المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلامة البشير الإبراهيمي


المراقب العام
24-09-2018, 08:14 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif


وفاة العلامة البشير الإبراهيمي 18 من المحرم 1385 هـ (1965 م) :
البشير الإبراهيمي أحد أبرز علماء الجزائر دعوة وجهادا، كان واسع المعرفة بالفقه وعلوم اللغة والأدب، ترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد وفاة مؤسسها العلامة عبد الحميد بن باديس، سخّر علمه وقلمه لخدمة وطنه وللدفاع عن اللغة العربية، وقد كانت مواقفه الجريئة سببا في وضعه تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته.
كان ذا علم غزير فياض واطلاع واسع وحافظة نادرة عز نظيرها ، وذاكرة مرنة طيِّعة جعلت صاحبها كدائرة معارف جامعة مع فصاحة في اللسان، وروعة في البيان، وإلمام شامل بلغة العرب ،وملكة في التعبير مدهشة جعلته يستطيع معالجة أي موضوع ارتجالاً على البديهة إما نثراً أونظماً.



http://articles.islamweb.net/PicStore/Random/1537680320_223792.jpg


اسمه ونشأته
اسمه : محمد البشير بن محمد السعدي بن عمر بن عبد الله بن عمر الإبراهيمي.

ولد يوم الخميس الثالث عشر من شهر شوال سنة 1306هـ الموافق للرابع عشر من شهر يونيو سنة 1889م؛ بجنوب مدينة سطيف من الشرق الجزائري بقرية تعرف باسم (قرية أولاد إبراهيم). • كانت أسرته على قدر كبير من الشهرة بالعلم والدين،علمه والده المبادئ الأولية من القراءة والكتابة ثم أدخله كتَّاب القرية ليحفظ القرآن الكريم على الطريقة التقليدية فحفظ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره.
حفظ بعض متون اللغة والنحو والفقه كألفية ابن مالك وألفية ابن معطي وجمع الجوامع في الأصول وتلخيص المفتاح للقزويني...إلخ ،كما حفظ الكثير من شعر الفحول كالمتنبي وأبي تمام.
أجازه عمه بتدريس العلوم التي أخذها عنه وهو في الرابعة عشر من عمره ، ثم سافر إلى زاوية سيدي علي بن شريف بجبال القبائل ليدرس على الشيخ الطيب بن مبارك الزواوي، فازداد نبوغًا وتفوقًا في العلوم الشرعية والعربية.
هاجر من الجزائر سنة 1911م مارًّا بتونس وليبيا ثم مصر ثم المدينة المنورة التي وصلها في أواخر سنة 1911م ، ترك المدينة إلى دمشق سنة 1917م؛ فالتقى بعلمائها فطاب له المقام فيها.
تزوج وهو في سن التاسعة والعشرين في مدينة دمشق من فتاة تونسية و أنجب منها ولدين وبنتين.



حياته العملية:
• تولى التدريس بزاوية سيدي الحواس بجنوب مدينة سطيف مدة ست سنوات.
• التقى بالشيخ عبد الحميد بن باديس سنة 1913م بالديار المقدسة بالحجاز وكان لهذا اللقاء أثره الخطير في نهضة الجزائر، وهناك نشأت فكرة إنشاء (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) التي تحققت على أرض الواقع سنة 1931م.
• عمل أستاذًا للآداب العربية وتاريخ اللغة وأطوارها وفلسفتها في المدرسة السلطانية الأولى التي عرفت "بمكتب عنبر" وهي أول ثانوية في القطر السوري.
• كان بالإضافة إلى عمله في التدريس يواصل إلقاء خطبه ودروسه في الجامع الأموي.
• أنشأ مدرسة صغيرة بمدينة سطيف بالجزائر سنة 1924م على نمط عصري.
• أعد مع عبد الحميد بن باديس لإنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وتم لهما ذلك، فاعلنا عن تأسيسها سنة 1931م.
• كان الشيخ عبد الحميد بن باديس معجبًا به أيما إعجاب، فمن أقواله عنه: "عجبت لشعب أنجب مثل الشيخ الإبراهيمي أن يضل في دين أو يخزى في دنيا أو يذل لاستعمار".
• أقام بمدينة تلمسان سنة 1933م وأخذ يلقي بها دروس الحديث والتفسير واللغة.
• وفي سنة 1935م وضع الحجر الأساسي لبناء مدرسة دار الحديث التي تم افتتاحها عام 1937م.
• يقول عن نشاطه في مدينة تلمسان: "كنت ألقي عشرة دروس في اليوم أبدؤها بدرس في الحديث بعد صلاة الصبح، وأختمها بدرس في التفسير بين المغرب والعشاء، وبعد صلاة العتمة أنصرف إلى أحد النوادي فألقي محاضرة في التاريخ الإسلامي".
• أصدرت سلطات الاحتلال الفرنسي في سنة 1940م قرارًا بنفي الشيخ الإبراهيمي إلى "آفلو" ووضعته تحت الإقامة الجبرية.
• وفي أواخر سنة 1942م أطلق سراحه فعاد إلى تلمسان ثم انتقل إلى الجزائر العاصمة سنة 1943م ليقود جمعية العلماء الجزائريين بعد أن كان قد عين رئيسًا لها وهو في المنفى بعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس عام 1940م.
• زار باريس عدة مرات أولها سنة 1936م وآخرها سنة 1952م.
• في سنة 1952م تمكن الشيخ من الاتصال بوفود الدول العربية والإسلامية في باريس وشرح لهم القضية الجزائرية.
• عُرضت عليه مشيخة الجامع الأزهر فاعتذر عنها.
• اختير عضوًا مراسلاً بالمجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1945م.
• اختير عضوًا مراسلاً بالمجمع اللغوي بالقاهرة سنة 1954م واستمر عضوًا مراسلاً فيه إلى عام 1961م، حيث تم تعيينه عضوًا عاملاً ممثلاً للجزائر.
• وبعد استقلال الجزائر عاد الشيخ الإبراهيمي إليها وألقى الخطبة في أول صلاة أقيمت في جامع "كتشاوة" وأمَّ الناس، وذلك في 2 نوفمبر 1962م، وكانت السلطات الفرنسية قد حولت هذا الجامع إلى كنيسة كبرى، فلما انتصرت الثورة الجزائرية بعد مئة عام أعادته إلى مسجد مرة أخرى.


من كلماته:
• إن عبيد الشهوات لا يتحررون أبدًا، فلا تصدّقوا أن من تغلبه شهواته يستطيع أن يغلب عدوًا في موقف، ابدأوا بتحرير أنفسكم من نفوسكم وشهواتها ورذائلها، فإذا انتصرتم في هذا الميدان فأنتم منتصرون في كل ميدان
• المعلم لا يستطيع أن يربِّي تلاميذه على الفضائل إلا إذا كان هو فاضلاً ، ولا يستطيع إصلاحهم إلا إذا كان هو صالحًا ، لأنهم يأخذون منه بالقدوة أكثر مما يأخذون منه بالتلقين
• الدعاءُ مِن غيرِ تعاونٍ على الأسبابِ سخريَّةً باللهِ وبعبادِ اللهِ، فلتعلَموا أن الدعاءَ المشروعَ والتوكُّلَ المشروعَ إنما يأتي في عالَمِ الأسبابِ بعد عَقْلِ الناقةِ وبذلِ الطاقةِ

• إذا لزم النقد ، فلا يكون الباعث عليه الحقد ، وليكن موجهًا إلىٰ الآراء بالتمحيص ، لا إلىٰ الأشخاص بالتنقيص

• إن فلسطين وديعة محمد -صلى الله عليه وسلم- عندنا، وأمانة عمر في ذمتنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، فلئن أخذها اليهود منا ونحن عصبة إنّا إذاً لخاسرون

• ليحذر المعلمون من أخذ الأطفال بالقسوة والترهيب في حفظ القرآن، فإن تلك الطريقة هي التي أفسدت الجيل وغرست فيه رذائل مهلكة

• ما دام هذا القرآن موجودًا بين المسلمين ، فإن الأمل في إصلاح المسلمين لا ينقطع لأن أوائلهم ما صلحوا إلا به .

• لا يجني الظالم إلا على نفسه، وإذا أراد الله بأمة خيرا جعل يقظتها على أيدي أعدائها.

• رب خاطرة لكاتب ، أو همسة لشاعر أحيت رمما ، وبعثت دارسا ، وردت ذاهبا ،وفجرت الينابيع في صم الصخور.

• هذه أموالنا تخرج من جيوبنا إلى خزائن الدول الغربية لتعود لنا بحبال نشنق بها وأسلحة نقتل بها !!.

• إنَ صالحة يأخذها الابن عن أبيه بطريق القدوة خير من ألف نصيحة باللسان.

• أسوأ ما وقع فيه دعاة الثقافة الغربية من عيوب هو الجهل المطبق بحقائق الإسلام، وأن أسوأ ما وقع فيه أنصار الثقافة الإسلامية هو الجهل المطبق بمشاكل العصر ومستلزماته.


مؤلفاته :
كان "البشير الإبراهيمي" واسع المعرفة، متنوع الثقافة، متعدد الميول والاهتمامات، ألف في الأدب واللغة، كما صنف في الفقه والمعاملات، ونظم الشعر وكتب العديد من المقالات، وترك "البشير" تراثا علميّا وأدبيّا كبيرا ، ومن أهم تلك الأعمال: - أسرار الضمائر العربية.
- الاطراد والشذوذ في العربية.
- التسمية بالمصدر.
- حكمة مشروعية الزكاة.
- رواية "كاهنة أوراس".
- شعب الإيمان (في الفضائل والأخلاق الإسلامية).
- الصفات التي جاءت على وزن "فُعَل".
- عيون "البصائر"، (وهي مجموعة مقالاته التي نشرت في جريدة "البصائر").
- فتاوى متناثرة.
- الملحمة الرجزية في التاريخ. (نظمها على وزن الرجز وتقع في ستة وثلاثين ألف بيت).
- الثلاثة (رواية مسرحية شعرية).
- ملحمة شعرية ما أخلت به كتب الأمثال من الأمثال السائرة.
- بقايا فصيح اللغة العربية في اللهجة العامية في الجزائر.
- النُّقَايات والنُّفايات في لغة ا لعرب
- نظام العربية في موازين كلماتها.
- رسالة في ترجيح أن الأصل في الكلمات العربية ثلاثة أحرف لا اثنان.
- رسالة في مخارج الحروف وصفاتها بين العربية الفصيحة والعامية.
جدير بالذكر أن آثار الشيخ الإبراهيمي جمعها ولده أحمد طالب الإبراهيمي في 5 أجزاء ( وهي عبارة عن المقالات التي كان ينشرها في الصحف والمجلات الوطنية والعربية).


وفاته :
توفي البشير الإبراهيمي في منزله، وهو رهن الإقامة الجبرية يوم الخميس 18 من المحرم سنة 1385 هـ ، الموافق 20 مايو سنة 1965م ، عن عمر بلغ 76 سنة قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين رحمه الله رحمة واسعة.



اسلام ويب