المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حصان طروادة ... التمويل الأجنبي


السمراء أم شامة
29-04-2010, 01:54 PM
دام حصار الإغريق لطروادة عشر سنوات، فابتدع الإغريق حيلة جديدة، حصاناً خشبياً ضخماً أجوفاً مُلئ بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس، أما بقية الجيش فظهر كأنه انسحب بينما في الواقع كان يختبىء وراء تيندوس، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام. وقام جاسوس إغريقي، اسمه سينون، بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية، بالرغم من تحذيرات لاكون وكاساندرا، حتى أن هيلين وديفوبوس فحصا الحصان فأمر الملك بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير.

احتفل الطرواديون برفع الحصار وابتهجوا، وعندما خرج الإغريق من الحصان داخل المدينة في الليل، كان السكان في حالة سكر، ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد.

وفي هذه الأيام أعلن وزير الخارجية النرويجي يوهانس غهير إنشاء أول مركز علاج للسرطان في فلسطين داخل مستشفى المطلع في منطقة الطور بالقدس المحتلة, مؤكداً مواصلة دعم بلاده بتقديم المساعدات عبر المشاريع الصغيرة التي تقدم من قبل القطاع الصحي..للوهلة الأولى يدخل السرور إلى قلوب المحتاجين للدواء والعلاج من مرض خطير كالسرطان عندما يسمعون هذا الخبر ،ولكن الناظر والمدقق والمتتبع يرى أن المشهد ذاته يتكرر في استعمار الشعوب ،وأن المساعدات الأجنبية للأمة الإسلامية المكلومة ما هي إلا كحصان طروادة يخفي ما تحته ،وثوب جديد من أشكال الإستعمار والهيمنة على الشعوب .

وكيف نقبل هذه المساعدات من النرويج وصحفها تعيد نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول – صلى الله عليه وسلم ؛ فقد أعادت صحيفة أفتن بوستن النرويجية نشر العديد من الصور الكاريكاتورية المسيئة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى نشر صور جديدة.

المساعدات الدولية انهمرت على إفريقيا لمدة طويلة ومنظمات الإغاثة تنتشر في أرجائها ومع ذلك مازالت إفريقيا غارقة في مستنقع الفقر. والمدهش أن إفريقيا ما قبل هذه المساعدات كانت غنية.

هذه المساعدات التي كانت تتراوح سنويًا بين خمسين وستين مليار دولار وصلت في عام 2005 إلى 100 مليار دولار. ومع ذلك فإفريقيا اليوم تسجل أعلى نسبة وفيات بين المواليد وأقل مستوى دخل للأفراد وهي اليوم أكثر القارات تخلفًا في التعليم والصحة وجميع القطاعات الحيوية. فأين يا ترى ذهبت هذه المساعدات؟

إن وسائل الإعلام التي ترى وتصور بعيون وكاميرات المُستعمِرين تبث لنا الصورة (الملائكية) فنشاهد عمال الإغاثة وهم متجمهرون حول عدد من الأطفال الذين يقتربون من الموت يحاولون جهدهم إنقاذ هؤلاء الضحايا والمكلومين والمنكوبين ..ولكن لا ترينا كاميراتهم وشاشاتهم أن هؤلاء المنقذين هم أنفسهم من أساء للرسول- صلى الله عليه وسلم – أو دعم المسيئين للعقيدة الإسلامية أو تسبب بهلاك الكثير من الأبرياء في فلسطين والعراق والباكستان وقارة إفريقيا، وأن أكثر هؤلاء الأطفال أصيبوا بالمرض داخل المخيمات التي أقامتها تلك المنظمات وهنا تكمن المصيبة .

فعلى سبيل المثال منظمة أكشن وايد قالت "إن المتبع لتوزيع المعونات والمساعدات المقدمة من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة يجد أنها نوع من مساعدات السراب لأن النسبة الكبرى من هذه المساعدات تعود بشكل غير مباشر للدول المتبرعة، ولا تسهم بفعالية في معالجة أزمات الدول الفقيرة والأكثر فقرًا.

عمل الخير محبب إلى النفس كما مساعدة الآخرين من المحتاجين والملهوفين ، والإسلام يحث عليه ،وأن يكون خالصا لله تعالى {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً }الإنسان9

ولكن عمل الخير قد يكون في كثير من الأحيان ليس أكثر من غطاء تتحرك خلفه الكثير من الأهداف وتتصارع وراءه الكثير من النوايا وهذا بالضبط ما تقصده الكثير من الدول المانحة للمساعدات. بل لقد كانت هذه المساعدات جزءًا من لعبة دولية أيام الحرب الباردة حيث كان كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة يسعيان لضم أكبر عدد ممكن من الدول تحت لواءيهما.

الكاتب الزيمباوي إيفانز مونيميشا يقول في مقاله (المساعدات الدولية)"سمها ما شئت. ولكنني سأسميها باسمها الحقيقي: الاستعمار الجديد " وفي كتابه The Road To Hell (الطريق إلى الجحيم: الآثار المدمرة للمساعدات الأجنبية والمنظمات الخيرية العالمية )يصف مايكل مارين وهو الذي عمل مع عدد من منظمات الإغاثة ما يحدث بالاستعمار فيقول في فقرة من كتابه "في إفريقيا، الناس الذين من المفترض أن يستفيدوا من المساعدات يرون ما يحدث. فهم يسمعون الأجانب يتحدثون عن التطوير، ولكنهم يعرفون أن التطوير هو سياسة استعمارية. التطوير هو سياسة الاستعباد. عندما وصل المستعمرون إلى الساحل لم يقولوا " نحن هنا لنسرق أرضكم ونأخذ مواردكم ونستخدم شعبكم لتنظيف حماماتنا وحراسة منازلنا الكبيرة ". بل قالوا: "نحن هنا لنساعدكم" ثم سرقوا أرضهم ومواردهم واستأجروا شعبهم لتنظيف حمامتهم. والآن جاء عمال الإغاثة الذين يقيمون في منازل استعمارية كبيرة ويقودون سيارات ضخمة بينما يصرون طوال الوقت على أنهم جاؤوا للمساعدة".

لقد اتخذ هؤلاء الكفار خطة استراتيجية خبيثة جدا بأن يتخذوا لهدفهم رسولاً منا ( بمعنى أن يقطع الشجرة أحد أعضائها)..فتحت ستار المساعدات للطلاب هاجم الكافر عقول أبنائنا وبناتنا من خلال البرامج التي تنفذها المؤسسات الغربية الكافرة عبر أعمال ومشاريع تنفذ في المدارس. فهم يريدون تربية أبناءنا على ثقافتهم الغربية القائمة على فصل الدين عن الحياة.

ويبقى السؤال مطروحا، هل هذا التمويل الأجنبي والمساعدات دعم محايد أم أجندة سياسية؟
منقول من هـنا (http://www.awda-dawa.com/pages.php?ID=13699)

الأرقم
30-04-2010, 05:18 AM
بارك الله بكم
وجزاكم الله خيرا

مصطفى الديب
03-05-2010, 05:42 AM
نقل طيب جعله الله في ميزان حسناتك بارك الله فيك