا يُنْكَرُ مجهوده العلمي، الذي كان من أبرزه الإشارة والتفصيل في موضوع «تَعَقُّد العلاقات بين الكائنات الحيَّة»[15].

قصد دارون بهذا التعقُّد أنَّ بين الكائنات الحيَّة المختلفة روابطَ وثيقة ومعقدة؛ فمثلاً: زهور نفل المروج (البرسيم الأحمر) لا يستطيع تلقيحها من النحل إلاَّ (الطنانة)؛ لأنها الوحيدة القادرة على الوصول إلى رحيق هذا النوع من البرسيم، فإذا اختفى هذا النوع من النحل سيختفي بالتبعية نوع البرسيم هذا، لكن (الطنانة) نفسها يتوقَّف وجودها إلى حدٍّ بعيد على عدد الفئران التي تُدَمِّر أعشاشها وأقراص عسلها، كما أنَّ وجود الفئران وتكاثرها مرتبط بوجود القطط.. وهكذا تؤثِّر القطط على محصول وإنتاج بريطانيا من البرسيم الأحمر. ثُمَّ استند هايكل إلى هذه الرؤية ليقول: إن البرسيم الأحمر -الذي يتوفر بفضل القطط- يُشَكِّل الغذاء الرئيسي للماشية، كما أنَّ البحارة الإنجليز يُحِبُّون أكل لحم البقر، فإن وجود القطط –التي يحافظ وجودها على البرسيم الأحمر- هو السبب في أنَّإنجلترا قوَّة بحريَّة عظمى[16].

هذا الوصف هو نفسه ليس إلا «تبسيطًا» لعلاقاتٍ «معقَّدة» بأكثر من هذا بكثير، ولكنها كانت الرؤية والمعاني التي وقف عليها هايكل ليُوَسِّع مفهوم (علم البيئة الأيكولوجيا)، ويشرح كيف أنَّ التأثير على البيئة قد يحقِّق أخطاءً وأضرارًا غير متوقَّعة وفي مجالاتٍ غير متوقَّعة، وبوسعنا أن نقول: إنَّهايكل–ربما من حيث لا يدري- هو الذي صحَّح مسار دارون، الذي بدأ بقاعدة صحيحة ثم انتهى بنتيجة خاطئة تجعل علاقات الكائنات الحيَّة سلسلة صراعات يفوز فيها الأصلح للحياة، وفيها تَخْلُق البيئة ما تحتاج إليه، وتتشكَّل المخلوقات تبعًا لبيئتها. بينما تحدَّث هايكل–كما يقول:إيان سيمونز- عن عِلْمٍ يُعْنَى بالعلاقات بين النباتات والحيوانات وبين بيئتهما غير الحيَّة، وعلى الأخصِّ مبادلات الطاقة والمادَّة التي تترتب عليها الديناميَّات[17] السكانيَّة لأنواعٍ معيَّنة[18]. أي أنه تحدَّث عن «توازن» و«تفاعل» وليس عن «صراعٍ» و«حتميَّات».

تُعَرِّف دائرة المعارف البريطانيَّة الأيكولوجيا بأنها: دراسة العلاقات بين الكائنات الحيَّة وبيئتها:



"study of the relationships between organisms and their environment"[19].



أو بعبارة الموسوعة العربية العالمية: هو فرع من العلوم يُعْنَى بالعلاقات التي تُكَوِّنها الكائنات الحية بعضها مع بعض ومع بيئتها. وتُساعد هذه الدراسة المتعدِّدَة الجوانب علماءَ البيئة على فهم كيفية تأثير البيئة الطبيعية في الأشياء الحيَّة، وكذلك تُساعدهم على تقدير تأثير المشكلات البيئية؛ مثل: المطر الحمضي، أو تأثير البيت المحمي.ويدرس علماء البيئة تنظيم العالم الطبيعي على المستويات الثلاثة الرئيسة:

العشائر.
المجتمعات الأحيائيَّة.
الأنظمة البيئيَّة.

ويُحَلِّلُون الأبنية والأنشطة والتغيرات التي تحدث داخل هذه المستويات وفيما بينها[20].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]البخاري: كتاب النكاح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ..". (4778)، ومسلم: كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة... (1400).

[2] البخاري: كتاب الأدب، باب من أكفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال (5752)عن أبي هريرةرضي الله عنه، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه: المسلم يا كافر (60).

[3] البخاري: كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبيِّصلى الله عليه وسلم (110)، ومسلم: المقدمة، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).

[4] انظر: الأزهري: تهذيب اللغة 15/426، وابن سيده: المخصص 1/502، وابن منظور: لسان العرب، مادة بوأ 1/36، والفيروزآباذي: القاموس المحيط 1/43، والزبيدي: تاج العروس، باب الهمزة فصل الباء مع الواو 1/152 وما بعدها، والمعجم الوسيط ص75.

[5] انظر: الإنسان والبيئة من إصدارات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، القاهرة 1978م، ص203.

[6] من وثائق المؤتمر المنشور على موقع برنامج الأمم المتحدة للشئون البيئية، على الرابط: www.unep.org/Documents.Multilingual/Default.asp?DocumentID=97&ArticleID=1503.

[7] رشيد الحمد ومحمد سعيد صباريني: البيئة ومشكلاتها ص24، 25.

[8] موقع موسوعة دائرة المعارف البريطانية على الإنترنت: www.britannica.com/EBchecked/topic/189127/environment.

[9] من وثائق المؤتمر المنشور على موقع برنامج الأمم المتحدة للشئون البيئية، على الرابط: www.unep.org/Documents.Multilingual/Default.asp?DocumentID=97&ArticleID=1503

[10] انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة لوث 2/185، والزبيدي: تاج العروس، باب الثاء فصل اللام مع الواو 5/344 وما بعدها، والمعجم الوسيط ص844.

[11] موقع موسوعة دائرة المعارف البريطانية على الإنترنت: www.britannica.com/EBchecked/topic/468070/pollution.

[12] رشيد الحمد ومحمد سعيد صباريني: البيئة ومشكلاتها، ص120.

[13] إرنست هايكل (Ernst Haeckel): إرنست هاينرش فيليب أوغوست هيكل (1834 – 1919م)، فيلسوف وعالم أحياء ألماني. ولد في بوتسدام، قام باكتشاف الكثير من أنواع الكائنات الحية، ويُعدُّ مؤسس علم الأيكولوجيا.

[14] تشارلز روبرت داروين (Charles Robert Darwin) وُلد في إنجلترا في 1809م، وتُوفِّي في عام 1882م. عالم حيوان، اشتهر بنظرية التطور ومبدأ الانتخاب الطبيعي حول نشأة الإنسان.عُيِّن داروين عضوًا في المجمع الملكي، وتابع أبحاثه وتأليفه للكتب عن النباتات والحيوانات بما فيها الإنسان. ومن أبرز كتب داروين كتاب سلالة الإنسان، وآخر ما كتبه كان حول دودة الأرض.

[15] موضوع (تعقد العلاقات بين الكائنات الحية) تكاد تكون هي نفسها فكرة (التوازن البيئي) بالإضافة إلى فكرة (تدبير الله للخلق)، غير أنَّ الفارق في الألفاظ (تعقد – توازن) هو في حقيقته فارق ما بين الرؤية الغربية المادية والرؤية الإسلامية الربانية، كما سنناقش بوضوح في الباب الخامس من هذا البحث، وسنرى -أيضًا- في الباب الرابع أنَّ ملاحظة هذا التوازن (أو التعقد) قد تمَّ وكُتب فيه منذ القرن الثاني للهجرة برُوح لا ترى فيه تعقُّدًا بقدر ما ترى فيه عظمة الله.

[16] جان ماري بيلت: عودة الوفاق بين الإنسان والطبيعة ص24.

[17] يقصد: الحركة والنمو السكاني.

[18] إيان ج. سيمونز: البيئة والإنسان عبر العصور ص72.

[19] موقع موسوعة دائرة المعارف البريطانية على الإنترنت: www.britannica.com/EBchecked/topic/178273/ecology.

[20] الموسوعة العربية العالمية «علم البيئة».

د.راغب السرجاني