المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نستحضر هذه المعاني حال سحورنا


المراقب العام
27-05-2018, 05:13 PM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif

أنك حال سحورك يصلي عليك الله وملائكته، فيكون سحورك سببًا لرحمات تنزل عليك.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

هل نستحضر هذه المعاني حال سحورنا
1- أن في السحور بركة، ولو كان جرعة ماء.
2- أنك بسحورك تستن برسولك صلوات ربي وسلامه عليه.
3- أنك تتقوى على الطاعات، والقيام على الرعية.
4- أنك بقيامك للسحور حتى على جرعة الماء تخالف اليهود والنصارى حيث يصومون بلا سحور.

5- أنك حال سحورك يصلي عليك الله وملائكته، فيكون سحورك سببًا لرحمات تنزل عليك.
وجب علينا أن نطوِّف حول صلاة الله وملائكته على المتسحر: والسؤال هو:
ما العبادة العظيمة التي يفعلها المتسحر حتى يستحق بها مثل هذا الجراء العظيم؟ حيث إن الأجر العظيم لا ينفك في ذهن كل منا عن عمل جليل! فما هي يا ترى العبادة -الأمر التكليفي- التي يقوم به المتسحر؟

لما تأملت وجدت:
- إن المتسحر يقوم من نومه ليطعم وهذا استمتاع وليس تكليفًا بعمل، فمن يظن أن الأكل تكليف؟
- مهلاً لحظة: يطعم من ماذا؟ يطعم من رزق الله الذي أنعم الله به عليه من غير حول منه ولا قوة.
إذًا المتسحر يطعم من رزق الله مستمتعًا بنعمه، فيستحق بذلك صلاة الله وملائكته عليه، مع بركة .
ما هذا المعنى العجيب!

- مهلاً لحظة: هل يجب أن يتصف هذا المتسحر بصفات تجعله يستحق هذا الأجر الجليل؟
مثل أن يكون ممن قام الليل قيامًا طويلاً، أو قليلاً وأحسن في ذلك، أو يكون متصدقًا بمال وفير قبل سحوره، أو... لا لم يشترط الشارع الحكيم على المتسحر أي عمل برّ يلتزمه حتى ينال هذا الأجر السامي.

إذا عدنا للمعنى الأول:
يطعم مستمتعًا برزق الله، فيبارك له، ينال صلاة الله وملائكته.
فإن قال قائل: "ينال ذلك لامتثاله أمر الله بالسحور؟".
- قلنا لا نختلف معك على ذلك ولكنه امتثال لأمر أو أداء لتكليف شرعي أقرب للمتعة والتنعم منه إلي الامتثال بالأمر، أو أداء لتكليف شرعي.

- ثم إن هذا الأجر ليس مشروطًا بمن استحضر نية الامتثال الشرعي حال سحوره، وإلا فكل العامة حُرموا هذا الأجر وهذا مما لا دليل عليه ولا برهان، فكل من تسحر عالمًا بهذا الأجر وطالبًا لهذه البركة، أو جاهلاً بهما ينالهما، ويفْضُل العالم بهما الطالب لهما الجاهل بأجر استحضار هذه النويا ليس إلا.

- فقد يعطي الله الشكور الكثير من الأجر على أعمال أحب لأنفسنا من سواها -لاستمتاعنا بها- بل ويرزقنا ما نتنعم به في أدائها، وأمثال هذه الأعمال في الشرع كثير نذكر منها:
- (احتساب النومة) مقيدة بنية التقوي على الطاعة، وإلا فهي عادة.
- (في بضع أحدكم صدقة) غير مقيدة بنية.
- (السحور) عبادة ظاهرها التكليف ولكنها متعة بنعم ولها بركة.

- فيا من رغب عن السحور ولو بجرعة ماء:
- رغبتَ عن السنة.
- وحرمت البركة.
- ولم تحظَ بصلاة الله وملائكته.
فما أخسرك، ما أخسرك، ما أخسرك.
- ألا يحق لنا أن نصدّق على قول الشاعر بلسان الحال والقال:

ومما زادني فخرًا وتيهًا *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن سيرت أحمد لي نبيا
*الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.



موقع طريق الإسلام