المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنات النعيم


المراقب العام
26-11-2017, 12:07 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif

إن العبد في هذه الدنيا قادر على الاستكثار من أعظم وأفخم البساتين الدائمة في جنات النعيم؛ من قصور ودور وخيام وبساتين، بل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ بأعمال وعبادات يسيرة على من وفقه الله للخير ونَوَّرَ بصيرته للهدى ويسر طريقه للصواب، نذكر من تلك الوسائل والطرق البناء عقاراتك دون قيد أو شرط أو خوف من زوالها، ما وعدنا بها ربنا جل جلاله وأخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه:

1- الإيمان بالله والعمل الصالح: قال تعالى (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ )[5]، أي: في المنازل العاليات المرتفعات جدا، ساكنين فيها مطمئنين، آمنون من المكدرات والمنغصات، لما هم فيه من اللذات، وأنواع المشتهيات، وآمنون من الخروج منها والحزن فيها.[6]
ويقول عليه الصلاة والسلام: إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمِ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا.[7]

2- تقوى الله: قال تعالى ( لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ )[8]، أَخْبَرَ عَنْ عِبَادِهِ السُّعَدَاءِ أَنَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ فِي الْجَنَّةِ، وَهِيَ الْقُصُورُ الشَّاهِقَةُ.[9]

3- الصبر: قال تعالى عن عباد الرحمن ( أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا )[10].
أي: المنازل الرفيعة والمساكن الأنيقة الجامعة لكل ما يشتهى وتلذه الأعين وذلك بسبب صبرهم نالوا ما نالوا.[11]

4- تصديق المرسلين: قال عليه الصلاة والسلام:( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ مِنَ الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ، بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ).[12]
والغرف: هي القصور العالية في الجنة.

5- الإسلام والإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام والهجرة والجهاد في سبيل الله: قال عليه الصلاة والسلام:( أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، لِمَنْ آمَنَ بِي، وَأَسْلَمَ، وَهَاجَرَ، وَأَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى غُرَفِ الْجَنَّةِ، لِمَنْ آمَنَ بِي، وَأَسْلَمَ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَدَعْ لِلْخَيْرِ مَطْلَبًا، وَلَا مِنْ الشَّرِّ مَهْرَبًا، يَمُوتُ حَيْثُ شَاءَ أَنْ يَمُوتَ ).[13]

6- بناء المساجد أو المساهمة ولو بالشيء اليسير: قال عليه الصلاة والسلام:( من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة ).[14]
مفحص قطاة: أي عش طائر صغير، وفيه إشارة بعظم أجر المساهمة ولو اليسيرة في بناء المساجد.

7- صلاة اثنتي عشرة ركعة تطوعا في اليوم: قال عليه الصلاة والسلام:( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ ).[15]

8- دعاء دخول السوق: قال عليه الصلاة والسلام:( من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا في الجنة ).[16]

9- الغدو والرواح إلى المسجد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ ).[17]
الغدو: السير والذهاب أول النهار، والرواح: السير والذهاب بعد الزوال، والنُّزُل: الْمَكَانُ الَّذِي يُهَيَّأُ لِلنُّزُولِ فِيهِ.
قيل: المراد بالغدو هنا مطلق الذهاب للمسجد في أي وقت كان، وبالرواح الرجوع منه، أي من ذهب للصلاة في المسجد ورجع.[18]
قال ابن عثيمين: وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح، سواء غدا للصلاة، أو لطلب علم، أو لغير ذلك من مقاصد الخير، أن الله يكتب له الجنة نزلاً.[19]

10- سدُّ فرجة في الصلاة: قال عليه الصلاة والسلام:( من سد فرجة بنى الله له بيتا في الجنة ورفعه بها درجة ).[20]

11- صلاة الضحى أربعا وقبل الظهر أربعا: قال عليه الصلاة والسلام:( من صلى الضحى أربعا، وقبل الأولى أربعا، بني له بيتا في الجنة )[21].
الظَّاهِر أَن المُرَاد بالأولى الظّهْر لأنها أول صَلَاة ظَهرت وفرضت وَفعلت.[22]

12- الصبر والحمد والاسترجاع على فقدان الولد: قال عليه الصلاة والسلام:( إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد ).[23]

13- قراءة سورة الإخلاص عشر مرات: قال عليه الصلاة والسلام:( من قرأ { قل هو الله أحد } عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة )[24]، وفي رواية(من قرأ ) { قل هو الله أحد } حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة )[25].

14- حُسن الخُلُق: قال عليه الصلاة والسلام:( أنا زعيم بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه )[26].

15- ترك الكذب ولو مازحا: قال عليه الصلاة والسلام:( أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا )[27].

16- ترك المراء وإن كان محقا: قال عليه الصلاة والسلام:( أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا )[28].

17- طيب الكلام وإطعام الطعام وإدامة الصيام وصلاة القيام: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا, وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ , قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى للهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ).[29]

18- عيادة المريض أو زيارة الأخ في الله: قال عليه الصلاة والسلام:( مَنْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ، نَادَاهُ مُنَادٍ، أَنْ: طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا ).[30]
وَتَبَوَّأتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا: أي اتخذت منها داراً تنزله.[31]

19- قول "سبحان الله وبحمده": قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه؛ غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنَّةِ ).[32]

20- قول" سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر": قال عليه الصلاة والسلام:( لَقِيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْرِيَ بي، فقال: يا مُحمَّدُ أقْرِئْ أُمَّتَك منِّي السلامَ، وأَخبرْهم أنَّ الجنةَ طيبةُ التُربَةِ، عذْبةُ الماءِ، وأنَّها قِيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ ).[33]
وفي رواية:( سبحان اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أَكبرُ )؛ غُرِسَ له بكلِّ واحدةٍ منهنَّ شجرةٌ في الجنَّةِ.[34]

21- قول" ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله": قال عليه الصلاة والسلام:( أَكثِروا من غِراسِ الجنَّةِ؛ فإنه عَذبٌ ماؤها، طَيِّبٌ ترابُها، فأَكثِروا من غِراسِها، قالوا: يا رسولَ اللهِ! وما غراسُه. قال: ما شاء اللهُ، لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ ).[35]

ما ذكرنا من بيوت ومنازل وقصور وخيام وأشجار ونخيل، مع البساتين والزروع وكل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، هي أعظم العقارات على الإطلاق، لأنك تتملكها وتتمتع بها دون كلل ولا ملل ولا تنتقل لغيرك، قال تعالى ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا )[36]، فهي ميراث كل عبد مؤمن تقي، لا يبغون عنها حولا.
نسأل الله من فضله.

10/2/1439هـ
30/10/2017م

----------------------
[1] صحيح جامع الترمذي للألباني برقم 2346.
[2] (الجمعة:8).
[3] (النساء:77).
[4] السلسلة الصحيحة برقم 2508.
[5] (سبأ:37).
[6] تفسير السعدي ص681.
[7] متفق عليه.
[8] (الزمر:20).
[9] تفسير ابن كثير (7/91).
[10] (الفرقان:75).
[11] تفسير السعدي ص587.
[12] متفق عليه.
[13] صحيح الجامع برقم 1465.
[14] صحيح الجامع برقم 6128.
[15] أخرجه مسلم في صحيحه برقم 728.
[16] صحيح الجامع برقم 6231.
[17] متفق عليه.
[18] مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (2/404).
[19] شرح رياض الصالحين (2/167).
[20] السلسلة الصحيحة برقم 1892.
[21] السلسلة الصحيحة برقم 2349.
[22] التيسير بشرح الجامع الصغير (2/427).
[23] صحيح الجامع برقم 795.
[24] صحيح الجامع برقم 6472.
[25] السلسلة الصحيحة برقم 589.
[26] صحيح سنن أبي داود برقم 4800.
[27] صحيح سنن أبي داود برقم 4800.
[28] صحيح سنن أبي داود برقم 4800.
[29] صحيح سنن الترمذي برقم 1984.
[30] صحيح سنن الترمذي برقم 2008.
[31] دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (3/225).
[32] صحيح الترغيب برقم 1539.
[33] صحيح الجامع برقم 5152.
[34] صحيح الترغيب 1552.
[35] صحيح الترغيب برقم 1584.
[36] (مريم:63).