المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الربانيون يتقدمون الركب


المراقب العام
19-10-2017, 12:08 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif

كلما ضاقت الظروف واضطربت الخطوب وتأزمت الحياة ، زادت الحاجة إلى أهل الإيمان والتقى ، القريبين من ربهم سبحانه ، الربانيين الكرام ، يحتمي الناس في جوارهم ، ويستضيؤون بسلوكهم ، ويسترشدون بنصحهم ..


http://www.almoslim.net/sites/default/files/styles/large/public/54545433.jpg?itok=_TGsr6cE

إنهم معروفون بين الناس بفضلهم ، فلا يكاد يكون فضل لأحد من الناس عليهم ، إذ يستغنون عن الناس بالله ، فتراهم في ثوب عزة عن الخلق لاجئين إلى رب الخلق ، لايمدون أيديهم إلى عطية ، ولا تشرئب اعناقهم إلى شهرة ..

انهم زاهدون عن زهرة الحياة وزخرفها ، متقللون من متاعها ، مستكثرون من العمل الصالح ليل نهار ..

فالعلم مسكنهم ، والذكر كهفهم ، والقناعة زادهم ، والمروءة شيمتهم .

لا يتصارعون على كسب حياتي زائل ، بل يتركونه ذاهلين عنه إلى ما عند الله ، ولا يسابقون على مكانة أو مركز ، بل يقنعون بماآتاهم ربهم فهم فيه سعداء ..

لسانهم لايفتر عن ذكر الله ، وجوارحهم تنيب إلى ربها في كل حركة وسكنة ..

قلوبهم مطمئنة مهما اضطربت الخطوب ، ونفوسهم هادئة مهما قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ..

إن نفوس الناس لفي أمس الحاجة إلى هؤلاء الربانيين الابرار في أوقات الشدائد ، يرونهم فتنبت الآمال بين جوانحهم من جديد ، وتعود إليهم الروح المفقودة والمعاني الغائبة ..

إن سبل الصلاح قد عودت أهلها المصلحين دوما أن تعطيهم البركة ما تعففوا , فإذا رنوا منها كسبا ذاتيا زادتهم نفورا وبانت عنهم إعراضا وتأبت عليهم بما لا يظنون ..

ووعدتهم الرفعة ما تواضعوا للناس وخدموهم , فيذهب الفضل عنهم لحظة التكبر على المجتمع , ويدلي القبح عليهم ما صعروا خدودهم للراغبين في التلقي .

ومنحتهم الإقبال ممن حولهم ماداموا بسطاء غير متكلفين , فإذا جادلوا وألصقوا أحاديثهم بالتعالم , وحرفوا شفاههم نحو التشدق , وهزوا رؤسهم فرحا بغريب الكلم , حذرتهم دعوتهم من بعد الناس عنهم وانفضاضهم من حولهم .

وقد شرفتهم بطاعة الناس لهم إن هم أطاعوا الله بفعالهم , وسبقت أفعالهم أقوالهم , وكانوا نماذج علم وعمل , لكنها نبهتهم بسخط العالمين عليهم , إن هم قالوا ولم يفعلوا , ووعدوا ولم يفوا , ونصحوا ولم يمتثلوا .

إن قلوب الناس الطيبين لاتخطىء , وعيونهم لاتجفل , وأحاسيسهم لا تنخدع , فالصادقون المخلصون تنثر بين أيديهم رياحين القبول , وتسبقهم نسمات العطر الروحي السابغ , فيم الآخرون ينشغلون بتجميل ذواتهم بألوان كاذبة , وأقنعة زائفة ما تلبث أن تزول أو تكشفها ساعات الزمان أو لحظت الشدائد ..