المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العفُوّ في ليالي العفْو


المراقب العام
13-06-2018, 05:26 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif

العفُوّ في ليالي العفْو





بسم الله الرحمن الرحيم
جاءت إليه.. أحب الناس إليه.. صلوات ربي وسلامه عليه.. فقالت رضي الله عنها وعن أبيها:

يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفُوٌّ تحب العفْوَ؛ فاعف عني"

أي اصطفاء هنا، وأي أمور احتفت بهذا الدعاء لتجعلنا نعض عليه بالنواجذ!

الموضوع: سؤال عن خير الدعاء.
الزمان: خير الليالي وأحبها عند الله.
المسؤول: هو خير الخلق وأحبهم عند الله.
والسائل: عائشة رضي الله عنها أحب الناس لخير خلق الله.

سلسلة من المحاب والخيرية.. فأي محض للنصح هنا.. وأي اصطفاء!

تتلقى هذه الكلمات بأذنك وتتلقى معها بقلبك الإشارة إلى أن هذه الليالي هي ليالي العفو.. وأن الله الذي أمرنا وقال: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} يحب من عباده الدعاء باسمه العفوّ خاصة هذه الليالي..

***
عادة المداحين من الشعراء وغيرهم أنهم يخصون الجود بالذكر في مدائحهم.. لأنهم في الحقيقة إنما يمدحون يرجون نوال اليد..

وكاتب هذه الكلمات ومن بقي مرسلا بصره معها جاءوا يجلسون معا مجلسا يثنون فيه على الله.. يذكرون فيه عفوه.. ويقفون مع العفوّ سبحانه في ليالي العفو.. لأنهم في الحقيقة أيضا يرجون عفوه سبحانه.. (وما أحد أحب إليه المدح من الله)..

***

اسم الله (العفوّ) قد لا يستشعر أحدنا العجز أمامه كما هو مع غيره من الأسماء كالخالق والرازق والعزيز و...الخ. فهو يعلم أن الله سبحانه يعفو وهو كذلك يرى من حوله الناس يعفون. ولا يقف طويلا ليفرق بين الفعل (عفا) في هاتين الجملتين:
(عفا الله عنك) و (عفا فلان عنك)

وبينهما كما بين السماء والأرض!
والفرق بينهما كالفرق بين الخالق والمخلوق، والفرق بين العجز والمقدرة!

لو ضمنت لي أن المعنى سيصل إليك ويستقر في قلبك بلا تطويل فسأقول لك جملة واحدة تختصر كل ما أريد
(عفو الله سبحانه معجز كما هي قدرته وحكمته و...)

إن إعجازه سبحانه في عفوه من وجوه:
١- من جهة *شموله* لكل الذنوب، حتى الشرك بعد التوبة.
٢- من جهة *تتابعه بلا* حد وتكراره بلا عد، بل محبة ذلك والفرح منه سبحانه بالتوبة وسؤال العفو عند ارتكاب ما يوجب العقوبة.
٣- من جهة العفو *ذاته*، فالعفو منه سبحانه محو تام للذنب. وهذا العفو لا يكون ولا يقع ولا يطيقه غيره سبحانه. وربما انمحى الذنب من عقل أحدنا، ولكن هذا لا يكون منا إلا على وجه النقص والنسيان، أما الله سبحانه {فإن الله كان عفوا قديرا} فله تمام العفو مع تمام القدرة.
٤- من جهة *غناه* عما بعد العفو، فلا يعفو أحد من الخلق إلا وهو ينتظر الجزاء ويدخره، إما من الله أو من غيره من الخلق. أما الله سبحانه فعفوه عفو غني عن كل ما سواه سبحانه.

كل واحدة من هذه أمر معجز ولا يستطيعه أي مخلوق!
لا يوجد مخلوق يعفو عن جميع صور الجناية عليه.
ولا يوجد مخلوق يتابع العفو بلا حد معين ويفرح بسؤاله ويعد ببذله.
ولا يوجد مخلوق يستطيع أن يمحو ذنبك! وإنما غاية وسعه أن يمحو أو يسقط ما يستطيع من آثاره فحسب.
ولا يوجد مخلوق يعفو ولا يرجو شيئا يناله من هذا العفو.

لأننا نعبر عما يحدث بين الناس بلفظ العفو نظن أن عفو الله مثله! لا والله.

هب أنك من أحلم وأنقى وأتقى الناس، وأنت مغترب ولك صديق تحبه جدا يسكن معك، بل ويسكن وتسكن فيه. هذا الصديق هو مرآة روحك وسلوتك في غربتك. ووذات يوم رآك صديقك في مكان عام مع امرأة متبرجة وحدكما وأنت ممسك بيدها وتحمل عنها معطفها. وهو يعلم أنك مغترب مثله ولا تعرف بالمدينة امرأة ذات محرم له. فأسر في نفسه السوء ومضى. وتمضي الأيام وهو يلقي عبارات التعريض بك بطريقة مؤذية عند كل مناسبة. وبدا يتغير عليك تماما، ثم صار من يعرفكما يتغير عليك وكأنما يلبسون ثوبه عند لقائك، ثم استأذنك بالخروج من السكن لعدم ارتياحه والبحث عن مكان آخر، حتى ضقت ذرعا عندها، وشعرت بأنه يرمي على أمر ما، فدفعته دفعا للحديث، فأفصح وصرح. فتذكرت الموقف وذكرت له أن الفتاة كانت قريبة من محارمك جاءت لهذه المدينة عرضا وطلبت منك والدتك الجلوس معها وتقديم المساعدة لها ونصحها فيما يتعلق بحجابها وألا تخبر أحدا بقدومها لأنها جاءت للعلاج من مرض لا تحب أن يعلم أحد به! ثم أخرجت هاتفك وجعلته ينظر رسائل والدتك لك.

ذُهل صاحبك من طول الأيام التي كان يطوي فيها السوء عليك! وذهل أكثر وهو يتذكر سهام العبارات واللمزات. وعض على يديه ندما وهو يراجع الكلام الذي كان ينقله لمن حولك محذرا وشامتا.

واسودت الدنيا في وجهك وضاقت عليك نفسك وأنت ترى أخص أصدقائك تبلغ به الظنون هذا المبلغ ويستمر فيها ولا يكاشفك ولا يصارحك ويمضي يلقي العبارات الجارحة في كل مناسبة ولو أمام الناس! ثم يمشي بهذه الظنون ويحملها لكل من حولك.

صديقك هذا ظن أن هذا المجلس آخر العهد بينكما، وكان غاية أمله أن تنصرم العلاقة وقد عفوت عنه.

(لكن) لأنك حليم تقي نقي سليم الصدر ابتسمت في وجهه وأنت تدافع نزغات الشيطان وقلت:
لو أنك يا صاحبي تلوت سورة النور تلك الليلة لما استرسلت مع تلك الظنون التي تلقتها جوارحك بالتصديق، قد كان يسعك أن تستفهم وتقول: (ما حملك على هذا) وأنت قد عرفت مني محبة النصح والتواصي وأننا منذ التقينا لم نزل نسقي حبنا بالنصح والتواصي. *عفى الله عنك* يا صاحبي وقد *عفوت عنك* استبقاء لمودتك.

وبعد عامين في الغربة مع بعضكما قويت العلاقة بينكما ونسيت هذا الموقف كله كأنه لم يكن. بل لم يطرأ على بالك قط!
لقد كان صديقك يحدث نفسه أن لو كان غيرك لما عفى عنه هكذا ونسي عشرات العبارات الجارحة والنظرات المفترسة التي تقتله بها صباح مساء تلك الأيام. وكان يقول:
(لله ما أنقاه، ليهنه سلامة صدره)

المذنب ما زال يتذكر ذنبه ويستحي منه أما أنت الذي وقع عليك الخطأ فقد نسيته تماما وعفوت عن صاحبه.

وقبل أيام قليلة من انتهاء دراستكم حصلت قصة مشابهة للقصة الأولى.
كأنما الزمان يدور! ثم أسر في نفسه كذلك وعاد للتعريض الجارح أيضا ثم أذاع الظنون ثم دفعته ثم صرح ثم كشفت له الأمر ثم...!

طوال السنتين الماضيتين كنت تظن أنك قد نسيتَ الأمر الأول وتقول إنك قد عفوت تماما وأنك لا تحمل في قلبك ذرة على صديقك. لكنك الآن تشعر بمرارة مضاعفة!
وقد كانت هناك شرارة مطمورة تحت الرماد لا أثر لها، فجاءت ريح ثورتها فعاد الأمر جذعا! واستقامت ساق الجناية وعلت فروعها حتى غشيك من الحزن ما غشيك.

أين العفو هنا؟ ألم تكن تظن أنك قد محوت ذنب صديقك تماما تماما حتى مرت عليك الشهور الطوال دون أن تتذكره؟!

هل وصل المعنى؟

إذا وقع الشرخ فإن طمسه تماما من القلب حتى عند استدعائه وتكراره أمر لا يطيقه المخلوق أبدا.

وقد قيل:

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى
وتبقى حزازات النفوس كما هيا

ويقول صاحب زينبية الحِكم:

واحرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعد التنافر يصعبُ

إن القلوب إذا تنافر ودها
مثل الزجاجة كسره لا يشعبُ

هذا غاية ما لدى المخلوق من مدلول كلمة (العفو)، أما الله العفوُّ سبحانه فإنه إذا عفا محا وطمس وطوى وصار الذنب كأن لم يكن أبدا أبدا!

وأعجب من هذا أنه سبحانه إذا عفا عن الذنب فإنه يُنسي العبد المذنب نفسه ذنبه عند الحساب لئلا يستحي منه عند ربه!

لو أن إنسانا قتل عائلتك، ثم عفوتَ عنه وقبلت الدية وأسقطت القصاص، لكتب من حولك فيك الأبيات ثناء على عفوك. ربما كنت بعدها لا تمر بالحي الذي يسكنه القاتل، ولا تطيق رؤيته ولا ذكره، _فضلا عن أن تفرح بالعفو عنه وتحمد له التوبة وتقبل عليه وتطوي الأمر كأن لم يكن وتحمد صنيعه وتعلن للناس أنك ستعفو لو عاد ثم أناب!_ وربما كنت تشترط على من يقيم وليمة ألا يدعوه إذا أراد أن يدعوك، بل كل حولك سيدرك ذلك بلا اشتراط. ومع هذا فأنت في أعينهم مثال العفو والصفح. أتدري لماذا؟
لأنك مخلوق، مهما كان قلبك كبيرا فأنت مخلوق صغير. إن قدرتنا جميعا على العفو ضعيفة. وهذا العفو الذي ليس بشيء عند عفو الله تعالى يشكره الله تعالى لنا ويجزل لنا به الثواب.

جناية القتل عليك أهون بكثير من جناية العبد على الله بالكفر. ولكنه حلم الله ولطفه وفضله.

تأمل هذه العبارة:
(عفو الله عن أعظم الجناية عليه سبحانه من أحد من الخلق أكبر وأكمل وأوسع من عفو المخلوق عن المخلوق عند أدنى وأقل جناية عليه)

قدرتك على العفو عن الوخزة اليسيرة ليست بشيء عند قدرة الله على عفوه عن عبد حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهجاهم السنين الطوال ثم تاب وأناب.

والله إن القلم يستحي أن يمضي في هذه المعاني الآن دون أن يقطع ما بين الجمل والكلمات وهو يسأل الله العفو. يا رب عفوك يا رب عفوك.

اللهم إنك عفو.. تحب العفو.. فاعف عنا..

ومن العجيب هنا أن الله إذا عفا عن ذنبك مسحه من ديوان أعمالك، بل حتى الملائكة الذين كتبوا السيئة عليك فإن الله ينسيهم إياها!
هذا وقد سماهم الله (حافظين)! وقد زادوا الحفظ بالكتابة وكانوا (كاتبين)!
{إن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون}
ولكن الله ينسيهم ذنبك تماما كأنهم ما حفظوا وما كتبوا وما علموا.

آلآن
هل بان لك الفرق بين الجملتين؟!
وعرفت المفاوز فيها بين الفعلين؟!

بين (عفا الله عنك) و (عفا فلان عنك).

حتى لو كان فلان هذا طاهر القلب، زكي النفس، سليم الصدر. فما بالك بغيره من الخلق!

قال الكلبي:
إن الله اقدر على عفو ذنبك منك على عفو صاحبك.

جاء في الموسوعة العقدية للدرر السنية:

"(العفو): اسم من أسماء الله الحسنى، ومعنى العفو الذي يمحو السيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من اسم الغفور ولكنه أبلغ منه، لأن الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من الستر.
فالعفو في حق الله عز وجل عبارة عن إزالة آثار الذنوب بالكلية، فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين، ولا يطالبه بها يوم القيامة، وينسيها من قلوبهم، كيلا يخجلوا عند تذكرها، ويثبت مكان كل سيئة حسنة، قال تعالى: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}".

وليس هذا الحديث تقريرا لاستدامة الشحناء وإذكائها، وليس اعتذارا لأصحاب الفجور في الخصومات، إن الحديث عن سلامة الصدر وفضل العفو والصفح هو كما كنت تعلم تماما. وبيان وجوه نقصان عفو الخلق وبُعدها عن عفو الله لا يعني ذم هذا العفو منا والتقليل منه.

الحديث هنا عن قدرة إلهية ومعجزة يختص بها الله سبحانه لأنه سبحانه وحده العفوّ الذي له من هذه الصفة تمامها وكمالها.

يقول الله تعالى:
{ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}
ومن بلاغة القرآن ودقة تعبيره مجيء حرف (كاف التشبيه) هنا، قال ابن عاشور:
"تشبيه في زوال العداوة ومخالطة شوائب المحبة، فوجه الشبه هو المصافاة والمقاربة وهو معنى متفاوتُ الأحوال، أي مقول على جنسه *بالتشكيك* على اختلاف تأثر النفس بالإِحسان وتفاوت قوة العداوة قبلَ الإحسان، ولا يبلغ مبلغ المشبَّه به إذ من النادر أن يصير العدوّ وليّاً حميماً".

إن هذا العجز عن العفو التام ونسيان المعايب يندرج تحته كثير من الحكم الشرعية لكثير من الأحكام. بل إن الشرع جعل أسوارا عالية وحصونا مشيدة للعلاقات بين المؤمنين، لأن الشرخ في العلاقة يصعب معه محوه. انظر التغليظ في الغيبة مثلا، إن سماع كلمة سوء عن مؤمن أمر إذا وقع فيعسر معه محوه من عقول السامعين! وهذا له من الآثار الشيء الكثير والعظيم، بل ربما بقي قلبك يحمل الضغينة على أحد من أجل رجل اغتابه في مجلس قبل سنوات!

وبعد:
فكيف يُنال عفو العفوّ سبحانه؟

بأن تعلم أنه سبحانه العفوّ، وأن تسأله هذا الأمر وأنت موقن بأنه لا أحد أقدر على العفو منه سبحانه، وأنه سبحانه وحده العفوّ القدير الغفور.

وأن تثني عليه سبحانه بهذه الصفة وتجعل اسمه العفوّ قرين دعائك، وحديث جلسائك.

وأن تتخلق بهذه الصفة مع الخلق، فإن الله وقد عرفت حبه للعفو عن الناس يحب منك أن تعفو عن هؤلاء الناس. فهو سبحانه عفوّ يحب العفو والعافين عن الناس.
وليت شعري كيف يعلم العبد أن عفوه عن عباد الله باب مشرع لبلوغ عفو الله عنه ثم يتأخر عنه!

وأين عفوك عن عفو الله؟ وأين ما تنتظره مما يعده الله لك؟
ظلمك أخوك؟ سبك؟ بهتك؟
وهل يكون العفو إلا ههنا؟! وهل يكون العفو إلا مع قيام الخطأ والتقصير؟!

ألا يكفيك أن العفوّ سبحانه قد تكفل لك بالأجر مقابل عفوك {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}

والله لو قام وجيه من وجهاء الدنيا شفيعا لكنت عند شفاعته وقبلتها وأنت منشرح مسرور، فكيف والله سبحانه يسألك العفو عن العباد ويعدك بالأجر من عنده؟

وكيف لعبد علم من نفسه طغيان التقصير مع الله أن يفرط في فرصة بلوغ عفو العفوّ سبحانه بهذا العمل اليسير؟

ألا تحبون أن يعفو الله عنكم؟
ألا تحبون أن يصفح الله عنكم؟
{ وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}

هذه الليالي ليالي العفْو.. وهي ليالي العفوّ سبحانه..

في هذه الليالي ذكرى لشؤم الخلاف ففي البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: (إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت).
هذه أيام العفو والطهر والسلامة.

إن لم يعفُ العبد هذه الأيام وهو يرجو بركة ليلة القدر فمتى؟
إن لم يعفُ هذه الليالي وهو يدعو ربه العفوّ ويسأله العفو فمتى؟

اللهم إني لا أدخر سببا أطيقه لبلوغ عفوك..
وإني يا رب أشهدك أني عفوت عن كل عبد لي عنده أي حق..
اللهم بعفوي عن عبادك اعف عني..

اللهم إن لنا ذنوبا قد سبقت عملناها بجهالة..
وإنا نستحي ربنا أن نلقاك بها.. اللهم امحها عنا وعن ملائكتك الكرام الكاتبين.. اللهم أبدلها حسنات وضاعف لنا..
اللهم باسمك العفوّ اجعلنا من العافين عن الناس
اللهم باسمك العفوّ سلم قلوبنا وزك نفوسنا

اللهم إنك عفوٌّ قدير غفور تحب العفو فاعف عني..
اللهم اعف عني ووفق عبادك للعفو عني..
اللهم اعف عن كاتبها وقارئها ومبلغها..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.




راشد بن صالح بن خنين